الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: وأمّا ابن عمر فإنّ الوليد أرسل إليه ليبايع، فقال: إذا بايع الناس بايعت. فتركوه، وكانوا لا يخافونه.
وقيل: إن ابن عمر كان بمكة هو وابن عبّاس، فعادا إلى المدينة، فلقيا الحسين وابن الزّبير، فقالا لهما: ما وراءكما؟ قالا: موت معاوية وبيعة يزيد، قال ابن عمر: لا تفرّقا جماعة المسلمين. وقدم هو وابن عبّاس المدينة، فلما بايع الناس بايعا.
قال: ودخل ابن الزّبير مكة وعليها عمرو بن سعيد فقال: أنا عائذ بالبيت. ولم يكن يصلى بصلاتهم، ولا يفيض بإفاضتهم، وكان يقف هو وأصحابه ناحية.
ذكر استعمال عمرو بن سعيد على المدينة
وإرسال عمرو بن الزّبير بالجيش إلى مكة لقتال أخيه عبد الله بن الزّبير وهزيمة جيشه، ووفاة عمرو بن الزّبير تحت السّياط وفى هذه السنة عزل يزيد بن معاوية الوليد ابن عتبة عن المدينة، واستعمل عليها عمرو بن سعيد الأشدق، فقدمها فى رمضان، واستعمل على شرطته عمرو بن [1] الزّبير، لما كان بينه وبين أخيه من البغضاء، فأرسل إلى نفر من أهل المدينة فضربهم ضربا شديدا: لهواهم فى أخيه عبد الله، منهم أخوه المنذر بن الزّبير وابنه محمد بن المنذر وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث، وعثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام، ومحمد بن عمار بن ياسر، وغيرهم [2] ، فضربهم الأربعين إلى الخمسين إلى الستين.
[1] سبق أن معاوية أمر لعمرو بن الزبير بمائة ألف درهم
…
الخ.
[2]
وهناك من فر منه إلى مكة، كعبد الرحمن بن عثمان وعبد الرحمن بن عمرو بن سهل.
فاستشار عمرو بن سعيد عمرو بن الزّبير فيمن يرسله إلى أخيه فقال: لا توجّه إليه رجلا أنكأ له منى، فجهز معه سبعمائة فيهم أنيس بن عمرو الأسلمى.
فجاء مروان بن الحكم إلى عمرو بن سعيد فقال له: «لا تغز مكة، واتق الله ولا تحل حرمة البيت، وخلوا ابن الزّبير فقد كبر، له ستون سنة» فقال عمرو بن الزبير: والله لنغزونّه فى جوف الكعبة على رغم أنف من رغم.
وأتى أبو شريح [1] الخزاعى إلى عمرو فقال له: لا تغز مكة فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «إنّما أذن لى فى القتال فيها ساعة من نهار ثم عادت كحرمتها بالأمس»
فقال له عمرو:
نحن أعلم بحرمتها منك أيها الشيخ [2] .
فسار عمرو بن الزبير وسار أنيس فى مقدمته.
وقيل إن يزيد كتب إلى عمرو بن سعيد أن يرسل عمرو بن
[1] اختلف فى اسم أبى شريح، والراجح خويلد بن عمرو بن صخر بن عبد العزى العدوى الكعبى الخزاعى، وقد أسلم قبل فتح مكة، وكان معه لواء خزاعة يوم الفتح.
[2]
هذا الحديث رواه الطبرى فى تاريخه ج 4 ص 257 وذكره ابن الأثير فى الكامل ج 3 ص 266 وهو
حديث صحيح رواه البخارى ومسلم فى صحيحيهما بسنديهما عن أبى شريح أنه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكة: ائذن لى أيها الأمير أحدثك قولا قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم للغد من يوم الفتح، سمعته أذناى ووعاه قلبى وأبصرته عيناى، حين تكلم به أنه حمد الله وأثنى عليه ثم قال:«إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس، فلا يحل لا مرىء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما ولا يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخص لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقولوا له: إن الله قد أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما أذن لى فيها ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلغ الشاهد الغائب»
فقيل لأبى شريح: ما قال لك عمرو؟ قال: «أنا أعلم بذلك منك يا أبا شريح. إن الحرم لا يعيذ عاصيا ولا فارا بدم ولا فارا بخربة» . انظر شرح الكرمانى لصحيح البخارى ج 2 ص 102 وج 9 ص 41 وشرح النووى لصحيح مسلم ج 9 ص 127.