المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وكانت آمال "نابوليون" و"جوزفين" في ذلك الوقت معلقة بالاير الصغير ابن "لويس" و"هورتنس"، وشاع في كل فرنسا وهولندا أنه سيكون صاحب الملك من بعد عمه - الدر المنثور في طبقات ربات الخدور

[زينب فواز]

فهرس الكتاب

- ‌حرف الألف

- ‌آمنة ابنة وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب أم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌آمنة ابنة عتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي

- ‌آمنة ابنة أبان بن كليب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن

- ‌آمنة الرملية رضي الله عنها

- ‌آن لويز جرمان ابنة الكونت نكر وزير مالية فرنسا

- ‌إيت كججك ابنة السلطان أوزبك

- ‌أتالانتا ابنة شيني ملك سكروس (مملكة يونانية)

- ‌أديسا ابنة أدغر ملك إنكلترا

- ‌إديلينه ديباتي المغنية

- ‌أرجى ابنة أدرستوس

- ‌أراكة ملكة قسطيلة

- ‌أريا الرومانية

- ‌أرسلان خاتون

- ‌أرسولا العذراء

- ‌أرسينوي ابنة بطليموس الأول ملك مصر

- ‌أرسينوي ابنة بطليموس أقلية وأخت كليوباترا الشهيرة

- ‌أرسينوي ابنة بطليموس أقرجيه

- ‌أريانو ابنة منيوس ملك أكريت

- ‌أريانو ابنة لاون ملك اليونان

- ‌أزدوجا خاتون زوجة السلطان أوزبك

- ‌أورجا ملكة كيلوكرى في بلاد طوالس

- ‌أربلاي المؤلفة

- ‌أرتمسيا ملكة هاليكرناسوس من كاريا

- ‌أرجون جارية أبي العباس الذخيرة

- ‌أروى ابنة عبد المطلب

- ‌أروى ابنة الحارث بن عبد المطلب بن هاشم

- ‌أروى ابنة كريز بن عبد شمس

- ‌أزرميدخت ابنة أبرويز

- ‌أسباسيا زوجة بركليس

- ‌إستير ستنهوب ابنة كارلوس الثالث في عائلة ستنهوب

- ‌أسماء ابنة أبي بكر الصديق

- ‌أسماء ابنة سلمة

- ‌أسماء ابنة عميس

- ‌أسماء ابنة النعمان بن شراحيل

- ‌أسماء ابنة يزيد الأنصارية

- ‌إستير ابنة أبي حائل بن شمعي بن قيس ملكة الفرس

- ‌إسكندره ملكة اليهود

- ‌أسماء معشوقة جعد بن مهجع العذري

- ‌أسماء ابنة حصن

- ‌أسماء ابنة رويم

- ‌أسماء ابنة محمد بن صصرى

- ‌أسماء العامرية

- ‌آسية ابنة مزاحم امرأة فرعون

- ‌اعتماد زوجة المعتمد بن عباد

- ‌أغسطينا عذراء سرقسطة

- ‌أفروسيني القديسة

- ‌أفروسيني إمبراطورة الشرق

- ‌أفذوكسيا زوجة الإمبراطور أركاريوس

- ‌أفذوكسيا ابنة الفيلسوف ليونكيوس اليوناني

- ‌أفذوكسيا أنفثا زوجة فالنتيانوس

- ‌أفذوكسيا زوجة الإمبراطور قسطنطين دوكاس

- ‌أفذوكسيا لابوشين إمبراطورة روسيا

- ‌أكتافيا شقيقة الإمبراطور أوغسطوس

- ‌أكتافيا ابنة الإمبراطور كلوريوس

- ‌أليصابات زوجة زكريا

- ‌أليصابات ابنة هنري الثامن، ملكة إنكلترا

- ‌أليصابات ملكة إسبانيا

- ‌أليصابات بتروفنا إمبراطورة روسيا

- ‌أليصابات ملكة بوهيميا

- ‌أليصابات دو فالوا أو إيزابلا دو فالوا ملكة إسبانيا

- ‌ألينورا رغويانه

- ‌ألينورا روغوزمان

- ‌ألينورا زوجة دون جوان دواكنبها

- ‌أمستريس زوجة دارا ملك فارس

- ‌أمستريس ابنة أخي داريوس

- ‌أليصابات كارمن سيلفا ملكة رومانيا

- ‌وممن تصدى إلى كتابة تاريخ حياة هذه الملكة باللغة النمساوية جناب البارون "هكلرج" وقد طبع تاريخ حياتها جملة مرات، وكانت الطبعة الخامسة بمدينة "هردلبرق" سنة 1889 م وجناب الموسيو "ميت كرمنتر" طبعه بمدينة "يرسلو" سنة 1882 م، ومفصل ترجمة حياتها أيضا بقلم الموسيو "سرجي" طبع في باريس سنة 1890 ، ولم تشتهر ترجمة ملكة مثل ترجمة هذه الملكة

- ‌أم السعد ابنة عصام الحميري

- ‌أم العلاء بنت يوسف الحجاريه

- ‌أم الكرام

- ‌أم الهناء ابنة القاضي أبي محمد عبد الحق بن عطية

- ‌أم بسطام بن قيس النصراني سيد بني شيبان

- ‌أم حكيم ابنة عبد المطلب الهاشمية الملقبة بالبيضاء

- ‌أم حكيم ابنة قارظ

- ‌أم خالد النميرية

- ‌أم الخير ابنة الحريش بن سراقة البارقية

- ‌أم سلمة زوجة السفاح

- ‌أم سنان ابنة جشمة

- ‌أم عقبة زوجة غسان بن جهضم

- ‌أم عمران ابنة وقدان

- ‌أم قيس الضبية

- ‌أم كلثوم ابنة علي بن أبي طالب

- ‌أم كلثوم ابنة عقبة بن أبي معيط

- ‌أم كلثوم ابنة عبدود

- ‌أم موسى الهاشمية

- ‌أم ندبة زوجة بدر بن حذيفة

- ‌أمالتونسا ابنة ثيودوريك

- ‌أمامة ابنة أبي العاص بن الربيع بن عبد

- ‌العزى بن عبد مناف القرشية الهاشمية

- ‌أمامة ابنة حمزة بن عبد المطلب

- ‌أمامة المريدية

- ‌أمامة ابنة ذي الأصبع

- ‌أمة العزيز ابنة دحية الأندلسية الشريفة الحسينة

- ‌أمة ابنة خالد بن سعيد

- ‌أميمة ابنة رقيقة

- ‌أميمة ابنة قيس بن أبي الصلت الغفارية

- ‌أم جعفر ابنة عبد الله بن عرفطة

- ‌أميمة أم تأبط شرا

- ‌أميمة ابنة خلف بن أسعد

- ‌أميمة ابنة عبد شمس الهاشمي بن عبد مناف القرشي

- ‌أميمة ابنة عبد المطلب الهاشمية

- ‌أم هارون رضي الله عنها

- ‌أمة الجليل رضي الله عنها

- ‌إنياس خليلة شارل السابع ملك فرنسا

- ‌أولغا امرأة إيفور دور يكوفتش

- ‌أولمبياس ابنة نيو بتوليمس

- ‌أوجين ملكة الفرنسيس

- ‌أيريني إمبراطورة بيزنظة

- ‌إيزابيلا الأولى الملقبة بالكاثوليكية ملكة قسطيلة ولاون

- ‌إيزابيلا الثانية ملكة إسبانيا

- ‌إيزابيلا فيليب لوبل الملقبة بالفرنساوية ملكة إنكلترا

- ‌ المس

- ‌إيزابيلا البافارية ملكة فرنسا

- ‌حرف الباء الموحدة

- ‌باقو الملقبة بالطاهرة زوجة السلطان مراد الثالث

- ‌بثينة حبيبة جميل بن معمر العذري

- ‌بثينة ابنة المعتمد بن عباد

- ‌بدور وقيل قدور الساحرة

- ‌بديعة ابنة السيد سراج الدين الرفاعي

- ‌بذل المغنية

- ‌برقا جارية علاء الدين البصري

- ‌بربارة القديسة

- ‌برنيقة ابنة لاغوس وأنتيفونه

- ‌برنيقة ابنة بطليموس الثاني

- ‌برنيقة ابنة ماغاس ملك القيروان

- ‌برنيقة ابنة بطليموس الثامن

- ‌برنيقة ابنة بطليموس الحادي عشر

- ‌برنيقة ابنة كوستوبارس وسالومي

- ‌برنيقة ابنة أغريبال الأول

- ‌بريجيتا القديسة

- ‌بريرة مولاة عائشة

- ‌بركة خوند والدة السلطان الأشرف

- ‌برة ابنة عبد المطلب الهاشمية

- ‌بصيص جارية ابن نفيس

- ‌بلقيس ملكة سبأ

- ‌بكارة الهلالية

- ‌بلنش ملكة فرنسا

- ‌بمبادور خليلة لويس الخامس عشر

- ‌بنلوبا زوجة عولس اليوناني

- ‌بهية ابنة عبد الله البكري

- ‌بوديسيا ملكة ألايسينه

- ‌بوران ابنة أبرويز بن هرمز

- ‌بوران ابنة الحسن بن سهل

- ‌بيلمون زوجة السلطان أوزبك

- ‌حرف التاء

- ‌تحفة الزاهدة

- ‌تذكارباي خاتون

- ‌تركان خاتون الجلالية ابنة طغفاج خان من نسل فراسياب التركي

- ‌تقية ابنة أبي الفرج

- ‌تماضر الشهيرة بالخنساء

- ‌تماضر زوجة زهير

- ‌تنوسة جارية علية بنت المهدي العباسي

- ‌حرف الثاء

- ‌ثبيتة ابنة الضحاك بن خليفة الأنصارية الأشهلية

- ‌ثبيتة ابنة مرداس بن قحفان العنبري

- ‌ثبيتة ابنة يعار بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصارية

- ‌الثريا ابنة عبد الله بن الحارث بن أمية الأصغر

- ‌ثيودورا زوجة الملك بوستينان

- ‌حرف الجيم

- ‌جان دارك

- ‌جليلة بنت مرة الشيباني

- ‌جميلة الخزرجية

- ‌جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح الأنصارية

- ‌جنان جارية عبد الوهاب الثقفي

- ‌جنفياف ابنة دوق براينت من أعمال فرنسا

- ‌جنفياف القديسة

- ‌جنوب أخت عمرو ذي الكلب النهدي

- ‌جهان

- ‌ثم انصرفنا على الدار المعدة لنزولنا بمدينة "دهلى" وبمقبرة من "دروازة" وبعد وصولنا بعثت لنا الضيافة وهي مع جزار وطحان، وأمرتهما أن يعطونا مقدارا معينا كل يوم، وذلك مدة إقامتنا في بلادها، وكان وزن اللحم بمقدار وزن الدقيق، ومكثنا نستلم ضيافتها إلى أن انصرفنا من بلادها ولم أر مثلها في نساء الملوك لما حوته من العز والجاه والكرم العديم المثال". جورج سند دوفان

