المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ضياء ابنة الوزير فرنان وزير جزيرة صقلية - الدر المنثور في طبقات ربات الخدور

[زينب فواز]

فهرس الكتاب

- ‌حرف الألف

- ‌آمنة ابنة وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب أم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌آمنة ابنة عتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي

- ‌آمنة ابنة أبان بن كليب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن

- ‌آمنة الرملية رضي الله عنها

- ‌آن لويز جرمان ابنة الكونت نكر وزير مالية فرنسا

- ‌إيت كججك ابنة السلطان أوزبك

- ‌أتالانتا ابنة شيني ملك سكروس (مملكة يونانية)

- ‌أديسا ابنة أدغر ملك إنكلترا

- ‌إديلينه ديباتي المغنية

- ‌أرجى ابنة أدرستوس

- ‌أراكة ملكة قسطيلة

- ‌أريا الرومانية

- ‌أرسلان خاتون

- ‌أرسولا العذراء

- ‌أرسينوي ابنة بطليموس الأول ملك مصر

- ‌أرسينوي ابنة بطليموس أقلية وأخت كليوباترا الشهيرة

- ‌أرسينوي ابنة بطليموس أقرجيه

- ‌أريانو ابنة منيوس ملك أكريت

- ‌أريانو ابنة لاون ملك اليونان

- ‌أزدوجا خاتون زوجة السلطان أوزبك

- ‌أورجا ملكة كيلوكرى في بلاد طوالس

- ‌أربلاي المؤلفة

- ‌أرتمسيا ملكة هاليكرناسوس من كاريا

- ‌أرجون جارية أبي العباس الذخيرة

- ‌أروى ابنة عبد المطلب

- ‌أروى ابنة الحارث بن عبد المطلب بن هاشم

- ‌أروى ابنة كريز بن عبد شمس

- ‌أزرميدخت ابنة أبرويز

- ‌أسباسيا زوجة بركليس

- ‌إستير ستنهوب ابنة كارلوس الثالث في عائلة ستنهوب

- ‌أسماء ابنة أبي بكر الصديق

- ‌أسماء ابنة سلمة

- ‌أسماء ابنة عميس

- ‌أسماء ابنة النعمان بن شراحيل

- ‌أسماء ابنة يزيد الأنصارية

- ‌إستير ابنة أبي حائل بن شمعي بن قيس ملكة الفرس

- ‌إسكندره ملكة اليهود

- ‌أسماء معشوقة جعد بن مهجع العذري

- ‌أسماء ابنة حصن

- ‌أسماء ابنة رويم

- ‌أسماء ابنة محمد بن صصرى

- ‌أسماء العامرية

- ‌آسية ابنة مزاحم امرأة فرعون

- ‌اعتماد زوجة المعتمد بن عباد

- ‌أغسطينا عذراء سرقسطة

- ‌أفروسيني القديسة

- ‌أفروسيني إمبراطورة الشرق

- ‌أفذوكسيا زوجة الإمبراطور أركاريوس

- ‌أفذوكسيا ابنة الفيلسوف ليونكيوس اليوناني

- ‌أفذوكسيا أنفثا زوجة فالنتيانوس

- ‌أفذوكسيا زوجة الإمبراطور قسطنطين دوكاس

- ‌أفذوكسيا لابوشين إمبراطورة روسيا

- ‌أكتافيا شقيقة الإمبراطور أوغسطوس

- ‌أكتافيا ابنة الإمبراطور كلوريوس

- ‌أليصابات زوجة زكريا

- ‌أليصابات ابنة هنري الثامن، ملكة إنكلترا

- ‌أليصابات ملكة إسبانيا

- ‌أليصابات بتروفنا إمبراطورة روسيا

- ‌أليصابات ملكة بوهيميا

- ‌أليصابات دو فالوا أو إيزابلا دو فالوا ملكة إسبانيا

- ‌ألينورا رغويانه

- ‌ألينورا روغوزمان

- ‌ألينورا زوجة دون جوان دواكنبها

- ‌أمستريس زوجة دارا ملك فارس

- ‌أمستريس ابنة أخي داريوس

- ‌أليصابات كارمن سيلفا ملكة رومانيا

- ‌وممن تصدى إلى كتابة تاريخ حياة هذه الملكة باللغة النمساوية جناب البارون "هكلرج" وقد طبع تاريخ حياتها جملة مرات، وكانت الطبعة الخامسة بمدينة "هردلبرق" سنة 1889 م وجناب الموسيو "ميت كرمنتر" طبعه بمدينة "يرسلو" سنة 1882 م، ومفصل ترجمة حياتها أيضا بقلم الموسيو "سرجي" طبع في باريس سنة 1890 ، ولم تشتهر ترجمة ملكة مثل ترجمة هذه الملكة

- ‌أم السعد ابنة عصام الحميري

- ‌أم العلاء بنت يوسف الحجاريه

- ‌أم الكرام

- ‌أم الهناء ابنة القاضي أبي محمد عبد الحق بن عطية

- ‌أم بسطام بن قيس النصراني سيد بني شيبان

- ‌أم حكيم ابنة عبد المطلب الهاشمية الملقبة بالبيضاء

- ‌أم حكيم ابنة قارظ

- ‌أم خالد النميرية

- ‌أم الخير ابنة الحريش بن سراقة البارقية

- ‌أم سلمة زوجة السفاح

- ‌أم سنان ابنة جشمة

- ‌أم عقبة زوجة غسان بن جهضم

- ‌أم عمران ابنة وقدان

- ‌أم قيس الضبية

- ‌أم كلثوم ابنة علي بن أبي طالب

- ‌أم كلثوم ابنة عقبة بن أبي معيط

- ‌أم كلثوم ابنة عبدود

- ‌أم موسى الهاشمية

- ‌أم ندبة زوجة بدر بن حذيفة

- ‌أمالتونسا ابنة ثيودوريك

- ‌أمامة ابنة أبي العاص بن الربيع بن عبد

- ‌العزى بن عبد مناف القرشية الهاشمية

- ‌أمامة ابنة حمزة بن عبد المطلب

- ‌أمامة المريدية

- ‌أمامة ابنة ذي الأصبع

- ‌أمة العزيز ابنة دحية الأندلسية الشريفة الحسينة

- ‌أمة ابنة خالد بن سعيد

- ‌أميمة ابنة رقيقة

- ‌أميمة ابنة قيس بن أبي الصلت الغفارية

- ‌أم جعفر ابنة عبد الله بن عرفطة

- ‌أميمة أم تأبط شرا

- ‌أميمة ابنة خلف بن أسعد

- ‌أميمة ابنة عبد شمس الهاشمي بن عبد مناف القرشي

- ‌أميمة ابنة عبد المطلب الهاشمية

- ‌أم هارون رضي الله عنها

- ‌أمة الجليل رضي الله عنها

- ‌إنياس خليلة شارل السابع ملك فرنسا

- ‌أولغا امرأة إيفور دور يكوفتش

- ‌أولمبياس ابنة نيو بتوليمس

- ‌أوجين ملكة الفرنسيس

- ‌أيريني إمبراطورة بيزنظة

- ‌إيزابيلا الأولى الملقبة بالكاثوليكية ملكة قسطيلة ولاون

- ‌إيزابيلا الثانية ملكة إسبانيا

- ‌إيزابيلا فيليب لوبل الملقبة بالفرنساوية ملكة إنكلترا

- ‌ المس

- ‌إيزابيلا البافارية ملكة فرنسا

- ‌حرف الباء الموحدة

- ‌باقو الملقبة بالطاهرة زوجة السلطان مراد الثالث

- ‌بثينة حبيبة جميل بن معمر العذري

- ‌بثينة ابنة المعتمد بن عباد

- ‌بدور وقيل قدور الساحرة

- ‌بديعة ابنة السيد سراج الدين الرفاعي

- ‌بذل المغنية

- ‌برقا جارية علاء الدين البصري

- ‌بربارة القديسة

- ‌برنيقة ابنة لاغوس وأنتيفونه

- ‌برنيقة ابنة بطليموس الثاني

- ‌برنيقة ابنة ماغاس ملك القيروان

- ‌برنيقة ابنة بطليموس الثامن

- ‌برنيقة ابنة بطليموس الحادي عشر

- ‌برنيقة ابنة كوستوبارس وسالومي

- ‌برنيقة ابنة أغريبال الأول

- ‌بريجيتا القديسة

- ‌بريرة مولاة عائشة

- ‌بركة خوند والدة السلطان الأشرف

- ‌برة ابنة عبد المطلب الهاشمية

- ‌بصيص جارية ابن نفيس

- ‌بلقيس ملكة سبأ

- ‌بكارة الهلالية

- ‌بلنش ملكة فرنسا

- ‌بمبادور خليلة لويس الخامس عشر

- ‌بنلوبا زوجة عولس اليوناني

- ‌بهية ابنة عبد الله البكري

- ‌بوديسيا ملكة ألايسينه

- ‌بوران ابنة أبرويز بن هرمز

- ‌بوران ابنة الحسن بن سهل

- ‌بيلمون زوجة السلطان أوزبك

- ‌حرف التاء

- ‌تحفة الزاهدة

- ‌تذكارباي خاتون

- ‌تركان خاتون الجلالية ابنة طغفاج خان من نسل فراسياب التركي

- ‌تقية ابنة أبي الفرج

- ‌تماضر الشهيرة بالخنساء

- ‌تماضر زوجة زهير

- ‌تنوسة جارية علية بنت المهدي العباسي

- ‌حرف الثاء

- ‌ثبيتة ابنة الضحاك بن خليفة الأنصارية الأشهلية

- ‌ثبيتة ابنة مرداس بن قحفان العنبري

- ‌ثبيتة ابنة يعار بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصارية

- ‌الثريا ابنة عبد الله بن الحارث بن أمية الأصغر

- ‌ثيودورا زوجة الملك بوستينان

- ‌حرف الجيم

- ‌جان دارك

- ‌جليلة بنت مرة الشيباني

- ‌جميلة الخزرجية

- ‌جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح الأنصارية

- ‌جنان جارية عبد الوهاب الثقفي

- ‌جنفياف ابنة دوق براينت من أعمال فرنسا

- ‌جنفياف القديسة

- ‌جنوب أخت عمرو ذي الكلب النهدي

- ‌جهان

- ‌ثم انصرفنا على الدار المعدة لنزولنا بمدينة "دهلى" وبمقبرة من "دروازة" وبعد وصولنا بعثت لنا الضيافة وهي مع جزار وطحان، وأمرتهما أن يعطونا مقدارا معينا كل يوم، وذلك مدة إقامتنا في بلادها، وكان وزن اللحم بمقدار وزن الدقيق، ومكثنا نستلم ضيافتها إلى أن انصرفنا من بلادها ولم أر مثلها في نساء الملوك لما حوته من العز والجاه والكرم العديم المثال". جورج سند دوفان

