الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
استقرَّ في تدريس التفسير بالمدرسة الحسنيَّة بالرملة في مستهل سنة تسعٍ وعشرين وثمانمائة، مِنْ أجل أنَّه اطَّلع على كتاب وقْفِها، فوجد فيه مدرسًا للتفسير وآخر للحديث، ولم يجد بهما أحدًا، بل كانا شاغِرَيْن مِنْ عهد الواقف. فعندما عَلِمَ ذلك، التمس من النَّاظرين عليهما تَقريرَه في التَّفسير، وتقرير ولده في الحديث، وأن يأذنا لولده في الاستنابة، ففَوَّضا إليهما ذلك، وأظهرا الندم على شغور الدَّرسين مِنْ حين الواقف وإلى زمنهما.
وباشر شيخنا كلا الوظيفتين: الأولى بطريق الأصالة، والأخرى نيابة عن ولده، إلى أن رغب عَنِ التَّفسير لأحد جماعته العلامة زين الدين السَّندبيسى، ثُمَّ رغب عنه في حياة شيخنا للشهاب ابن صالح ومات، فأخذه عِوَضَهُ الشَّيخ عضد الدين الصِّيرامي الحنفي، ثم رغب عنه لبعض فُضلاء المالكية.
وولي أيضًا تدريس التفسير بالقبَّة المنصورية. رغب له عنه الشيخ شمس الدين البرماوي بمالٍ عوضه له النجم ابن حجِّي تبرُّعًا عَنْ صاحب الترجمة، وهو مائة دينار، وذلك في سفر البرماوي لدمشق صُحبة النَّجم المذكور في. . . . (1)، واستمرَّ بيد شيخنا حتَّى مات، وصار بعد إلى أبي الفضل البجائي المغربي، ثمَّ رغب عنه حين أراد مفارقة مصر -وللَّه الحمد- للعلَّامة المحقق سيف الدين الحنفي نفع اللَّه به. [وبعده استقرَّ فيه النجم ابن حجِّي حفيد المشار إليه أولًا، فما هاب صنيع جدَّه رحمهما اللَّه](2).
والعلم -لا سيما تفسير كتاب اللَّه، والخوض في مناسبات آية- دينٌ، فانظر عَن مَنْ تأخذ دينك، وأسالُ اللَّه التوفيق والسَّلامة.
[وظيفة الوعظ:]
ويلتحق بالتفسير: وظيفة الوعظ بجامع الظَّاهر بالحسينية، تلقَّاها عن
(1) بياض في الأصول.
(2)
ما بين حاصرتين لم يرد في (ب، ط).
الشيخ نور الدين الرَّشيدي بحكم وفاته، وهو تلقَّاها عَنِ الكمال الدَّميري.
وهذه الوظيفة كان شيخُنا العلامة النَّحوي شهابُ الدين الحناوي يحكي أنَّها كنت باسم الشيخ بدر الدين الطِّنْبِدائي، وكان يُباشرُها بنفسه، حتَّى صار عوامُّ تلك الناحية من تُرك وغيرهم يعرفون كثيرًا مِنَ العربية ونحوها. انتهى.
[ولعلَّه كان يُباشرها نيابةً عَنْ غيره، فإنَّها كانت مع الشيخ تقي الدِّين السُّبكي، نم ابنه أبي حامد أحمد، ثم أخذها بعد موته الكمالُ الدَّميري](1).
وأمَّا شيخُنا صاحب الترجمة، فإنَّه استخلف فيها الشيخ شهاب الدين الطنتدائي، وكان القارىء للميعاد بين يديه أبو العبلس بن الضِّياء الحنبلي، فلمَّا مات الشِّهاب الطنتدائي، صار أبو العباس المذكور يسُدُّ الوظيفة -فيما بلغني- بالقراعة، ثمَّ بأخَرَةَ برهان الدين البقاعي، ومات شيخنا بعد ذلك، فاستقرَّ في الوظيفة القاضي وليُّ الدِّين الأسيوطي، واستناب فيها الشيخ زكريا، فباشرها مدَّةً، ثم اغتصبها البقاعيُّ مِنْ صاحبها، وزعم أنَّها وظيفتُه، واستعان في نلث بمخدومه بردبك أيَّام أستاذه الأشرف إينال، فسكت الوليُّ، واستمرَّ البقاعي يُباشرُ ذلك حتَّى الآن، وأخذ حينئذٍ في عمل المناسبات، [التي شرحت شأنها في غير هذا المحلِّ](2)، وللَّه عاقبة الأمور.
[ثمَّ رام بعد مدَّة في سنة سبع وسبعين الاستيلاء على حانوت مضاف لجهة (3) العاشورية، يشهد بذلك أشياء، مِنْ جملتها: وضع اليد وأجايز قديمة مِنْ زمن الشَّمس بن الديري، وهلمَّ جرَّا. وزعم أنَّها مِنَ الموقوف على هذا الميعاد، ولم يُبْدِ مستندًا معتمدًا في دفع ما يشهد للعاشورية، وصمَّم في ذلك على جاري عوائده، فكفَّه قاضي الحنفيّة الآن [شمس الدين الأمشاطي](4)، وامتنع مِنَ الإذعان لذلك، والانجرار معه فيه، جوزي خيرًا،
(1) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب).
(2)
ما بين حاصرتين لم يرد في (ب).
(3)
"لجهة" ساقطة من (أ).
(4)
هذه العبارة ساقطة من (ط).