الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإن الكافر يستقبله أقبح شيء صورة وأنتنه ريحاً، فيقول: هل تعرفني؟ فيقول: لا إلا أن الله قد قبح صورتك ونتن ريحك.
فيقول: كذلك كنت في الدنيا، أنا عملك الذي طالما ركبتني في الدنيا، وأنا اليوم اركبك، وتلا (وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ).
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عمرو بن قيس عن أبي مرزوق مثله.
قوله:
(وقوله (للذين يتقون)
تنبيه على أن ما ليس من أعمال المتقين لعب ولهو).
قال الطَّيبي: وذلك أن الظاهر أن يقال: وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وما الدار الآخرة إلا جد وحق لا باطل زائل، فوضع موضعه (خَيْرٌ لِلَّذِينَ) إطلاقاً لاسم المسبب على السبب. اهـ
وقال الشيخ سعد الدين: لأنه لما خص خيرية أعمال الآخرة بالمتقين -وهي في مقابلة أعمال الدنيا- أي لعب ولهو، فما ليس من أعمال المتقين ليس من أعمال الآخرة وما ليس من أعمال الآخرة فهو من أعمال الدنيا، وأعمال الدنيا لعب ولهو، فما ليس من أعمال المتقين لعب ولهو. اهـ
قوله: (معنى (قد) زيادة الفعل وكثرته).
قال أبو حيان: هذا قول غير مشهور للنحاة وإن قال به بعضهم، وما استشهدوا به عليه فالتكثر فيه لم يفهم من (قد)، وإنما فهم من سياق الكلام، لأن الفخر والمدح إنما يحصلان بكثرة وقوع المفتخر به والممدوح به، وعلى تقدير أن تكون (قد) للتكثير في الفعل وزيادته لا يتصور ذلك في قوله (قَدْ نَعْلَمُ) لأنَّ علمه تعالى لا يمكن فيه الزيادة والتكثير. اهـ
وقال الحلبي: قد يجاب عن هذا بأن التكثير في متعلقات العلم لا في العلم. اهـ
ولذا قال السفاقسي: قد تصبح الكثرة باعتبار المعلومات. اهـ
وقال الطَّيبي: يعني أن لفظة (قد) للتقليل ثم يراد به في بعض المواضع ضده وهو الكثرة كقوله تعالى (رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ)، والنكتة ههنا تصبير رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذى قومه وتكذييهم، يعني من حقك وأنت سيد أولي العزم أن لا تكثر الشكوى من أذى قومك وأن لا يعلم الله من إظهارك الشكوى إلا قليلاً، أو يكون تهكماً بالمكذبين وتوبيخاً لهم لقوله تعالى (فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللهِ يَجْحَدُونَ). اهـ
قوله: (كما في قوله: وَلَكِنَّهُ قَدْ يُهْلِكُ المَالَ نَائِلُهْ)
هو لزهير ابن أبي سلمى من قصيدة يمدح بها حصين بن حذيفة بن بدر الفزاري وأولها:
صحى القلب عن سلمى واقصر باطله
…
وعرى أفراس الصبا ورواحله
قال ابن قتيبة في طبقات الشعراء: مما يستجاد له قوله:
وذي نعمة تممتها وشكرتها
…
وخصم يكاد يغلب الحق باطله
دفعت بمعروف من القول صائب
…
إذا ما أضل القائلين تفاضله
وذي خطل في القول يحسب أنه
…
مصيب فما يُلْمِمْ به فهو قائله
عبأت له حلمي وأكرمت غيره
…
وأعرضت عنه وهو باد مقاتله
وأبيض فياض يداه غمامة
…
على معتفيه ما تغب نوافله
غدوة عليه غدوة فوجدته
…
قعوداً لديه بالصريم عواذله
يفدِّينه طوراً وطوراً يلمنه
…
وأعيا فما يدرين أين مخاتله
فأعرضن منه عن كريم مرزإٍ
…
جموع على الأمر الذي هو فاعله
أخي ثقة لا تهلك الخمر رأسه
…
ولكنه قد يهلك المال نائله
تراه إذا ما جئته متهللاً
…
كأنك تعطيه الذي أنت سائله