- ‌جوزفين ابنة الكونت تشاوي لاباجرى الفرنسوي

- ‌وكانت آمال "نابوليون" و"جوزفين" في ذلك الوقت معلقة بالاير الصغير ابن "لويس" و"هورتنس"، وشاع في كل فرنسا وهولندا أنه سيكون صاحب الملك من بعد عمه

- ‌حرف الحاء

- ‌الحارثية ابن زيد

- ‌حبابة جارية يزيد بن عبد الملك بن مروان الأموي

- ‌حبيبة هانم بنت علي باشا الهرسكي

- ‌حبوس ابنة الامير بشير بن محمد الشهابي

- ‌حبيبة بنت مالك بن بدر

- ‌حبيبة بنت عبد العزى العوراء

- ‌حدقة جارية الملك الناصر بن قلاون

- ‌حسانة النميرية ابنة أبي الحسين الشاعر الأندلسي

- ‌حفصة ابنة حمدون

- ‌حفصة ابنة الحجاج الركونية

- ‌حليمة الحضرية

- ‌حمدونية بنت عيسى بن موسى

- ‌حمد بنت زياد

- ‌حنة ألبرت

- ‌حنة اليصابات زوجة ألنبرو

- ‌حنة إسكو خاتون

- ‌حنة ملكة بريطانيا وإرلانده

- ‌حنة النمساوية ملكة فرنسا

- ‌حنة يولين ملكة إنكلترا

- ‌حنة البريطانية ملكة فرنسا

- ‌حنة ملكة نابولي

- ‌وسنة 1378م، لما اختلف البابوان المتناظران وهما "إكليمنفس السابع" و"أوريانوس السادس" تحزبت حنة "لإكليمنفس" فغاظت بذلك "أوريانوس" فاستحضر حالا الدوق "دورنسوا" وأعلن أن له الحق في تخت "نابلي"، أما حنة فاتباعا لرأي "إكليمنفس" كتبت وصية مخصوصة جعلت بموجبها ابن ملك فرنسا الثاني وارثا لها ونزعت بالكلية حق الملك عن الدوق وزوجته فاتخذ "شارل دورنسوا" هذه الحوادث حجة كان يطلبها بعد زمان طويل فأغار على بلاد حنة ولم يصادف من الشعب إلا مقاومة قليلة وتقدم إلى "نابلي" وأسر الملكة وأرسلها تحت الحفظ ل "أمور" فكانت هناك تحت رحمة الملك "هنكاريا" فأمر بقتلها حالا، فقطعت بالوسائد أخذا بثأر "أندرو" على الطريق التي قتلته بها

- ‌حنة ملكة نابلي ابنة شارل دورتو

- ‌حنة مورندي منزوليني

- ‌حرف الخاء

- ‌خديجة ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب

- ‌خديجة ملكة جزائر زيبة المهل من بلاد الهند

- ‌خرقاء بنت النعمان بن المنذر

- ‌حزانة ابن خالد بن جعفر بن قرط

- ‌خماني ابنة أردشير بن بهمن

- ‌خولة بنت الأزور الكندي

- ‌خولة ابنة منظور بن زبان

- ‌الخيرزان ابنة عطاء أم الهادي والرشيد

- ‌حرف الدال

- ‌دارمية الجونية

- ‌دختنوس ابنة لقيط بن زرارة بن عباس الدرامي

- ‌دلوكة بنت زباء ملكة من ملوك القبط الأولين بمصر

- ‌دليلة الفلسطينية

- ‌دنانير جارية يحيى بن خالد البرمكي

- ‌دهيا بانة ثابت بن تيفان

- ‌ديدرون ابنة الملك بقلوس

- ‌حرف الذال

- ‌ذات الخال

- ‌ذبية بنت ثبية الفهمية

- ‌ذؤابة امرأة رباح القيسي

- ‌حرف الراء

- ‌راحاب الإسرائيلية

- ‌راحيل ابنة لابان

- ‌رادغنده ابنة برنير ملك تورتجه

- ‌رادكليف مؤلفة إنكليزية

- ‌راعوث امرأة موابيه

- ‌راحيل الممثلة الشهيرة

- ‌رابعة الاشمية

- ‌رابعة ابنة الشيخ أبي بكر التجاري

- ‌رابعة ابنة إسماعيل البصرية العدوية مولاة آل عتيك

- ‌رابعة بنت إسماعيل

- ‌الرباب بنت امرئ القيس

- ‌رصفة بنت آية

- ‌رضية ملكة دهلي في بلاد الهند

- ‌رفقة ابنة بتوئيل

- ‌رقية ابنة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه

- ‌رقاش ابنة مالك بن فهم بن غنم بن أوس الأسدي

- ‌رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌رملة بنت الزبير بن العوام

- ‌رميصاء بنت ملحان

- ‌رولاند الفرنساوية

- ‌رحمة زوجة نبي الله أيوب عليه السلام

- ‌روشنك ابنة الدهقاء أوزبرت

- ‌ريا بنت الغطريف السلمي

- ‌ريا ابنة مسعود بن رقاش العشيري التغلبي من ربيعة

- ‌ريطة بنت عاصم بن عامر صعصة

- ‌ريطة بنت العجلات بن عامر بن برد منبه

- ‌حرف الزاي

- ‌زبيدة بنت جعفر بن المنصور العباسي

- ‌زبيدة القسطنطينية

- ‌زباء نائلة بنت عمرو بن الظرب بن حسان بن أذينة العمليقي

- ‌الزرقاء جايرة بن رامين

- ‌الزرقاء ابنة عدي بن قيس الهمدانية

- ‌زرقاء اليمامة ابنة مرة الطسمي

- ‌زليخا امرأة قطفير عزيز مصر

- ‌زوي امبراطورية المملكة الشرقية

- ‌زينب ملكة تدمر

- ‌زينب ابنة عبد الله بن عبد الحليم

- ‌زينب ابنة محمد بن عثمان بن عبد الرحمن الدمشقية

- ‌زينب ابنة عثمان بن محمد لؤلؤ الدمشقية

- ‌زينب المرية

- ‌زينب ابنة حدير

- ‌زينب ابنة حجش

- ‌زينب ابنة الحارث

- ‌زينب ابنة الإمام أحمد الرفاعي

- ‌زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌زينب ابنة جزيمة

- ‌زينب بنت العوام أخت الزبير

- ‌السيدة زينب بنت الإمام علي كرم الله وجهه

- ‌زينب ابنة الطثرية

- ‌زينب ابنة أبي القاسم الشهيرة بأم المؤيد عبد الرحمن

- ‌الأميرة زينب هانم أفندي

- ‌حرف السين

- ‌سارة زوجة إبراهيم الخليل عليه السلام

- ‌سارة القرظية الإسرائيلية

- ‌سبيعة ابنة عبد اشمس بن عبد مناف

- ‌ست الوزراء

- ‌ست الكرام

- ‌ست الملك بنت العزيز بالله

- ‌فلما رأى قوتهم أمر بالكف عنهم وقد أحرق بعض مصر ونهب بعضها وتتبع المصريون من أخذ نساءهم وأولادهم فابتاعوهم منه، وقد فضحت نساؤهم فازداد غيظهم وحقنفم عليه فظن أن ذلك من أخته ست الملك لأنه بلغه أن الرجال يدخلون عليها، فأرسل يتهددها بالقتل، ولما رأت سوء تصرفه وأنه ربما يطيع هواه فيقتلها أرسلت على قائد كبير من قواد الحاكم يقال له ابن داوس-وكان يخاف الحاكم- فقالت له إني أريد أنألقاك، ثم حضرت عنده وقالت له أنت تعلم ما يعتقده أخي فيك وإنه متى تمكن منك لا يبقي عليك، وأنا كذلك وقد انضاف إلى هذا ما تظاهر به مما يكره المسلمون ولا يصبرون عليه، وأخاف أن يثوروا به، فيهلك هو ونحن معه، وتنقلع هذه الدولة فأجابها إلى ما تريد فقالت إنه يصعد إلى هذا الجبل غدا وليس معه غلام إلا الركاب وصبي وينفرد بنفسه فتقيم رجلين تثق بهما يقتلانه ويقتلان الصبي ونقيم ولده بعده وتكون أنت مدير الدولة وأزيد في إقطاعك مائة ألف دينار، ثم أعطته ألف دينار للرجلين، وانصرفت. فاختار اثنين من ثقاته وأخبرهما بالقصة فمضيا إلى الجبل

- ‌سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان التميمية

- ‌سرى خانم

- ‌سعدى معشوقة مالك بن عقيل العذري

- ‌سعدى الأسدية

- ‌سفانة ابنة حاتم الطائي

- ‌سكينة ابنة الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه

- ‌سلمى الملقبة ب"قرة العين

- ‌سلمى امرأة عروة بن الورد

- ‌سلامة القس

- ‌سميراميس ملكة أشور

- ‌سمية أم عمار بن ياسر

- ‌سودة بنت زمعة

- ‌سودة ابنة عمار بن الأشتر الهمدانية

- ‌سوسن زوجة بواكيم ملكة بني إسرائيل

- ‌شجرة الدر

- ‌شعانين زوجة المتوكل الخليفة العباسي

- ‌شعوانة رضي الله عنها

- ‌الشلبية الأندلسية

- ‌شهدة ابنة أبي نصر أحمد بن أبي الفرج الإبري الدينورية البغدادية

- ‌شوكار قاضن

- ‌شرفية ابنة سعيد قبودان

- ‌شرين زوجة أبروزير بن هرمز

- ‌حرف الصاد

- ‌صفية ابنة عبد المطلب

- ‌صفية ابنة الخرع

- ‌صفية ابنة مسافر

- ‌صفية بنت عمرو الباهلية

- ‌صفية ابنة حيي بن أخطب

- ‌الملكة صفية والدة السلطان سليمان الثاني ابن السلطان إبراهيم

- ‌حرف الضاد

- ‌ضياء ابنة الوزير فرنان وزير جزيرة صقلية

- ‌ضباعة بنت الحارث الأنصارية

- ‌ضباعة بنت الزبير

- ‌ضباعة بنت عامر بن قرظ العامرية

- ‌حرف الطاء

- ‌طغاي زوجة الملك الناصر قلاوون

- ‌ طولباي الناصرية

- ‌طيطغلي خاتون زوجة السلطان أوزبك الكبرى

- ‌حرف الظاء

- ‌ظبية ابنة البراء

- ‌ظريفة ابنة صفوان بن وائلة العذري

- ‌ظريفة كاهنة حمير

- ‌حرف العين

- ‌عائشة بنت أبي بكر الصديق

- ‌عائشة بنت طلحة

- ‌عائشة النبوية ابنة جعفر الصادق

- ‌عائشة بنت أحمد القرطبية

- ‌عائشة بنت محمد بن عبد الهادي

- ‌عائشة بنت يوسف بن أحمد بن نصر الباعوني

- ‌(بسم الله الرحمن الرحيم)