- ‌جوزفين ابنة الكونت تشاوي لاباجرى الفرنسوي

- ‌وكانت آمال "نابوليون" و"جوزفين" في ذلك الوقت معلقة بالاير الصغير ابن "لويس" و"هورتنس"، وشاع في كل فرنسا وهولندا أنه سيكون صاحب الملك من بعد عمه

- ‌حرف الحاء

- ‌الحارثية ابن زيد

- ‌حبابة جارية يزيد بن عبد الملك بن مروان الأموي

- ‌حبيبة هانم بنت علي باشا الهرسكي

- ‌حبوس ابنة الامير بشير بن محمد الشهابي

- ‌حبيبة بنت مالك بن بدر

- ‌حبيبة بنت عبد العزى العوراء

- ‌حدقة جارية الملك الناصر بن قلاون

- ‌حسانة النميرية ابنة أبي الحسين الشاعر الأندلسي

- ‌حفصة ابنة حمدون

- ‌حفصة ابنة الحجاج الركونية

- ‌حليمة الحضرية

- ‌حمدونية بنت عيسى بن موسى

- ‌حمد بنت زياد

- ‌حنة ألبرت

- ‌حنة اليصابات زوجة ألنبرو

- ‌حنة إسكو خاتون

- ‌حنة ملكة بريطانيا وإرلانده

- ‌حنة النمساوية ملكة فرنسا

- ‌حنة يولين ملكة إنكلترا

- ‌حنة البريطانية ملكة فرنسا

- ‌حنة ملكة نابولي

- ‌وسنة 1378م، لما اختلف البابوان المتناظران وهما "إكليمنفس السابع" و"أوريانوس السادس" تحزبت حنة "لإكليمنفس" فغاظت بذلك "أوريانوس" فاستحضر حالا الدوق "دورنسوا" وأعلن أن له الحق في تخت "نابلي"، أما حنة فاتباعا لرأي "إكليمنفس" كتبت وصية مخصوصة جعلت بموجبها ابن ملك فرنسا الثاني وارثا لها ونزعت بالكلية حق الملك عن الدوق وزوجته فاتخذ "شارل دورنسوا" هذه الحوادث حجة كان يطلبها بعد زمان طويل فأغار على بلاد حنة ولم يصادف من الشعب إلا مقاومة قليلة وتقدم إلى "نابلي" وأسر الملكة وأرسلها تحت الحفظ ل "أمور" فكانت هناك تحت رحمة الملك "هنكاريا" فأمر بقتلها حالا، فقطعت بالوسائد أخذا بثأر "أندرو" على الطريق التي قتلته بها

- ‌حنة ملكة نابلي ابنة شارل دورتو

- ‌حنة مورندي منزوليني

- ‌حرف الخاء

- ‌خديجة ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب

- ‌خديجة ملكة جزائر زيبة المهل من بلاد الهند

- ‌خرقاء بنت النعمان بن المنذر

- ‌حزانة ابن خالد بن جعفر بن قرط

- ‌خماني ابنة أردشير بن بهمن

- ‌خولة بنت الأزور الكندي

- ‌خولة ابنة منظور بن زبان

- ‌الخيرزان ابنة عطاء أم الهادي والرشيد

- ‌حرف الدال

- ‌دارمية الجونية

- ‌دختنوس ابنة لقيط بن زرارة بن عباس الدرامي

- ‌دلوكة بنت زباء ملكة من ملوك القبط الأولين بمصر

- ‌دليلة الفلسطينية

- ‌دنانير جارية يحيى بن خالد البرمكي

- ‌دهيا بانة ثابت بن تيفان

- ‌ديدرون ابنة الملك بقلوس

- ‌حرف الذال

- ‌ذات الخال

- ‌ذبية بنت ثبية الفهمية

- ‌ذؤابة امرأة رباح القيسي

- ‌حرف الراء

- ‌راحاب الإسرائيلية

- ‌راحيل ابنة لابان

- ‌رادغنده ابنة برنير ملك تورتجه

- ‌رادكليف مؤلفة إنكليزية

- ‌راعوث امرأة موابيه

- ‌راحيل الممثلة الشهيرة

- ‌رابعة الاشمية

- ‌رابعة ابنة الشيخ أبي بكر التجاري

- ‌رابعة ابنة إسماعيل البصرية العدوية مولاة آل عتيك

- ‌رابعة بنت إسماعيل

- ‌الرباب بنت امرئ القيس

- ‌رصفة بنت آية

- ‌رضية ملكة دهلي في بلاد الهند

- ‌رفقة ابنة بتوئيل

- ‌رقية ابنة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه

- ‌رقاش ابنة مالك بن فهم بن غنم بن أوس الأسدي

- ‌رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌رملة بنت الزبير بن العوام

- ‌رميصاء بنت ملحان

- ‌رولاند الفرنساوية

- ‌رحمة زوجة نبي الله أيوب عليه السلام

- ‌روشنك ابنة الدهقاء أوزبرت

- ‌ريا بنت الغطريف السلمي

- ‌ريا ابنة مسعود بن رقاش العشيري التغلبي من ربيعة

- ‌ريطة بنت عاصم بن عامر صعصة

- ‌ريطة بنت العجلات بن عامر بن برد منبه

- ‌حرف الزاي

- ‌زبيدة بنت جعفر بن المنصور العباسي

- ‌زبيدة القسطنطينية

- ‌زباء نائلة بنت عمرو بن الظرب بن حسان بن أذينة العمليقي

- ‌الزرقاء جايرة بن رامين

- ‌الزرقاء ابنة عدي بن قيس الهمدانية

- ‌زرقاء اليمامة ابنة مرة الطسمي

- ‌زليخا امرأة قطفير عزيز مصر

- ‌زوي امبراطورية المملكة الشرقية

- ‌زينب ملكة تدمر

- ‌زينب ابنة عبد الله بن عبد الحليم

- ‌زينب ابنة محمد بن عثمان بن عبد الرحمن الدمشقية

- ‌زينب ابنة عثمان بن محمد لؤلؤ الدمشقية

- ‌زينب المرية

- ‌زينب ابنة حدير

- ‌زينب ابنة حجش

- ‌زينب ابنة الحارث

- ‌زينب ابنة الإمام أحمد الرفاعي

- ‌زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌زينب ابنة جزيمة

- ‌زينب بنت العوام أخت الزبير

- ‌السيدة زينب بنت الإمام علي كرم الله وجهه

- ‌زينب ابنة الطثرية

- ‌زينب ابنة أبي القاسم الشهيرة بأم المؤيد عبد الرحمن

- ‌الأميرة زينب هانم أفندي

- ‌حرف السين

- ‌سارة زوجة إبراهيم الخليل عليه السلام

- ‌سارة القرظية الإسرائيلية

- ‌سبيعة ابنة عبد اشمس بن عبد مناف

- ‌ست الوزراء

- ‌ست الكرام

- ‌ست الملك بنت العزيز بالله

- ‌فلما رأى قوتهم أمر بالكف عنهم وقد أحرق بعض مصر ونهب بعضها وتتبع المصريون من أخذ نساءهم وأولادهم فابتاعوهم منه، وقد فضحت نساؤهم فازداد غيظهم وحقنفم عليه فظن أن ذلك من أخته ست الملك لأنه بلغه أن الرجال يدخلون عليها، فأرسل يتهددها بالقتل، ولما رأت سوء تصرفه وأنه ربما يطيع هواه فيقتلها أرسلت على قائد كبير من قواد الحاكم يقال له ابن داوس-وكان يخاف الحاكم- فقالت له إني أريد أنألقاك، ثم حضرت عنده وقالت له أنت تعلم ما يعتقده أخي فيك وإنه متى تمكن منك لا يبقي عليك، وأنا كذلك وقد انضاف إلى هذا ما تظاهر به مما يكره المسلمون ولا يصبرون عليه، وأخاف أن يثوروا به، فيهلك هو ونحن معه، وتنقلع هذه الدولة فأجابها إلى ما تريد فقالت إنه يصعد إلى هذا الجبل غدا وليس معه غلام إلا الركاب وصبي وينفرد بنفسه فتقيم رجلين تثق بهما يقتلانه ويقتلان الصبي ونقيم ولده بعده وتكون أنت مدير الدولة وأزيد في إقطاعك مائة ألف دينار، ثم أعطته ألف دينار للرجلين، وانصرفت. فاختار اثنين من ثقاته وأخبرهما بالقصة فمضيا إلى الجبل

