المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[الكتب المعروضة علي ابن حجر] - الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر - جـ ٢

[السخاوي]

فهرس الكتاب

- ‌ الإملاء

- ‌[وظائفه]

- ‌[وظيفة التفسير:]

- ‌[وظيفة الوعظ:]

- ‌[وظيفة الحديث:]

- ‌[وظيفة الفقه:]

- ‌[وظيفة الإفتاء:]

- ‌[وظيفة المشيخة:]

- ‌[وظيفة الخطابة:]

- ‌[وظيفة خزن الكتب:]

- ‌[دروس ابن حجر:]

- ‌[التفسير:]

- ‌[فتاويه:]

- ‌[خُطَبُه:]

- ‌[القضاء:]

- ‌[آفات القضاء]

- ‌[بعض أعماله في القضاء:]

- ‌ذكر الإشارة إلي محنته التي شارك فيها غيره من السادات بسبب ولده

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌الباب الخامسفيما علمته من تصانيفه ومَنْ حصَّلها مِنَ الأعيان وتهادي الملوك بها إلى أقصى البلدان وما كتبه بخطه مِنْ تصانيف غيره ليظهر حسن قصده وعظم خبره

- ‌[مصنفات ابن حجر]

- ‌الأربعينات

- ‌المعاجم والمشيخات

- ‌تخريجه لشيوخه وغيرهم

- ‌الطرق

- ‌الشروح

- ‌علوم الحديث

- ‌فنون الحديث

- ‌الرجال

- ‌[صفات المؤرخ]

- ‌الفقه

- ‌أصول الدين

- ‌أصول الفقه

- ‌العروض والأدب

- ‌[اعتناء الملوك بتصانيف ابن حجر]

- ‌[مشاهير من نسخ مصنفات ابن حجر]

- ‌[وليمة فتح الباري]

- ‌[مَنْ كَتَبَ فتح الباري]

- ‌[شروح البخاري]

- ‌فصل

- ‌الباب السادسفي سياق شيء من بليغ كلامه نظمًا ونثرًا وفيه فصول

- ‌[تقريظ كتاب نزول الغيث للدماميني]

- ‌[تقريظ بديعيه الوجيه العلوي]

- ‌[ما كتبه على قطعة لابن ناهض]

- ‌[تقريظ سيرة ابن ناهض]

- ‌[تقريظ بديعية ابن حجّة]

- ‌[تقريظ آخر على بديعية ابن حجّة]

- ‌[وقد قرض شيخنا لابن حجّة قصيدته الثانية التي امتدح بها البدري بن مزهر حسبما أشار إليه النواجي في "الحجة"، فينظر]

- ‌[تقريظ عجاله القرى للتَّقي الفاسي]

- ‌[تقريظ الزهور المقتطفه من تاريخ مكة المشرقة للتقي الفاسي]

- ‌[تقريظ تحفة الكرام للتقي الفاسي]

- ‌[تقريظ مجموع تقي الدين الكرماني]

- ‌[تقريظ ديوان الملك الأشرف]

- ‌[تقريظ ديوان الملك الكامل]

- ‌[تقريظ الرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي]

- ‌[تقريظ شرح عقود الدرر في علوم الأثر لابن ناصر الدين]

- ‌[تقريظ وجهة المختار لابن سويدان]

- ‌[تقريظ شرح منهاج البيضاوي لابن إمام الكاملية]

- ‌[تقريظ الأربعين لجلال الدين البلقيني]

- ‌[تقريظ نزهة القصَّاد للشريف النسَّابة]

- ‌[تقريظ الغيث الفائض في علم الفرائض للحسيني]

- ‌[تقريظ مسألة الساكت للسوبيني]

- ‌[تقريظ في منظومة الشغري في النحو]

- ‌[تقريظ البرهان الواضح للناس لابن أبي اليُمن المكي]

- ‌[تقريظ زهر الربيع في شواهد البديع لابن قرقماس]

- ‌[تقريظ الجامع المفيد في صناعة التجويد للسنهوري]

- ‌[تقريظ تحفة الأنفس الزكية لأبي حامد القدسي]

- ‌[تقريظ كتب السخاوي]

- ‌[تقريظ مرثية لابن الغرز]

- ‌[تقريظ موشح]

