الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عمه، فوثب به [بيدو بن طرغاى]«1» وبشتاى وصنجك، فعلم بهم فهرب من الأردو إلى نحو كرخستان «2» ، فقتل بمقام سلاسوار «3» من أعمال موغان، فى شهر ربيع الآخر سنة أربع وتسعين وستمائة «4» .
ذكر ملك بيدو بن طرغاى بن هولاكو بن تولى خان ابن جنكزخان، وهو السادس من ملوك هذا البيت
جلس على كرسى المملكة فى جمادى الأولى سنة أربع وتسعين وستماية بعد مقتل كيخاتو. ولما ملك كان غازان بن أرغون بخراسان وصحبته أتابكه نيروز، فحسن له قصد بيدو وانتزاع المملكة منه.
فجمعا وحشدا وحضرا من خراسان، وسار بيدو بعساكره إليهما.
فلما تراءى الجمعان تبين لغازان أن جمعه لا يقوم بمن مع بيدو، فراسله واتفقا على الصلح وعاد غازان إلى خراسان. وأقام نيروز عند بيدو، فإنه منعه من الرجوع مع غازان لئلا يتفقا على حربه مرة ثانية.
فأعمل نيروز الفكرة واغتنم الفرصة فى مدة إقامته عند بيدو.
واستمال جماعة من الأمراء لغازان واستوثق منهم أنه متى دنا منهم انحازوا إليه وفارقوا بيدو. فلما استوثق منهم أعلم غازان بأمرهم فتجهز للمسير من خراسان وبلغ بيدو خبره فأوجس منه خيفة، وذكر ذلك لنيروز، فقال:«أنا أكفيك أمره وأدفعه عن قصدك، ومتى توجهت إليه ثنيت عزمه، وأرسلته إليك مربوطا.» فاستحلفه بيدو أنه لا يخون ثم جهزه. فسار إلى غازان وأخبره بما اتفق عليه الأمراء وتعاضدا وخرجا معا لقصد بيدو، وأرسل إليه نيروز قدرا مربوطا فى عدل، وقال:«قد وفيت بما قلت لك وأرسلت قازان إليك» ومعنى قازان فى لغتهم القدر، فغضب بيدو لهذه الرسالة وتحقق أنه خدعه ومكر به، وسار بيدو للقائهما. فلما التقى الجمعان بنواحى همذان، انحاز الأمراء الذين وافقوا نيروز إلى جهة غازان، فقوى بهم وضعف بيدو وهرب، فأدركوه بنواحى همذان، وقتلوه فى ذى الحجة «1» من السنة، فكانت مدة ملكه نحو سبعة أشهر.
ذكر ملك غازان «1» بن أرغون بن أبغا بن هولاكو ابن تولى خان بن جنكزخان وهو السابع من ملوك هذا البيت
جلس على كرسى المملكة بعد مقتل بيدو ابن عم أبيه فى ذى الحجة سنة أربع وتسعين وستماية. وترك أخاه خربندا بخراسان واستقر نيروز أتابك العسكر ومدبر المملكة.
وفى سنة خمس وتسعين وستمائة فارقت الطائفة الأويراتية «2» بلاد التتار، وحضروا إلى الديار المصرية والشام، والتجأوا إلى الملك العادل زين الدين كتبغا المنصورى، وكانوا زهاء ثمانية عشر ألف بيتا ومقدمهم طرغاى، وسنذكر أخبارهم فى دولة الترك فى الأيام العادلية، وكان سبب هربهم أن مقدمهم طرغاى كان ممن وافق بيدو على قتل كيخاتو، فلما صار الملك إلى غازان خافه طرغاى على نفسه، فهرب هو ومن انضاف إليه.
وفى سنة سبع وتسعين وستماية حضر إلى غازان جماعة من
النواب بالممالك الإسلامية والأمراء، وهم: الأمير سيف الدين قفجاق. «1» نائب الشام، والأمير سيف الدين بكتمر أمير جندار المعروف بالسلاحدار، والأمير فارس الدين البكى الساقى نائب المملكة الصفدية، والأمير سيف الدين بوزلار، والأمير سيف الدين عزاز الصالحى، والتحقوا به للسبب الذى نذكره إن شاء الله فى أخبار الملك المنصور لاجين المنصورى وفيها قتل غازان أتابكه نيروز «2» وسبب ذلك أن نيروز أحس بما أضمر له غازان من قتله، فكاتب الملك المنصور لاجين، والتمس منه أن يجرد عسكرا ليساعده على الحضور إلى أبوابه، فوقعت الأجوبة فى يد غازان، فأحضره وقتله. وقتل أخويه فيما بعد، وقتل الذى وصل إليه بالأجوبة من الديار المصرية. ورتب قطلوشا «3» فى نيابته عوضا عن نيروز.
وفيها أيضا فارق سلامش بن أفاك بن بيجو وأخوه قطقطو بلاد التتار إلى الديار المصرية وكان سلامش معدما على التمان ببلاد الروم.
فلما وصل إلى الديار المصرية خيره الملك المنصور لاجين فى المقام بمصر أو الشام، فسأله أن يجرد معه عسكرا ليخلص أهله من الروم، فجرد معه طائفة من العسكر بحلب. فلما قاربوا بلاد الروم ظفر بهم التتار وأخذوا عليهم المضايق ففر سلامش، والتجا إلى قلعة من قلاع الروم، ثم أحضر إلى غازان فقتله، واستقر قطقطو بمصر.