- ‌سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان التميمية

- ‌سرى خانم

- ‌سعدى معشوقة مالك بن عقيل العذري

- ‌سعدى الأسدية

- ‌سفانة ابنة حاتم الطائي

- ‌سكينة ابنة الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه

- ‌سلمى الملقبة ب"قرة العين

- ‌سلمى امرأة عروة بن الورد

- ‌سلامة القس

- ‌سميراميس ملكة أشور

- ‌سمية أم عمار بن ياسر

- ‌سودة بنت زمعة

- ‌سودة ابنة عمار بن الأشتر الهمدانية

- ‌سوسن زوجة بواكيم ملكة بني إسرائيل

- ‌شجرة الدر

- ‌شعانين زوجة المتوكل الخليفة العباسي

- ‌شعوانة رضي الله عنها

- ‌الشلبية الأندلسية

- ‌شهدة ابنة أبي نصر أحمد بن أبي الفرج الإبري الدينورية البغدادية

- ‌شوكار قاضن

- ‌شرفية ابنة سعيد قبودان

- ‌شرين زوجة أبروزير بن هرمز

- ‌حرف الصاد

- ‌صفية ابنة عبد المطلب

- ‌صفية ابنة الخرع

- ‌صفية ابنة مسافر

- ‌صفية بنت عمرو الباهلية

- ‌صفية ابنة حيي بن أخطب

- ‌الملكة صفية والدة السلطان سليمان الثاني ابن السلطان إبراهيم

- ‌حرف الضاد

- ‌ضياء ابنة الوزير فرنان وزير جزيرة صقلية

- ‌ضباعة بنت الحارث الأنصارية

- ‌ضباعة بنت الزبير

- ‌ضباعة بنت عامر بن قرظ العامرية

- ‌حرف الطاء

- ‌طغاي زوجة الملك الناصر قلاوون

- ‌ طولباي الناصرية

- ‌طيطغلي خاتون زوجة السلطان أوزبك الكبرى

- ‌حرف الظاء

- ‌ظبية ابنة البراء

- ‌ظريفة ابنة صفوان بن وائلة العذري

- ‌ظريفة كاهنة حمير

- ‌حرف العين

- ‌عائشة بنت أبي بكر الصديق

- ‌عائشة بنت طلحة

- ‌عائشة النبوية ابنة جعفر الصادق

- ‌عائشة بنت أحمد القرطبية

- ‌عائشة بنت محمد بن عبد الهادي

- ‌عائشة بنت يوسف بن أحمد بن نصر الباعوني

- ‌(بسم الله الرحمن الرحيم)

- ‌براعة المطلع

- ‌الجناس المحرف

- ‌الجناس المشوش

- ‌الجناس المركب

- ‌الجناس المصحف والمطلق

- ‌الجناس المخالف

- ‌الجناس اللاحق

- ‌الجناس اللفظي

- ‌الجناس المعنوي

- ‌المناقضة

- ‌الرجوع

- ‌الاستدراك

- ‌المطابقة

- ‌التمثيل

- ‌الإبهام

- ‌الاستعارة

- ‌الأرداف

- ‌الافتتان

- ‌مراعاة النظير

- ‌عتاب المرء نفسه

- ‌المغايرة

- ‌سلامة الاختراع

- ‌التوشيع

- ‌المراجعة

- ‌القول بالموجب

- ‌التهكم

- ‌المواربة

- ‌ضرب المثل

- ‌النزاهة

- ‌تجاهل العارف

- ‌الهزل الذي يراد به الجد

- ‌البسط

- ‌التورية

- ‌التصدير

- ‌ما لا يستحيل بالانعكاس

- ‌تألف اللفظ والمعنى

- ‌التفويف

- ‌الإدماج

- ‌الاستخدام

- ‌المقابلة

- ‌تآلف اللفظ والوزن

- ‌تآلف المعنى والوزن

- ‌الإبداع

- ‌التفريع

- ‌القسم وجوابه

- ‌حسن البيان

- ‌التوشيح

- ‌المجاز

- ‌الاستطراد

- ‌التهذيب والتأديب

- ‌الانسجام

- ‌التشريع

- ‌الالتفات

- ‌الاحتراس

- ‌تأليف اللفظ باللفظ

- ‌‌‌التكرار

- ‌التكرار

- ‌المناسبة

- ‌حسن النسق

- ‌الإيجاز

- ‌التتميم

- ‌التجريد

- ‌التمكين

- ‌الحذف

- ‌الاقتباس

- ‌النوادر

- ‌الكناية

- ‌المخلص

- ‌الإطراء

- ‌التكميل

- ‌الترتيب

- ‌التمسيك

- ‌السهولة

- ‌المماثلة

- ‌الاعتراض

- ‌الإيداع

- ‌الإشارة

- ‌التفسير

- ‌التوشيح

- ‌العنوان

- ‌التسهيم

- ‌حصر الجزئي وإلحاقه بالكلي

- ‌الاكتفاء

- ‌التوليد

- ‌التفصيل

- ‌الموارد

- ‌التقسيم

- ‌الجمع مع التقسيم

- ‌القلب

- ‌بدر الكمال البدر مكتسب=من نوره وضياء الشمس فاعتلم

- ‌تنسيق الصفات

- ‌التشطير

- ‌السجع

- ‌الترصيع

- ‌اللف والنشر

- ‌الإغراق

- ‌الغلو

- ‌المبالغة

- ‌التشبيه

- ‌الاتساع

- ‌الاتفاق

- ‌ التفريق

- ‌صحة الإقسام

- ‌الإشراك

- ‌التلمح

- ‌المذهب الكلامي

- ‌الالتزام

- ‌التوجيه

- ‌الترديد

- ‌التجزئة

- ‌الإيضاح

- ‌الاستتباع

- ‌السلب والإيجاب

- ‌التدبيج

- ‌المساواة

- ‌نفى الشيء بإيجابه

- ‌جمع المؤتلف والمختلف

- ‌المدح في معرض الذم

- ‌الازدواج

- ‌التصريع

- ‌الفرائد

- ‌براعة المطلب

- ‌العقد

- ‌حسن الختام

- ‌عائشة بنت السيد عبد الرحيم الرفاعي

- ‌عائشة عصمت بنت إسماعيل باشا تيمور بن محمد كاشف تيمور

- ‌لا تصلح العائلات إلا بتربية البنات

- ‌عائدة المدينة

- ‌عاتكة بنت عبد المطلب الهاشمية

- ‌عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل

- ‌عاتكة ابنة معاوية بن أبي سفيان الأموي

- ‌عاتكة بنت يزيد بن معاوية

- ‌فقال أمير المؤمنين: أنا قاتل الآخر به. فقلت: أنا الولي وقد عفوت قال: لا أعود الناس على هذه العادة، فرجوت أن ينجي الله ابني هذا على يدها، فدخلن عليها فذكرن ذلك لها فقالت: وكيف أصنع مع غضبي عليه وما أظهرت له قلن: إذا والله يقتل فلم يزلن بها حتى دعت بثيابها فلبستها، ثم خرجت نحو الباب، فأقبل حديج الخصي قال: يا أمير المؤمنين، هذه عاتكة قد أقبلت. قال: ويلك، ما تقول قال: قد والله طلعت فأقبلت وسلمت، فلم يرد عليها السلام فقالت: أما والله لولا عمر ما جئت إن أحد بينه تعدى على الآخر فتله فأردت قتل الآخر وهو الولي وقد عفا قال: إن أكره أن أعود الناس على هذه العادة قالت: أنشدك الله يا أميرا لمؤمنين فقد عرفت مكانه من أمير المؤمنين معاوية وقد طرق بابي فلم تزل به حتى أخذت برجله فقبلتها فقال: هو لك ولم يبرحا حتى اصطلحا، ثم راح عمر بن بلال إلى بعد الملك فقال: كيف رأيت قال: رأينا أثرك، فهات حاجتك. قال: مزرعة بعدتها وما فيها، وألف دينا، وفرائض لولدي وأهلي. قال: ذلك لك، ثم اندفع عبد الملك يتمثل بشعر كثير (وإني لأرعى قومها من جلالها)

- ‌عاصية البولانية بنت عبد العزى الطائي

- ‌عبدة محبوبة بشار بن برد

- ‌العبادية جارية المعتضد بن عباد والد المعتمد

- ‌عبيدة الطنبورية بنت صباح مولى أبي السمراء

- ‌عتبة جارية الخيزران زوجة المهدي وأم الرشيد

- ‌العجفاء المغنية

- ‌العروضية

- ‌عريب

- ‌عزة الميلاء

- ‌عزة صاحبة كثير

- ‌عفراء بنت الأحمر الخزراعية

- ‌عفراء بنت مهاصر بن مالك بن حزام بن ضبة بن عبد بن عذرة

- ‌عقيلة ابنة أبي النجاد بن النعمان

- ‌عكرشة ابنة الأطروش بن رواحة

- ‌علية ابنة المهدي العباسية

- ‌عمارة جارية ابن جعفر

- ‌عمرة ابنة دريد بن الصمة

- ‌عمرة ابنة الخنساء

- ‌عمرة الخثعمية

- ‌عمرة ابنة النعمان بن بشير

- ‌عوان جارية سليمان بن عبد الملك

- ‌عوراء بنت سبيع

- ‌حرف الغين

- ‌غاية المنى جارية المعتصم بن صمادح

- ‌الشاعرة الغسانية

- ‌حرف الفاء

- ‌فاختة ابنة أبي طالب

- ‌فارعة ابنة أبي الصلت الثقفية أخت أمية بن أبي الصلت

- ‌فارعة ابنة شداد

- ‌فاطمة ابنة أسد

- ‌فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌فاطمة ابنة الحسين

- ‌فاطمة بنت مر الخثعمية

- ‌فاطمة بنت أحجم بن دندنة الخزاعي

- ‌فاطمة ابنة الخطاب بن نفيل

- ‌فاطمة ابنة قيس بن خالد الأكبر

- ‌فاطمة بنت الوليد عتبة

- ‌فاطمة بنت الوليد بن المغيرة المخزومي أخت خالد بن الوليد

- ‌فاطمة ابنة الضحاك الكلابية

- ‌فاطمة ابنة عتبة بن ربيعة بن عبد شمس القرشية العبشمية

- ‌فاطمة ابنة المجلل بن عبد الله

- ‌فاطمة ابنة عبد الملك بن مروان

- ‌فاطمة ابنة جمال الدين سليمان

- ‌فاطمة ابنة الخشاب

- ‌فاطمة الفقيهة ابنة علاء الدين محمد بن أحمد السمرقندي

- ‌فاطمة النيسابورية رضي الله عنها

- ‌فاطمة بنت الإمام السيد أحمد الرفاعي الكبير

- ‌فاطمة بنت السيد عبد الرحيم الرفاعي

- ‌فاطمة علية

- ‌ثم زادت على ذلك بأن مدام (ر.) وإن كانت إنكليزية المحتد والنشأة إلا أنها عارفة بعدة لغات، وهي تعرف اللغة الفرنسوية، كما تعرف لغتها وأنه لا يمكن أن تجعل لنا ثقلة من التكلم معها واختتمت كتابها بقولها إن مدام ر. المومى إليها الحرية بأن تدعى فيلسوفة وإنه ليس في هذا الوصف مغالاة على الإطلاق وحيث عن الشخص الذي أحضر الكتاب كان لا يزال في انتظار الجواب بلغته أن يخبر المدام المومى إليها أن تتفضل لزيارتنا في اليوم الثاني وأن تؤانسنا بمناولة طعام الإفطار معنا