- ‌براعة المطلع

- ‌الجناس المحرف

- ‌الجناس المشوش

- ‌الجناس المركب

- ‌الجناس المصحف والمطلق

- ‌الجناس المخالف

- ‌الجناس اللاحق

- ‌الجناس اللفظي

- ‌الجناس المعنوي

- ‌المناقضة

- ‌الرجوع

- ‌الاستدراك

- ‌المطابقة

- ‌التمثيل

- ‌الإبهام

- ‌الاستعارة

- ‌الأرداف

- ‌الافتتان

- ‌مراعاة النظير

- ‌عتاب المرء نفسه

- ‌المغايرة

- ‌سلامة الاختراع

- ‌التوشيع

- ‌المراجعة

- ‌القول بالموجب

- ‌التهكم

- ‌المواربة

- ‌ضرب المثل

- ‌النزاهة

- ‌تجاهل العارف

- ‌الهزل الذي يراد به الجد

- ‌البسط

- ‌التورية

- ‌التصدير

- ‌ما لا يستحيل بالانعكاس

- ‌تألف اللفظ والمعنى

- ‌التفويف

- ‌الإدماج

- ‌الاستخدام

- ‌المقابلة

- ‌تآلف اللفظ والوزن

- ‌تآلف المعنى والوزن

- ‌الإبداع

- ‌التفريع

- ‌القسم وجوابه

- ‌حسن البيان

- ‌التوشيح

- ‌المجاز

- ‌الاستطراد

- ‌التهذيب والتأديب

- ‌الانسجام

- ‌التشريع

- ‌الالتفات

- ‌الاحتراس

- ‌تأليف اللفظ باللفظ

- ‌‌‌التكرار

- ‌التكرار

- ‌المناسبة

- ‌حسن النسق

- ‌الإيجاز

- ‌التتميم

- ‌التجريد

- ‌التمكين

- ‌الحذف

- ‌الاقتباس

- ‌النوادر

- ‌الكناية

- ‌المخلص

- ‌الإطراء

- ‌التكميل

- ‌الترتيب

- ‌التمسيك

- ‌السهولة

- ‌المماثلة

- ‌الاعتراض

- ‌الإيداع

- ‌الإشارة

- ‌التفسير

- ‌التوشيح

- ‌العنوان

- ‌التسهيم

- ‌حصر الجزئي وإلحاقه بالكلي

- ‌الاكتفاء

- ‌التوليد

- ‌التفصيل

- ‌الموارد

- ‌التقسيم

- ‌الجمع مع التقسيم

- ‌القلب

- ‌بدر الكمال البدر مكتسب=من نوره وضياء الشمس فاعتلم

- ‌تنسيق الصفات

- ‌التشطير

- ‌السجع

- ‌الترصيع

- ‌اللف والنشر

- ‌الإغراق

- ‌الغلو

- ‌المبالغة

- ‌التشبيه

- ‌الاتساع

- ‌الاتفاق

- ‌ التفريق

- ‌صحة الإقسام

- ‌الإشراك

- ‌التلمح

- ‌المذهب الكلامي

- ‌الالتزام

- ‌التوجيه

- ‌الترديد

- ‌التجزئة

- ‌الإيضاح

- ‌الاستتباع

- ‌السلب والإيجاب

- ‌التدبيج

- ‌المساواة

- ‌نفى الشيء بإيجابه

- ‌جمع المؤتلف والمختلف

- ‌المدح في معرض الذم

- ‌الازدواج

- ‌التصريع

- ‌الفرائد

- ‌براعة المطلب

- ‌العقد

- ‌حسن الختام

- ‌عائشة بنت السيد عبد الرحيم الرفاعي

- ‌عائشة عصمت بنت إسماعيل باشا تيمور بن محمد كاشف تيمور

- ‌لا تصلح العائلات إلا بتربية البنات

- ‌عائدة المدينة

- ‌عاتكة بنت عبد المطلب الهاشمية

- ‌عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل

- ‌عاتكة ابنة معاوية بن أبي سفيان الأموي

- ‌عاتكة بنت يزيد بن معاوية

- ‌فقال أمير المؤمنين: أنا قاتل الآخر به. فقلت: أنا الولي وقد عفوت قال: لا أعود الناس على هذه العادة، فرجوت أن ينجي الله ابني هذا على يدها، فدخلن عليها فذكرن ذلك لها فقالت: وكيف أصنع مع غضبي عليه وما أظهرت له قلن: إذا والله يقتل فلم يزلن بها حتى دعت بثيابها فلبستها، ثم خرجت نحو الباب، فأقبل حديج الخصي قال: يا أمير المؤمنين، هذه عاتكة قد أقبلت. قال: ويلك، ما تقول قال: قد والله طلعت فأقبلت وسلمت، فلم يرد عليها السلام فقالت: أما والله لولا عمر ما جئت إن أحد بينه تعدى على الآخر فتله فأردت قتل الآخر وهو الولي وقد عفا قال: إن أكره أن أعود الناس على هذه العادة قالت: أنشدك الله يا أميرا لمؤمنين فقد عرفت مكانه من أمير المؤمنين معاوية وقد طرق بابي فلم تزل به حتى أخذت برجله فقبلتها فقال: هو لك ولم يبرحا حتى اصطلحا، ثم راح عمر بن بلال إلى بعد الملك فقال: كيف رأيت قال: رأينا أثرك، فهات حاجتك. قال: مزرعة بعدتها وما فيها، وألف دينا، وفرائض لولدي وأهلي. قال: ذلك لك، ثم اندفع عبد الملك يتمثل بشعر كثير (وإني لأرعى قومها من جلالها)

- ‌عاصية البولانية بنت عبد العزى الطائي

- ‌عبدة محبوبة بشار بن برد

- ‌العبادية جارية المعتضد بن عباد والد المعتمد

- ‌عبيدة الطنبورية بنت صباح مولى أبي السمراء

- ‌عتبة جارية الخيزران زوجة المهدي وأم الرشيد

- ‌العجفاء المغنية

- ‌العروضية

- ‌عريب

- ‌عزة الميلاء

- ‌عزة صاحبة كثير

- ‌عفراء بنت الأحمر الخزراعية

- ‌عفراء بنت مهاصر بن مالك بن حزام بن ضبة بن عبد بن عذرة

- ‌عقيلة ابنة أبي النجاد بن النعمان

- ‌عكرشة ابنة الأطروش بن رواحة

- ‌علية ابنة المهدي العباسية

- ‌عمارة جارية ابن جعفر

- ‌عمرة ابنة دريد بن الصمة

- ‌عمرة ابنة الخنساء

- ‌عمرة الخثعمية

- ‌عمرة ابنة النعمان بن بشير

- ‌عوان جارية سليمان بن عبد الملك

- ‌عوراء بنت سبيع

- ‌حرف الغين

- ‌غاية المنى جارية المعتصم بن صمادح

- ‌الشاعرة الغسانية

- ‌حرف الفاء

- ‌فاختة ابنة أبي طالب

- ‌فارعة ابنة أبي الصلت الثقفية أخت أمية بن أبي الصلت

- ‌فارعة ابنة شداد

- ‌فاطمة ابنة أسد

- ‌فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌فاطمة ابنة الحسين

- ‌فاطمة بنت مر الخثعمية

- ‌فاطمة بنت أحجم بن دندنة الخزاعي

- ‌فاطمة ابنة الخطاب بن نفيل

- ‌فاطمة ابنة قيس بن خالد الأكبر

- ‌فاطمة بنت الوليد عتبة

- ‌فاطمة بنت الوليد بن المغيرة المخزومي أخت خالد بن الوليد

- ‌فاطمة ابنة الضحاك الكلابية

- ‌فاطمة ابنة عتبة بن ربيعة بن عبد شمس القرشية العبشمية

- ‌فاطمة ابنة المجلل بن عبد الله

- ‌فاطمة ابنة عبد الملك بن مروان

- ‌فاطمة ابنة جمال الدين سليمان

- ‌فاطمة ابنة الخشاب

- ‌فاطمة الفقيهة ابنة علاء الدين محمد بن أحمد السمرقندي

- ‌فاطمة النيسابورية رضي الله عنها

- ‌فاطمة بنت الإمام السيد أحمد الرفاعي الكبير

- ‌فاطمة بنت السيد عبد الرحيم الرفاعي

- ‌فاطمة علية

- ‌ثم زادت على ذلك بأن مدام (ر.) وإن كانت إنكليزية المحتد والنشأة إلا أنها عارفة بعدة لغات، وهي تعرف اللغة الفرنسوية، كما تعرف لغتها وأنه لا يمكن أن تجعل لنا ثقلة من التكلم معها واختتمت كتابها بقولها إن مدام ر. المومى إليها الحرية بأن تدعى فيلسوفة وإنه ليس في هذا الوصف مغالاة على الإطلاق وحيث عن الشخص الذي أحضر الكتاب كان لا يزال في انتظار الجواب بلغته أن يخبر المدام المومى إليها أن تتفضل لزيارتنا في اليوم الثاني وأن تؤانسنا بمناولة طعام الإفطار معنا

