الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر وفاة جنكزخان التمرجى وأسماء أولاده واخوته وما قرره لأولاده من الوظائف والبقاع وغير ذلك
كانت وفاة جنكزخان فى سنة أربع وعشرين وستماية، وقيل فى سنة خمس وعشرين فى فصل الشتاء. قال: ولما حضرته الوفاة طلب إخوته وهم أوتكين [وبلكوتى]«1» ونوين و [الحاى نوين ووكوب ووكابى]«2» وحضر من أولاده جغطاى و (أوكتاى)«3» وكتب لهم وصية وقال امتثلوها بعدى، وإذا أنا مت وجاء وقت الربيع تجمعوا كلكم وتعمل وليمة عظيمة ثم تقرأ هذه الوصية بحضوركم، وينصب فى الملك من عينته فيها وامتثلوا أمره، ثم فرقهم فى مشاتيهم التى قررها لهم ففعلوا ذلك وامتثلوا أمره على ما نذكره، ومات هو. وكان له من الأولاد تسعة عشر ولدا من امرأة واحدة وهى تسوجى خاتون؛ «4»
[منهم تلى خان وهو طلوخان وهو الذى قتل فى سنة ثمانى عشرة وستمائة]«1» فى الحرب التى كانت بينه وبين السلطان جلال الدين منكوبرتى على ما قدمنا ذكر ذلك. وكان لتلى خان من الأولاد منكوقان وهو الذى استقر فى القانية بعد على ما نذكره إن شاء الله تعالى؛ وهولاكو وأريق بوكا وقبلاى، وهو الذى جلس على تخت القانية بعد منكوقان واستقرت القانية فيه وفى بنيه من بعده إلى آخر وقت، وسنذكر لك ذلك إن شاء الله تعالى. وكان جنكزخان قد فوض لابنه تلى خان هذا ترتيب العساكر والجيوش وتدبيره فى المقام فى مشتاه ومصيفه وجعل له من البلاد خراسان والعراقين وما يليها، فقتل قبل تمام الفتوح.
ومنهم دوشى خان بن جنكزخان وهو الذى فتح خوارزم فى حياة أبيه كما تقدم، وفتح أيضا بعد وفاة أبيه بلاد الشمال، واستولى على ملكها، وأباد من بها من طوائف الأتراك وقبائل القفجاق وغيرهم من القبائل: كاللان، وآلاص «2» ، والأولاق «3» ، و [الجركس]«4» والروس وغيرهم من سكان البلاد الشمالية. واستقر ملك هذه البلاد بيده، ثم بيد باطوخان بن دوشى خان ثم فى (صرطق بن دوشى خان)«5» ، ثم فى أولاد باطوخان وإخوته على ما نذكره بعد.
ومن أولاد دوشى خان بن جنكزخان أرديوا وهو صاحب غزنة وباميان. وقد قيل إن أرديوا بن جنكزخان، وكان جنكزخان قد جعل وظيفة دوشى خان ترتيب الصيد، وهى عندهم أكبر المراتب، وعين له من البلاد والمياه لمشتاه ومصيفه حدود قيالق وبلاد خوارزم إلى أطراف [سقسين]«1» وبلغار إلى حيث تنتهى حوافر خيلهم من الفتوح.
ومنهم أوكتاى خان بن جنكزخان وهو أوكتاى، وهو الذى جلس على تخت القانية بعد وفاة أبيه جنكزخان، وكان جنكزخان، قد جعله مشيره وصاحب الرأى وعين له من البلاد آمل «2» وقوتاق «3» وجعله ولى عهده من بعده، وعهد إليه أنه إذا انتهى الملك إليه أن يعطى ما بيده من البلاد لولده كيوك خان ثم يتحول إلى مستقر الملك من بلاد الخطا والأيغور بقرا قورم وغيرها.
ومنهم جغطاى بن جنكزخان كان أبوه قد فوض إليه مهمات
السياسة والحكومة للياسا «1» واليرغو «2» ، وجعل له من البلاد للمراعى والمشاتى والمصيف من حدود بقاع الأيغور وسمرقند وبخارى وما يتاخم ذلك من البلاد. وكان مقامه قبل ذلك بقرب المالق وما يليها.
فهؤلاء الأربعة هم المشار إليهم من أولاد جنكزخان وله غير هؤلاء منهم أورخان، وكلكان، والغوانوين، وجورجاى «3» ، وأولطاى خان، وأرديوا، وقد تقدم الخلاف فيه هل هو ابن جنكزخان أو ابن دوشى خان «4» ومن أولاده مغل بن جنكزخان وهو جد نوغية، ولنوغية هذا أخبار تذكر بعد ان شاء الله تعالى. وقد قيل إن مغل بن دوشى خان.
وأما بقية أولاد جنكزخان فلم تنقل إلينا أسماؤهم بحكم أنه لم يكن لهم ملك وإنما كانوا فى خدمة إخوتهم. وعين جنكزخان أيضا لأخوته وأقاربه أماكن من ملكه، فاستقرت حالهم على ما قرره