- ‌وكانت هذه المدام ناقلة مروحة جميلة جدا قد سلمتها مع ردائها إلى الجارية، وهذه المروحة من المراوح ذات القيمة التي تنقلها أكبر المدامات لا لأجل رفع الحر وترطيب الهواء، ولكن لأجل إظهارها للناس وبيان قيمتها وغلاء سعرها حتى ولئن كان الهواء رطبا وليس من حاجة إليها، ولما كان هواء تلك الليلة غير حار إلى حد أن يكون هناك حاجة إلى استخدام المروحة لم تشأ هذه المدام أنت تبقيها معها عند دخولها إلى القاعدة فتركتها مع الجارية في الخارج، وقد دل هذا العمل دلالة واضحة على أنها لم تنقل هذه المروحة بقصد الفخفخة وإنما تقصد المحافظة على شأنها وشهرتها ليس إلا، وبالجملة فإن هذه الرقة المجسمة التي لم تكن تعرف ما هو الغرور ولم تختبر العظمة والكبر كانت بادية عليها آثار التواضع ومخايل أنس الجانب وكانت تتكلم بصوت لطيف يقع إلى أعماق القلب، ويدخل الآذان بلا استئذان، وكان شعرها الكستنائي النادر في الإنكليز وعيناها الزرقاوان تزيدان سيماها الجميلة جمالا وعذوبة. أما ألبستها لأنها وإن كانت كما فصلت قبلا حسنة، ومن آخر زي غير أنها كانت في غاية البساطة ولم تكن مزينة بالأزهار وما مائل من أنواع البهرجة، وكانت تشير إلى نبالتها وكمالها

- ‌المحاورة الثالثة

- ‌فاطمة بنت الأمير أسعد الخليل

- ‌فكيهة جارية أحيحة بن الجلاح

- ‌فريدة مولاة آل الربيع

- ‌فريدة جارةي الواثق

- ‌فضل المدينة

- ‌فضل الشاعرة

- ‌فضة النوبية

- ‌فطنت بنت أحمد باشا والي طرابزون

- ‌فكتوريا ملكة الإنكليز وإمبراطورة الهند

- ‌فكتوريا ودهول

- ‌قيدر ابنة مينوس الكريني

- ‌فيروز خونده

- ‌حرف القاف

- ‌[قتيلة بنت النضر بن الحارث]

- ‌قلم الصالحية جارية صالح بن عبد الوهاب

- ‌قمر جارية إبراهيم بن حجاج اللخمي صاحب إشبيلية

- ‌حرف الكاف

- ‌كاترينا هنريات دوبلذاك دوانتزغ

- ‌كاترينا دوماتوفنادشكوف

- ‌كاترينا إمبراطورة الروسيا الأولى

- ‌كاترينا الثانية إمبراطورة روسيا وهي ابنة دوق أنهلت زرسبت

- ‌[كبشة بنت معدي كرب الزبيدي]

- ‌كبك خاتون زوجة السلطان أوزبك

- ‌كريمة بنت محمد بن حاتم

- ‌كيلوباتره ملكة مصر

- ‌كنزة أم شملة بن برد المنقري من ولد قيس

- ‌كلابة مولاة ثقيف

- ‌حرف اللام

- ‌لبنى بنت الحباب الكعبية

- ‌لبانة ابنة ريطة بن علي بن عبد الله طاهر

- ‌لطيفة الحدانية

- ‌لويزا ماري كارولين

- ‌ليلى الأخيلية

- ‌ليلى العامرية بنت مهدي بن سعد

- ‌ليلى بنت طريف

- ‌حرف الميم

- ‌ماء السماء

- ‌ماريا أدجورت بنت أدورد الثالث ملك إنكلترا

- ‌ماجدة القرشية

- ‌ماريا تريزيا ابنة كارلوس الرابع إمبراطور النمسا

- ‌ماريا متشل الفلكية الأميركية

- ‌ماريا مورغان الأميركية

- ‌ماري جان غومرد دوفويريني

- ‌ماري أنتوانت ابنة دوق توسكا من مارياتريزيا

- ‌ماري ستوارث ابنة يعقوب الخامس دوق سكوتلانده

- ‌ماري دوارليان

- ‌مادام بلانشار

- ‌المتجردة هند زوجة المنذر بن ماء السماء

- ‌متيم الهشامية

- ‌مرغريتا الفرنساوية ملكة إنكلترا

- ‌مرغريتا دي فالوا

- ‌مريم ابنة عمران

- ‌مدام نكر

- ‌مريم مكاريوس

- ‌مريم بنت يعقوب الأنصاري

- ‌مريم صوفيا إمبراطورة الروسية

- ‌مزروعة بنت عملوق الحميرية

- ‌مسكة جارية الناصر محمد بن قلاوون

- ‌مفضلة الفزارية بنت عرفجة الفزاري

- ‌منفوسة بنت زيد بن أبي الغوار رضي الله تعالى عنها

- ‌مهجة القرطبية صاحبة ولادة

- ‌مي ابنة طلابة بن قيس بن عاصم الغساني

- ‌مية بنت ضرار الضبية

- ‌مية بنت عتبة

- ‌مريم نحاس نوفل

- ‌حرف النون

- ‌نائلة بنت الفرافصة بن الأخوض

- ‌ناجية بنت ضمضم المري

- ‌نزهون الغرناطية

- ‌نعمى جارية ظريف بن نعيم

- ‌السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي الطالب

- ‌نصرة إيلياس غريب

- ‌نوار بنت أعين بن صعصعة

- ‌نيكتورسيس

- ‌حرف الهاء

- ‌هاجر زوجة إبراهيم الخليل عليه السلام

- ‌هجيمة أم الدرداء

- ‌هزيلة الجديسية

- ‌هند أم سلمة

- ‌هند بنت النعمان بن بشير

- ‌هند جارية محمد بن عبد الله بن مسلم الشاطبي

- ‌هند بنت النعمان

- ‌هند بنت أثاثة

- ‌هند بنت زيد بنت مخرمة الأنصارية

- ‌هند بن عتبة بن ربيعة بن عبد

- ‌شمس بن عبد مناف القرشية

- ‌هند بنت خالد بن نافلة

- ‌هند بنت كعب بن عمرو بن ليث الهندي

- ‌وهيبة بنت عبد العزى بن عبد قيس

- ‌ولادة بنت المستكفي بالله

- ‌حرف اللام ألف

- ‌لانيلسون المغنية الأسوجية

- ‌لادي رسل ابنة توماروتسلي وزير مالية إنكلترا

الفصل: ‌ضياء ابنة الوزير فرنان وزير جزيرة صقلية

واحد من الآخرين قطعة واحدة وبعد ختم القراءة ينشد رجل حسن الصوت عارف بالموسيقى قصيدة نبوية، وله في اليوم قطعتان.

ويرتب قارئ حسن الصوت يقرأ على الكرسي الذي في الجامع سورة (يس) بعد صلاة الصبح، وله في اليوم قطعتان. وآخر يقرأ سورة (عم) بعد صلاة العصر، وآخر يقرأ سورة (تبارك) بعد صلاة العشاء ولك منهما قطعة واحدة، ويترب رجلان لغلق أبواب الجامع وشبابيكه ليلا وفتحها صباحا مع الملاحظة والتعهد للجامع بالتنظيف ونحوه، ولكل منهما قطعتان.

ويرتب رجل نظيف نزه لتبخير الجامع بلا تبذير ولا تقتير وله في اليوم قطعة واحدة، ولشراء البخور قطعتان، ورجل أمين لحفظ المصاحف الشريفة التي بالجامع وله في اليوم قطعة. ورجل زاهد يكون مراقبا وله في اليوم قطعة واحدة.

ويرتب وقادان صالحان يحفظان الشموع والقناديل ويتعهدان بالنظافة للإيقاد والإطفاء بالأوقات المعلومة مع الاحتراس التام من تلويث الحصر والبسط، ولكل منهما قطعتان.

ويترب رجلان قويان برسم الفرش والكنس والتنظيف في داخل الجامع، واثنان برسم تنظيف الميضأة والأخلية مع عدم التساهل ولكل واحد من الأربعة قطعة واحدة.

ويتب رجلان عارفان بغرس الأشجار والرياحين وإصلاحها وسقيها برسم خدمة البستان الكائن أمام الجامع ولكل منهما في اليوم قطعتان.

ويرتب رجلان قويان برسم سقي الأشجار ولكل منهما في اليوم ثلاث قطع. ويرتب رجل ماهر في التعمير والترميم يتولى إصلاح ما يحتاج إلى إصلاحه.

ونصت الواقفة - المذكورة- على ترتيب شخص قارئ في مسجد المدينة المنورة يتلو كل صباح سورة (يس) ويدعو لها. وعلى ترتيب رجل صالح لخدمة قبر سيدنا بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بالشام من إيقاد القناديل وغلق الأبواب وفتحها ونحو ذلك. وأن ترسل إلى القبر - المذكور - شمعتان من الإسكندري خمسة أوقات، ومثل ذلك إلى حرم مكة المشرفة، ومثله إلى الروضة المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحيات.

‌حرف الضاد

‌ضياء ابنة الوزير فرنان وزير جزيرة صقلية

كانت ذات جمال بارع وعقل وأدب يفوق أهل زمانها وترجع على أقرانها بالظرف والرقة، وكان للملك المهرجان ملك تلك الجزيرة ابنا أخ يقال لأحدهما:(ألفونس) والآخر (دون لوزريق) فتوفي والدهما وتركهما تحت كفالة عمهما الملك المهرجان، فضم الأكبر إليه وعهد بالآخر - وهو ألفونس - إلى الوزير والد ضياء وكان للملك أخت يقال لها:(بوران) فتوفيت عن بنت يقال لها: (سلطانة) ، فأخذ يعتنبي بتأديبها، وأقام لها الخدم الكثير والمؤدبين من رجال ونساء، وكان للوزير (فرنان) قصر في ضواحي (بلرمة) حاضرة الدولة فأخذ (ألفونس) إليه وأحسن تأديبه، وتوسم فيه من الذكاء والنبالة ما حمله على استمرار التحفظ به، وكانت ضياء أصغر من (ألفونس) بسنة.