- ‌وكانت هذه المدام ناقلة مروحة جميلة جدا قد سلمتها مع ردائها إلى الجارية، وهذه المروحة من المراوح ذات القيمة التي تنقلها أكبر المدامات لا لأجل رفع الحر وترطيب الهواء، ولكن لأجل إظهارها للناس وبيان قيمتها وغلاء سعرها حتى ولئن كان الهواء رطبا وليس من حاجة إليها، ولما كان هواء تلك الليلة غير حار إلى حد أن يكون هناك حاجة إلى استخدام المروحة لم تشأ هذه المدام أنت تبقيها معها عند دخولها إلى القاعدة فتركتها مع الجارية في الخارج، وقد دل هذا العمل دلالة واضحة على أنها لم تنقل هذه المروحة بقصد الفخفخة وإنما تقصد المحافظة على شأنها وشهرتها ليس إلا، وبالجملة فإن هذه الرقة المجسمة التي لم تكن تعرف ما هو الغرور ولم تختبر العظمة والكبر كانت بادية عليها آثار التواضع ومخايل أنس الجانب وكانت تتكلم بصوت لطيف يقع إلى أعماق القلب، ويدخل الآذان بلا استئذان، وكان شعرها الكستنائي النادر في الإنكليز وعيناها الزرقاوان تزيدان سيماها الجميلة جمالا وعذوبة. أما ألبستها لأنها وإن كانت كما فصلت قبلا حسنة، ومن آخر زي غير أنها كانت في غاية البساطة ولم تكن مزينة بالأزهار وما مائل من أنواع البهرجة، وكانت تشير إلى نبالتها وكمالها

- ‌المحاورة الثالثة

- ‌فاطمة بنت الأمير أسعد الخليل

- ‌فكيهة جارية أحيحة بن الجلاح

- ‌فريدة مولاة آل الربيع

- ‌فريدة جارةي الواثق

- ‌فضل المدينة

- ‌فضل الشاعرة

- ‌فضة النوبية

- ‌فطنت بنت أحمد باشا والي طرابزون

- ‌فكتوريا ملكة الإنكليز وإمبراطورة الهند

- ‌فكتوريا ودهول

- ‌قيدر ابنة مينوس الكريني

- ‌فيروز خونده

- ‌حرف القاف

- ‌[قتيلة بنت النضر بن الحارث]

- ‌قلم الصالحية جارية صالح بن عبد الوهاب

- ‌قمر جارية إبراهيم بن حجاج اللخمي صاحب إشبيلية

- ‌حرف الكاف

- ‌كاترينا هنريات دوبلذاك دوانتزغ

- ‌كاترينا دوماتوفنادشكوف

- ‌كاترينا إمبراطورة الروسيا الأولى

- ‌كاترينا الثانية إمبراطورة روسيا وهي ابنة دوق أنهلت زرسبت

- ‌[كبشة بنت معدي كرب الزبيدي]

- ‌كبك خاتون زوجة السلطان أوزبك

- ‌كريمة بنت محمد بن حاتم

- ‌كيلوباتره ملكة مصر

- ‌كنزة أم شملة بن برد المنقري من ولد قيس

- ‌كلابة مولاة ثقيف

- ‌حرف اللام

- ‌لبنى بنت الحباب الكعبية

- ‌لبانة ابنة ريطة بن علي بن عبد الله طاهر

- ‌لطيفة الحدانية

- ‌لويزا ماري كارولين

- ‌ليلى الأخيلية

- ‌ليلى العامرية بنت مهدي بن سعد

- ‌ليلى بنت طريف

- ‌حرف الميم

- ‌ماء السماء

- ‌ماريا أدجورت بنت أدورد الثالث ملك إنكلترا

- ‌ماجدة القرشية

- ‌ماريا تريزيا ابنة كارلوس الرابع إمبراطور النمسا

- ‌ماريا متشل الفلكية الأميركية

- ‌ماريا مورغان الأميركية

- ‌ماري جان غومرد دوفويريني

- ‌ماري أنتوانت ابنة دوق توسكا من مارياتريزيا

- ‌ماري ستوارث ابنة يعقوب الخامس دوق سكوتلانده

- ‌ماري دوارليان

- ‌مادام بلانشار

- ‌المتجردة هند زوجة المنذر بن ماء السماء

- ‌متيم الهشامية

- ‌مرغريتا الفرنساوية ملكة إنكلترا

- ‌مرغريتا دي فالوا

- ‌مريم ابنة عمران

- ‌مدام نكر

- ‌مريم مكاريوس

- ‌مريم بنت يعقوب الأنصاري

- ‌مريم صوفيا إمبراطورة الروسية

- ‌مزروعة بنت عملوق الحميرية

- ‌مسكة جارية الناصر محمد بن قلاوون

- ‌مفضلة الفزارية بنت عرفجة الفزاري

- ‌منفوسة بنت زيد بن أبي الغوار رضي الله تعالى عنها

- ‌مهجة القرطبية صاحبة ولادة

- ‌مي ابنة طلابة بن قيس بن عاصم الغساني

- ‌مية بنت ضرار الضبية

- ‌مية بنت عتبة

- ‌مريم نحاس نوفل

- ‌حرف النون

- ‌نائلة بنت الفرافصة بن الأخوض

- ‌ناجية بنت ضمضم المري

- ‌نزهون الغرناطية

- ‌نعمى جارية ظريف بن نعيم

- ‌السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي الطالب

- ‌نصرة إيلياس غريب

- ‌نوار بنت أعين بن صعصعة

- ‌نيكتورسيس

- ‌حرف الهاء

- ‌هاجر زوجة إبراهيم الخليل عليه السلام

- ‌هجيمة أم الدرداء

- ‌هزيلة الجديسية

- ‌هند أم سلمة

- ‌هند بنت النعمان بن بشير

- ‌هند جارية محمد بن عبد الله بن مسلم الشاطبي

- ‌هند بنت النعمان

- ‌هند بنت أثاثة

- ‌هند بنت زيد بنت مخرمة الأنصارية

- ‌هند بن عتبة بن ربيعة بن عبد

- ‌شمس بن عبد مناف القرشية

- ‌هند بنت خالد بن نافلة

- ‌هند بنت كعب بن عمرو بن ليث الهندي

- ‌وهيبة بنت عبد العزى بن عبد قيس

- ‌ولادة بنت المستكفي بالله

- ‌حرف اللام ألف

- ‌لانيلسون المغنية الأسوجية

- ‌لادي رسل ابنة توماروتسلي وزير مالية إنكلترا

الفصل: ‌وكانت آمال "نابوليون" و"جوزفين" في ذلك الوقت معلقة بالاير الصغير ابن "لويس" و"هورتنس"، وشاع في كل فرنسا وهولندا أنه سيكون صاحب الملك من بعد عمه

بين نساء العالم".

أما هي فلم تكن تنسى المحتاجين والحزانى مع ما وصلت إليه من السلطنة والسؤدد، بل كانت دائما مستعدة لمساعدة كل من طلب مساعدتها سواء كان بمالها أو بكلامها حتى كانت تتهم أحيانا بالتبذير والإسراف، وكانت تحب مرافقة "نابوليون" في أسفاره، وهو أيضا كان يرغب مرافقتها لا، ها كانت الشخص الوحيد الذي يوثق به، ومرة وعدها بمرافقته في إحدى سفراته ولكن الأحوال أحوجته إلى الذهاب سرا فأمر بإعداد لوازم السفر.

وفي الساعة الأولى بعد نصف الليل وهو الوقت الذي ظن أن "جوزفين" تكون فيه مستغرقة في النوم قصد الذهاب، ولكنه لم يصل إلى العجلة حتى كانت "جوزفين" بين يديه، فأمر بإعداد لوازمها في الحال وذهبا معا إلى إسبانيا، فأخضع "نابوليون" إسبانيا تحت طاعته وملأها من العساكر الفرنسوية وولى أخاه "لويس" عليها، ثم قفل راجعا على فرنسا، ولكن لم يلبث طويلا حتى أتته الاخبار أن الإسبانيين طردوا أخاه من العاصمة بمساعي الإنكليز وقتلوا كثيرين من الفرنسويين القاطنين هناك. فرجع مسرعا إلى إسبانيا وفي هذا الوقت أيضا طلبت "جوزفين" الإتيان معه، ولكنه لم يسمح لها ذلك بل دخل مدريد عاصمة البلاد وأرجع أخاه إلى مقامه وثبت حكمه فيها ورجع ثانيا إلى فرنسا.

‌وكانت آمال "نابوليون" و"جوزفين" في ذلك الوقت معلقة بالاير الصغير ابن "لويس" و"هورتنس"، وشاع في كل فرنسا وهولندا أنه سيكون صاحب الملك من بعد عمه

.

ولكن في ربيع سنة 1807م بينما كان "نابوليون" يحارب "بروسيا" وهو منتصر عليها انتصارا عظيما أصاب الولد داء الخناق ومات في ساعات قليلة وكان له من العمر خمس سنوات فحزنت "جوزفين" لفقده حزنا عظيما ورجعت إلى مخاوفها القديمة لأنها كانت تعرف "نابوليون" وتعرف رغبته في أن يكون له وارث يترك الملك له وكانت فرائصها ترتعد كلما افتكرت مرارة تلك الكأس التي كان لا بد لها من تجرعها، وقد بقيت مدة ثلاثة أيام منفردة في غرفتها بلا أكل ولا نوم، تسكب الدموع على عظم مصيبتها.

أما "نابوليون" فلما وصلت إليه هذه الأخبار المحزنة كان في أوج انتصاره إذ كان قد قهر جميع أعدائه وأخضع "بروسيا" تحت طاعته وكان جميع ملوك أوروبا مستعدين لإتمام أوامره، فلما سمع هذه الأخبار جلس ساكتا وارتفق بيده على وجهه، وسمع وهو في حزنه الشديد يقول لنفسه المرة بعد الأخرى:"لمن أترك كل هذا؟ " وكان يتنازع أفكاره عاملان قويان محبة "جوزفين" من جانب ومحبة المجد واشتهاء أن يكون له ولد يرث اسمه وشهرته من جانب آخر. وبقي مدة على هذه الحال ولا يذوق طعاما ولا يغمض له جفن، ولكن رغبته في كسب المجد واعتقاده أنه أوصل فرنسا إلى درجة لم تصل إليها مملكة على وجه الأرض فينبغي أن يخلف من يرثها من نسله جعلاه يضحي بكل سعادته وراحته ويفقد سلامة الذوق، ويحل قوى ربط المحبة وكانت "جوزفين" تعرف زوجها جيداً، فكانت بالخوف والرعب تنتظر قدومه وكانت تقضي أكثر أوقاتها بالنوح والبكاء، وكان أحيانا كثيرة يصدر في الجرائد كلاما في شأن طلاقها واقتران "نابوليون" بإحدى بنات الأسرة الملكية.

وفي تشرين الأول "أكتوبر" سنة 1807م رجع "نابوليون" من (فيينا) فسلم على "جوزفين" بمزيد اللطافة.