- ‌[تقريظ على درج الجمال ابن حجاج]

- ‌[تقريظ نظم لعبد السلام البغدادي]

- ‌الفصل الثاني فيمن عرض محافيظه عليه أو كتب له إجازة ممن تردَّد إليه

- ‌[الكتب المعروضة علي ابن حجر]

- ‌[إجازات ابن حجر]

- ‌ رسائله

- ‌الفصل الرابع في‌‌ المقترحاتوالمطارحات والألغاز البديعة الإيجاز

- ‌ المقترحات

- ‌[المطارحات]

- ‌الألغاز

- ‌[مقاطيعه]

- ‌الفصل الخامس فيما ورد عليه من الأسئلة المنظومة وجوابه عنها بفكرته المستقيمة

- ‌الفصل السادس في نبذة مِنْ فتاويه المهمة المتلقاة بالقبول بين الأئمة

- ‌ المكيات:

- ‌ المدنيات:

- ‌ القدسيات:

- ‌ اليمنيات:

- ‌ الشاميات:

- ‌[حديث الجسَّاسة]

- ‌فصل

- ‌[ترجمة الكسائي]

- ‌فصل

- ‌[بيان الحديث الحسن]

- ‌ الحلبيات:

- ‌ المصريات:

- ‌[بدعة الزيادة في الأذان]

- ‌ القاهريات:

- ‌[تضعيف حديث الماء المشمس]

- ‌[حديث: مَنْ مَلَكَ ذا رحم محرم فهو حرّ]

- ‌[حديث فضل الصلاة في المسجد النبوي]

- ‌[حكم لبس الأحمر]

- ‌[زنة خاتم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌[حديث بريدة في خاتم الحديد]

- ‌[حديث الظالم عَدْلُ اللَّه في الأرض]

- ‌[حديث لا يدخل الجنة ولد زنا]

- ‌[حديث مَنْ كان ذا مال ولم يحج]

- ‌[المفاضلة بين عائشة وفاطمة رضي الله عنهما]

- ‌[هل أذَّن الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌[المراد بالأحرف السبعة]

- ‌[رواية الحسن البصري عن علي]

- ‌[خرقة التصوف]

- ‌[الشيخ عبد القادر الكيلاني]

- ‌[حديث ازهد في الدنيا يحبك اللَّه]

- ‌[هيئة الخطوة المفسدة للصلاة]

- ‌[تفسير قوله تعالي: وأن ليس للإنسان إلا ما سعى]

- ‌[توثيق الإمام أبي حنيفة]

- ‌ معنى قوله تعالى: {مُسَوِّمِينَ} [

- ‌[السيدة نفيسة بنت الحسن والإمام الشافعي]

- ‌[ترجمة السيدة نفيسة]

- ‌[قبر الحسين]

- ‌[بدع القرّاء]

- ‌[حكم الغلط في النسخ]

- ‌[الاعتراض علي القاضي عياض]

- ‌[شروط العمل بالحديث الضعيف]

- ‌ أصول الفقه:

- ‌ أصول الدين:

- ‌[تعقبه على النووي في الأذكار]

- ‌[اختياراته:]

الفصل: ‌[الكتب المعروضة علي ابن حجر]

‌الفصل الثاني فيمن عرض محافيظه عليه أو كتب له إجازة ممن تردَّد إليه

[الكتب المعروضة علي ابن حجر]

فمن الأول:

ما كتب به لبعض (1) مَنْ عرض عليه "الشاطبية":

أما بعد حمدِ اللَّه الذي طوَّق فلان حرز الأماني، ووجَّهه سبل الخيرات، وهي وجه التهاني، والصلاة والسلام على محمد العاري المبين بكفاية الواحد والثاني (2) الراقي الطباق السبع (3) إلى أن كان بالتيسير الربَّاني (4) لقاب قوسين هو (5) الداني، وعلى آله وصحبه نجوم السماء وأعلام الأرض، صلاةً وسلامًا يترادفان عليهم إلى يوم العرض.

فقد عرض عليَّ فلان "الشاطبية" عرضًا أبان أنَّ (6) له في الحفظ يدًا

(1)"لبعض" ساقطة من (ب).

(2)

في (أ): "والمثاني".

(3)

في (ط): "والراقي السبع الطباق".

(4)

في (ب): "الهاني".

