الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يرى قتل الخيار عليه حقاً
…
له من شر أمته وزير
ألا يا ليت حجراً مات موتاً
…
ولم ينحر كما نحر البعير
فإن يهلك فكل زعيم قوم
…
من الدنيا إلى هلك يصير
ومنها قولها:
دموع عيني ديمة تقطر
…
تبكي على حجر ولا تفتر
لو كانت القوس على أسرة
…
ما حمل السيف له الأعور
ومنها قولها:
لقد مات بالبيضاء من جانب الحمى
…
فتى كان زيناً للكواكب والشهب
يلوذ به الجاني مخافة ما جنى
…
كما لاذت العصماء بالشاهق الصعب
تظل بنات العم والخال حوله
…
صوادي لا يرون بالبارد العزب
وماتت في خلافة معاوية بعدما وفدت عليه وأكرمها إكراماً زائداً.
هند بن عتبة بن ربيعة بن عبد
شمس بن عبد مناف القرشية
كانت تحت الفاكهة بن المغيرة المخزومي وتزوجت بعده بأبي سفيان ابن حرب وهي أم معاوية.
أسلمت في الفتح بعد إسلام زوجها أبي سفيان وأقرها النبي صلى الله عليه وسلم على نكاحها وكان بينهما في الإسلام ليلة واحدة وكانت امرأة نفس وأنفة ورأي وعقل.
وشهدت أحداً كافرة، وكانت تحرض النسا على القتال وترتجز:
نحن بنات طارق
…
نمشي على النمارق
مشي القطا البارق
والمسك في المفارق
…
والدر في المخانق
إن تقبلوا نعانق
ونفرش النمارق
…
وتدبروا نفارق
فراق غير وامق
وتقول أيضاً:
ويها بني عبد الدار
…
ويها حماة الأدبار
ضرباً بكل بتار
وكان أبو الدجانة الأنصاري أخذ سيفاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهجم على المشركين وألي بلاء حسناً حتى وصل على هند وهي ترتجز وخلفها النساء يضربن الدفوف خلف فالرجال، فأراد أن يعلوها بالسيف ثم امتنع خشية العار.
ثم أنه لما قتل حمزة مثلت به وشقت به واستخرجت كبده فلاكتها، فلم تطق إساغتها، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فدعى عليها وأصابه حزن شديد على ذلك.
ولما بويع رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من ضمن كلامه للنساء -وهند معهن-: "تبايعنني على أن لا تشركن بالله شيئاً".
قالت هند: إنك والله لتأخذ علينا م لا تأخذه على الرجال فسنأتيكه. وقال: "ولا تسرقن".
قالت: والله إني كنت لأصيب من مال
أبي سفيان الهنة والهنة فقال أبو سفيان -وكان حاضراً: أما ما مضى فأنت منه في حل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أهند؟ " قالت: أنا هند، فاعف عما سلف عفا الله عنك. قال:"ولا تزنين". قالت: وهل تزني الحرة؟ قال: "ولا تقتلن أولادكن" قالت: ربيناهم صغاراً وقتلتهم يوم بدر كبار فأت وهم أعلم. فضحك عمر بن الخطاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ولا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن" قال: والله إن إتيان البهتان لقبيح وما تأمرنا إلا بالرشد ومكارم الأخلاق. قال: "ولا تعصينني في معروف". قالت: ما جلسنا هذا المجلس ونحن نريد أن نعصيك. فقال النبي لعمر: "بايعهن واستغفر لهن" فبايعهن ثم قالت هند للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أبا سفيان لا يعطيها من الطعام ما يكفيها وولدها. فقال: "خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك وولدك". وبعد ذلك شهدت اليرموك مع زوجها وتوفيت في خلافة عمر سنة ثلاث عشرة للهجرة.
وكانت شاعرة أديبة فصيحة. ولها أشعار كثيرة منها ما قالته في أبيها عتبة حين قتل يوم بدر:
أعينني جود بدمع سرب
…
على خير خندف إذ ينقلب
تداعى له رهطة غدوة
…
بنو هاشم وبنو المطلب
يذوقونه حد أسيافهم
…
يفلونه بعد ما قد عطب
يجرون منه عفير التراب
…
على وجهه عارياً قد صلب
وكان لنا جبلاً راسياً
…
جميل المراح كثير العشب
وأما بري فلم أعنه
…
فأوتى من خير ما يحتسب
وقالت أيضاً:
يريب علينا دهنا فيسوءنا
…
ويأبى فما نأت بشيء نغالبه
أبعد قتيل من لؤي بن غالب
…
يراع امرؤ إن مات أو مات صاحبه
ألا رب يوم قد رزئت مرزأ
…
تروح وتغدو بالجزيل مواهبه
فأبلغ أبا سفيان عني مألكاً
…
فإن ألقه يوماً فسوف أعاتبه
فقد كان حرب يسعر الحرب إنه
…
لكل امرئ في الناس مولى يطالبه
وقالت أيضاً:
لله عينا من رأى
…
هلكا كهلك رجاليه
يا رب باك لي غدا
…
في النائبات وباكيه
كم غادروا يوم القلي
…
ب غداة تلك الداعيه
من كل غيث في السني
…
ن إذا الكواكب خاويه
قد كنت أحذر ما أرى
…
فاليوم حق خداريه
قد كنت أحذر ما أرى
…
فأنا الغداة مراميه