الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السلطان وترك الوطاق والدهاليز والخيام منصوبة، وبها الأثقال والخزائن والذحائر وأقام التتار ثلاثة أيام لم يقدموا على دخول الوطاق ظنا منهم أنها مكيدة، ثم عبروا الوطاق واستولوا على ما فيه، ورجعوا.
وتوفى غياث الدين فى هذه السنة، وخلف ثلاثة أولاد: عز الدين كيكاووش، وركن الدين قلج أرسلان وعلاء الدين كيقباذ.
ذكر أحوال أولاد السلطان غياث الدين كيخسرو بعد وفاة أبيهم
قال: لما توفى غياث الدين استقر أولاده الثلاثة فى السلطنة، ولم ينفرد بها أحد عن الآخر، وضربت السكة باسمهم جميعا، وخطب لهم وكان والدهم قد جعل ولاية عهده لولده علاء الدين كيقباذ بن كرجى خاتون، فاتفقوا على أن يتوجه إلى منكوقان يطلب منه الصلح والهدنة، ويقرر له أتاوة. هذا بعد أن استولى بيجو على قيسارية وأعمالها وما حولها، وصار بيده من المملكة الرومية مسافة شهر.
قال: فتوجه علاء الدين كيقباذ إلى منكوقان ملك التتار ومعه الهدايا والتحف، وذلك فى سنة خمس وخمسين وستماية. وقصد الأرد «1» ومعه الأمير سيف الدين طرنطاى، وهو من أكابر الأمراء
وشجاع الدين ملك السواحل. وأقام أخواه بقونية فاختلفت آراؤهما وآل أمرهما إلى القتال. فانتصر عز الدين كيكاووش واستقر بقونية بمفرده، واعتقل ركن الدين قلج أرسلان، كل ذلك وبيجو بالروم قال: ولما اعتقل قلج أرسلان، ضاق أصحابه ومنهم الصاحب شمس الدين الطغراى والأمير سيف الدين جاليش وغيرهم، ففكروا فيما يفعلون فزورّوا كتابا عن السلطان عز الدين كيكاووش إلى سيف الدين طرنطاى ورفيقه، أن يسلما إليهم السلطان علاء الدين كيقباذ، وما معهما من الهدايا والتحف، ليتوجه الصاحب بذلك إلى منكوقان، ويعود طرنطاى ورفيقه إلى قونية. وساروا بهذه الكتب الموضوعة فى إثر السلطان كيقباذ، فلحقوه وقد وصل إلى أردوباطو.
فدخلوا على باطو وقالوا: «إن السلطان عز الدين كان قد أرسل أخاه ليتوجه إلى القان وأرسل معه هذين- يعنون طرنطاى ورفيقه- ثم اتضح له أنهما قد أضمرا السوء، وأن طرنطاى ضربته صاعقة فيما مضى من الزمان، فلا يصلح أن يدخل بين يدى القان «1» . ورفيقه شجاع الدين طبيب ساحر، وقد أخذ صحبته شيئا من السم القاتل ليغتال به منكوقان. فأرسلنا عوضا عنهما وأمر بردهما، فلما سمع باطو ما قاله الصاحب، أمر بإحضار طرنطاى ورفيقه وفتش ما معهما من القماش والأصناف، فكان فيه برانى أشربة وعقاقير، من جملتها السقمونيا، فأمره أن يأكل من ذلك فأكل وامتنع من السقمونيا:
فظنها باطوسمّا، واستدعى الأطباء فقالوا إنها من الأدوية وآخر الأمر