(5)

في (ط): "فهو".

(6)

"أن" ساقطة من (ب).

ص: 746

طولى (1)، وأظهر أن الاشتغال بما يقرِّبُه للآخرة خيرٌ مِنَ الأولى، وأعلم أنَّ له همة غير قريحة تنادي:(يا خليليَّ امدحاني وقولا). وقد أجزتُ له روايتها بسندي فيها، وأسأل اللَّه أن يجعل القرآن نافعًا له في طوارق الحدثان، عاصمًا له من نزغات الشَّيطان.

ومنه لمن عرض عليه "الفصيح":

أما بعد حمد اللَّه الذي جعل محبَّ الدين فصيحًا لبيبًا، وأشهدُ أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، منزل الغيث العارض صبيبًا، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله وحبيبه، فيا حبذا سيدًا وعبدًا وحبيبًا، صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم مِلْءَ السماء والأرض، وأسأله أن يتطوَّل على تقصيرنا في تصريفنا بشفاعته يوم العرض.

فقد عرض علىَّ محبُّ الدين عرضًا تحدَّر كالنَّهر الفائض. أستغفر اللَّه، بل كالسَّيلِ لمناسبته للعارض، قراءةً قررت أنه فاق مشاكله ومماثله، وسردًا وقفتِ النُّجومُ الجواري بين يديه ماثلة، دلّني على حفظه لجميع الكتاب، لأنَّه عن حق الحفظ ما راغ، وأذاقني حلاوة ألفاظه، لكنه -بحمد اللَّه- ما زاغ، وأذِنتُ له أن يرويه عني إلى آخره.

ومنه في عرض القاضي علاء الدين البلقيني "للعمدة"، بعد وصفه بالولد العزيز النبيه الزكي الذكي الألمعي المَدِرة الحُفَظة البارع الأوحد، أعجوبة العصر في الفهم، ووصف والده بسيدنا ومولانا قاضي القضاة، وجدَّه بسيدنا ومولانا قاضي القضاة، شيخ الإسلام، علامة الأعلام، مفخر أهل العصر، والغُرَّة المشرقة في جبهة الدَّهر، وجد والده بسيِّدنا ومولانا، شيخ الإسلام والمسلمين، ختامِ المجتهدين، مربِّي السالكين، بقية السلف الأكرمين، وعُمدة الخَلَف (2) أجمعين. فقال: مواضع متعددة لم يدرك شأوه في جَوْدة (3) سردها، وشهد له شاهدٌ العيان بأنه ذاق حلاوة شهدها، وكيف لا، وهو الفريدُ في أصالته، الوحيدُ في نباهته، النادرةُ في الفهم والذكاء،

(1)"طولى" ساقطة من (أ).

(2)

في (ط): "الخلق".

(3)

في (أ): "وجوده"، تحريف.

ص: 747

الآية (1) التي يضمحلُّ في مقابلة ضيائها شعاع ذكاء من آل بيت هم رؤوسُ النَّاس في كل خير وقادتهم، حيث يتوجهون (2) إلى الخيرات في كلِّ سير "شنشنة أعرفها من أخزم"، ولامعةٌ بارقها غيثُه قطُّ ما أخرم.

إلى أن قال: واللَّه تعالى أسال أن يُفيضَ عليه نِعَمَه تترى، وأن يبلغه شأوَ آبائه الكرام رِفعَةً وقدرًا.

ثم بالغ في تواضعه على عادته بقوله: وكتب العبد أصغر تلامذة آبائه.

وفي عرضه أيضًا "للمنهاج"، فقال:

عرض عليَّ النَّجلُ السعيدُ، الذي سهمُه في المعالي سديد، وسببُه في العلم شديد. الأصيلُ الذي فاق جميعَ أهلَ عصره بشرَفِ الولد والوالد، وحقَّق لسامع مقاله وناظر كماله أنَّ هذا الشبل من ذاك الأسد، نسلُ شيوخ الإسلام مِنْ قِبَل آبائه وأمهاته، وسليلُ الأئمة الأعلام، فقد حاز المجد (3) من جميع جهاته، أقرَّ اللَّه به العيونَ في نعمة مستمرة لأبيه وجدِّه، وأدام جِدَّة سعده وسعادة جدّه، ونفع الإسلام والمسلمين به، كما نفعهم بأسلافه، ورفع على توالي الأيام مقدارَه، وأمدَّه على مَرِّ الجديدين بإسعاده وإسعافه. الولد العزيز، والكنز الحريز، اللبيب الأريب، الأصيل الجليل، الزكي الذكي، الفقيه النَّبيه.

