الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسجد فرأيته والله إني لأمشي نحوه العرضنة ليعود لبعض ما كان فأوقع به.
وكان رجلا خفيفا حديد الوجه، حديد اللسان، حديد النظر إذ خرج نحو باب المسجد يشتد قال: قلت في نفسي: ما له لعنه الله أكل هذا فرقا أن أشاتمه، فإذا هو قد سمع ما لم أسمع صوت ضمضم بن عمرو الغفاري وهو يصرخ ببطن الوادي: يا معشر قريش، اللطيمة أموالكم مع أبي سفيان بن حرب قد عرض لها محمد في أصحابه ل أرى أن تدركوها الغوث الغوث قال: فشغلني عنه وشغله عني ما جاء من الأمر.
قال: فتجهز الناس سرعا وقالوا: لا يظن محمد وأصحابه أن يكون كعير ابن الحضرمي كلا والله ليعلمن غير ذلك فكانوا بين رجلين إما خارج وإما باعث مكانه رجلا وأرغب قريش فلم يتخلف من أشرافها أحد إلا أبو لهب بن عبد المطلب تخلف فبعث مكانه العاصي بن هشام بن المغيرة، وكان ذلك في وقعة بدر وخبرها مشهور ومن شعرها قولها ترثي أباها مع إخوتها في حال حياته حين طلب منها ذلك.
أعيني جودا ولا تبخلا
…
بدمعكما بعد نوم النيام
أعيني واستعبروا واسكبا
…
وشوبا بكاء كما بالمدام
أعيني واستخركا واسجما
…
على رجل غير نكس كهام
على الجحفل في النائبات
…
كريم المساعي وفي الذمام
على شيبة الحمد وأرى الزناد
…
وذي مصدق بعد ثبت المقام
وسيف لدى الحرب صمصامة
…
ومردي المخاصم عند الخصام
وسهل الخليقة طلق اليدين
…
وف عد ملي صميم اللهام
تبنك في باذخ بيته
…
رفيع الذؤابة صعب المرام
وقولها في الحماسة:
سائل بنا في قومنا
…
وليكف من شر سماعه
قيسا وما جمعوا لنا
…
في مجمع باق شناعه
فيه السنور والقنا
…
والكبش ملتمع قناعه
بعكاظ يعشى الناظ
…
رين إذا هم لمحوا شعاعه
فيه قتلنا مالكا
…
قصرا وأسلمه رعاعه
ومجد لأعادرنه
…
بالقاع تنهسه رباعه
ولها أشعار كثيرة غير هذه لم نقف عليها لعدم ورودها في كتب التاريخ.
عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل
كانت من الفصاحة على جانب عظيم، وقد أعطيت شطر الحسن فعشقها عبد الله بن أبي بكر الصديق وكلف بها حتى كاد أن يطير عقله، فلما تزوج بها أقام سنة لم يشتغل بسواها، فلما كان يوم الجمعة وهو معها إذ فاتته الصلاة وهو لا يدري وجاء أبوه فوجده عندها فقال له: أجمعت؟ فقال: وهل صلى الناس؟ فقال: قد ألهتك عن الصلاة طلقها فطلقها، واعتزلت ناحية فلما كان الليل قلق قلقا شديدا فأنشد:
أعاتك لا أنساك ما ذر شارق
…
وما ناح قمري الحمام المطوق
لها منطق جزل ورأى ومنصب
…
وخلق سوي في حياء ومصدق
فلم أر مثلي طلق اليوم مثلها
…
ولا مثلها في غير شيء يطلق
وكان أبو بكر على سطح يصلي فسمعه فرق له فقال له: راجعها، ثم ضمها إليه وأعطاها حديقة على أن لا تتزوج بعده وأنشد:
أعاتك قد طلقت من غير ريبة
…
وروجعت للأمر الذي هو كائن
كذلك أمر الله غاد ورائح
…
على الناس فيه ألفة وتباين
ومازال قلبي للتفرق طائرا
…
وقلبي لما قد قدر الله ساكن
ليهنك أني لا أرى فيك سخطة
…
وأنك قد تمت عليك المحاسن
فإنك ممن زين الله وجهه
…
وليس لوجه زائنه الله شائن
فلما قتل بالطائف رثته فقالت:
رزئت بخير الناس بعد نبيهم
…
وبعد أبي بكر وما كان قصرا
ف لله عينا من رأى مثله فتى
…
أكر وأحمى في الهياج وأصبرا
إذا شرعت فيه أوسنة خاضها
…
إلى الموت حتى يترك الموت أحمرا
فآليت لا تنفك عيني سخينة
…
عليك ولا ينفك جلدي أغبرا
مدى الدهر ما غنت حمامة أيكة
…
وما طرد الليل الصباح المنورا
وتزوجها عمر بعد أن استفتى عليا في ذلك فأفتى بنها ترد الحديقة إلى أهله وتتزوج ففعلت فذكرها علي بقولها: فآليت لا تنك البيت، ثم قال:(كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)(الصف: 3) ثم تزوجها بعده الزبير وبعده الحسين بن علي عليه السلام حتى قال عمر: من أراد الشهادة فليتزوج عاتكة، وخطبها علي فقالت: إن لأضن بك عن القتل، وخطبها مروان بعد الحسين فقالت: ما كنت متخذة حما بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقالت عاتكة ترثي عمر بن الخطاب:
عين جودي بعبرة ونحيب
…
لا تملي على الإمام النحيب
فجعتني المنون بالفارس المع
…
لم يوم الهياج والتلبيب
عصمة الناس والمعني على الده
…
ر غياث المنتاب والحروب
قل لأهل الضراء والبؤس موتوا
…
قد سقته المنون كأس شعوب
ولها فيه أيضا:
وفجعتني فيروز لا در دره
…
بأبيض تال للكتاب نجيب
رؤئف على الداني غليظ على العدا
…
أخي ثقة في النائبات منيب
متى ما يقل لا يكذب القول فعله
…
يريع إلى الخيرات غير قطوب
وقالت ترثيه أيضا:
من لنفس عادها أحزانها
…
ولعين شفها طول السهد
جسد لفف في أكفانه
…
رحمة الله على ذاك الجسد