أما هي فلاحظت في الحال أنه كان قلقا في فكره، وأنه كان حينئذ يشتغل بهذه المسألة وكثيرا كان يجتمع بوزرائه سرا، فلاحظ رجال البلاط ذلك وكانوا قليلي الكلام، وكان "نابوليون" لا يكثر أن يلتفت إلى امرأته لأنه خاف أنه إذا التفت إلى التي أحبها هذا الحب العظيم يتغير فكره، وكانت "جوزفين" قلقة جدا من هذا القبيل ولكنها اجتهدت في اخفاء عواطفها، وكانت تلاحظ حركات "نابوليون" وسكناته، فترى في كل يوم أمرا جديدا يؤكد لها

ص: 151

ما كانت تخافه.

أما هو فكان يتجبنها ويبتعد عنها وقد قفل الباب الذي بين غرفته وغرفتها، وكانت قليلا ما يدخل مخدعها وإذا أراد ذلك قرع الباب كل ذلك ولم تكن جرت كلمة واحدة بينهما في هذا الشأن، وكانت "جوزفين" عندما تسمع وقع أقدام "نابوليون" ترتجف وتظن أنه آت إليها بالاخبار المخيفة. ولم تعد تقدر أن تصل من مكانها إلى الباب من غير أن تتمسك بالحائط أو بشيء آخر، ولكنه مضى كلا شهري تشرين الأول والثاني (أكتوبر ونوفمبر) ولم يكلم "نابوليون""جوزفين" بشيء من هذا القبيل مع أنه كان في المذاكرة مع وزرائه في أمر الزواج الجديد والأسرة التي يصاهرها فإنه يستصعب مفاتحتها بهذا الشأن، غير أن هذه الصعوبة لم تغير مقاصده الثانية البتة، وكانت شهرته وسلطته عظيمتين إلى حد أنه لم يوجد أسرة في أوربا لم تكن تحسب شرفا لها أن تعطي بناتها زوجة ل "نابوليون"، فأشار عليه وزرائه أولا أن يأخذ زوجة من أسرة "البربون" لأنهم افتكروا أنه إذا فعل ذلك يرضي حزب الملكية في فرنسا ويكون ملكه أثبت بهذه الواسطة.

ثم أشاروا عليه أن يأخذ سيدة سكسونية، ولكنهم ظنوا بعد طول التأمل أن يكون الأنسب أن يصاهر جلالة ملك "روسيا" ولكن بعد أن جرى كلام بين البلاطين في ذلك قر الرأي أن يأخذ "ماريا لويزا" ابنة إمبراطورة النمسا وكان في ذلك الوقت قد آن ل "نابوليون" أن يخبر "جوزفين" بما كان قاصدا أن يفعله، وكان في اليوم الأخير من تشرين الثاني (نوفمبر) سنة 1809 م دخل الإمبراطور والإمبراطورة لكي يتعشيا ولم يدخل معهما أحد، وكانت "جوزفين" كل النهار في غرفتها تسكب الدموع بغزارة كأنها عرفت أن ذلك اليوم كان يومها المحزن، ولكنها لما أتت ساعة العشاء غسلت عينيها ودخلت غرفة المائدة وبذلت غاية جهدها لكي تضبط نفسها عن البكاء، ولذلك لم تتجاسر أن تفتح فمها بكلمة واحدة.

أما "نابوليون" فكان تائها في بحر الأفكار ولم يكلمها بكلمة واحدة فكان حول تلك المائدة حينئذ سكوت تام ولم يذق أحدهما شيئا بل كانت أنواع الطعام تتبدل بغير أن تمس، وكان اصفرار الموت على وجه كل منهما، ولما انتهى تقديم العشاء صرف "نابوليون" الخدم، ثم نهض وأغلق الباب بيده على نفسه و"جوزفين" وحينئذ أتت تلك الدقيقة التي كان كل منهما هالعا منها، فاقترب "نابوليون" إلى "جوزفين" وأخذ يدها وقال لها بصوت منقطع:"يا جوزفين، يا عزيزتي جوزفين أنت تعلمين كيف أحببتك وإني لك وحدك شاكر على الدقائق القليلة التي بك عرفت فيها السعادة على الأرض، والآن أخبرك أن واجباتي أقوى من إرادتي، وأن عواطفي القوية نحوك يجب أن تخضع لمصلحة فرنسا".

فلما سمعت "جوزفين" ذلك خفق قلبها ونضب الدم في عروقها ووقعت على الأرض مغشيا عليها، فلما رأى "نابوليون" ذلك فتح حالا الباب ونادى من يساعده، فأتى إليه حالا عدد من الخدم من الغرفة المجاورة وكان هناك أيضا الكونت "بومون" فأومأ إليه "نابوليون" وهو مرتجف، ووجهه ممتقع بأن يأخذها على يده إلى غرفتها وأخذ هو مصباحا بيده وذهب أمامه، ولكن لما وصل إلى السلم سلم المصباح إلى أحد الخدم وساعد الكونت في حملها وكانت تقول في غشيتها:"آه لا يمكنك أن تفعل ذلك لأنك لا تحب قتلي".

ولما وصلا بها وضعاها على فراشها صرف "نابوليون" الكونت وقرع الجرس في طلب خادمتها الخصوصية وقضى الوقت بجانبها حتى أخذت تستفيق، ولما ظهر له أنها ابتدأت ترجع إلى نفسها تركها ومضى إلا أنه لم ينم طول ذلك الليل، بل كان يتمشى في غرفته ويأتي على باب غرفة "جوزفين" ويسأل الطبيب عن أحوالها، أما الطبيب فلم يفارقها كل ذلك الليل.

وفي مدة الأسبوعين الأولين بعد ذلك لم ير الواحد منهما إلا قليلا مما يتعلق بالآخر، واتفق أنه في تلك المدة كان

ص: 152

عيد التتويج ونصرة "أوسترليتز" الشهيرة فكانت المدينة في ذلك الوقت مشتعلة بالأنوار وصوت قرع الأجراس ملأ الفضاء وفي هذين الاحتفالين كانت "جوزفين" مضطرة أن تحضر أمام الشعب وكانت مؤكدة أن كل الملوك والأمراء الذين كانوا حينئذ في باريس عالمون بالإهانة المقبلة عليها، وكانت كل أصوات الطرب والابتهاج في مسامعها قرع أجراس حزن مؤذنة بمصيبتها، ومع ذلك فإنها بذلت جهدها في تسليتها لكي تظهر أمام الناس كعادتها غير أن اصفرار وجهها واغريراق عينيها بالدموع كانا ينبئان عما تحاول إخفاءه، وكانت ابنتها "هورتنس" دائما معها باذلة غاية جهدها في تسليتها وابنها "أيوجين" ترك إيطاليا وأتى باريس إليها، وبعد مواجهتها ذهب إلى "نابوليون" وطلب الاستعفاء من خدمته قائلا له: إن ابن التي ليست إمبراطورة لا يقدر أن يكون نائب الملك وأنا قصدي أن أتبع أمي في انحطاطها لأنه يجب الآن تعزية في أولادها.

أما "نابوليون" فلم يكن خلوا من العواطف بل تساقطت العبرات من عينيه وصار يكلم "أيوجين" بصوت مرتعش ويبين لزوم ذلك ويوضح له الأمور فتأثر "أيوجين" من كلامه، وأما أمه فطلبت منه أ، يبقى في خدمة "نابوليون" ويبقى من أصدقائه المخلصين كما كان أولا.

وفي الخامس عشر من كانون الأول سنة 1809 م جمع "نابوليون" جميع الملوك والأمراء من أسرة الإمبراطورة وأكثر القواد المشهورين في منتدى "التوبلمري" العظيم حتى يقص عليهم خبر انفصاله من "جوزفين" وكان كل واحد من الحاضرين منذهلا من غرابة هذا الاجتماع فنهض "نابوليون" في أثناء ذلك وخاطبهم قائلا:

"أن مصالحي السياسية ورغبة شعبي الذي كان دائما يدرب أعمالي تستدعي أن يكون لي وارث يرث محبتي للشعب الذي وضعتني العناية عليه. وقد مضى علي عدة سنوات مع الإمبراطورة "جوزفين" حتى قطعت الأمل من أن يكون لي أولا منها، وهذا هو الداعي الذي حملني على التضحية بأشد عواطف قلبي ومراعاة مصالح رعيتي وطلب انفصالنا. وقد بلغت الآن الأربعين من العمر وآمل أ، أعيش طويلا بعد وأن أحتضن في أفكاري الأولاد الذين تسر العناية بأن تباركني بهم، والله وحده يعلم كم كلفت قلبي هذا المقصد ولكن ليس من أمر مهما كان عزيزا علي إلا وأنا أضحيه طائعا مختارا لمصلحة فرنسا، وليس لي سبب أشكو منه ولا شيء أقوله سوى مدح محبة امرأتي المحبوبة وحنوها، فإنها زينت خمس عشرة سنة من حياتي فيبقى ذكرها منقوشا على صفحات قلبي إلى الأبد وأنا بيدي توجتها إمبراطورة ستبقى إمبراطورة في القلب والرتبة وأحب فوق كل ذلك أن لا تشك مطلقا بعواطفي من نحوها ولا تعتبرني إلا أعز صديق لها".

فأجابت "جوزفين" بصوت منقطع وعينين مغرورقتين بالدموع: "إني أجيب على آمال كلام الإمبراطور من جهة انفصالنا بالقبول لأن اجتماعنا كان حائلا دون مسيرة فرنسا بسبب عدم وجود من يسوس يوما ما هذا الشعب من نسل هذا الإنسان العظيم الذي أقامته العناية لكي يطفئ شرر الثورة المخيفة، ويرجع المذبح والعرش والهيئة الاجتماعية، ولكن هذا الانفصال لا يغير عواطف قلبي بل سيجد الإمبراطور في أحسن صديقة له، وأنا أعلم ماذا كلف هذا العمل السياسي قلب الإمبراطور، ولكن نحن الاثنان نفتخر بهذه التضحية التي ضحيناها لأجل خير المملكة، وأشعر أنين التعظيم والمجد بإيرادي بإعطائي أعظم برهان على محبتي".

هذا ما أظهرته "جوزفين" جهارا، وأما في الخفاء فإنها استسلمت للحزن والكآبة وقضت ستة أشهر بالبكاء والنحيب حتى قاربت العمى من شدة الحزن.