ووصف والده بسيدنا العبد الفقير إلى اللَّه تعالى، شرفِ العلماء، أوحدِ الفضلاء، مفتي المسلمين، قاضي القضاة.

إلى أن قال: مواضع مفرقة اقترحتُها عليه من "منهاج الطالبين" في الفقه على مذهب الإمام المجتهد، عالم قريش أبي عبد اللَّه محمد بن إدريس المطلبي الشافعي رضي اللَّه عته، تأليف الشيخ الإمام، شيخ الإسلام، بركة

(1) في (أ): "الأمة".

(2)

في (ح): "يوجهون".

(3)

في (ب): "للجد".

ص: 748

الأنام، أبي زكريا النووي، شكرَ اللَّه سعيه. مرَّ فيها كالبرق الوامض، والغيثِ العارض، والسَّهم أصاب الغرض وزاد، والجواد المُضَمَّر بلغ الغاية، فحبَّذا هو مِنْ جواد، دلَّتَ على أنَّه استظهر جميع الكتاب حفظًا، واحتوى على جميع ألفاظه لفظًا لفظًا، وأرجو أن يحويَ فهمًا لجميع معانيه بذهن وقَّاد، وقريحة يقظى.

إلى أن قال: واللَّه أسألُ أن يوفقنا أجمعين لما يحبُّ ويرضى، وأن يُسامح كُلَّا منَّا يوم العرض عليه، فإنَّ جُودَه لا يُحصى، ونعمه لا تُستَقصى، وديون مِنَنِه (1) على العبد لا تُقضى.

ومنه في عرض ولي الدين بن تقي الدين (البلقيني)(2)، الذي وَليَ بأخرة قضاء الشام ومات هناك: دلَّ حُسْنُ سرده لها على أنه استظهر جميعه، وورد بلطيف فطنته ينبوعه، ولقد أخبرت أنَّه سرده أجمع، لم يغادر منه كلمة إلَّا أحصاها، ولا تلعثم في مسالة منه حين أوردها ورواها. فلله درُّ هذا السَّهم الأسد، وغير نكير أن ينتج هذا الشبل إلا ذلك الأسد.

قلت: وقد أخذَ القاضي ولي الدين المذكور -عفا اللَّه عنه- أواخرها، فضمَّنه إجازة كتبها لولد الشيخ شهاب الدين بن أسد، وصار يتبجّح بها، ويُوهم ابتكاره لها، ثم تبيَّن لي بأخرة أن صاحب الترجمة كتبها للولي المذكور كما أثبته.

ومنه لابن مزهر: الحمد للَّه الذي زاد أبناء النُّجباء ونجباء الأبناء جلالًا، وأطلع في سماء المعالي بدرًا راق جمالًا، وفاق كمالًا، وحفَّه بكواكب كلٌّ منها في الأفق السامي مزهرٌ نوره يتلألأ.

أحمده على أن هدانا المنهاج القويم المفرِّج لكل شدَّة، وأشكره على أن حفَّنا بألطافه التي عليها العُمدة، وأشهدُ أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، ذو الجلال والإكرام، الذي مَنَّ على المؤمنين بوجود محمد عليه الصلاة

(1) في (ط): "منته".

(2)

"البلقيني" ساقطة من (أ).

ص: 749

والسلام، وجعل حديثه النبويَّ عُمدة الأحكام، وشريعته الطَّاهرة قائمةً إلى يوم القيام. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المبعوث إمامًا لأهل الأرض، ونعمة شاملة لأمَّته، فبيَّن لهم السنَّة والفرض، وتطوَّل عليهم بالنعمة الكاملة في الدنيا، والنعمة الشاملة يوم العرض. صلى اللَّه وسلم عليه، وحيَّا بلدًا [حلَّ بها وبلدًا](1) منها جاء، وعلى إخوانه المرسلين الذين جعل لكلٍّ منهم شرعة ومنهاجًا، وعلى آل محمد وصحبه الذين كان كلُّ منهم لشمس الهداية سراجًا.

