الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الرابع في
المقترحات
والمطارحات والألغاز البديعة الإيجاز
[المقترحات]
فمن الأول:
ما اقترح القاضي شهاب الدين المحلي عليه وعلى الشَّيخ غياث الدِّين ابن خواجا أن ينظما له في عشر درج عشرة أبيات في مدح مكة، والتشوُّق إليها في أصعب وزن ورَوِيِّ، فاتَّفق رأيُ مَنْ حضر أنَّ ذلك يكونُ في المديد، والرويُّ ظاءً منصوبة، فقال صاحب الترجمة:
إنَّ بيتَ اللَّه مَنْ حلَّ فيه
…
مُحرِمًا يلقى الأماني ويحظا
حبَّذا ذاك المقام مقامًا
…
قد كَفَتْ رؤيته لي وعظا
وهبَ اللَّه الذي قد أتاه
…
مِنْ شرور الخلقِ أمْنًا وحِفْظًا
خيرُ دارٍ جاء منها رسولٌ
…
لم يكن للصَّحبِ في الخلق فظًّا
رَبِّ قرِّب للحجازِ وُصولي
…
إنَّ لي يا سيّدي فيه حظّا
أُمَّ بي أُمَّ القُرى فهي عَيْنٌ
…
بالهُدى للقاصدي اللَّهِ يقظى
ولهم منها الرِّعايةُ لمّا
…
لحَظَتْهُمْ بالعناية لحظَا
إنَّ مَنْ كان بها ذا غرام
…
ليس يَصْلى قطُّ نارًا تلظَّى
طابَ مَدْحي في ثنائي عليها
…
حبَّذا ذاك معنَى ولَفْظَا
سَعْدُ نظمي كون مدحي لها
…
يا سَعْد في صَعْبِ القوافي كالظّا
وقال الغياث (1) المذكور:
إنَّ بالبيت العتيق اعتيادي
…
مِنْ لَظى هجر به أتلظَّى
وإلى حِفْظِ الوِداد اعتنائي
…
حفظ ودٍّ ساء أو دام لفظا
رقَّ قلبي مِنْ غليظ جفاءٍ
…
أتُراه هل يرفُق غِلظا
مِنْ دموعي قد غدا القيظُ بردًا
…
ومِنَ انفاسي ترى البرد قيظا
لستُ ممَّن للملامة يُصغي
…
لائمي مُتْ -لستُ أرجِعُ- غيظا
ومتى أدعو بصدقِ صفاءٍ
…
رمتُ أني لو بمروة أحظى
وأُناجي اللَّهَ في حجر إسماعيل
…
فيما نابني منه وعظا
والتزامي ذيلَهُ بمقامٍ لم يخب
…
داع وإن كان فظَّا
وبالأركان اليمين بأني
…
لستُ أخفي مِنْ ثنائك لفظَا
وأُعيذُ الحسن منك بحفظ اللَّه
…
ربِّ راحمٍ جلَّ حفظا
ومنه، وقد اقترح خمسةٌ ممَّن ينظمُ الشِّعر اجتمعوا بالطُّور عند توجُّه صاحب الترجمة إلى اليمن في سنة تسع وتسعين وسبعمائة- هم: صاحب الترجمة، والنَّجم محمد بن أبي بكر المُرجاني، والصَّلاح خليل بن محمد الأقفهسي، والرَّضيُّ أبو بكر بن أبي المعالي، والشَّرف- إنشادهم بيتًا بيتًا على الفور، آخرُ كلِّ بيتٍ أوَّلُ البيت الذي يُنشده الذي يلي المنشد، فتحصَّلَ لصاحبِ التَّرجمة ممَّا نظمه بديهةً في ذلك المجلس هذه الأبيات:
أهوى هواك ودعه لا
…
يُبقي عليَّ ولا يَذَرْ
نام الخَلِىُّ ولم أنمْ
…
والعِشقُ أيسَرُه السَّهَرْ
(1) في (ب): "الغيث".
