الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر غزو السند
قال: وفى سنة ثلاث وأربعين استعمل عبد الله بن عامر- وكان على البصرة وخراسان وسجستان- عبد الله بن سوّار العبدى على ثغر السند [1]- ويقال: بل كان ابن سوار من قبل معاوية- فغزا القيقان، فأصاب مغنما، ووفد على معاوية وأهدى له خيلا [2] ، ثم غزا القيقان مرة ثانية، فاستنجدوا بالترك، فقتلوه وكان كريما، لم يوقد أحد فى عسكره نارا [3] ، فرأى ذات ليلة فى عسكره نارا، فقال: ما هذه؟ قالوا: امرأة نفساء يعمل لها الخنبيص، فأمر أن يطعم الناس الخنبيص ثلاثة أيّام.
وفى سنة أربع وأربعين دخل المسلمون بلاد الروم مع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، وشتوا بها
…
وغزا بسر بن أرطاة فى البحر.
وفيها غزا المهلب بن أبى صفرة ثغر السند، وقاتلهم، ولقى المهلب ببلاد القيقان ثمانية عشر فارسا من الترك، فقاتلوه قتالا شديدا، فقتلوا جميعا.
وفى سنة ست وأربعين كان مشتى مالك بن عبد الله [4] بأرض
[1] كان قد توجه إلى ثغر السند فى سنة 38 وأول سنة 39 الحارث بن مرة العبدى متطوعا بإذن على بن أبى طالب، فظفر وأصاب مغنما، ثم قتل فى سنة 42 بأرض القيقان.
[2]
خيلا قيقانية، كما قال ياقوت فى معجم البلدان.
[3]
نارا غير ناره، كما قال ياقوت.
[4]
مالك بن عبد الله بن سنان بن سرح بن وهب بن الأقيصر الخثعى، وكان يعرف بمالك السرايا.
الروم، وقيل: بل كان عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، وقيل: بل كان مالك بن هبيرة السّكونى [1] .
وفى سنة سبع وأربعين كان مشتى مالك بن هبيرة بأرض الروم ومشتى أبى عبد الرحمن القينىّ [2] بأنطاكية.
وفيها غزا الحكم بن عمرو بعض جبال الترك، ومعه المهلّب بن أبى صفرة فغنموا، وأخذ الترك عليهم الشعاب والطرق، فعيى الحكم بالأمر فولّى المهّلب الحرب، فلم يزل المهلّب يحتال حتّى أخذ عظيما من عظماء الترك، فقال له: إمّا أن تخرجنا من هذا المضيق أو أقتلك، فقال له التركى:«أوقد النار حيال طريق من هذه الطرق وسيّر الأثقال نحوه، فإنهم سيجتمعون فيه ويخلون ما سواه من الطرق، فبادرهم إلى طريق آخر، فما يدركونكم حتّى تخرجوا منه» . ففعل ذلك، فسلم الناس بما معهم من الغنائم [3] .
وفيها أيضا سار الحكم أيضا إلى بلاد الغور فغزا من بها وكانوا قد ارتدّوا، فأخذهم عنوة بالسيف، وفتحها، وأصاب منها مغانم كثيرة وسبايا، ولما رجع الحكم من هذه الغزاة مات [4] بمرو،
[1] مالك بن هبيرة بن خالد بن مسلم بن الحارث بن المخصف بن مالك بن الحارث ابن بكر بن ثعلبة بن عطية بن السكون كان شريفا بالشام.
[2]
أبو عبد الرحمن بن كعب بن ثعلبة بن القمينى، كان معروفا بكنيتة، ويقال له «ذو الشكوة» لأنه كانت له شكوة إذا قاتل، والشكوة: وعاء من جلد الماء واللبن. وهو من بنى القمين وهو النعمان بن جسر من تضاعة.
[3]
ذكر الطبرى هذه القصة فى سنة إحدى وخمسين.
[4]
انظر تاريخ الطبرى ج 4 ص 186 حيث قال: وفى هذه السنة كانت وفاة الحكم بن عمرو الغفارى بمرو منصرفه من غزوة أهل جبل الأشل.. الخ: وانظر ترجمة الحكم فى الاستيعاب ج 1 ص 314 والإصابة ج 1: ص 346.