فلما نشأت ضياء معه وصارت هي في صباها وصار هو في صباه وقع بينهما حب كأشد ما يكون وعملا الجهد كله على أن لا يدعا الوزير يفطن لشيء من أمروهما حتى اتفق أن الوزير سافر بأمر الملك يجول في أنحاء المملكة ليتفقد أحوال الرعية ورد المظالم إلى أهلها، فاغتنم (ألفونس) فرصة غيابه، وأخذ في فتح باب في الجدار الذي كان قائما بين مقصورته ومقصورة ضياء وجاء بنجار ودفع له مالا كثيرا حتى يحسن عمله ويبقي السر مكتتماً في صدره، فاتخذه بين الرسوم التي كانت تغشي الجدار على إحكام ليس

ص: 266

في الإمكان أصح مما كان، بحيث إذا أغلق لم يفطن الرائي أن في ذلك الجدار بابا لكثرة ما هناك من النقوش والتخاريم.

فلما حقق (ألفونس) بغيته فيما أراد من وصوله إليها سرا أصبح يدخل عليها في أكثر الأيام ويبيت معها في حديث وتقبيل وملاعبة ليس غير لأنها شرطت عليه حين أذنت له بفتح الحائط أنه يدخل عليها لمبادلة الحديث بينهما فقط لا لشيء غير ذلك.

فلما دخلي عليها في بعض الأيام رآها ضيقة الصدر حزينة النفس فانكمش لذلك وسأل قهرمانتها عن الأمر الذي أوجب كدرها وكآبتها فقالت: وصل إليها يا سيدي أن الملك عمك انطرح على فراش الموت فقدرت أنك إذا توسدت الملك وصار إليك أمر الأمة فقد أشغلك العز والنعيم وأسكرتك العظمة والقدرة عن التفطن لها والقيام بعهودك إليها فلم يدعها تختم كلامها حتى دخل على بنت الوزير وقال لها: يا سيدتي، كأني أرى الكدر مرسوما على وجهك الفتان، فبالله إلا صدقتيني.

فلما رأته هيج الشوق بكاها، واغرورقت عيناها بالدموع، وكاد لا يأتيها الكلام، فسكتت قليلا، ثم قالت: لا شيء يوجب لي الكدر غير أني يا سيد وأمير الناس عمك المهرجان قد احتضرته الوفاة فإذا تبوأت الأريكة موضعه أشغلك أمر الأمة دوني، وصرفك اقتدارك عن النظر إلي لأني سمعت عن الأمراء أنهم إذا راموا حال ولاية عهدهم أشياء تطلبها أنفسهم ونالوها فإنهم يغضون عنها بعد جلوسهم على أريكة الملك وإني لو أمنت من وجهتك على وفائك بحق الوداد، فلم آمن من وجهة طالعي أن لا يخون سعادتي بك.

فلما سمع كلامها كادت تنفطر مرارته رحمة عليها وقال لها: يا سيدة الملاح إن تمكن اليأس منك على غير موجب لمما يفتت قلبي شفقة عليك وإن تصورك الخيانة في بصرف قلبي عن حبك لمما يزيل ذل العشق ويجرح خاطري، ولكن رجائي إليك أن تصرفي هذا الحزن وتعلمي أن سعادتي وفخري لا يتمان إلا بك. فقالت: أيها الأمير لا يبعد أنك إذا علوت السرير طلب إليك الوزراء والأشراف أن تتأهل بأميرة من بنات الملوك لتزيد عظمتك افتخارا ومجدا، ربما خانني دهري بأن يجعلك مجيبا لمسائلهم، فانتفض عرق الحدة بين عينيه وقال: لم تجلبين الكدر والقنوط لنفسك يا حبيبتي على غير طائل، فإني أقسم بالله إني إذا وليت الملك تزوجت بك على محضر من الأمراء والملوك.

فلما سمعت ضياء قسمه هدأ روعها واطمأنت نفسها وأخذا يتجاذبان أذيال المذاكرة عن مرض الملك المهرجان، وكان يظهر من كلام (ألفونس) أنه تكدر لوفاة عمه مع أن أميرا غيره كان يسر من وفاة ملك يورثه ملك الدولة، ولاسيما إذا كان عليه ثأر فباتت ضياء بعد قسم (ألفونس) بوفاء عهده إليها في راحة وأمن ودعة، وهي لم تعلم بالخطب الذي كان يحدق بها من جهة أخرى فإن وزير الدولة الثاني المعروف بالمركيس قد كان رآها في بعض الأيام ففتن جمالها عقله وخطبها من أبيها فوعده بأن يزوجها إليه، ثم اتفق أن الملك مرض فأخر الزفاف إلى أجل مسمى، وأمر الوزير (فرنان) جماعته أن لا يعلموا (ألفونس) ولا ابنته بشيء من ذلك الأمر.

فلما كان (ألفونس) صباح يوم جاءه الوزير ومعه ابنته ضياء، وقال له بعد السلام: يا سيدي إن الخبر الذي حملته إليك يكدر صفو خاطرك، ولكن البشارة التي أتبعه بها تسر خاطرك، وترفع مقامك.

فاعلم أيدك الله أن المهرجان عمك قد مات وأوصى إليك بالولاية بعده، فهنأته بالعطية وخفق لواء سعدك على أنحاء بلادك منصورا وأن الأشراف والأمراء والقواد قد اجتمعوا ببابك ليقدموا لجلالتك خالص التهنئة بما أعطاك الله، فلما سمع كلامه لم يخامر التعجب نفسه لأنه كان عالما بمرض عمه ودنو أجله من قبل ذلك بشهر وأيام وإنما صار صدره بعد سماع كلامه ميدانا تتسابق فيه الأفكار وتضطرب فيه الخواطر ففكر ساعة ثم قال: يا أبت، إني أتخذك وزيرا لي أعتمد في الأمر على حسن آرائك المباركة لأني رأيتها

ص: 267

تحسم النوازل كأنها سكاكين في مفاصل الخطوب، ويكون لكلامك نفوذ كأبلغ مما كان لأيام عمي رحمه الله، ثم انحنى على مائدة هناك ووضع ختمه على قرطاس وسلمه إلى ضياء، وقال لها: يا سيدتي، خذي هذا القرطاس واكتبي فيه ما أردت فوق الختم وهو يدلك على أني راض بكل ما تشائين وأن عشقك قد بلغ مني مبلغا لا سبيل إلى التعبير عنه بالقلم ولا باللسان، فلما سمع (فرنان) كلامه أخذه العجب منه لغفلته عن إدراك عشقهما قبل ذلك، وسلمت ابنته القرطاس إليه وقد قالت للملك - وفي وجنتيها احمرار الخجل -: يا سيدي إني أقتبل النعمة التي يمطر جلالة الملك علي خبرها بشكر لا مزيد عليه ولكن لي أب لا أعزم على أمر إلا بمشيئته، فأنا أسلم الرقعة إليه وهو يكتب فيها ما يشاء بحكمته ودرايته فقال الوزير للملك: يا سيدي إني أكتب في هذه الرقعة ما تسومني شكرا عليه فيما بعد.

فقال له: اكتب بها ما أردت أيها الحكيم الفاضل فإنك لطيف النظر، ولكن أسرع الآن إلى (بلرمة) وخذ مبايعة الجند والأمراء وبلغهم سلامي وقل لهم: إني أسير إليهم بعد وصولك بقليل فما كاد يتم كلامه أن انصرف الوزير وابنته وركبا العربة إلى (بلرمة) ، وهي تبعد أميالا قليلة عن موضع القصر.

وأما الملك (ألفونس) فإنه بعد انصراف الوزير بساعة ركب جواده وقصد مدينة (بلرمة) لينزل من قصر السلطنة وباله مشغول بالعش، فلما رآه الناس ارتفع فيهم الدعاء له وأصوات الفرح والسرور حتى دخل مجلسه في القصر، فرأى (سلطانة) بنت (بوران) عمته في ثياب السواد، فعزاها وعزته، ثم ارتفع على السرير وجلست هي على كرسي دونه وقد ظهر أنها تحبه في قلبها مع أن العداوة بين أمها وأبيه كانت من أشد ما يكون، ثم جلس الأمراء والقواد على كراسي ووسائد زينت لهم، وقام فيهم (فرنان) الوزير خطيبا، وتلا وصية المهرجان إليهم.

يقول: في بعضها إنه لما لم يرزقني الله ولدا يلي الملك بعدي فإني أجعله أربا إلى (ألفونس) ابن أخي على شرط أن يقترن بسلطانة ابنة أختي فإن أبى ذلك فيصير الملك إلى أخيه (دون لزريف) على الشرط عينه وهذه وصيتي إلى الأمراء والقواد.

فلما وعى (ألفونس) ما في وصية عمه كاد ينخلع قلبه من الغم والهم والكدر، وما لبث الوزير أن أتبع تلاوة الوصية بقوله للحضور: أيها الأمراء إنه لما بلغت جلالة الملك مرام عمه المهرجان من زف (سلطانة) إليه لم يتردد ساعة في قبول ذلك، فازداد غم (ألفونس) حتى بان الكدر في وجهه وقال للوزير: ولكن اذكر يا (بهرام) القرطاس الذي سلمته إلى ابنتك ضياء فأجابه الوزير - وقد رفعه على مشهد من الأمراء -: ما كتب في هذا القرطاس: هو وعدك بأن تقترن بابنة عمتك وتتم كل ما ذكر في وصية عمك، ثم فتحه وقرأه على مسمع من الأمراء والأعيان فسروا من حسن عواطف الملك، وارتفعت أصواتهم بالدعاء له وهم غافلون عما كان في نفسه حتى إذا تفرق جمعهم إلا قليلا وتباعدت (سلطانة) التي ما فتئت تبث إليه هيامها به، وهو لا يعقل من شدة اضطراب عقله قال للوزير (فرنان) : أنت خنتني وحق السماء وإنما كان الواجب عليك أن تكتب في القرطاس ما كان من الاتفاق والعهود بيني وبين ابنتك.