أما بعد، فقد عرض عليَّ بمحضرٍ مِنَ المقام الشريف السلطاني الملكي الأشرفي، ذي الطود (2) الباذخ، العزِّ الشامخ، والعدل الذي ملأ الأقطار، والجُودِ الذي ساجل الأمطار، فكلٌّ منها رأسٌ راسخ، وبمسمع مِنَ السَّادة القُضاة، والأئمة المشايخ، نصر اللَّه تعالى سلطانهم على أعدائه، وأبقى مُهَجَ أخصائه وأودَّائه، وحفظه في نفسه وماله وأولاده، وختم له بالحسنى في معاده، وجمَّل الوُجودَ بوجود هؤلاء الموالي، وأيَّدهم بعزه على التوالي الجناب العالي الجلالى جلال الدين أبو المحامد محمد ابن المقرِّ الكريم العالي البدري أبي المعالي محمد، صاحب دواوين الإنشاء الشريف بالممالك الإسلامية، ذو الأصل الثابت فرعه في سماء المجد مقمر، والعز الثابت،

(فكل مكان ينبتُ العزَّ طيِّب)

ولأجل السجعة أقول نيَّر: والبيوت المشرقة بأنواره، والقطوف الدانية بثماره، وكيف لا، وأصله في الحالين مُزهر، بلَّغَه اللَّه مَرامَه، وأدام عليه إنعامه، وأنبت فيهم هذا نباتًا حسنًا، وبلَّغه مِنْ فهم العلم غاية المُنى، وعامله فيه بلطفه مِنْ فضله، وزان الوجود بوجود مثله، وعزَّ وجودُ مثلُه -مواضع مفرقة من طرفَيْ كل كتابَيِ "العمدة" و"المنهاج" ومِنْ أثناء كلٍّ منهما، عرضًا أبان فيه في الحفظ عن يدٍ طولى، وسردًا كلَّما امتحن من صفحة، تلا عليه

(1) ما بين حاصرتين ساقط من (ط).

(2)

في (ط): "الطول".

ص: 750

لسانُ التي تليها: {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى} مضى فيما اقترح عليه من الكتاب طردًا أمِنَ فيه مِنَ العكس، ومرَّ فيه بأحلى أداءٍ، يكاد يسبق فيه النَّفَسُ النَّفْس، دلَّ على أنه استظهر جميع الكتابين دلالة حدسٍ يوازي اليقين ذلك الحدس، فأعيذُه بالرَّحمن مِنْ عين كلِّ حاسدٍ ولو أنها عينُ الشَّمس، وقد أذنت له، أسعد اللَّه جدَّه، وأبقى أباه [ورحم جدَّه](1). . . إلى آخرها.

ومنه لابن حجي سبط الكمال البارزي (2):

الحمد للَّه الذي يسَّرَ لمن حَفِظَ الأصول لاقتفاء آثارها واستضاءة أنوارها، حِفْظَ الفُروع لاجتناء ثمارها واقتطاف أزهارها، واطَّلع في سماء الكمال والبهاء والجمال نجمًا تولَّد بين الشمس والقمر، ينتمي لنجم يضيء بضياء أخباره الزهر، ويطيب مِنْ آثاره فائحُ الزَّهر. فيا لك نجمًا بأنوار الذكاء يتوقَّد، ويفوق على أقرانه حتى الفرقد.

والصلاة والسلام على خِيَرة اللَّه مِنْ خلقه محمد الهادي إلى الصراط المستقيم، الداعي إلى سلوك الطريق القويم، فبلَّغ ما أمر اللَّه به ونهى، وصار إلى مَنْ حفظ شريعته مِنَ الفخار المنتهى، وعلى آله وصحبه نجوم الهدى ورجوم العدا، صلاةً وسلامًا متلازمين من اليوم إلى أن يبعث الناس غدًا.