لاموا المُحِبَّ وما دَرَوْا
…
أنَّ الهوى سَبَبُ الظَّفَرْ
رُحْ يا عذولُ (1) فإنَّ في
…
حالِ المتَيَّمِ معتَبَرْ
بان الحبيبُ وقد صَبَا
…
قلبي إليه وما صَبَرْ
نجمٌ يروقك بالضِّيا
…
وفي الحَشَا منه شَرَرْ
تمَّت مَحاسِنُ وجهِهِ
…
والبَدْرُ ينقُصُ إن سَفَرْ
قَمَرَ العُقولَ بحُسنِهِ
…
مِنْ أجل ذا قالوا: قَمَرْ
أبكى ويغدُو ضاحكًا
…
كالبَرْقِ عُقباه المَطَرْ
لا بدَّ لي منه خيا
…
لَا غابَ أو شَخْصًا حَضَرْ (2)
كم لي ربيعٌ بالحبيبِ
…
وطَيْرُ أسعدِنا صَفَرْ
كان العَذُولُ يلُومُني
…
فمذِ انْجلى بَدْري عَذَرْ
للَّه مَجْلِسُ لَذَّةٍ
…
فالأنْسُ فيه مُدَّكَرْ
فمُدامُنا رَقَّت كما
…
رقَّ النَّسيمُ مِنَ الكَدَرْ
والنَّهْرُ يخفِقُ قلبُه
…
فرحًا بقَدِّكَ إنْ خطَرْ
والطَّيْرُ إذْ غَنَّا حبانا الـ
…
ـغُصْنُ منثُورَ الزَّهَرْ
لا تَبْقَ لذَّةُ ساعةٍ
…
تأتي كَلَمْحٍ بالبصرْ (3)
واصْبِرْ لكَيْ تحظى فما
…
صَبَرَ امرؤٌ إلَّا قَدَرْ
وإذا دنا منها الثَّوى
…
فالرَّبُّ أولى مَنْ غَفَرْ
وقد أسقط منها ما لم يرتضه الناظم.
(1) في (ب): "عذولي".
(2)
في (أ): "خطر".
(3)
في (ب): "للبصر".
واجتمعوا أيضًا على النظم بديهةَ في قافية النُّون مِنَ الوافر، فقال شيخنا:
جُنوني في محبَّتِكُتم فنونُ
…
وقصدُ سواكم ما لا يكونُ
فقال النَّجم المُرجاني:
ولم أُضْمِر سُلوًّا عَن هواكُم
…
لأنَّ وِدادَكم عندي كمينُ
فقال الأقفهسيُّ:
وعُذَّالي تحَرِّكُني لأسلُو
…
حبيبًا في الفُؤادِ لَهُ سكونُ
فقال شيخنا:
وكم لي في هواكم مِنْ شُجُونٍ
…
حديثُ محبتي فيها شجونُ
فقال الأقفهسيُّ:
على أنِّي وإن بَعُدَ التَّلاقي
…
مُحِبٌّ لا أمين ولا أخُونُ
فقال الرَّضيُّ:
وكم أضْمَرْتُ في قلبي هواكم
…
زمانًا والدموع له تُبينُ
فقال الشَّرفُ:
وكم يَسْعَونَ في تَلَفِي لأنِّي
…
محِبٌّ لا تغيِّرُه الظُّنُونُ
فقال شيخنا:
وعُذَّالُ المحبِّ على هواكم
…
لهُمْ دِينٌ وللعشَّاق دِينُ
فقال: المُرجانيُّ:
وكم سهرت عُيوني في هواكم
…
وقد نامت لعُذَّالي عُيونُ
فقال الرَّضيُّ:
وما أدري أغيٌّ أمْ رشادٌ
…
جفاكم والهوى داءٌ دفينُ
فقال الشَّرفُ:
نُجومُ اللَّيلِ تشهَد أنَّ دَمعي
…
غزيرٌ والدُّمُوع لها شؤونُ
فقال شيخُنا:
فدمعي بعد عِزَّتِه مَهينٌ
…
وجِسمي مِنْ سُقامي لا يَبينُ
فقال النَّجمُ:
ومَنْ لم يَعْشُ عَن ذكرى حبيبٍ
…
فكيف له مِنَ اللَّاحي قرينُ
وهذه الأبيات مختار ما قيل، لأنها كانت أكثرَ مِنْ ذلك.
