المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ى التدين والتقوى. وكان زوجها يعتمد عليها في مقابلة زواره وضيوفه - الدر المنثور في طبقات ربات الخدور

[زينب فواز]

فهرس الكتاب

- ‌حرف الألف

- ‌آمنة ابنة وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب أم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌آمنة ابنة عتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي

- ‌آمنة ابنة أبان بن كليب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن

- ‌آمنة الرملية رضي الله عنها

- ‌آن لويز جرمان ابنة الكونت نكر وزير مالية فرنسا

- ‌إيت كججك ابنة السلطان أوزبك

- ‌أتالانتا ابنة شيني ملك سكروس (مملكة يونانية)

- ‌أديسا ابنة أدغر ملك إنكلترا

- ‌إديلينه ديباتي المغنية

- ‌أرجى ابنة أدرستوس

- ‌أراكة ملكة قسطيلة

- ‌أريا الرومانية

- ‌أرسلان خاتون

- ‌أرسولا العذراء

- ‌أرسينوي ابنة بطليموس الأول ملك مصر

- ‌أرسينوي ابنة بطليموس أقلية وأخت كليوباترا الشهيرة

- ‌أرسينوي ابنة بطليموس أقرجيه

- ‌أريانو ابنة منيوس ملك أكريت

- ‌أريانو ابنة لاون ملك اليونان

- ‌أزدوجا خاتون زوجة السلطان أوزبك

- ‌أورجا ملكة كيلوكرى في بلاد طوالس

- ‌أربلاي المؤلفة

- ‌أرتمسيا ملكة هاليكرناسوس من كاريا

- ‌أرجون جارية أبي العباس الذخيرة

- ‌أروى ابنة عبد المطلب

- ‌أروى ابنة الحارث بن عبد المطلب بن هاشم

- ‌أروى ابنة كريز بن عبد شمس

- ‌أزرميدخت ابنة أبرويز

- ‌أسباسيا زوجة بركليس

- ‌إستير ستنهوب ابنة كارلوس الثالث في عائلة ستنهوب

- ‌أسماء ابنة أبي بكر الصديق

- ‌أسماء ابنة سلمة

- ‌أسماء ابنة عميس

- ‌أسماء ابنة النعمان بن شراحيل

- ‌أسماء ابنة يزيد الأنصارية

- ‌إستير ابنة أبي حائل بن شمعي بن قيس ملكة الفرس

- ‌إسكندره ملكة اليهود

- ‌أسماء معشوقة جعد بن مهجع العذري

- ‌أسماء ابنة حصن

- ‌أسماء ابنة رويم

- ‌أسماء ابنة محمد بن صصرى

- ‌أسماء العامرية

- ‌آسية ابنة مزاحم امرأة فرعون

- ‌اعتماد زوجة المعتمد بن عباد

- ‌أغسطينا عذراء سرقسطة

- ‌أفروسيني القديسة

- ‌أفروسيني إمبراطورة الشرق

- ‌أفذوكسيا زوجة الإمبراطور أركاريوس

- ‌أفذوكسيا ابنة الفيلسوف ليونكيوس اليوناني

- ‌أفذوكسيا أنفثا زوجة فالنتيانوس

- ‌أفذوكسيا زوجة الإمبراطور قسطنطين دوكاس

- ‌أفذوكسيا لابوشين إمبراطورة روسيا

- ‌أكتافيا شقيقة الإمبراطور أوغسطوس

- ‌أكتافيا ابنة الإمبراطور كلوريوس

- ‌أليصابات زوجة زكريا

- ‌أليصابات ابنة هنري الثامن، ملكة إنكلترا

- ‌أليصابات ملكة إسبانيا

- ‌أليصابات بتروفنا إمبراطورة روسيا

- ‌أليصابات ملكة بوهيميا

- ‌أليصابات دو فالوا أو إيزابلا دو فالوا ملكة إسبانيا

- ‌ألينورا رغويانه

- ‌ألينورا روغوزمان

- ‌ألينورا زوجة دون جوان دواكنبها

- ‌أمستريس زوجة دارا ملك فارس

- ‌أمستريس ابنة أخي داريوس

- ‌أليصابات كارمن سيلفا ملكة رومانيا

- ‌وممن تصدى إلى كتابة تاريخ حياة هذه الملكة باللغة النمساوية جناب البارون "هكلرج" وقد طبع تاريخ حياتها جملة مرات، وكانت الطبعة الخامسة بمدينة "هردلبرق" سنة 1889 م وجناب الموسيو "ميت كرمنتر" طبعه بمدينة "يرسلو" سنة 1882 م، ومفصل ترجمة حياتها أيضا بقلم الموسيو "سرجي" طبع في باريس سنة 1890 ، ولم تشتهر ترجمة ملكة مثل ترجمة هذه الملكة

