الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الذهب.. فلما سمعن بقتله عدن حافيات حاسرات، وقد تبدلن عن العز هوانا، وعن المسرة أحزانا.
وكان السميرمى ظالما كثير المصادرات للناس، سيىء السيرة، فلما قتل أطلق السلطان ما كان جدده من المكوس، واستوزر بعده شمس الملك عثمان بن نظام الملك.
ذكر قتل الأمير جيوش بك
كان مقتله فى شهر رمضان سنة ست عشرة وخمسماية. وكان السلطان قدمه بعد عوده إليه، وأحسن إليه، وأقطعه أذربيجان، وجعله مقدم عسكره، فجرى بينه وبين الأمراء منافرة ومنازعة، فوشوا به عند السلطان فقتله. وكان عادلا، حسن السيرة.
وفيها أقطع السلطان محمود الأمير اقسنقر البرسقى مدينة واسط. وأعمالها، مضافة إلى ولاية الموصل وشحنكية العراق، فسير البرسقى إلى واسط عماد الدين زنكى.
ذكر ظفر السلطان محمود بالكرج
وفى سنة سبع عشرة وخمسماية اشتدت نكاية الكرج «1» فى بلاد الإسلام، ونظم الامر على الناس، لا سيما أهل
دربند شروان «1» ، فسار منهم جماعة كثيرة من أعيانهم إلى السلطان، وشكوا إليه ذلك، فسار إليهم وقد وصل الكرج إلى شماخى «2» فنزل السلطان ببستان هناك، وتقدم الكرج إليه، فخافهم العسكر خوفا شديدا، وأشار الوزير على السلطان بالعود. فلما سمع أهل شروان بذلك، قصدوا السلطان وقالوا:«نحن نقاتل ما دمت عندنا وإن تأخرت ضعفت نفوس المسلمين وهلكوا» فأقام بمكانه، وبات العسكر على وجل عظيم، فأتاهم الله بفرج من عنده، وألقى بين الكرج والقفجاق الاختلاف، فاقتتلوا تلك الليلة، ورحلوا شبه المنهزمين، وكفى الله المؤمنين القتال. وأقام السلطان بشروان ثم عاد إلى همذان.
وفى سنة ثمان عشرة وخمسماية عزل اقسنقر البرسقى عن شحنكية العراق ورسم له بالعود إلى الموصل، وأرسل السلطان محمود إليه ولدا صغيرا له مع أمه ليكون عنده. فلما وصل الصغير إلى العراق تلقته المواكب، وكان لدخوله يوما مشهودا. وتسلم البرسقى الصغير وسار به وبأمه إلى الموصل. وولى شحنكية العراق سعد الدولة برنقش «3» . وملك البرسقى فى هذه السنة مدينة حلب وقلعتها.