واقترح صاحب التَّرجمة في سنة سبع وتسعين على الصَّدر علي ابن الأمين محمد بن محمد الدمشقي ابن الأدمي أن يعمل على نمط (1) قوله مما يُقرأ على وزنين وقافيتين مِنْ كلمة، وهو ممَّا انفرد بالسَّبق به، وكذا اقترحه على غيره مِنْ أُدباء عصره، وهُما (2) أول ما نظمهما صاحبُ الترجمة في ذلك.
نسيمكم يُنعشني والدُّجى طال
…
فَمَنْ لي بمجيء الصَّباح
ويا صِبَاحَ الوَجْهِ فارَقْتُكُم
…
فَشِبْتُ همًّا إذ فَقَدتُ الصِّبَاح
فقال الصدر ما أنشده لصاحب الترجمة بعدُ بسنين، وكان عملهما قبلُ:
يا مُتهمي بالصَّبر (3) كُن مُنجدي
…
ولا تُطل رفضي فإني عليل
(1) في (أ): "في نمط".
(2)
في (ب): "وهذان".
(3)
في (ط): "بالسقم".
أنتَ خليلي فَبِحَقِّ الهَوَى
…
كُنْ لشجُوني راحمًا يا خَليل
وممَّا نظمه صاحبُ الترجمة فيما يقرأ على وزنين (1) أيضًا:
ثَوَيْث فيكم راجيًا مِنْكُمُ
…
أجر الهوى دهرًا فضاعَ الثَّوابْ
ردُّوا جوابي ودَعُوني أَمُتْ
…
جوى فما منُّوا ولا بالجَوابْ
وله [كالذي قبله في البيت الثاني فقط](2):
مدحي في علاكمُ
…
والسَّمَاح الذي هَمَا
قَدْ عَلَتْ في ارتفاعها
…
كيف لا وهي في السَّمَاح
ونظم صاحبُ التَّرجمة في مبادي نظمه -قال: أظنُّه في سنة ثلاث وتسعين- قصيدة جاء منها:
أرعى النُّجوم كأنِّي رُمْتُ أحْصُرُهَا
…
بالعدِّ إذ طال بعدَ البَدرِ تَسْهيدي
وكم أعدِّدُ إذْ أبكي على قمري
…
والأُفْقُ قد ملَّ في الحالَيْن تعديدي
قال: وحسِبْتُ أنني انفردت (3) بهذا المعنى، لأنني لم أره في أشعار مَنْ تقدَّمَ إلَّا جِناسًا، فأنشدتُ لصاحبي القاضي بدر الدين المخزومي ابن الدماميني قصيدة نظمها في سنة خمس وتسعين، جاء منها قوله:
خليليَّ إنِّي فُتِنْتُ لِشقْوَتي
…
بَوَسْنَان طَرْفي فيه بالوجد سهَّدا
يَرومان تعديدًا لأوصافِ حُسْنِه
…
عليَّ وقد مِتُّ اشتياقًا فعدِّدا
وتذاكرت أنا والمجد (4) بن مكانس، فأنشدني لنفسه مِنْ قصيدة ذكر لي أنَّها متقدمة النَّظم، لعلّه نظمها قبل التسعين، جاء منها قوله:
(1) في (ط): "قافيتين".
(2)
ما بين حاصرتين لم يرد في (ب).
(3)
في (أ): "أتفرد".
(4)
في (ط): "والمحب"، خطأ.
وعاذلي مُذْ رأى ضُلوعي
…
تُعَدُّ سُقمًا بكى وعدَّدْ
فطال تعجّبي من تجاذبنا الثَّلاثة أهدابَ هذا المعنى، ولعلّ أحدنا لم يطلع على نظم الآخر قبل ذلك، وتوارد الخاطر في المعاني يصح، ولا يكاد يصحُّ في الألفاظ إلَّا في النادر.