فقال له الوزير: يا سيدي تمعن في الأمر فإن أنت خالفت وصية عمك المهرجان فقد بخست نفسك حقها وأضعت الملك من بين يديك قال هذا وابتعد عنه حتى لا يسمع جوابه فغضب الملك غضبا شديدا وبات بين اعتمادين في نفسه.

فإما أن يعتزل عن الملك، وإما أن يقترن بابنة عمته ففكر في ذلك برهة فوقع في ذهنه أن زفافه بابنة عمته لا يكون إلا ببراءة من لدن البابا تأتي بعد شهر أو شهرين وأنه في تلك المدة يولي المراتب العظيمة من يأمن خيانته من الأمراء والقواد حتى إذا نفذ الوصية لم يتفقوا على خلعه وبات أمر الأمة في يده.

فلما وقع هذا الرأي في نفسه سكن روعه واطمأنت نفسه وحقق

ص: 268

بغيته بما أراد من الاقتران بضياء حبيبته، ولم يطلع أحدا من الناس على ذلك، وكان يخابر (سلطانة) بالكلام اللطيف ويسبك كلام (بهرام) في أنه يحب الاقتران بها حتى لا تهب إعصار الفتنة قبل تداركه إياها بالحيلة.

ولكن كان من نكد الحظ أنه بينما يحدث (سلطانة) ويعد باقترانها به إذ دخلت ضياء مع أبيها وقد وقع كلامه في أذنها فاصفر لونها واستحوذ عليها شيء شبيه بالغمائم قال لها أبوها بحضرة (سلطانة) : يا بنية، قدمي احترامك إلى ملكتك وادعي الله أن يطيل عمرها ويجعل أيامها بالسعد مقبلة، فتأكدت من كلام أبيها ما سمعت من كلام الملك وأخذتها رجفة شديدة لم يكن لها حيلة في إخفائها. فأما (سلطانة) فظنت أن اضطرابها إنما هو ناشئ عن عزة الملك الذي لم تره قبل ذلك، وأما الملك فإنه عرف سبب ألمها وكدرها لما كان من وقوع وعده ابنة عمته في أذنها، وصار بنفسه الاضطراب مثل ما صار بها، وأحب لو مكنته الظروف من الاجتماع بها حتى يعلمها بأن وعده لسلطانة إنما هو حيلة منه لا خيانة بودها، ولكن لم يكن من سبيل إلى التحدث سرا معها إذ كانت عيون الأعيان متجهة إليه هذا ما كان من أمر الملك.

وأما ضياء فإن أباها لما أنس جزعها وقنوطها، ورأى الملك منقبضا إلى اليأس صار بها على الفور إلى قصره وقد أعلمها بأنه سيزوجها إلى المركيس، فلما سمعت كلامه بلغ الحزن من نفسها ووقف الدم على قلبها، فوقعت بين يدي أبيها مغشيا عليها وقد ضعفت قواها وتغير لونها حتى كأنها الميت المدرج في كنفه فرق قلبه عليها وتداركها بماء الورد حتى أفاقت. فقالت: يا أبتاه الشفيق يخلجني أني أطلعتك على اشتغال قلبي بهوى الملك، ولكن الموت الذي يوافيني بعد قليل سيرفع عنك أكدارا جلبتها عليك ابنة منكودة الحظ فقال لها: لا تقنطي يا بنية، فما الوزير الذي أزوجك منه إلا أعظم رجل في الدولة، وأجله خطرا. فقالت: صدقت يا أبت وإني أقر بفضله وكرم أخلاقه وسجاياه غير أن الملك كان يؤلمني بأن أكون له عروسا. فقال لها: لقد علمت اليوم كل ما كان بينك وبينه، وأنا لا أعذبك على ذلك، ولكن من حيث قد قام بين الوعد وإنجازه مانع لا يقوى الملك على إزالته إلا بخسران الملك من يده فاعملي على صرف آمالك وكفكفي دموعك حتى لا يقال في دار الملك: إن حبه قد علق فؤادك، ولا تؤملي بأنه يتخذك زوجة له إذ أنه اشترى بك الملك والسلطنة. واعلمي بأني وعدت الوزير (المركيس) بأن أزوجه منك فانجزي وعدي إليه ولا تخيبي أبا يتقدم إليك بالضراعة والطلب قال هذا وانصرف إلى مجلسه وهو مؤمل بأنها إذا فكرت فيما نطق به إليها لبت طلبه ورضيت بأن تصير زوجة للمركيس الوزير.

فلما خلا المكان لضياء أسبلت الدمع من عينها وغلب عليها اليأس وخامرها كمد لا يعبر عنه اللسان لما كان من تحققها خيانة الملك بدليل الكلام الذي سمعته من فمه، وما كان من إكراه أبيها لها على تزوجها من المركيس الذي لا تقدر أن تحبه، فظنت أن الموت لا يبعد أن يفاجئها بعد ذلك، ثم صاحت:(تبا لك أيتها الآمال التي عللت نفسي بها، ثم ألقتني في وهدة الألم والحسرات، وأنت أيها العاشق الخائن لم علقت امرأة غيري بعد تقدمك إلي بالقسم والعهد فلا هناك الله بهذا الملك الجديد، ولا بوركت بهذا الزمان الذي ثلمت فيه اليمين بعد توثيقها إلي ولتكن لحظات (سلطانة) إليك حنقا عليك، وليكن ريقها كسم قتال ينحدر إلى جوفك ليبدلك الله بنعمتك شقاء مثل الشقاء الذي أذوق مرارته. واعلم أيها الخائن من حيث إن ديني لا يحل لي قتل نفسي بيدي فإني سأنتقم من نفسي بأن أتزوج بالمركيس الذي لا أحبه حتى إذا كان عشقي باقيا في فؤادك أسفت وتحرقت لتسليم نفسي إلى رجل غيرك، وإن كان ذكري قد برح من خاطرك فأكون

ص: 269

على الأقل قد انتقمت من نفسي لأجل أنها أشغلت قلبها بحب رجل خائن مثلك) .

قالت هذا الكلام والدمع يجري من عينها وهي في حالة من القنوط لم تنفك عنها النهار ولا الليل بطوله، فلما أصبحت دخل عليها أبوها وعلم منها أنها عازمة على الاقتران بالمركيس، فاغتنم هذه الفرصة أن جاء به وزوجها منه سرا في كنيسة القصر، فكانت حالتها في ذلك اليوم تستبكي الحجر رحمة عليها إذ لم يكفها مصابا بأنها فقدت الملك وجفاها حبيبها الرفيق، وتزوجت برجل لا تميل إليه حتى إنه وجب عليها أن تكتم حزنها في قلبها بحضرة هذا الزوج الذي هام بحسنها وجمالها، ومازال جاثيا على الأرض بين قدميها إلى آخر النهار، غير تارك لها فرصة تبكي فيها على انفراد ما حاق بها من البلاء.

فلما أقبل الليل ودخلت عليها قهرمانتها وزينتها لدخوله عليها خامرها يأس عظيم لم يسعها كتمانه بحضوره، فتقرب منها بتذلل وسألها عن سبب كدرها فحاولت إخفاء الأمر عليه وقالت: إن نفسها منقبضة في تلك الليلة ليس غير، فزم عليها أن ترقد في السرير، فأبت إلا الجلوس مكانها على المقعد وأخذت تفيض من عينيها دموعا كثيرة فتعجب لذلك عجبا شديدا وأتاه أن من جفائها إياه لأمرا يخون عشقه لها ولا يليق بشرفه وعرضه فبات جزعا قلقا وأعمل على أن يبقى اضطرابه كامنا في صدره.

فقال: يا سيدتي، قومي إلى مضجعك وخذي راحة لجسمك والرياضة لعقلك، وإن كنت ترومين آمر القهرمانات بالقيام بين يديك لخدمتك فعلت ذلك إكراما لخاطرك.

فقالت - وقد اطمأنت نفسها وذهب خوفها ووجلها -: إني لا أرى لزوما لقيامهن بين يدي، ولكن أرقد في السرير حتى يغلبني النعاس ويروق ما بي من القلق. وكان المركيس في تلك الليلة متسهدا من شدة جزعه وهو يفكر في نفسه لما كان من ضياء بأن حبيبا قد هام قلبها بحبه، ولكن من هذا الحبيب أمن أمثاله، أو ممن هو أخفض من مراتب الدولة، فلم يعلم ذلك ولكنه رأى نفسه بهذا الزواج أشقى العالمين، ومازال يردد هذه الأفكار في نفسه إلى هدوّ الليل الآخر وإذا بقرقعة خفيفة قد طرقت أذنه وتلاها وطء أقدام خفيفة في المقصورة فظن بادئ الأمر أن ذلك يتراءى له بالوهم لعلمه بأنه كان قد غلق الباب وقفله بيده بعد انصراف القهرمانات، غير أنه أزاح ستار السرير ليرى بنفسه ما كان من هذا الأمر.

فإذا بالمقصورة سودها الظلام لأن السرج الذي كان موقدا قد انطفأ فبقي في موضعه مكتئبا وإذا بصوت منخفض حنون ينادي: يا ضياء فوثب من فراشه مذعورا وبادر إلى سيفه وتقدم إلى جهة الموضع الذي منه سمع الصوت ليمزق صدر الحسود الذي أراد أن يفوز باللذة على مشهد منه فإذا بسيف صلت قد لطم سيفه، فوثب فشعر ما بين ظلام الليل برجل يهرب من وجهه، فلحقه من موضع فلم يقف له على أثر فتعجب ووقف مكانه صاغيا فلم يسمع حركة البتة، فتراجع وجحد موضعه فظن أن ذلك سحر مبين.

ثم تقدم إلى جهة الباب فوجده مقفولا فزاد عجبه وظن أن غريمه يكون مختبئا في موضع من المقصورة ففتحه ووقف فيه لئلا يفر الغريم من وجهه وصاح بخدمه وغلمانه لملاقاته، فبادر جماعة منهم بالسرج والشموع في أيديهم، فتناول شمعة منورة وقلب المقصورة بالبحث والتفتيش وسيفه في يده صلت فلم ير أحدا، ولا رأى منفذا فيه للدخول ولا للخروج، فتحير تحيرا شديدا وكان يغيب عقله عن الصواب، فرام أن يسأل ضياء عن الأمر ففكر أنها وإن عرفت شيئا من ذلك فهي تخفي عليه أمره، فعزم على أن يفاوض أباها في هذا الشأن وسار إليه وقد صرف الغلمان إلى مواضعهم بقوله إنه سمع قرقعة على حين لا شيء من ذلك.

