الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا رب قائلة غداً
…
يا ويح أم معاويه
وقالت أيضاً:
يا عين بكي عتبة
…
شيخاً شديد الرقبه
يطعم يوم المسغبة
…
يدفع يوم الغلبه
إني عليه حربه
…
ملهوفة مستلبه
ليهبطن يثربه
…
بغارة منشعبه
فيه الخيول مقربة
…
كل سواء سلهبه
هند بنت خالد بن نافلة
كانت أشعر نساء زمنها وأحسنهن أدباً، وأكملهن رأياً، وأجملهن وجهاً. قيل: إنها لما قتل ابن أخيها خالد بن حبيب بن خالد ندبته واتبعتها نساء العرب حتى لم ير امرأة من قبيلتها إلا وكانت باكية ورثته بقصائد وأبيات منها قالته يوم مأتمه:
أمسى بواكيك مللن البكى
…
وشر عهد الناس عهد النسا
فابن حبيب فأبكيا خالداً
…
لجفنة ملأى وزق روى
وبان حبيب فابكيا خالداً
…
لطعنة يقصر عنها الأسى
إن تبكيا لا تبكيا هيناً
…
وما بما مسكما من خفا
إذ تخرج الكعاب من خدرها
…
يومك لا تذكر فيه الحيا
وقالت ترثي أباها خالداً:
أأميم هيهات الصبا ذهب الصبا
…
وأطار عني الحلم جهل غراب
أين الأولى بالأمس كانوا جيرة
…
لأخذت صرف الموت عن أحبابي
ما حيلتي إلا البكاء عليهم
…
إن البكاء سلاح كل مصاب
هند بنت كعب بن عمرو بن ليث الهندي
زوجة عبد الله بن عجلان يتصل نسبها مع نسبه كانت ذات حسن وجمال، وقد واعتدال، وبهاء وكمال.
وسبب زواجها إلى عبد الله بن عجلان أنه خرج يوماً إلى شعب من نجد ينشد ضالة فشارف ماء يقال له: نهر غسان وكانت بنات العرب تقصده فتخلع ثيابها وتغتسل فيه، فلما علا ربوة تشرف على النهر المذكور رآهن على تلك الحالة فمكث ينظر إليهن مستخفياً، فصعدن حتى بقيت هند.
وكانت طويلة الشعر، فأخذت
تمشطه وتسبله على بدنها وهو يتأمل شفوف بياض جسمها في خلال سواد الشعر.
ونهض ليركب راحلته فلم يقدر وقعد ساعة. وكان يقال عنه قبل ذلك أن العرب كانت تصف له ثلاثة رواحل قائمة فيحلقها ويركب الرابعة، فعند ذلك داخله من الحب ما أعجزه وعطل حركاته فأنشد فوراً:
لقد كنت ذا باس شديد وهمة
…
إذا شئت لمساً للثريا لمستها
أتتني سهام من لحاظ فارشقت
…
بقلبي ولو أسطيع رداً رددتها
ثم عاد وقد تمكن الهوى منه فأخبر صديقاً له فقال: اكتم ما بك، واخطبها إلى أبيها فإنه يزوجكما وإن أشهرت عشقها حرمتها.
ففعل وخطبها فأجيب وتزوج بها وأقاما على أحسن حال، وأنعم بال لا يزداد فيها إلا غراماً فمضى عليهما ثمان سنين ولم تحمل.
وكان أبوه ذا ثروة وليس له غيره، فأقسم عليه أن يتزوج غيرها ليولد له ولد لحفظ النسب والمال.
فعرض عليها ذلك، فأبت أن تكون مع أخرى فعاود أباه فأمره بطلاقها، فأبى فألح عليه وهو لم يجب إلى أن بلغه يوماً أن عبد الله قد تمكن السكر منه، فعدها فرصة وأرسل إليه يدعوه وقد جلس مع أكابر الحي فمنعته هند، وقالت: والله لا يدعوك لخير وما أظنه إلا عرف أنك سكران فيريد أن يعرض عليك الطلاق ولئن فعلت لتموتن وأظن أنك فاعل. فأبى عبد الله إلا الخروج، فجاذبته ويدها مخلقة بالزعفران فأثرت في ثوبه، فلما جلس مع أبيه وقد عرف أكابر العرب حاله فأقبلوا يعنفونه ويتناوشونه من كل مكان حتى استحى فطلقها، فلما سمعت بذلك احتجبت عنه فوجد وجداً كاد أن يقضي معه وأنشد:
طلقت هنداً طائعاً
…
فندمت بعد فارقها
فالعين تذرف دمعها
…
كالدر من آماقها
متحلباً فوق الردا
…
فتجول في رقراقها
خود رداح طفلة
…
ما الفحش من أخلاقها
ولق ألذ حديثها
…
فأسر عند عناقها
إن كنت ساقية ببز
…
ل الأدم أوبحقاقها
فاسقي بني نهد إذا
…
شربوا خيار زقاقها
فالخيل تعلم كيف تل
…
حقها غداة لحاقها
بأسنة زرق صبح
…
نا القوم حد رقاقها
حتى ترى قصد القنا
…
والبيض في أعناقها
فلما رجعت هند إلى أبيها خطبها رجل من بني نمير فزوجها أبوها منه، فبنى بها عندهم وأخرجها إلى بلده فلم يزل عبد الله بن عجلان دنفاً سقيماً يقول فيها الشعر ويبكيها حتى مات أسفاً عليها، وعرضوا عليه بناته الحي جميعا، فلمي قبل واحدة منهن.
وقيل: إن بني عامر الذي تزوجت هند منهم كان بينهم وبين نهد مغاورات