[قلت: وللمجد أيضًا من أبيات قوله:
ويسرّ ناظرنا بعدِّ صفاته
…
واعَجْبُ لمسرُورِ الفؤاد يُعدِّدُ
واللَّه الموفق] (1):
وتذاكر صاحبُ الترجمة هو والمجدُ فضل اللَّه بن مكانس الموشحات والخرجات الزَّجليَّة، وما اخترعه (2) القاضي السعيد مِنْ جَعْلِ الخرجة بالفارسية، ولكن أغربَ بها، وأذهبَ رونقها، فقال صاحبُ الترجمة للمجد: إنِّي أريدُ أن أنظِمَ موشَّحًا أجعلُ خرجته تركيَّة، ولكنها مفهومةٌ معلومة، فاستجادَ ذلك، وقال له: ظهرتْ لي خرجةٌ وفيها تورية، فتفكّر صاحبُ الترجمة أيضًا، وظفر بأخرى بتورية، وتفارقا على النَّظْم، فنظم المجدُ:
هم حملوا وساروا
…
بل اعتذروا وجاروا فاشتكيهم لمنْ
سارُوا بمن سيأتي عني بِزَعْمه
وصدَّني زماني عَنْ رَشْفِ ظَلْمِهِ
والبحرُ (3) قَدْ رَمَاني عمدًا بظُلْمِهِ
فمدمعي بحارٌ وليس لي قرارٌ
…
والوَجْدُ عندي سكنْ
ما كان رأي حبي أفديه ذا النَّوى
ولا عذاب قلبي بالبَيْنِ والجوى
(1) ما بين حاصرتين لم يرد في (ب) وزاده المصنف بخطه في هامش (ح).
(2)
فى (ط): "اقترحه".
(3)
في (ح): "والهجر".
فاحْذَرْ كُفيتَ كربي تغترّ بالهوى
فعِتقُه إسارُ وأُنْسُه نِفَارُ
…
والسِّرُّ فيه عَلَنْ
قل للجفون تذري دمعي غمائما
حتى يعودَ بدري إليَّ سالِمَا
حتَّى يصيرَ دهري بالوصل راحما
ويقرُبُ المزارُ ويرجعُ المسارُ
…
ويصطفيني الزَّمنْ
أفديه مِنْ غزالٍ للتُّرك أصلُهُ
قد فاق في الجمالِ فعزَّ مثلُهُ
وجاء بالوِصال فجلَّ فعلُهُ
له الحشا دثارُ له الوفا
…
شعارُ له عليَّ المِنَنْ
ظبيٌ بديعُ حُسْنٍ كالبدرِ في التَّمامْ
عِذارُه مَسَنِّي وطرفُه حُسامْ
فَرُحْ إليه عني بالكُتْب والسَّلامْ
وانظُر إلى عذار وبهجة اخضرارٍ
…
وقل لو يخشى مَسَنْ
وقال صاحب الترجمة:
صِلْ قاصِدًا قَدْ أمَّلَكْ
…
إذْ لَمْ تَجِدْ فَتًى حُرْ
فأنتَ عِقْدٌ مِثْمِنُ
…
لم تفتقر لواسطهْ
وأنت شكلٌ حسنُ
…
والجودُ فيكَ ضابطَهْ
فلا تَقُلْ يا مُحسِنُ
…
هذا الثَّنا مغالطَهْ
فالوَصْفُ لن يُمَثِّلَك (1)
…
لكل صبٍّ يشعرْ
بالطَّيْف قَدْ وعدتني
…
كيف وطَرْفي ما هَجَعْ
(1) في (ح): "فالوصف لك لن يمتلك".