أما بعد، فقد تطوَّل عليَّ بأن عرض عليَّ مواضع مفرقة مِنْ كلٍّ مِنَ "المنهاج في الفقه" لشيخ الإسلام النووي، ومِنْ "مختصر منتهى السول في أصول الفقه" للعلامة أبي عمرو بن الحاجب، المقرُّ العالي القضائي الكثيري (3) العالمي الفاضلي البارعي الأوحدي الأكملي البليغي الأثيلي الأثيري الأصيلي العريقي الماجدي النجيبي النَّجمي، جمالُ الإسلام والمسلمين، شرفُ الفضلاء البارعين، نجلُ الأئمَّة، إمامُ الأُمَّة، مجدُ الرُّؤساء، فخرُ الأعيان، سليلُ الكبراء، كهفُ الكُتَّاب، أوحدُ البُلغاء المنشئين، جلالُ الأصلاء المجيدين، صفوةُ الملوك والسلاطين، أبو زكريا

(1) ساقطة من (أ).

(2)

في (أ): ابن البازي.

(3)

في (ح): "الكبيري".

ص: 751

يحيى نجل المقر الأشرف المرحوم العلَّامي المفيدي الفريدي البهائي، ولد المقرِّ الأشوف المرحوم الإمامي (1) العالمي العلَّامي الفريدي القُدري النَّجمي عمر بن حجي الشافعي، أدام اللَّه له النفع للإفادة (2)، وبلَّغه مِنْ أصناف الخيرات الحسنى وزيادة، عرضًا أبان أنَّ له في الحفظ يدًا طولى، وتلا عليه من بهره حُسنُ سردِه إذا انتقل من فاتحة إلى خاتمة:{وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى} فيا لها مِنْ قراءة مرَّ فيها كالسَّهم بالغًا الغرضَ وزيادة، وسرد قدره، فأجاد فيه غاية الإجادة. ثم ذكر سنده (3) بالكتاببن، وأجاز له ذلك وجميعَ ما له مِنْ مسموع ومُجاز ومجموع، على اختلاف فنونها وشهادة دواوينها، ثم سردَ بعضًا من تصانيفه، وقال: فليرو كلَّ ما ذُكر عني هنا جملة وتفصيلًا، ويُسند إليَّ ما يصح عنده نسبته إليَّ، ليكون أقوم سبيلًا، واللَّه أسألُ أن يُنعم عليه بدوام العفو والعافية دنيًا وأخرى، وأن يجمع له الخيرات تترى، وأن يُديم بقاءه وارتقاءه ما ائتلف الفرقدان، واختلف الجديدان. آمين آمين.

ومنه لصلاح الدين بن الكُويز، حيث عرض عليه "المنهاج" و"الخلاصة في النحو" ما نصه:

الحمد للَّه الذي شرع منهاج الدين القويم للخلاصة مِنْ عباده، ورفع علم الشرع الكريم لمن اتَّصف بالصَّلاح والدِّين مِنْ أهل وداده، وجمع ما افترق من الجدِّ والاجتهاد في حفظ دينه (4) بتقويم سناده، وتقريب (5) إسناده.

والصلاة والسلام على خيرته مِنْ خلقه، القائم بأوامر ربِّه على وفْقِ مُراده، حتَّى قمع أعداء الدين بجهاده، ورفع قدر مَنْ أخلص باليقين مِنَ المتَّقين بعزيمته واجتهاده.

(1) في (ب): "الأمي".

(2)

في (ط): "والإفادة".

(3)

"سنده" ساقطة من (ب).

(4)

في (ط): "دينه القويم".

(5)

في (أ): "وتقرير".

ص: 752

أما بعد، فقد سمعتُ بقراءة مَنْ سَيُنَوَّة باسمه الزكي، ويُصَرَّحُ بلقبه البهي، جميع "المنهاج في الفقه"، لشيخ الإسلام وبركة الأنام محيي الدين النووي، حفظًا عن ظهر قلبه، وعرضًا أفصحَ عن صدق لُبِّه، أبان فيه في الحفظ عن يدٍ طولى، حتى كأن كلَّ مسألة يسرُدها تناديه التي بعدها:{وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى} ثم أضاف إلى ذلك إيراد "الخلاصة" للإمام جمال الدين بن مالك، فسردها مِنْ صدره كذلك، فشهد العيان أنَّه فاق الأقران، وناداه لسانُ الفلاح [أن لا براح](1) عن ملازمة الصلاح.