فلما صار على مقربة من غرفة الوزير رآه مقبلا من الباب ليرى ما كان من أمر الضجة والصراخ فأخبره بالقضية فورا وهو لا يعقل لشدة اضطرابه، فلما سمع كلامه تعجب غاية العجب واستحوذ

ص: 270

عليه كدر عظيم وعرف في نفسه الداخل إلى ابنته ليس هو إلا الملك بعينه، ولكن لم يطلع المركيس على ذلك وإنما عمل بعكس ذلك على تهدئة جأشه وتسكين روعه وإقناعه بأن ما سمعه ليس هو بأمر واقعي وإنما هو خيال يزور صاحب الغيرة من العشاق.

فإذا رأوا غير شيء ظنوه شيئا، وأكد له بأن قلق ابنته لم ينشأ عن خوف وخجل خامر فؤادها بتزويجها من رجل لم يكن لها معرفة سابقة به فهي تبكي كمثل ما يبكي غيرها من بنات الخدور من الأشراف اللواتي لا تميل قلوبهن إلى رجالهن إلا بعد المؤالفة الطويلة، ثم إنه حض على حسن الظن بها وأن يرجع إليها وينفي ما أتاه من الأوهام والأفكار، فلم يجبه المركيس بشيء على ذلك لأحد سببين فإما أن يكون اقتنع بأن ما سمعه وشعر به لم يكن إلا وهما تراءى له على حين كان باله قلقا، وإما أن يكون أضرب عن الرد على (بهرم) على حين لا يحصل له من إقناعه بكلامه فائدة، فعاد إلى سريره طلبا لإراحة نفسه بالنوم بعد شدة ما قاساه. هذا ما كان من أمره.

أما ضياء فلما سمعت وطء الأقدام في الغرفة ومناداة الزائر إياها عرفت أنه الملك نفسه فتعجبت منه غاية العجب لما كان من أمره أن يجتمع بها ويجلس إليها على حين وعد (سلطانة) بأن يتزوج بها ويجالسها ويلبسها تاج الملك، فداخل قلبها من مرامه هذا غيظ شديد لأنها حسبت دخوله عليها سرا في الليل إهانة أخرى تتهم شرفها إلى آخر ما فكرت في نفسها من سوء الظنون.

وأما الملك بعد أن انصرفت ضياء من حضرته يوم جلوسه على الملك وهي تظن به أنه أعظم الناس خيانة هام قبله بحبها أكثر من الأيام السالفة ورام أن يجتمع بها ليفصح لها عما خبأه في ضميره وأخذ في الحيل السياسية لأجل التمكن من الاقتران بها، غير أن اشتغاله في تلك الأيام ووفود الأمراء عليه لتهنئته لم يترك له فرصة للمسير إلى قصرها قبل آخر الليل، فدخل البستان وفتح بابا سريا من القصر بمفتاح كان لا يزال في جيبه، ثم طلع إلى المقصورة التي ربي فيها ودخل مقصورة ضياء من الباب الذي فتحه في الحائط.

فلما رأى عندها رجلا وقد لطم سيفه سيفه تعجب غاية العجب من ذلك كأنه لم يكن يعلم بتزويجها من المركيس، وكاد أن يعرفه نفسه في ذلك الوقت ويأمر لحينه بقتل الشقي الذي تطاول عليه برفع السيف لولا أن حبه لضياء منعه صونا لها، وأسف لوقوع هذا الأمر.

وقد عزم على العودة من الغد ليرى ما كان من هذا الرجل من إهانة شرفه وعرض نفسه للتهلكة وذلل عشقه وغرامه، فلم ير لذلك أسهل من الحيلة بالخروج إلى الصيد، فلما طلع النهار أمر جنده وأتباعه بأن يجهزوا له مركبه لذلك فركب إلى غاية القصد وبدأ في مزاولة القنص باجتهاد حتى لا يبقى لجماعته مجال لأن يفطنوا لمقصده من الحيلة.

فلما اشتغل كلهم بالصيد ولحقوا الكلاب التي تطارد الغزلان والمها ركب جواده وسار إلى موضع القصر وهو لم يضل في مسيره لأنه كان يعرف الطرق والمنافذ إليه ولم يسعه اصطباره إلا أنه يركض فرسه ملء مروجه، فلما قطع المسافة التي كانت بينه وبين موضوع عشقه وآماله وهو يفكر في الحيلة التي يمدها للاجتماع بها سرا رأى تحت شجرة على باب القصر امرأتين تتحدثان فخفقت أحشاؤه لعلمه بأنهما من نساء القصر ثم ما لبثنا أن التفتتا إليه لسماعهما طرق أرجل الفرس فتحققهما وإذا هما ضياء وقهرمانة لها أمينة قد صحبتها لتبث إليها شكواها وأحزانها، فترجل عن جواده وقابلها بالتحية والإكرام فإذا بها متقطعة من الحزن فرق قلبه عليها.

وقال لها: يا سيدتي، كفكفي دمعك وأذهبي الحزن عنك فإن ظواهر أمري وإن لم تقم ببرائتي لديك ففي نفسي عزم على الاقتران بك لا أنفك عنه ولو خسرت النعمة التي أتقلب فيها، فلما سمعت كلامه خنقتها العبرة ولم يأتها الكلام فقال لها: لم تتمادين في الأحزان يا سيدتي ولا تعتنين بملك يبيع ملكه حتى

ص: 271

ينعم بك؟ فغصبت نفسها على النطق وقالت: أيها الملك لقد قام دون اقترانك بي مانع لا تقوى عليه. فقال: يا سيدتي لا تسمعيني هذا الكلام الشديد الذي يمزق كبدي فأنا والله لأقلبن البلاد وأصبغها بالدم ولا أفقد نفسي سعادتها من الاقتران بك! فقالت: أيها الملك، إن اقتدارك وعظمتك لا ينفعانك في هذا الوقت، فما أنا اليوم إلا امرأة المركيس الوزير، فلما سمع كلامها غاب عن الصواب ومزق اليأس قلبه وأوقعه في غماء، ورجع الوراء بارتجاف وقد وهت قواه واصفر فألقى نفسه كالقتيل على شجرة كانت وراءه ولبث ينظر بعين آسفة إلى حبيبته ليظهر مبلغ اليأس من هذا الخطب الجسيم والبلاء، فكانت حالته وحالتها في ذلك الحين تستبكي الحمام رحمة بالعاشقين، ثم إنه وقع نفسه بقوة وشجاعة وقال - وهو يتنهد -: يا ضياء، كيف فعلت ذلك لقد أهلكتني وأهلكت نفسك بهذا الحزن.

فلما سمعت كلامه تنغصت منه في نفسها لعلمها أن الخيانة كانت منه لها لا منها له. وقالت: أيها الملك كيف تخونني، ثم تلومني وتعذلني أما كفاك وعدت (سلطانة) ابنة عمتك بالاقتران بها حتى جئت تكذب ما نظرت عيناني وسمعت أذناي فقال: يا سيدتي، لقد قلت لك: إن ظواهر أمري تقضي علي بأني خائن، ولكن ما سمعته من وعدي ابنة عمتي ليس إلا سياسة كنت حمدتني عليها فيما بعد وحققت أن عشقي لك لا يكون في القلوب أعظم منه فقالت: أيها الملك، لقد علقت نفسي بآمال ظننت أنك تحققها لي، ولكن العظمة قد أبعدتك عني فرأيت أنه لا يليق بي أن أضع على رأسي تاج الملكات فأنت أيها الخائن لِمَ لم تنطق إلي بالحقيقة التي عاهدت نفسك على إجرائها يوم أنست قلقي واضطرابي فكنت يوم ذاك شوكت جور الدهر من خيانتك وظلمك وما كنت تزوجت بأحد غيرك.

وأما الآن فإني أستأذن منك بالدخول إلى مخدعي حتى أخلص من هذه المذاكرة التي تهين مجدي وشرفي ولا يحل لي أن أكلمك فيها أو في غيرها بعد أن صرت زوجة للمركيس الوزير، قالت هذا وابتعدت عنه إلى باب البستان. فقال: بالله قفي وارحمي ملكا مغرما يروم أن ينتزع الملك من يده حرصا على ودادك.

فقالت: لقد حال الجريض دون القريض وأنا اليوم لا أقلق لخراب الدولة إن خربتها، ولا اضطرب لزوجتك إن تزوجت بمن أردت.

واعلم بأني وإن أشغلت قلبي بهواك لأعملن جهدي كله في أن أكون خالية منه وأريك أن زوجة المركيس ليست معشوقة الأمير (ألفونس) كما عهدتها، قالت هذا ودخلت البستان وتركت الملك في أشد حسرة لما كان من إعلامها إياها باقترانها بالمركيس فوجم ساعة يفتكر بمصابه وما كان من خيبة آماله حتى كادت الغيرة تقتله فانتفض عرق غضبه وعزم على أن يقتل (بهرام) والمركيس الوزير في ساعته لولا بقية صواب بقيت في عقله وتراءى له فيها أنه إذا جمعه ومحبوبته مجلس سري أزال يأسها وأحزانها وبرأ نفسه من تهمته بخيانتها فلم ير ذلك إلا ببعد المركيس عنها، فرجع إلى قصره وأمر رئيس الشرطة أن يقلي القبض عليه بقوله: أن له في بعض الفتن.