ص: 153

وفي اليوم المعين لإنهاء نظام الانفصال اجتمع المحفل ثانية في نادي الإمبراطور العظيم ليشهدوا تمام نظام الانفصال، فدخل الإمبراطور بحلته الرسمية واصفرار الموت على وجهه، وعلامات اليأس والقنوط تلوح عليه واستند إلى أحد الأعمدة مكتوف اليدين لا يفوه بكلمة وبقي برهة غائصا في بحور الافتكار كالصنم لا يبدي حراكا، وكان في وسط النادي مائدة جميلة وعليها كل أدوات الكتابة من الذهب الإبريز، أمامها كرسي أعد ل "جوزفين" وكان جميع الحاضرين صامتين لا يفوهون بكلمة وكلهم شاخص إلى المائدة وما عليها كأنهم ينظرون إلى مذبحة أو مشنقة معلقة، ففي وسط هذا فتح باب من جانب المنتدى، ودخلت منه "جوزفين" مستندة إلى يد ابنتها "هورتنس" واصفرار الموت يلوح على وجه كل منهما ولما دخلا غلب البكاء على "هورتنس" ولم تنفك عن ذلك كل مدة الاجتماع.

ولما دخلت "جوزفين" نهض الجميع إجلالا لها وتساقطت العبرات من عيونهم لشدة تأثرهم من منظرها. أما هي فتقدمت بحركاتها اللطيفة إلى المكان المعد لها، وارتفقت بيدها على وجهها وأصغت إلى قراءة نظام الانفصال والدموع تسكب من عينيها، وكان ابنها "أيوجين" جالسا على مقربة منها وبعد نهاية قراءة النظام حسمت "جوزفين" دموعها وانتصبت واقفة وأخذت على نفسها عهد الانفصال بصوتها الرائق العذب الاعتيادي، ثم جلست وأخذت قلما ووقعت اسمها بفك أمتن ربط المحبة والوداد التي لا يمكن للعقل البشري أن يتصورها، أو للقلب الإنساني أن يشعر بها، ثم استندت ثانية إلى يد ابنتها وخرجت من المكان أما "أيوجين" فوقع على الأرض مغمى عليه.

أما شدة ذلك اليوم وآلامه فلم تكن قد انتهت، بل كان على "جوزفين" وهي في وسط توهانها في بحور الأحزان ما كان آلم وأشد عذابا من الأول وهو وداع من كان زوجها الوداع الأخير، فانتظرت في غرفتها وهي حزينة القلب مكسورة الخاطر لا تفوه بكلمة، فلما حان الوقت أتى "نابوليون" إلى غرفته قلقا كئيبا بسبب ما جرى ورمى بنفسه على فراشه.

وفي الساعة نفسها فتح الباب الذي بين غرفته وغرفة "جوزفين" ودخلت هي منه وهي ترتجف وعيناها وارمتان من البكاء وشعرها مسدول على أكتافها وعلامات الحزن والغم الشديدين تلوح على وجهها فتقدمت إلى وسط الغرفة ودنت من سرير "نابوليون"، ثم وقفت بغتة وغطت وجهها بيديها وصارت تبكي بكاء شديدا، وكان ذلك لأنها افتكرت حينئذ أنه لا حق لها بعد في الدخول إلى غرفة "نابوليون" ولكن محبتها الشديدة له حالا تهيجت وأنستها كل ذلك، فتقدمت إليه وطرحت نفسها بجانبه وغمرته بيدها وصارت تدعوه باكية منتحبة، فتهيجت عواطف "نابوليون" وجعل يؤكد لها محبته الصحيحة الصادقة وهو يبكي وينتحب ويثبت لها أنه سيبقى كذلك إلى يوم موته واجتهد لكي يسليها ويعزي قلبها وبقيا على ذلك برهة من الوقت، ثم قامت "جوزفين" وودعت زوجها الذي أحبته كل هذه السنين الوداع الأخير وافترقت عنه إلى الأبد.

وفي اليوم الثاني ودعت "جوزفين" البلاط وأهله وفي الساعة الحادية عشرة اجتمع كل حاشية "التوبلمري" على أعلى السلالم وفي الشبابيك والمماشي ليروا افتراق سيدتهم المحبوبة التي كانت زينة ذلك القصر وبهجته، فنزلت على السلالم مغطاة بمنديل من قمة رأسها على قدمها والدموع ملء عينيها فصارت تلوح بمنديلها علامة الوداع للأصدقاء الباكين حولها إلى أن وصلت على الباب، وهناك وجدت عجلة مطبقة باستنظارها يجرها ستة من الخيول الجياد فدخلتها وسارت بها وتركت وراءها "التوبلمري" إلى الأبد.

ص: 154

أما محل إقامتها الجديد فكان قصر "ملمازون" الذي كانت تفضله على سائر قصور الإمبراطور، وكانت قد قضت فيه هي و"نابوليون" أسعد أوقاتها فإن "نابوليون" كان يعرف محبتها لهذا القصر وقد أعطاها إياه لكي تقضي فيه باقي حياتها، وكان قد أجرى عليها راتبا سنويا قدره ستة آلاف ريال وأبقى لها اسمها ومقامها هناك، ومكثت "جوزفين" عائشة كما يعيش الملوك وكانت محبوبة عند كل شعب فرنسا ومعتبرة ومكرمة عند كل أهالي أوروبا وكان "نابوليون" يزورها غالبا ويستشيرها في أعماله، وقد أدرك الناس أن الذي يريد أن يرضي الإمبراطور ويكون من المقربين إليه هو الذي يلتفت إلى "جوزفين" ويحسن معاملتها وإكرامها ومن ثم أصبح قصر "ملمازون" محل اجتماع كل أعضاء بلاط "نابوليون" يأتون إليه دائما بحللهم الرسمية الملوكية، وكانت تدعو منهم كل يوم عشرة أو اثني عشر نفسا ليفطروا معها صباحا.

وفي الساعة الحادية عشرة قبل الظهر كانت تمر أمام الجميع إلى غرفة المائدة يتبعها المدعون حسب رتبهم ومقامهم، وكانت تفرز اثنين منهم للجلوس عن يمينها وعن يسارها، ويقف وقت الطعام خمسة من الخدم وراءها وخادم واحد وراء كل من المدعوين، وسبعة أفواج من رتب مختلفة كانوا يخدمون على المائدة. أما مدة الفطور فلم تكن تزيد عن ثلاثة أرباع الساعة إلا فيما ندر وكانت تذهب بعد الفطور مع سيداتها وضيوفها إلى قاعة التحف.

أما أوقات "جوزفين" فكانت تقضي في أعمال الرحمة مع المساكين حواليها والمطالعة واستقبال أعضاء بلاط "نابوليون" فإن منتداها كان دائما غاصا بهم، وكان "نابوليون" دائما يزورها ويقضي عندها ساعات كثيرة يتمشى بها معها في الجنينة أو في محل آخر أخذا بيدها، وكان يفعل كل ما في وسعه كي يعوض لها عن معاملته السالفة، وعن الحزن والغم اللذين سببهما لها، وكان قلبه باقيا متعلقا بها ويحبها محبة شديدة، ومحبته واعتباره لها يزدادان يوما فيوما، وكانت "جوزفين" تقضي أوقاتها يوميا على وتيرة واحدة فتنزل في كل يوم الساعة العاشرة صباحا إلى قاعة الاستقبال وتستقبل زوارها الذين كانوا من أعيان باريس، وكانوا يشتغلون ببعض الأمور المسلية مثل الصور الجميلة والنقوش البديعة والتحف الغربية والذي كان لا يرغب في ذلك، يذهب مع "جوزفين" لاستماع تلاوة بعض الكتب المفيدة من الموكل على بيتها وكانوا يقضون الوقت في ذلك إلى الساعة الثانية بعد الظهر فتأتي إذ ذاك ثلاث عجلات يجر كلا منها أربعة من جياد الخيل فتركب "جوزفين واحدة منها وتذهب مع اثنتين من خادماتها الخصوصيات وبعض الأصدقاء وتقضي مقدار ساعتين من الزمان: أحيانا في التنزه، وأحيانا في الجولان بين سكان القرية والتحدث معهم، ثم ترجع في الساعة الرابعة إلى القصر ويذهب كل في طريقه ويفعل ما يشاء إلى الساعة السادسة بعد الظهر ساعة العشاء بالمؤانسة والألعاب المختلفة إلى الساعة الحادية عشرة وحينئذ كانت تقدم الحلواء والشاي، وبعد ذلك الانصراف.

وفي شهر آذار (مارس) سنة 1810 م وصلت "ماريا لويزا" إلى باريس وجرى احتفال إكليلها على "نابوليون" في "سنت كلود"، وكان حافلا جدا، وبعد الإكليل دوت باريس بأصوات الطرب فأخذ "نابوليون" عروسه إلى "التوبلمري" من حيث خرجت "جوزفين" منذ ثلاثة أشهر وكانت أصوات المدافع وقرع الأجراس وابتهالات الشعب ثقيلة جدا على قلب "جوزفين" واجتهدت في إخفاء حزنها وغمها، ولكن عبثا تفعل ذلك فإن اصفرار وجهها واغريراق عينيها لم يخفيا أمرها.

ص: 155

أما "نابوليون" فبقي يكاتبها ولم تمنع غيرة "ماريا لويزا" زيارته لها وبعد اقترانهما بأكثر من سنة ولد ملك لرومية. وفي نفس المساء الذي وصل هذا الخبر إلى "جوزفين" كتبت رسالة لطيفة إلى "نابوليون" تهنئه بالمولود وهذه خلاصتها: " سيدي، هل يمكن صوت امرأة ضعيفة أن يصل أذنيك في وسط التهاني الكثيرة الآتية إليك من كل جهات أوروبا ومدن فرنسا وأفراد جيشك، وهل تتنازل للإصغاء إلى التي طالما سلت أحزانك وخففت أوجاعك فتتكلم معك عن الفرح العظيم الذي به تحققت كل أمانيك أو تتجاسر التي ليست بعد امرأتك أن تهنئك بأنك صرت والدا. نعم سيدي، لا شك أن من القلب إلى القلب دليلا وأنا أعرف قلبك ولا أظلمك كما أنك أنت تعرف قلبي وأنني أقدر أن أحس معك كما أنك أنت الآن تحس معي ونحن الآن مشتركان بتلك المعاطفة التي تفوق كل شيء وإن كنا مفترقين.

كنت أشتهي أن أسمع منك أنت ميلاد ملك رومية، وليس من أصوات المدافع أو والي المقاطعة غير أني أعلم أن واجباتك الأولى هي للمملكة ولسفراء الدول الأجانب ولعائلتك، وعلى الخصوص للأميرة السعيدة التي بلغتك أمانيك. نعم، إنها لا تقدر أن تكون محبة لك أكثر مني ولكنها تمكنت من إتمام سعادتك أكثر مني إذ ولدت هذا الولد لفرنسا، ولذلك كان لها الحق الأول لعواطفك الأولى ولكل اعتنائك. وأما أنا فلم أكن إلا رفيقة لك في أيام الصعوبات، ولذلك فلا أطلب من فؤادك إلا مكانا بعيدا جدا عن المكان الذي تحله الإمبراطورة "لويزا" وغاية ما أؤمله الآن تأخذ قلمك وتتحادث قليلا مع أعز صديقة لك، ولكن ليس قبلما ينتهي سهرك بجانب سرير امرأتك، ولا قبلما تتعب من معانقة ولدك وها أنا ذا بالانتظار.