وهو الشابُّ اللبيب الأريب نجل عيون الأعيان، ونسلُ الخُلَّص من جنس الإنسان، الجناب العالي القضائي الصلاحي، صلاح الدين محمد ولد المقرِّ العالي العالمي الفاضلي الأوحدي الزَّيني عبد الرحمن ابن المقر الأشرف العالي الأوحدي البارعي، علم الدين داود صاحب دواوين الإنشاء، الشريف جده (2) لأبيه وجده لأمه، فاستحق أن يُدعى معلم الطَّرفين، والمعرف في الرئاسة مِنَ الجهتين. هذا إلى ما حصل لسلفه مِنَ القيام بأمر الممالك الإسلامية مِنْ أنواع الإمارة وأصنات الإشارة والوزارة، وقد منح اللَّه هذا النَّجلَ السَّعيدَ الانخراط في سلك الفقهاء والعلماء، ليجمع له الأشياء المختارة. ثم ذكر سنده بالكتابين.

قال: وقد سمع "الألفية" القدماء مِنْ شيوخنا ومَنْ قبلهم على العلَّامة شيخ النحو أثير الدين أبي حيان محمد بن يوسف الغرناطي، نزيل القاهرة، بسماعه لها على الشهاب محمود، أحد من رواها (3) لنا عنهم التنوخي، عن ناظمها، فمنهم ممَّن لم ندركه قاضي القضاة البهاء محمد بن عبد البر السُّبكي، الشهير بأبي البقاء، ومنهم قاضي القضاة بهاء الدين محمد بن عقيل، ومنهم ممَّن أدركناه: شيخ النُّحاة شمس الدين محمد بن محمد

(1) ما بين حاصرتين ساقط من (أ).

(2)

في هامش (ط): أما جده لأبيه، فصلاح الدين ابن الصاحب بدر الدين ابن نصر اللَّه، إلى كل منهما كتابة السر.

(3)

في (ط): روى.

ص: 753

الغماري، وشيخ الإسلام سراج الدين البلقيني، فكان من يرويها عنِّي من حيثُ العدد يرويها عَنْ هؤلاء، لأن بينهم وبين النَّاظم اثنين، وكذلك بيني وبين النَّاظم اثنان. ذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء.

ثم أذِنَ له أن يرويَ عنه جميعَ ما ألَّفه في الفنون العلمية والأفنان الأدبية، وسَرَدَ شيئًا منها.

إلى أن قال: واللَّه أسألُ أن يقرِّبني وإياه إلى العمل بما يزلف (1) لديه، وأن يتطول بكرمه على تقصيري يوم العرض عليه.

ومنه لابن أسد: أما بعد، فقد عرض عليَّ الشابُّ النَّجيبُ السعيدُ الحُفَظَةُ المجيدُ، الزكي الذكي، الأثير الأثيل، الباهر الماهر، البارع الفارع، اللبيب الأريب، النجيبُ الأديب، النَّقي التَّقي، الجليلُ الأصيلُ، الملحوظُ بعين العناية، بدرُ الدين، المحظوظ مِنَ الفهم والدراية، المحفوظ مِنْ ربّه بالوقاية، أبو الفضل محمد، ولدُ الشيخ الإمام العلَّامة، البحر الفهّامة، إمام الإقراء، وفخرِ الفقهاء، وفارسِ العربية، والقائم بالقواعد الأصولية، شرف العلماء، أوحدِ الفضلاء، مفتي المسلمين، أقضى القضاة، شهاب الدين. . . .

إلى أن قال: واللَّه أسال أن يبقيه ليصير مدرسًا لما كان دارسًا، وأن يرزقه رُتب المعالي قائمًا وجالسًا، وأن يسقيه مِنْ رحيق المعاني كؤوسًا رَوِيَّة، ومِنْ حقيق الأماني ما يوافق الصَّوابَ بديهة ورويَّة، ولا بَرِحَت سهامُه من الفضائل موفرة مِنَ القول الأشدّ والرأي الأسَدّ، إلى أن يحقِّقَ قولَ المثل السائر:"هذا الشبل من ذاك الأسد"، وأذنت لوالده أن يدرِّس في الفقه والعربية وغيرهما ممَّا حصَّله بجدٍّ واجتهادٍ، وساوى به (2) كثيرًا ممَّن أكثر التطواف في البلاد. . .

إلى أن قال: وقد كثر حضور مجالسي في الإملاء، ودروس الحديث

(1) في (ط): "يزلفه".

(2)

في (أ): "فيه".

ص: 754