الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإنّ الشّرّ أصغره كبير
…
وإنّ الظّهر مثقله [1] الدّماء
أتطمع فى الذى أعيا عليا
…
على ما قد طمعت به العفاء!
ليوم منه خير منك حيّا
…
وميتا أنت للمرء الفداء
وأما أمر عثمان فدعه
…
فإنّ الرّأى أذهبه البلاء
وكانت وفاة سعد رضى الله عنه فى قصره بالعقيق، على عشرة أميال من المدينة، وحمل إلى المدينة على رقاب الرجال، ودفن بالبقيع وصلّى عليه مروان بن الحكم، واختلف فى وقت وفاته، فقال الواقدى:
توفى فى سنة خمس وخمسين، وهو ابن بضع وسبعين سنة، وقال أبو نعيم مات سنة ثمان وخمسين، وقال الزبير والحسن بن عثمان وعمرو بن على الغلّاس: توفى فى سنة أربع وخمسين، وهو ابن بضع وسبعين، وذكر أبو زرعة عن أحمد بن حنبل رضى الله عنه قال: توفى وهو ابن ثلاث وثمانين سنة، وروى عن ابن شهاب أن سعد بن أبى وقّاص رضى الله عنه: لما حضرته الوفاة دعا بخلق جبّة له من صوف، فقال: كفّنونى فيها فإنى كنت لقيت المشركين فيها يوم بدر [وهى علىّ][2] وإنما كنت أخبؤها لهذا اليوم، رضى الله تعالى عنه وأرضاه.
ذكر أخبار سعيد بن زيد رضى الله عنه ووفاته
هو أبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزّى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدىّ بن كعب بن لؤىّ ابن غالب القرشى العدوى. وأمه فاطمة بنت بعجة بن مليح الخزاعية.
[1] كذا جاء فى المخطوطة، وفى الاستيعاب ج 2 ص 25 «تثقله» .
[2]
ثبتت هذه العبارة فى النسخة (ن) مثل الاستيعاب، وسقطت من (ك) .
وهو ابن عم عمر بن الخطاب رضى الله عنه وصهره، كانت تحته فاطمة ابنة الخطاب أخت عمر، وكانت أخته عاتكة بنت زيد تحت عمر.
وكان سعيد رضى الله عنه من المهاجرين الأولين، قديم الإسلام [1] لم يشهد بدرا، وضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره، وقد قدمنا ذكر ذلك فى غروة بدر [2] ، وشهد ما بعد بدر من المشاهد، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة.
وكان أبوه زيد بن عمرو يطلب دين الحنيفية- دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام قبل أن يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان لا يذبح للأنصاب، ولا يأكل مما ذبح لها، ولا يأكل الميتة ولا الدم، وخرج فى الجاهلية يطلب الدّين هو وورقة بن نوفل، فعرضت عليهما اليهود دينهم فتهوّد ورقة، ثم لقيا النصارى فترك ورقة اليهودية وتنصر، وأبى زيد أن يأتى شيئا من ذلك، وقال:
ما هذا إلا كدين قومنا تشركون ويشركون، ولكنّكم عندكم من الله ذكر ولا ذكر عندهم. فقال له راهب: إنك تطلب دينا ما هو على الأرض اليوم. قال وما هو؟ قال: دين إبراهيم عليه السلام.
[1] فى الاستيعاب ج 2 ص 2 والإصابة ج 2 ص 46 والرياض النضرة ج 2 ص 303 أن إسلامه كان قديما قبل عمر بن الخطاب وكان إسلام عمر عنده فى بيته.
[2]
تقدم فى نهاية الأرب ج 17 ص 36 أن طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد بن عمرو ابن نفيل كانا قد بعثهما رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشام يتحسان له خبر العير، فقدما بعد غزوة بدر، فضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهميهما، قالا: يا رسول الله، وأجرنا. قال: وأجركما.. وكذلك جاء فى «ذكر مقتل طلحة» من هذا الجزء.
قال: وما كان عليه إبراهيم؟ قال: كان بعبد الله لا يشرك به شيئا، ويصلّى إلى الكعبة. فكان زيد على ذلك حتى مات..
ومن رواية أخرى قال: خرج ورقة بن نوفل وزيد بن عمرو يطلبان الدين حتّى مرّا بالشام، فأما ورقة فتنصّر، وأمّا زيد فقيل له: إن الذى تطلب أمامك، فانطلق حتّى أتى الموصل فإذا هو براهب فقال:
من أين أقبل صاحب الراحلة؟ قال من بيت إبراهيم. قال: ما تطلب؟
قال: الدّين. قال: فعرض عليه النصرانية، فقال: لا حاجة لى فيها، وأبى أن يقبل، فقال: إن الذى تطلب سيظهر بأرضك. فأقبل وهو يقول:
لبّيك حقّا حقّا. تعبّدا ورقّا.
[وقال] : [1] .
مهما تجثّمنى فإنى جاشم. عذت بما عاذ به إبراهيم.
قال: وأتى سعيد بن زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله إنّ زيدا كان كما قد رأيت وبلغك فاستغفر له. قال عليه الصلاة والسلام: «نعم، فإنه يبعث يوم القيامة أمة وحده» فاستغفر له.
قال أبو عمر: وكان عثمان بن عفان رضى الله عنه قد أقطع سعيد بن زيد أرضا بالكوفة فنزلها وسكنها إلى أن مات، وسكنها من بعده من بنيه الأسود بن سعيد.
وكانت وفاة [2] سعيد فى سنة خمسين أو سنة إحدى وخمسين، وهو ابن بضع وسبعين سنة رضى الله عنه وأرضاه.
[1] الزيادة من الاستيعاب ج 2 ص 4 حيث نقل المؤلف هذه الرواية كما نقل ما سبقها.
[2]
توفى بأرضه بالعقيق، وحمل إلى المدينة ودفن بها.