الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عمّاله على الأمصار [من][1] تقدم ذكرهم.. الأمير بمصر مسلمة بن مخلّد [2] ، ثم توفّى [3] ، فولّاها يزيد سعيد [4] بن يزيد الأزدى من أهل فلسطين.. القاضى بها من قبل مسلمة ويزيد عابس [5] بن سعيد، وجمع له بين القضاء والشرطة، وكان أمّيّا لا يكتب ولا يقرأ.
ذكر بيعة معاوية بن يزيد بن معاوية
وكنيته «أبو عبد الرحمن» و «أبو ليلى [6] » ، وأمه أم هاشم بنت أبى هاشم بن عتبة بن ربيعة، وهو الثالث من ملوك بنى أميّة، بويع له بالشام فى النصف من ربيع الأول سنة أربع وستين.
[1] ثبت هذه الزيادة فى النسخة (ن) ، ولم نتبت فى النسخة (ك) .
[2]
مسلمة بن مخلد الخزرجى الأنصارى، ولاه معاوية مصر بعد عزل عقبة بن عامر الجهنى عنها فى سنة سبع واربعين، وهو أول من أحدث المنار بالمساجد والجوامع.
[3]
توفى مسلمة لخمس بقين من شهر رجب سنة اثنين وستين، وكانت ولايته على مصر خمس عشرة سنة وأربعة أشهر.
[4]
سعيد بن يزيد بن علقمة بن يزيد بن عوف الأزدى، لما ولاه يزيد إمرة مصر دخلها فى مستهل شهر رمضان؛ فتلقاه أهل مصر ووجوه الناس وفيهم عمرو الخولانى، فلما رآه قال، «يغفر الله لأمير المؤمنين! أما كان فينا مائة شاب كلهم مثلك يولى علينا أحدهم؟» ولم يزل أهل مصر على البغض له حتى توفى يزيد، فاستجابوا لدعوة بن الزبير، فاعتزل سعيد بعد ولايته بسنتين.
[5]
كان مسلمة بن مخلد قد خرج إلى الإسكندرية فى سنة ستين، واستخلف على مصر عابس بن سعيد، ثم قدم مسلمة من الإسكندرية فجمع لعابس مع الشرطة القضاء فى أول سنة 61 ثم توفى عابس فى سنة ثمان وستين.
[6]
قال المسعودى فى التنبيه والإشراف: «معاوية بن يزيد بن معاوية يكنى أبا عبد الرحمن، وإنما كنى أبا ليلى تقريعا له لعجزه عن القيام بالأمر، وكانت العرب تفعل ذلك بالعاجز من الرجال، وفيه قال الشاعر:
إنى أرى فتنة تغلى مراجلها
…
والملك بعد أبى ليلى لمن غلبا
وقيل: بل هذا الشعر قديم تمثل به الشاعر فى أيامه» .
قال [1] : ولمّا كان فى آخر إمارتة أمر فنودى: «الصلاة جامعة» فاجتمع الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال «أمّا بعد، فإنى ضعفت عن أمركم، فابتغيت لكم مثل عمر بن الخطاب حين استخلفه أبو بكر رضى الله عنهما فلم أجده، فابتغيت ستة من أهل الشورى فلم أجد، فأنتم أولى بأمركم، فاختاروا له من أحببتم» . ثم دخل منزله وتغيّب حتّى مات، فقيل: مات مسموما، وصلّى عليه الوليد بن عتبة بن أبى سفيان، ثم طعن [2] الوليد فمات من يومه.
وقيل: إنه لمّا كبّر تكبيرتين مات قبل انقضاء الصلاة، فتقدم مروان بن الحكم فصلّى عليه.
وقيل: إنه أوصى أن يصلّى بالناس الضحّاك بن قيس حتى يقوم لهم خليفة.
وقيل له عند الموت:! اعهد إلى خالد بن يزيد، فقال: والله ما ذقت حلاوة خلافتكم، فكيف أتقلّد وزرها من بعدى [3] ! ولم يكن لمعاوية هذا ولد.
وكان نقش خاتمه: «الدنيا غرور» [4] .
وكانت وفاته لخمس بقين من شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين.
[1] ابن الأثير فى الكامل 3 ص 319.
[2]
طعن: أصابه الطاعون.
[3]
جاء فى الكامل أن معاوية بن يزيد قال: «لا أتزود مرارتها واترك لبنى أمية حلاوتها» .
[4]
كذا جاء فى الأصل وجاء فى التنبيه والإشراف: «وكان نقش خاتمه: «بالله ثقة معاوية» .. وكتب له زمل بن عمرو العذرى وسليمان بن سعيد الخشنى وسرجون النصرانى، وقاضيه: أبو إدريس الخولالى، وحاجبه: صفوان مولاه..