الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كاترينا دوماتوفنادشكوف
أميرة روسيا ولدت في سنة 1764 م. توفيت ب "فرر" موسكو سنة 1810 م كانت ثالثة بنت للكونت (رومان قودونثروق) تربت تربية علمية عند عمها الوزير الأول وكانت منذ نعومة أظفارها ميالة إلى الأفكار الحرة وحب الاستقلال، دخلت البلاط وهي صغيرة أخت ولية العهد كارترينا الثانية وتزوجت في سنة م بالبرنس "وسكوف" فأقامت معه مدة في موسكو، ثم رجعت إلى البلاط وكانت أختها أليصابات قد صارت نديمة الإمبراطور بطرس الثالث الجديد، فحملتها الغيرة من أختها وكرهتها لارتباك البلاط وأعمال رجاله على الاشتراك عندما بلغت الثامنة عشرة من السن في مؤامرة أدارتها وخلعت الإمبراطور "بطرس الثالث" وقتلته، وولت امرأته الألمانية الإمبراطورة.
وليس من المحقق أن ما استخدمت من الوسائل لتقوية تلك المؤامرة كان موافقاً للناموس فعند قتله لبست ثوب رجل وامتطت جواداً وقادت فرقة من العساكر ولم تكن المكافأة التي حصلت عليها من الإمبراطورة كافية ورفضت أن تجعلها قائدة للحرس الإمبراطوري وآل ميلها إلى الاستقلال وخشونة طبعها إلى حرمانها من رضا الإمبراطورة، فاعتزلت عن البلاط وأكبت على الدرس والمطالعة ومعاشرة العلماء وبعد وفاة زوجها ساحت في غربي أوروبا.
وسنة 1782 م عهدت إليها الإمبراطورة رياسة الأكاديمية العلمية وسنة 1784 م عينتها لرياسة الأكاديمية الروسية الجديدة ولها من الكتابات النثرية والشعرية شيء كثير وبعد وفاة الإمبراطورة كاترينا سنة 1796 م أمرها الإمبراطور "بولس" أن تنزل في قرية صغيرة من ولاية نفضودود فتوسطوا أمرها فعفا عنها وخرجت من المنفى وصرفت باقي أيامها في أملاك لها بقرب موسكو.
كاترينا إمبراطورة الروسيا الأولى
ولدت كاترينا في شمالي ولاية لبغونيا سنة 1682 م وسميت "مرثا"، وأبوها من مدبرين الأخانسر في الجيش الأسوجي واسمه يوحنا راب، وتوفي قبل ولادتها بزمن قصير فربتها أمها ثلاث سنوات بالحزن والفاقة الشديدة وتوفيت وتركتها عالة على الناس فشفق عليها رجل من أهالي قريتها وعالها مدة ثم أتى بها كاهن لوتري إلى بيته في مدينة "مرينبرج" خادمة لأولاده ويقال: إنها بقيت في بيته إلى أن توفي وإنها كانت تلتقط من أولاده مبادئ العلوم التي كانوا يتعلمونها في المدارس ولكن كل ما يروى عنها في حداثتها أقاصيص لا يركن إليها والذي يذكره المؤرخون أنها تزوجت في "مرينبرج" بجندي أسوجي سنة 1701 م وأنه في السنة التالية فتح الروسيون مدينة "مرينبرج" وقتلوا زوجها وأخذوها أسيرة فضمها الجنرال "بوراليه".
ثم اتصلت بالأميرة فشيكوف ورآها عندها الإمبراطور بطرس الأكبر فراعه جمالها، ولطف حديثها فقربها منه وكان قد طلق زوجته لمخالفتها له في المبدأ والرأي فعمد كاترينا في كنيسة الروم وسماها باسم كاترينا الكسيونا وأشهر زواجه بها سنة 1712 م وكان قد تزوج بها سراً قبل ذلك، ويقال: إن الداعي لإشهار زواجه بها أنه لما فتح الحرب على الدولة العثمانية سنة 1711 م رأى أنه لا صبر له على فراقها لحبه لها ولمشاركتها له في الرأي واجتهادها في مرضاته وإعجابها بأعماله ومآثره، فسافر بها علناً إلى ميدان القتال كملكة محفوفة بالمجد والجلال وكانت تركب معه وتعرض نفسها للمتاعب والأخطار وتتلطف بالجنود العثمانيةحتى أيقن بالوبال ويقال:
إنه دخل خيمته حينئذٍ وأمر حرسه أن لا أحد يدخل عليه، فجاءت كاترينا ودخلت عليه بالرغم عن أمره.
