الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر عود السلطان محمد من أصفهان الى مقر ملكه
قال: لما فارق همذان وصل إلى أصفهان كاتب أمراء الأطراف فأتى إليه الأمير إينانج صاحب الرى فقويت به يده، واتفق رجوع أيلدكز فسار السلطان محمد إلى همذان، فدخلها فى سنة ثمان وأربعين وخمسماية، واستقامت له المملكة.
وفى سنة تسع وأربعين عزم الخليفة المقتفى على قطع دعوة الترك من بغداد، وفعل ما قدمنا ذكره فى أخبار المقتفى من إخراج الشحنة مسعود البلالى الخادم منها؛ وتقوية الخليفة لوزيره عون الدين بن هبيرة، وما أقطعه من الإقطاعات، وما حازه الخليفة من ملك العراق من أقصى الكوفة إلى حلوان ومن تكريت إلى عبادان.
قال: ولما عاد السلطان بعد هرب سليمان شاه، راسل الخليفة فى الخطبة فامتنع، واجتمع عند السلطان الأمراء الذين انقطعت أرزاقهم من بغداد، وسألوه فى الرحيل معهم إليها. وكان يرجع إلى عقل ودين، فاستمهلهم حتى يكاتب الخليفة كرة ثانية، فامتنعوا وقالوا:«نحن نكفيك أمره» فوافقهم فتأهبوا وخرجوا وعليهم مسعود البلالى الذى أخرجه الخليفة من بغداد، وأخذوا معهم لفيفا من التركمان، وساقوا مواشيهم وأغنامهم ليقاتلوا عليها. وكانت تكريت قد بقيت بيد مسعود البلالى، وملكشاه بن سلجق معتقل بها وأرسلان شاه بن طغرل، فلما احتاج هذا الجمع إلى ملك يضم شملهم اجتمعوا على إخراج أرسلان شاه بن طغرل. فأخرجوه وركبوه ووصلوا به إلى نواحى العراق، وأرهبوا على الناس.
وخرج الخليفة بعسكره وجنوده متوشحا بالبردة، وبيده القضيب، وعلى مقدمته وزيره عون الدين بن هبيرة. وخيم الخليفة على مرحلتين، من بغداد وتقابلا قريبا من شهر والخليفة ينتظر البداية. فظن مسعود البلالى أنه إنما ترك البداية بالحرب خورا فبدأه، وركب الجيشان والتقيا، وكانت وقعة عظيمة انهزم فيها الملك أرسلان بن طغرل ووصل إلى أرانية، واستقر عند شمس الدين أيلدكز زوج أمه. وغنم الخليفة وعسكره معسكرهم وأغنام التركمان وذراريهم والترك، وقتلوا فى كل واد. وعاد الخليفة إلى بغداد فى أواخر سنة تسع وأربعين وخمسماية.
قال: ولما رجع العسكر إلى السلطان محمد عاتبهم، وقال: لقد أتيتم بعثرات لا تقال، وأفسدتم هيبتنا عند الخليفة، وأخرجتم أرسلان بن طغرل وما حفظتموه، وقد صار عند أيلدكز، وصار الخليفة لنا خصما. ولم يستقم للملوك السلجقية بعدها ببغداد سلطنة.