أما أنا فيعتذر علي الإبطاء في إخبارك بأني أفرح لفرحك أكثر من كل إنسان في العالم وأنت لا تشك في خلوص محبتي وصدق كلامي وأنا آسفة على شيء واحد وهو أني لم أفعل حتى الآن ما به الكفاية لأبين لك مقدار حبي لك، وأني لم أسمع شيئاً عن صحة الإمبراطورة سأتجاسر أن أتكل عليك يا سيدي بقدر أملي بك أن اسمع منك عن هذه الحادثة العظيمة التي حصلت دوام الاسم الشريف الذي أنت تمثله وأن "أيوجين" و"هورتنس" سيكتبان لي مفصلا عن ذلك، ولكني منك أشتهي أن أسمع إذا كان ابنك حسناً أو إذا كان يشبهك أو إذا كان يؤذن لي في رؤيته يوما ما، وبالاختصار إني انتظر منك ثقة غير محدودة وعلى ذلك سيدي لي حقوق بالنظر إلى محبتي غير المحدودة التي لا تتغير ما دمت حية".

فلما انتهت جوزفين من كتابة هذه الرسالة أرسلتها إلى "نابوليون" ولكنها لم تفتح الباب لترسل رسالتها حتى وقف أمامها رسول "نابوليون" وبيده رسالة منه يبشرها فيها بالمولود فأخذتها "جوزفين" منه وذهبت بها إلى غرفة منامها وبعد نصف ساعة رجعت إلى أصحابها وقد احمرت عيناها من البكاء ورسالة "نابوليون" في يدها ملطخة الدموع، فدفعت إلى رسول الإمبراطور رسالة أخرى كانت قد كتبتها جوابا للإمبراطور على رسالته وأعطته دبوسا من ألماس وألف ريال من الذهب علامة على اعتبارها قيمة البشرى التي حملها إليها، وبعد أن صرفت الرسول أخذت رسالة الإمبراطور وتلتها على أصحابها الحاضرين.

ولم ينقطع الإمبراطور بعد ذلك عن زيارة "جوزفين" بل كان يذهب إليها كالأول، ودبر طريقة تمكن بها من تقديم الولد على يديه لها حتى تراه، وكان ذلك في المضرب الملوكي قرب باريس وقد ذكرت "جوزفين" بعد ذلك في

ص: 156

إحدى رسائلها إلى "نابليون" أن تلك الدقيقة التي رأته فيها حاملا ولده على يديه كانت أسعد ما لاقته في حياتها لأنها كانت أوضح علامة أظهر فيها محبته الأكيدة لها.

أما الغرفة التي كانت منام "نابوليون" في "ملمازون" قبل انفصاله عن "جوزفين" فبقيت كما كانت، وكان مفتاحها مع "جوزفين" وكانت هي تذهب إليها يوميا وتنزع الغبار عن أداوتها وأثاثها ولم تسمح ألبته بتغيير شيء أو نقل شيء من مكانه، وكانت في ألو مدة إتيانها إلى "ملمازون" حزينة كئيبة، وعلامات الكدر والغم تلوح على وجهها على الدوام فأعطاها "نابوليون" قصر "نافار" كان حواليه منتزهات فسيحة تجري فيها الأنهار الصافية وتغرد في أشجارها الطيور الجميلة.

وكان هذا القصر أحد القصور الملكية وهو قائم في وسط غابة "إفري" الشهيرة وكان قد تعطل قليلاً في مدة الثورة فأعطى "نابوليون""جوزفين" 300 ألف ريال لترميمه وإصلاحه فرممته وأصلحته وحسنت فيه أشياء كثيرة حسب ذوقها حتى جعلته كجنة عدن، وصارت تفضله على "ملمازون" وبعد أن نقلت إليه بأيام قليلة كتبت إلى "نابوليون" الرسالة الآتية:"سيدي، تشرفت هذا الصباح برسالتك العزيزة التي كتبتها إلي مساء اليوم الذي تركت فيه "سنت كلود" وقد بادرت إلى إجابتك عما فيها من المواضيع اللطيفة الحبية. والحق أن هذه المواضيع تدهشني، ولكن ما أدهشني غير سرعتها، فإنه ليس لي هنا سوى خمسة عشر يوماً فتأكدت فيها أن محبتك لي تطلب تسليتي وتعزيتي حتى في الوقت الذي نحن فيه منفصلان الانفصال الذي كان لا بد منه لراحتنا كلينا ويقيني أن حسن اعتنائك بي والتفاتك إلي يتبعاني حيث كنت ويعزياني.

والآن لم يعد لي شيء أشتهيه بعد اختيار محبة كانت مشتركة وآلام محبة ليست بعد مشتركة، وبعد التمتع بكل السرور الممكن للقوة غير المتناهية أن تمنحه، وبعد أن نلت كل السعادة بنظري على الإنسان الذي أحبه فوق جميع الناس. نعم، إنني لا أشتهي شيئا سوى السكون والراحة وهكذا فإني الآن لا أرى أن لي شيئا من دواعي الحياة سوى عواطفي الحبية نحوك ومحبتك لأولادي والأمل أنه ربما يمكنني أن أفعل بعد شيئا من الخير يؤل على راحتك وسعادتك، لذلك لا تأسف معي لأني هنا بعيدة عن البلاط الذي يظهر أنك تظن أني أتحسر عليه فإني هنا في "نافار" محاطة بأحباء أعزاء وحرية لا تباع أميالي في الفنون وإني أجد نفسي أحسن مما لو كنت في أي مكان آخر.

وعندي هناك كثير للعمل لأني أرى حوالي علامات الخرائب التي أحدثتها الثورة الهائلة وسأبذل جهدي لأزيل آثارها من هذا البناء، كما أن سعادتك علمت الناس أن ينسوها، وإصلاح هذه الخرائب ومساعدة المساكين حولي يسراني أكثر من تملق سكان البلاط وما يظهرونه من التصنع والتكلف.

إني أخبرتك سابقا عن كل أعضاء هذا البيت ولكني لم أخبرك ما به الكفاية عن سيادة المطران "بورليايرفاني" كل يوم أتعلم منه أمورا جديدة تجعل اعتبار الإنسان الذي يقرن عمل الخير بالسيرة الممدوحة يعظم في عيني، وسأتكل عليه في توزيع صدقاتي في "إفري"، ولما كان هو سيوزعها على الفقراء كنت على ثقة أنها ستوزع على الجميع بالسواء.

سيدي، إني لا أقدر أن أقوم بالشكر الواجب لك لأجل الحرية التي متعتني بها في انتخاب أعضاء بيتي الذين يزيدون جميعا في بهجة عيشي البيتية، وليس ما يحسرني ألبتة سوى شيء واحد وهو رسمية اللباس هنا في

ص: 157

البرية إلى أن تقول، وإني الآن ألقب بشريفة ليس لأني توجت إمبراطورة لفرنسا بل لأني كنت مختارتك وليس لي قيمة من دون ذلك وحسبي هذا الفخر لتخليد اسمي أما زواري في هذه المدة المتأخرة فأكثر مما كانوا قبلا ويسرني منهم إعجاهم وافتخارهم ب "نابوليون" وبالجملة فإني أجد نفسي كأني في بيتي وأنا في وسط هذا الغاب، لا تنسى صاحبتك، واذكر لها أحيانا أنك حافظ لها جزءا من محبتك لتنتعش روحها به وكرر لها الكلام عن سعادتك، وتأكد أن مستقبلها سيكون مستقبل سلام كما أن الماضي كان مشؤوما بالأحزان والأكدار.

وقبل ذهاب "نابوليون" إلى ساحات "روسيا" المهلكة ذهب إلى "جوزفين" وقضى معها ساعتين من الزمان في الجنينة يحادثها بما كان أمامه، وكانت "جوزفين" تحذره من مباشرة هذا العمل الخطير، ولكن ثقته بالنجاح أقنعتها وجعلتها تسلم معه.

وفي الختام قبل يدها ونهض للذهاب فرافقته إلى العجلة ولكن لم يمض طويل من الزمن حتى رجع "نابوليون" من "موسكو" فوجد أن كل أوروبا متجندة عليه ومتقدمة نحو عاصمته فذهب في وسط هذه المخاطر إلى "جوزفين" وطلب مواجتها وكانت هذه المواجهة الأخيرة. وفي نهاية هذه الزيارة الأخيرة شخص إليها برهة ساكتا وعلامات الحزن على وجهه ثم قال: "يا جوزفين إني كنت سعيدا كأسعد الناس عاش على وجه الأرض، ولكني في هذه الساعة عندما أرى عواصف تتجمع فوق راسي ليس لي في كل هذا العالم الواسع أحد إلا أنت التي ألتفت إليها وأستريح".

وفي أعظم هذه الاضطرابات والانزعاجات الهائلة التي لم يسطر أعظم منها في تاريخ البشر كانت أفكار "نابوليون" دائما عند "جوزفين" رفيقة صباه، وكان يكتب إليها كل يوم تقريرا ويعلمها بالحوادث الجارية ويخبرها عن أحواله والرسائل التي كتبها إليها من مبادئ تلك الحروب، ومن ساحات القتال كانت ألطف وأرق ما كتب لها في حياته فإن المصائب والنكبات كانت قد دمثت أخلاقه حتى في تلك الأيام المضطربة عندما كان يحارب الجيوش الجرارة وكان عرشه آخذا في التقلقل تحت قدميه كانت رسالة من "جوزفين" تنعش روحه مهما كانت شواغله عظيمة.