وسار مُذْ فارقْتَني
…
وراك قلبي ما انْقَطعْ
فارْحَمْهُ فهو قَدْ فَنِي
…
وانظُر لَهُ فيما صَنَعُ
فإنَّه فيك هَلكْ
…
ومسَّه منْكَ الضُّرْ
جُنِنْتُ مِنْ نومِ النَّوى
…
فارْحَم سَلِمْتَ مَصْرَعِي
وبان مكتومُ الهَوى
…
مُذْ بلَّ جَيْبِي مَدْمَعي
ولَيْسَ لي عَيْشٌ سِوَى
…
إنْ رَدَّ محبوبي معي
يا قمري قَلْبي فَلَكْ
…
سِرْ فيه فهو قد سُرْ
واطْوِ شُقَّةَ السَّفَرْ
…
يا بَدْرُ وانعَمْ باللِّقَا
واعْدِل إليَّ يا قَمَرْ
…
وفيَّ إنِّي في شَقَا
وقلتُ لمَّا أن خطَرْ
…
باللَّه يا غُصْنَ النَّقَا
سُبْحَانَ ربِّ عدَّلكْ
…
قِفْ لي قليلًا أنْظُرْ
وشادنٍ مِنَ الخَطَا
…
يَقْتُلُني بالعَمَدِ
زارَ فَقُلْتُ إذْ سَطَا
…
بِلَحْظِهِ كالهِنْدِي
واصِلْ وكُنْ مُشْتَرِطَا
…
ما شِئتَ فهو عِنْدِي
قال هاتْ ذَهَبْ وادُورْ لك
…
فَقُلْتُ: لَوْ تَخْشَى دُرْ
قال صاحب الترجمة: وولَّد لي هذا المعنى أن قلت:
يا أيُّها الحَسَنُ صِلْني
…
مَسَّ قلبي بالجَفَا ضُرْ
بالَّذي يُبْقِيكَ يا
…
مالك رِقِّي يا بها دُر
وقلت أيضًا:
ومُهَفْهَفٍ قَد مَسَّني
…
مِنْ حبِّه وصَبٌ وضُر
إِنْ قُلْتُ صِلْني قال هات
…
أقول خُذْ ذَهَبًا ودُرْ
وأنشد البدرُ الدَّماميني في الاكتفاء، قال: وفيه زيادة:
رعىَ اللَّه دهرًا فيه أسماءُ واصَلَتْ
…
وجادت لنا بَعْدَ القَطِيعَةِ بالنُّعمى
وشَّنَفَتِ الأسماع أسمارُ ذِكْرِها
…
وأسماؤها تُتلى فيا لَكِ مِنْ أسْمَا
قال صاحب الترجمة: فاكتفى بأسما عَنِ الأسماع والأسمار والأسماء، ففيه أربعة. ولمَّا أنشدني ذلك، نظمت بحضرته، ولعلَّ فيه خمسة:
أُطِيلُ الملال لِمَنْ لامَنِي
…
وأملأُ في الرَّوْضِ كأسَ الطِّلا
وأهْوَى الملاهِي وطِيبَ الملاذِ
…
فها أنَا مُنْهَمِكٌ في المَلا
وأنشد -يعني البدر- لنفسه في ذلك، يعني الاكتفاء:
برُوحِيَ أحمي غادةً قد تَطَلَّعَتْ
…
إليَّ فما أصْغَيْتُ للعاذِلِ العَوَّا
وأمطرتُ دَمْعِي إذ فَنيتُ على الحِمَى
…
بأنواع أنوارٍ فيا حَبَّذا الأنْوَا
قال [صاحب الترجمة](1): فنظمت أنا في مثله:
حَبِيبي إنَّ العَيْشَ في الوَصْلِ فاسْتَرِحْ
…
إليه ولا تَرْحَلْ ولا تركَبِ الفَلَا
وإيَّاكَ لا تَصْعَدْ قلاعًا ولا تُنِخْ
…
قلاصًا ومَهْمَا اسْطَعْتَ فاجْتَنِبِ القِلَا
ونظم المجد بنُ مكانس فيه:
لَمَسْتُ النَّواعِمَ يَوْمَ الوَدَاعِ
…
وأنْعَشَ حِبِّي بِلَثْمِي القُوَى
وأبْدَى النَّوادِرَ لي فاعْجَبُوا
…
لِمَنْ طابَ في عِشْقِهِ بالنَّوَى
(1) ما بين حاصرتين ساقط من (ب).