الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البرج بجميع ما فيه من الأموال والذخائر والجواهر فى البحر. ثم دخل الحمام وخرج فسمع أصوات الغربان، فقال لمن حوله: إننى أسمع هذه الغربان تقول: «أبغا مات» ، وركب فعوت كلاب الصيد فى وجهه، فتشاءم بذلك. ولم يلبث أن مات فى التاريخ، وقيل فى نصف ذى الحجة سنة ثمانين وستمائة. «1»
وخلف من الأولاد أرغون، وكيختو «2» . ومات أخوه أجاى بعده بيومين.
ذكر ملك توكدار بن هولاكو وهو المسمى أحمد سلطان، وهو الثالث من ملوك هذا البيت
كان جلوسه على كرسى المملكة بعد وفاة أخيه أبغا فى المحرم سنة إحدى وثمانين وستمائة. وذلك أن أبغا لما مات كان ولده الأكبر أرغون بخراسان. وكان كيختو عنده بالأردو فاجتمع الأمراء ليقع اتفاقهم على من يجلس مكان أبغا. وكان بعض المغل يختار توكدار «3» لأنه كان قد استمالهم إليه، فاجتمع رأيهم عليه. فجلس على كرسى المملكة، وأرسل أخاه قنغرطاى يقول لأرغون ابن أخيه أبغا: «إن الشرط فى الياسا أنه إذا مات ملك لا يجلس عوضه إلا الأكبر
من أهل بيته، وهذا عمك أحمد هو الأكبر، وقد أجلسناه، ومن خالف يموت» فأطاعوه.
ولما جلس كان أول ما بدأ به أنه أظهر دين الإسلام وأشاعه، وكتب إلى بغداد كتابا، نسخته بعد البسملة: «إنا جلسنا على كرسى الملك، ونحن مسلمون، فتبلغون أهل بغداد هذه البشرى، ويعتمدون فى المدارس والوقوف وجميع وجوه البر ما كان يعتمد فى أيام الخلفاء العباسيين، ويرجع كل ذى حق إلى حقه فى أوقاف المساجد والمدارس، ولا يخرجون عن القواعد الإسلامية. وأنتم يا أهل بغداد مسلمون، وسمعنا عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تزال هذه العصابة الإسلامية مستظهرة ظافرة إلى يوم القيامة. وقد عرفنا أن هذا خبر صحيح ورسول صحيح. رب واحد. أحد. فرد. صمد.
فتطيبون قلوبكم وتكتبون إلى جميع البلاد» . وكتب إلى السلطان الملك المنصور قلاوون يعلمه بإسلامه.
واستولى على السلطان أحمد وعلى دولته الشيخ عبد الرحمن، وأصله من الموصل، وكان مملوكا؛ ويقال له عبد الرحمن النجار، وأظهر للمغل المخاريق والخيل، وأخذ فى إفساد ما بين السلطان أحمد وبين أهله، وقصد بذلك الاستبداد، وعظم أمره، وتحدث فى سائر الأوقاف، ومال إليه أبناء المغل. وانتهى من أمره أن أحمد سلطان كان يقف فى خدمته، ويقتدى بما يقول، وركب بالخبز والسلاح داربة.
وحضر عبد الرحمن هذا فى رسلية إلى السلطان الملك المنصور (قلاوون) .
فقتل أحمد فى غيبته، فأقام هو بالشام. ومات به، على ما نذكره إن شاء الله فى أخبار الملك المنصور.