فلما رآها لم يتضرر من دخولها لاحتياجه إلى سديد رأيها فأشارت عليه أنه يصالح العثمانيين ويرد لهم البلاد التي أخذها منهم وقالت: إنها تتكفل بإرضاء بلطجي محمد قائد الجيش العثماني فسر منها وفوض إليها تدبير الأمر، فاختارت ضابطاً حكيماً وأرسلته إلى عسكر العثمانيين بهدية سنية من الجواهر الغراء والنقود فعقدت شروط الصلح وأمضاها الفريقان، وقد ارتاب كثيرون من المتأخرين في صحة هذا الخبر وقالوا: إنه لا صحة لما يروى من مداخلة كاترينا في عقد الصلح ومهما يكن من الأمر فلا شبهة في أن الإمبراطور نفسه كان يحسب لها فضلاً في نجاته من الجنود العثمانية هو وجنوده وبعد ثلاث سنوات، ولدت له ابنة ففرح بها فرحاً عظيماً وصنع رتبة القديسة كاترينا إكراماً لزوجته، وجعل لها عيداً كل سنة تذكاراً لها، واتفق أنه تغلب قبيل ذلك على الأسطول الأسوجي، وأسر أميره فأتى بالأسرى في هذا العيد ودخل بهم مدينة بطرس برج باحتفال عظيم.
ثم سافر في ممالك أوروبا لينظر في سياستها ويسبر غور رجالها وأخذ زوجته معه فولدت في أثناء الطريق ولداً لم يعش إلا يوماً واحداً، وكان هو قد سبقها قليلاً فأسرعت إليه وهي نفساء لكي لا يمل من انتظارها، وهذا دليل على أن رفاهية البلاط الكلوكي لم تغير من طباعها ولا أضعفت من همتها، وكانت تتفقد معه الأماكن التي زارها في سياحته الأولى حينما زار أوروبا لكي يتعلم صنائع أهاليها وفنونهم وسنة 1723 م ألبسها التاج وأوصى لها بالملك من بعده ويقال: إنه سار معها إلى الكنيسة ماشياً بصفة قائد لفرقة جددها سماها "شفاليية" الإمبراطورة ووضع التاج على رأسها بيده وأمر بأن يقرأ الإعلان الآتي الذي أنشأه قبل ذلك وهو من حضرة الإمبراطور المتولى على جميع الدولة الروسية إلى جميع فئات القسيسين والضباط الملكيين والعسكريين والأهليين عموماً الموصوفين بالأمانة لا يخفى على كل منهم العادة المستمرة الجارية في الممالك المسيحية التي بمقتضاها يتوج الملوك زوجاتهم كما هو جار الآن.
وكما فعل الملوك المسيحيون الشرقيون في الأزمان الغابرة كالقيصر "بازلند" الذي توج زوجته "زنوبيا" القيصر "بوستنياتوس" الذي توج زوجته "لويسينا" والقيصر "هرقل" توج زوجته "مرتينا"، والإمبراطور "ليون" الفيلسوف الذي توج زوجته "ماريا"، وكذا جماعة غيرهم من القياصرة قد وضعوا التاج الإمبراطوري على رؤوس نسائهم نسائهم ولا محل لذكرهم هنا جميعهم.
ومن المعلوم أننا طالما خاطرنا بأنفسنا واقتحمنا الشدائد والأهوال مدة الحرب الأخيرة التي مكثت إحدى وعشرين سنة متوالية لحفظ وطننا وقد أنهيت هذه الحروب بعون الله بالشرف الكامل، وبالصلح الذي لم يسبق أنه وقع مثله لدولة روسيا ولم تحز قط من الفخار ما حازته بهذه الحروب، وحيث إن زوجتنا الإمبراطورة كاترينا قد ساعدتنا على الخلاص من ربقة هذه الأخطار في عدة وقائع ولاسيما التي حصلت بينا وبين الجنود العثمانية على نهر بروت حيث تضعضع حال جيوشنا وآل أمرها إلى 22 ألف مقاتل وكانت العساكر العثمانية 270 ألف وأظهرت في تلك الأزمنة غيرة عظيمة وشجاعة فائقة كما هو معلوم عند جيوشنا فبالنظر إلى ذلك وبمقتصى التصرف والنفوذ الموهوب لنا من الله تعالى يتم تتويجها في فصل الشتاء من هذه السنة بمدينة موسكو وقد أعلنا ذلك قبلاً لرعايانا المحبين الأمناء ومحبتنا الإمبراطورة لا تزال لهم بدون نقص ولا تغيير.
ثم ساء ظن الإمبراطور في أواخر سنة 1724 م وهي السنة التي توجها فيها وأمر بقتل الرجل الذي