الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشمالية إلى حين وضعنا لهذا التأليف. ومهما اتصل بنا من أخبارهم بعد ذلك نورده إن شاء الله فى جملة أخبار الدولة الناصرية بالديار المصرية المحروسة.
وأما ملوك ما وراء النهر من ذرية جنكزخان
فلم يصل إلينا من أخبارهم ماندونه لبعد بلادهم وانقطاع رسلهم عن ملوكنا؛ إلا أن ملك ما وراء النهر انتهى إلى قيدوا بن قيجى بن طلوا بن جنكزخان، وطلوا هو تلى خان. ورأيت فى شجرة وضعها الأمير ركن الدين بيبرس الدوادار المنصورى أن قيدوا ابن قيجى بن أوكديه بن جنكزخان «1» . وطالت أيام قيدوا واستمر الملك إلى أن توفى فى تسع وسبعمائة «2» . وكرسى مملكته.
كاشغر وقلا صاق «3» ، وله تركستان وقيالق «4» والمالق «5» وبخارى وغير ذلك. ولما مات ملك بعده ابنه جابار واستمر إلى أن مات فى سنة سبع عشرة وسبعمائة «6» . وملك بعد أخوه ألوين بغا
ابن قيدوا. ولقيدوا غير هؤلاء من الأولاد تانجار «1» وأروس «2» .
وهذه الطائفة يقابلون القان الكبير الجالس على تخت القانية بقراقروم وغيره.
وأما ملوك غزنة وباميان وهم أولاد أرديوا «3» بن دوشى خان ابن جنكزخان وهم أقرب إلى ملوك البلاد الشمالية من غيرهم من البيوت لأن أرديوا بن دوشى خان هو أخوباطوخان بن دوشى خان.
فدوشى خان بن جنكزخان يجمعهم وأخبارهم أيضا منقطعة عن بلادنا لبعد بلادهم، لأن بيت هولاكو بيننا وبينهم. والذى وصل إلينا من أخبارهم أن ملك غزنة وباميان انتهى إلى قيجى «4» بن أرديوا بن دوشى خان.
ودامت أيامه إلى أن توفى فى سنة إحدى وسبعماية، فاختلف أولاده وبنو عمه فى الملك بعد وفاته وتنازعوه بينهم وافترق بعضهم عن بعض، وكان له من الأولاد «5» . نيان. وكبلك «6» وطقتمر. وبغانمر. ومنغطاى.
وصاحى. وكان كبلك قد استقر فى الملك بعد وفاة أبيه فسار أخوه نيان إلى الملك طقطا واستنجد به، واستمده على أخيه، فأمده بأخيه برلك وسار كبلك إلى قيدوا واستعان به فأمده بجيش. وعادا من جهة طقطا وقيدوا، والتقوا واقتتلوا فكسر كبلك ثم مات واستقر أخوه نيان فى المملكة الغزنوية: واستمر إلى سنة ثمان وسبعماية، فوقع الخلف بينه وبين أخيه منغطاى بن قيجى «1» وتنازعا الملك، وانحاز إلى كل واحد منهما فئة، فاستظهر منغطاى على أخيه نيان بكثرة من انحاز إليه، فانهزم نيان واستقر منغطاى فى الملك. وأقام نيان ببلاد بكمرش وهى على أطراف حدودهم. ثم توجه قرشياى بن كبلك إلى قيدوا فى سنة تسع وسبعماية، واستنجده على عمه نيان، فأنجده عليه، وجرد معه جيشا. فقصد نيان واقتتلا فانهزم نيان وتوجه إلى عند الملك طقطا، لأنه كان قد أمده أولا وأعانه. وتمكن قرشتاى من بلاد نيان واستقر بها، واستمر منغطاى فى ملك المملكة الغزنويّة إلى وقتنا هذا.
وانقطعت أخبارهم عنا من سنة عشر وسبعمائة فلم يصل إلينا منها ما نشرحه. وإنما أوردنا هذه النبذة اليسيرة من أخبار هذين البيتين لتكون دالة على وجودهم ومنبهة عن ممالكهم، وإلا فأخبارهم كثيرة لم نظفر بها. فلنذكر الآن نبذة من أخبار هولاكو بن تولى خان ابن جنكزخان، وأخبار أولاده، وما ملكه وملكوه بعده من الأقاليم.
والممالك.