أما الجيوش المتحالفة فكانت آخذة في الاقتراب من باريس وكانت "جوزفين" مهمومة مغمومة بسبب ما حل ب "نابوليون" وكانت هي وكل سيداتها في "ملمازون" يقضين أكثر أوقاتهم في إعداد خيوط الكتان للجرحى الذين ملأوا المستشفيات، وأخيرا لما اقتربت جيوش الدول المتحالفة من "ملمازون" وصار بقاء "جوزفين" هناك من الأمور الخطيرة ركبت عجلتها وسارت إلى "نافار" وذعرت من أصوات العساكر ثلاث مرات في طريقها إذ كانت على مسافة غير بعيدة منها، وبعد أن قطعت نحو ثلاثين ميلا من طريقها انكسرت عجلتها وفي نفس ذلك الوقت رأت أمامها عصبة من الخيالة أتت نحوها فظنتها من عساكر الأعداء، ومن شدة خوفها تركت عجلتها وصارت تركض مع سيداتها في الحقول وكان المطر يهطل حينئذ وعبد أن سرن مسافة أدركن غلطهن ووجدن أن هؤلاء الفرسان فرنسيون، وبعد أن أصلحت العجلة ركبت ثانية وهكذا حتى وصلت "جوزفين" بالسلامة إلى "نافار" وكانت ساكتة في معظم الطريق لا تفوه ببنت شفة.

وبعد أن أقامت عدة أيام في "نافار" قلقلة مضطربة البال تنتظر الأخبار عن "نابوليون" أرسل إليها الإمبراطور "إسكندر" إمبراطور الروس خفراء يحرسونها من الاعتداء عليها لأن مئات الألوف من العساكر كانت حينئذ منتشرة في كل تلك الجهات، وقد ألقت الرعب في قلوب سكان تلك النواحي.

وكانت جوزفين حينئذ مغمومة حزينة لما الم ب "نابوليون" كانت تقضي كل أوقاتها إما بالكلام عنه، وإما بتلاوة رسائله فإنه كان يكتب إليها بلا انقطاع ويخبرها بأحوال الحرب وبفراره من مكان إلى آخر، ولكن

ص: 158

كثيرا من هذه الرسائل لم يصل إليها لأن العساكر المحتلة التي كانت تمسكها عنها وآخر رسالة وصلت إليها قبل الأخيرة كانت من "بريان" يخبرها فيها بما جرى له وبالعصبة القليلة من العساكر الباقية له وأرسل في كتاب آخر يقول: "إني عندما أتذكر أيام شبابي وأقابل سلام تلك الأيام التي مرت علي بالأتعاب والمخاوف التي أتجرعها الآن أركه الحياة وقد سبق لي مرارا كثيرة أنني طلبت الموت بطرق مختلفة ولا يجب أن أخافه الآن وأنا أرى أن موتي الآن يكون بركة، ولكني أريد ثانية أن أرى جوزفين".

فلما وصلت هذه الرسالة إلى "جوزفين" لم تقطع الأمل من نجاح "نابوليون" بل أملت أن الإنسان الذي كان كيفما توجه يلاقي النصر والنجاح لا بد من أن يفوز أخيرا ولو كان حينئذ متقهقرا، وكان ذلك رجاءها إلى أن وصلت إليها الرسالة الآتية:"عزيزتي جوزفين -كتبت إليك في الثامن من هذا الشهر ولكن ربما لم يصل كتابي إليك. القتال قائم على ساق وقدم، وربما كان إبطاله ممكنا، وينبغي تجديد المفاوضات والمراسلات الآن، وقد دبرت كل أموري ولا شك أن هذه التذكرة تصل إليك ولا أحتاج أن أكرر ما ذكرت لك سابقا وقد رثيت وقتئذ لحالي، وأما الآن فإني أهنئ نفسي لأجلها. إن راسي وقلبي قد تخلصا من ثقل عظيم، سقطتي عظيمة، ولكن ربما تكون مفيدة - كما قال البعض- وسأبدل القلم بالسيف في تقهقري، وسيكون تاريخ ملكي غريبا. العلام إلى الآن لم يرني كما أنا ولكنني سأريهم نفسي تماما، ولكن ماذا فعل هؤلاء لي إنهم خانوني جميعا إلا "أيوجين" الذي يستحقك ويستحقني -والآن أستودعك الله يا عزيزتي جوزفين، سلمي كما أني أنا أيضا مسلم ولا تنسي الذي لا ينساك ولن ينساك مدى العمر أستودعك الله ثانية يا جوزفين".

فلما وصلت هذه الرسالة إلى "جوزفين" تكدرت كدرا عظيما وسكبت دموعا غزيرة حتى إذا سكن روعها قليلا قالت: "لا يجب أن أبقى هنا فإن حضوري لازم للإمبراطور. نعم، إن ذلك من واجبات "ماريا لويزا" أكثر مما هو من واجباتي ولكن الإمبراطور وحده ولا يجب أن أتخلى عنه. نعم، إنه كان في غنى في أوقات سعادته، وأما الآن فلا بد أن يكون في انتظاري".

ولما فرغت من هذا الكلام سكتت وتأملت قليلا، ثم التفتت إلى الموكل على بيتها وقالت له:"ربما أعوق الإمبراطور عن أعماله إذا ذهبت، وربما يضطر أن يغير مقاصده لأجلي، أنت ستقيم معي هنا حتى أستخبر من الملوك المتحالفين فإنهم سيحترمون المرا' التي كانت زوجة ل "نابوليون".

نعم، إن الملوك المتحالفين ذكروا "جوزفين" وعرفوها فإن سمو تصرفها عند طلاق "نابوليون" لها كان قد ملأ أوروبا حيرة واندهاشا، وقد كتب إليها الملوك المتحالفون يظهرون شعائر احترامهم وطلبوا منها أن ترجع إلى "ملمازون"، ووكلوا عددا وافرا من الحراس بوقايتها، ومن ذلك الوقت كان منتداها مزدحما بالملوك والأشراف الذين أتوا ليقدموا لها الاحترام على فضائلها الكثيرة، وأول من فعل ذلك كان الامبراطور "إسكندر" إمبراطور الروس، فإنه قال عند أول مواجهة لها:"يا سيدة إني كنت ملتهبا بنار الشوق لمعرفتك فإني من يوم دخلت فرنسا لم اسمع اسمك يذكر إلا بالبركة وقد سمعت خبر أعمالك الملائكية من أحقر البيوت إلى أعظم القصور ويسرني أن أقدم لجلالتك احترامات الجمهور التي أنا حاملها".

ص: 159

أما "ماريا لويزا" فلم تكن مفكرة إلا بنفسها وقد أبت أن تصحب "نابوليون" في انحطاطه، وأما "جوزفين" فكتبت إليه رسالة تقول فيها:

"إني أقدر أن أتصور الآن مقدار مصيبة انفكاك اتحادنا الذي فكته الشريعة وإني الآن أندب حظي ويشق علي أنني لست صديقة لك. ومن لا يحزن ويقطر قلبه دما عند حلول مصيبة هذا مقدارها. آه يا سيدي، حبذا لو كان بوسعي أن أطير غليك وأؤكد لك أن البعد لا يغير إلا ذوي العقول السخفية ولا يستطيع أن يلاشي محبة خالصة زادت المصائب قوتها. لقد أوشكت أن أترك فرنسا وأتبع خطواتك وأخصص لك بقايا حياة أنت زينتها لو كنت أعلم أني أنا الوحيدة التي ستتم واجباتها باتباعك لكنت أذهب على ذلك المكان الوحيد الذي فيه سعادتي وأسليك في وحدتك وتعاستك، قل كلمة واحدة وأنا أذهب حالا، وأما الآن فأستودعك الله يا سيدي لأني مهما زدت على ذلك قليلا جدا، وعواطفي بعد الآن لا تبرهن لك بالكلام بل بالعمل وأرجو أن تسلم بذلك لأنه ضروري".

وبعد كتابة هذه الرسالة بأيام قليلة تناول الإمبراطور "إسكندر" وبعض أصحاب الألقاب والرتب طعاماً مع "جوزفين" وفي أول المساء خرج الجميع بنور الشفق إلى خارج وخرجت "جوزفين" معهم، وكانت صحتها منحرفة بسبب الأحزان والأكدار فشعرت بزكام شديد وجعل يزداد يوما فيوما وتنحط معه صحتها وقوتها حتى حكم الطبيب بدنو أجلها، وكان ولداها "أيوجين" و"هورتنس" لا يفارقانها ليلا ولا نهارا، وأخبراها بكلام الطبيب فتلقت تلك البشرى بفرح وسرور وسألت حضور قسيس فحضر وأتم الفروض الدينية، ثم دخل عليها الإمبراطور "إسكندر" فرأى ولديها "أيوجين" و"هورتنس" جاثيين عند فراشها وقد غسلتهما الدموع فأومأت "جوزفين" إلى الإمبراطور أن يقرب منها، فلما اقترب قالت له ولأولادها:"كنت دائما أشتهي سعادة فرنسا وقد فلت كل ما في طاقتي لأجل ذلك وها أناذا أقول لكم في الدقيقة الأخيرة من حياتي أيها الحاضرون الآن إن امرأة "نابوليون الأول" لم تسبب مطلقا انسكاب دمعة واحدة من عين واحدة".

ثم طلبت صورة الإمبراطور، فلما أحضروها التفتت إليها وعلامات الرقة والمحبة تلوح على وجهها ثم أخذتها وقربتها إلى صدرها ووضعت يديها فوقها وصلت قائلة:"اللهم أحرس الإمبراطور مدة بقائه في صحراء هذه الدنيا واأسفاه إنه ارتكب غلطات فاحشة ولكنه لم يعوض عنها بآلام عظيمة، وأنت وحدك أيها الإله قد عرفت قلبه وعلمت أنه كان في نفسه أميال شديدة على صلاح أشياء كثيرة، فتنازل واصغ إلى تضرعي الأخير. واجعل هذه الصورة صورة زوجي تشهد أن رغبتي وصلاتي الأخيرة كانتا لأجله ولأجل أولادي".

وكان ضلك في التاسع والعشرين من شهر أيار (مايو) سنة 1814م، وكانت الشمس قد قاربت الغروب فألقت بعض أشعتها المذهبة من نوافذ غرفة "جوزفين" المفتوحة، وكان النسيم اللطيف يتلاعب بالأشجار والطيور تغرد فيها. وبين حفيف الأشجار وتغريد الأطيار القت "جوزفين عينيها على صورة "نابوليون" وأسلمت الروح، فلما رأى الإمبراطور "إسكندر" أنها قد فارقت الروح قال والدموع تتساقط من عينيه: "ليست بعد تلك المرأة التي سمتها فرنسا: "محبة الخير، وملاك الصلاح"، وكل هؤلاء الذين عرفوا "جوزفين" لا ينسونها فإنها ماتت وتركت الأسف الشديد لأولادها ولأصدقائها ومعارفها".

وبعد موتها بأربعة أيام احتفل بجنازتها، وكان ذلك في الثاني من حزيران (يونيو) عند الظهيرة فأخذوها

ص: 160