أما المركيس فإنه لما قبض عليه رئيس الشرطة بإذن الملك وضجت المدينة لذلك رأى الوزير أن يذهب إلى البلاط ويتقدم إلى الملك بالشفاعة في صهره، وكان الملك قد عرف ذلك وأن الوزير لابد من أنه سيدخل عليه للشفاعة، فأمر حجابه بأن لا يأذنوا لأحد بالدخول عليه كائنا من كان حتى لا تكون له فرصة لمزار حبيبته قبل الإفراج عن زوجها، ولكن (فرنان) مع علمه بأمر الملك أبى إلا أن يدخل عليه بحيلة من الحيل حتى إذا مثل بين يديه قال له: أيها الملك الشفيق العادل، إن عبدك (فرنان) جاء يشتكي منك إليك فأي ذنب اقترف صهره حتى حل به سخطك ولزمه العار بما أمرت به رئيس شرطتك من القبض عليه؟ فقال: اعلم أيها الوزير الصادق

ص: 272

أن لدي بينات تثبت بأن لصهرك يدا في فتن الدولة ولا أظنه إلا ميالا مع أخي (دون لزريف) يريد أن يبايعه ويخلعني فردد الوزير في نفسه له يد في فتن الدولة ويخلع ويبايع، ثم رفع رأسه وقال: لا وأيد الله جلالة الملك إن الخيانة لم يتعودها أحد من آلي، وكفى بأن يكون المركيس صهرا لي حتى تنتفي عنه هذه التهمة، ولكن أراك قد قبضت عليه لغاية سرية منك! فقال الملك: من حيث إنك تكلمني عن سري فإني أبيح به إليك فاعلم أن الطريق التي اتخذتها بحقي جلبت علي وبالا عظيما وحرمتني لذة ينعم بها أحقر الناس قدرا. واعلم بأني لا أتزوج بسلطانة بنت عمتي. فرجف الوزير من ذلك وقال: لا يصح أيها الملك أن لا تتزوج بها بعد أن واعدتها بذلك على محضر من الأمراء والقواد فقال: ليس الذنب في ذلك علي، وإنما هو واقع عليك لما كان من إكراهك إياي على وعدها بذلك على حين لا رغبة لي فيه ولا إمكان، وما كان من كتابتك القرطاس الذي سلمته إلى ابنتك باسم (سلطانة) لا باسمها وما كان من تزويجك إياها من المركيس بالرغم عنها حتى ولو فرضنا أن طاعتك منها واجبة فما كان أغناك أن تفيدني بوعد لا طاقة لي على إنجازه إلا تذكر أن (سلطانة) إنما هي ابنة (بوران) التي أهدرت دم أبي ظلما وعدوانا أترى في الإمكان أن أجتمع وإياها على فراش واحد لا والله ولكنك ترى صقلية رمادا وسكانها رمما ومتاعها نقارا ومعالمها دوارس من قبل أن أنجز (سلطانة) وعدي باقتراني بها، فلما سمع الوزير كلامه خاف العاقبة.

وقال: أيها الملك العظيم، اخفض عليك غضبك ولا أظن أن حبك لرعيتك يدعك أن تفعل ما تقول وعشقك لابنتي يحملك على إعمال العشاق من العامة، وأنا إنما صاهرت المركيس لكي أجعله من عبيدك المقربين فقال الملك: إن مصاهرتك إياه كانت سببا لما أنا فيه من القلق والاضطراب فلم توكلت بأموري على حين لم تصن رعايتها ولا سياستها أفرأيت في جبنا حتى لا أقهر من ناوأني من الأمراء والجند إذا أثاروا الفتنة علي أم رأيت أم الملوك لا حق لهم بالتنعم بما يتنعم به عامة الناس فإن كان رأيك هذا وأني أكون عبدا فخذ هذا الملك الذي أردت أن تبقيه لي بما عملت من جلب الغم واليأس علي فقال الوزير: أنت تعلم أن الملك لم يصل إليك إلا باقترانك مع (سلطانة) .

فقال: بأي حق كتب عمي وصيته كذلك فهل اشترط عليه أخوه (كارلوس) بمثل هذه الشروط حين خلف له الملك ولكن لتعلم أن وصيته تفسيرها العدالة وأني لا أعزم على الاقتران بابنة عمتي حتى إذا أبدى أخي إشارة ثورة علوته بالسيف وأن فكرته وإلا فكان أحق بالملك مني.

فلما سمع الوزير هذا الكلام لم يبق عليه إلا أن يقبل الأرض بين يدي سيده ويطلب منه العفو عن صهره فوعده بذلك وأمره بأن يسير إلى قصره وينتظر رجوع المركيس بعده بقليل حتى إلا خلا له المكان رجع إلى نفسه وعزم على إبقاء المركيس في السجن إلى غد اليوم ليزور زوجته خفية. وأما المركيس فإنه لما قبض عليه صاحب الشرطة وطلس به لم يخف عليه معرفة سبب ذلك وصار في نفسه كأنه مطمح للغيرة تتقلب به، وتقطع فؤاده حسرة وندما، وعزم على أن ينتقم لنفسه بعد الإفراج عنه، ولكن لما قدر أن الملك لابد أن يجتمع بزوجته في تلك الليلة رام أن يدهمهما بغتة فطلب من أمير الحبس أن يطلقه في تلك الليلة على الوعد بأن يعود في الصباح إلى محبسه فلباه لذلك لمودة كانت بينهما، ولعلمه بأن (فرنان) تشفع له عند الملك فوعده بالإفراج عنه.

وزاد الأمير على ذلك أنه قدم إليه فرسا كريما ليذهب إلى قصر زوجته فلما وصل إلى البستان فتح بابا سريا بمفتاح كان في جيبه وطلع إلى القصر واختبأ في مقصورة بجانب مقصورة زوجته دون أن يراه أحد ووقف وراء الباب ليرى كل ما يكون حتى إذا سمع صوتا بادر إلى المقصورة بسيفه

ص: 273

فما كان بعد قليل إلا أن مرت من هناك قهرمانة ضياء وصارت إلى مخدعها للرقاد - هذا ما رآه من وراء الباب في بادئ الأمر.

وأما ضياء فإنها لما بلغها قبض رئيس الشرطة على زوجها علمت أن الملك أمر بذلك لكي يأتي إليها فلا يراه وقدرت أنه لا يفرج عنه في تلك الليلة مع كل ما أكد لها أبوها أن الملك وعده بان يفرج عنه بعد رجوعه بقليل، فباتت وهي تنتظر دخول الملك عليها لتلومه على حبس زوجها وتخوفه العواقب الوخيمة التي تنالها منه، وإذا به قد فتح الباب (وذلك بعد انصراف القهرمانة) وانطرح بين قدميها وقال لها: يا سيدتي، لا تقضي علي بالشر قبل أن تسمعي اعتذاري فإني لم أحجز على زوجك إلا لتكون لي فرصة للاجتماع بك وإظهار الحقيقة لك، فإذا فرجت عنه لم تبق لي وسيلة إلى ذلك.

فأقوال من حيث إن حرمانك حبا لي وفقدانك من بين يدي قد أحدث بي ألما لا يعبر عنه اللسان فدعيني أخفف هذا الألم بتأكيدي لك أني لم أخن عهودي إليك في شيء من الأشياء، وإني إنما وعدت (سلطانة) بالاقتران بها سياسة أكرهني عليها أبوك سامحه الله لا رضا من نفسي وإلا فإن أعمالي في الليل والنهار كانت للتمكن من التزوج بك دونها، فكان من سوء الحظ ونكد الطالع أنك سلمت نفسك إلى هذا المركيس، وجعلت لي ولك حزنا لا ينفك آخر الدهر. قال هذا الكلام وقد ظهر على وجهه يأس فهمته منه ضياء وسرت منه في بادئ الأمر لتحققها عشق الملك لها.

ثم فطنت لتزوجها بالمركيس وفقدانها هناء الوصال من الملك، فتقطعت حزنا وقالت: أيها الملك إن معرفتي بعد حكم الزمان بتفريق شملنا أنك لم تخني في عهودي لما يزيد فؤادي على علاته وصبا ولكن طالعي أبى إلا أن يكون نكدا فظننت أنك نسيتني بعد جلوسك على أريكة السلطنة حتى إذا أمرني أبي بأن أتقبل المركيس زوجا لم أخالفه بذلك فكان مثلي كالرجل الباحث على حتفه بظلفه والويل لي على ما كان مني مذ خنت اليمين بعد توكيدها إليك، فانتقم لنفسك مني بأن تهجرني وترفع ذكري من خاطرك. فقال بصوت: ليس بمقدرتي يا سيدتي أن أهجر هواك ولا تعذليني على ذلك فإن العذل يولعني ويزيدني جوى! فقالت وهي تتنهد: ولكني أرى من السداد أن تجهد نفسك بذلك فقال: وهل في استطاعتك أنت أن ترفعي ذكر عشقنا من خاطرك؟ فقالت: لا أظن ولكن أبذل الوسع فيه فقال: يا قاسية القلب، أتعرضين عن محب قتله هواك وعلقت بك محبته أيام الصبا بمجرد عزم تعزمين عليه؟ فقالت كأنها ترفع عنها المذلة: أتظن بأني أرضى بأن تكون لي اليوم عاشقا لا وحياتك فإن القدر إذا لم يقدر لي بأن أكون ملكة، فلذلك لم يقدر علي بأن أخون زوجي وهو من القدر والفخامة بمنزلة لا تقل عن منزلتك لأن أجدادك هم أجداده وقد دانت لهم الملوك أيضا كما دانت لك اليوم وإني أحلف عليك بالأيمان أن تنصرف عني ولا تذل عرضي وشرفي.

فصاح الملك: يا للجفاء والقسوة! أما كفى بي حزنا أن تكوني زوجة المركيس حتى تعامليني بهذا الجفاء وتحرميني من رؤيتك التي لا سلوة لي غيرها؟ فبكت، وقالت: بذا قضت الأيام، فانصرف عني فإن رؤيتك تهيجني شوقا إليك وتحدث خفقانا في قلبي لتذكري أيام الصبا، كما أن أحشائي تضطرب اضطرابا، وقل أن يكون في العاشقين مثله عند اجتماعهم بأحبابهم فاذهب وخلص شرفي من المحاربات التي تخالج فؤادي فقالت هذا الكلام وأخذت في نفسها حتى إنها قلبت شمعة منورة كانت وراءها على مائدة من غير أن تفطن لذلك فتناولتها بيدها وسارت إلى مقصورة القهرمانة لتشعلها، فلما عادت ألح عليها الملك بأن لا تعرض عن حبه ليبقى الحب بينهما متبادلا، فلما سمع المركيس كلامه اتقدت به نار الغيرة ووثب إلة المقصورة غضبا في ذات

ص: 274