- ‌أم السعد ابنة عصام الحميري

- ‌أم العلاء بنت يوسف الحجاريه

- ‌أم الكرام

- ‌أم الهناء ابنة القاضي أبي محمد عبد الحق بن عطية

- ‌أم بسطام بن قيس النصراني سيد بني شيبان

- ‌أم حكيم ابنة عبد المطلب الهاشمية الملقبة بالبيضاء

- ‌أم حكيم ابنة قارظ

- ‌أم خالد النميرية

- ‌أم الخير ابنة الحريش بن سراقة البارقية

- ‌أم سلمة زوجة السفاح

- ‌أم سنان ابنة جشمة

- ‌أم عقبة زوجة غسان بن جهضم

- ‌أم عمران ابنة وقدان

- ‌أم قيس الضبية

- ‌أم كلثوم ابنة علي بن أبي طالب

- ‌أم كلثوم ابنة عقبة بن أبي معيط

- ‌أم كلثوم ابنة عبدود

- ‌أم موسى الهاشمية

- ‌أم ندبة زوجة بدر بن حذيفة

- ‌أمالتونسا ابنة ثيودوريك

- ‌أمامة ابنة أبي العاص بن الربيع بن عبد

- ‌العزى بن عبد مناف القرشية الهاشمية

- ‌أمامة ابنة حمزة بن عبد المطلب

- ‌أمامة المريدية

- ‌أمامة ابنة ذي الأصبع

- ‌أمة العزيز ابنة دحية الأندلسية الشريفة الحسينة

- ‌أمة ابنة خالد بن سعيد

- ‌أميمة ابنة رقيقة

- ‌أميمة ابنة قيس بن أبي الصلت الغفارية

- ‌أم جعفر ابنة عبد الله بن عرفطة

- ‌أميمة أم تأبط شرا

- ‌أميمة ابنة خلف بن أسعد

- ‌أميمة ابنة عبد شمس الهاشمي بن عبد مناف القرشي

- ‌أميمة ابنة عبد المطلب الهاشمية

- ‌أم هارون رضي الله عنها

- ‌أمة الجليل رضي الله عنها

- ‌إنياس خليلة شارل السابع ملك فرنسا

- ‌أولغا امرأة إيفور دور يكوفتش

- ‌أولمبياس ابنة نيو بتوليمس

- ‌أوجين ملكة الفرنسيس

- ‌أيريني إمبراطورة بيزنظة

- ‌إيزابيلا الأولى الملقبة بالكاثوليكية ملكة قسطيلة ولاون

- ‌إيزابيلا الثانية ملكة إسبانيا

- ‌إيزابيلا فيليب لوبل الملقبة بالفرنساوية ملكة إنكلترا

- ‌ المس

- ‌إيزابيلا البافارية ملكة فرنسا

- ‌حرف الباء الموحدة

- ‌باقو الملقبة بالطاهرة زوجة السلطان مراد الثالث

- ‌بثينة حبيبة جميل بن معمر العذري

- ‌بثينة ابنة المعتمد بن عباد

- ‌بدور وقيل قدور الساحرة

- ‌بديعة ابنة السيد سراج الدين الرفاعي

- ‌بذل المغنية

- ‌برقا جارية علاء الدين البصري

- ‌بربارة القديسة

- ‌برنيقة ابنة لاغوس وأنتيفونه

- ‌برنيقة ابنة بطليموس الثاني

- ‌برنيقة ابنة ماغاس ملك القيروان

- ‌برنيقة ابنة بطليموس الثامن

- ‌برنيقة ابنة بطليموس الحادي عشر

- ‌برنيقة ابنة كوستوبارس وسالومي

- ‌برنيقة ابنة أغريبال الأول

- ‌بريجيتا القديسة

- ‌بريرة مولاة عائشة

- ‌بركة خوند والدة السلطان الأشرف

- ‌برة ابنة عبد المطلب الهاشمية

- ‌بصيص جارية ابن نفيس

- ‌بلقيس ملكة سبأ

- ‌بكارة الهلالية

- ‌بلنش ملكة فرنسا

- ‌بمبادور خليلة لويس الخامس عشر

- ‌بنلوبا زوجة عولس اليوناني

- ‌بهية ابنة عبد الله البكري

- ‌بوديسيا ملكة ألايسينه

- ‌بوران ابنة أبرويز بن هرمز

- ‌بوران ابنة الحسن بن سهل

- ‌بيلمون زوجة السلطان أوزبك

- ‌حرف التاء

- ‌تحفة الزاهدة

- ‌تذكارباي خاتون

- ‌تركان خاتون الجلالية ابنة طغفاج خان من نسل فراسياب التركي

- ‌تقية ابنة أبي الفرج

- ‌تماضر الشهيرة بالخنساء

- ‌تماضر زوجة زهير

- ‌تنوسة جارية علية بنت المهدي العباسي

- ‌حرف الثاء

- ‌ثبيتة ابنة الضحاك بن خليفة الأنصارية الأشهلية

- ‌ثبيتة ابنة مرداس بن قحفان العنبري

- ‌ثبيتة ابنة يعار بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصارية

- ‌الثريا ابنة عبد الله بن الحارث بن أمية الأصغر

- ‌ثيودورا زوجة الملك بوستينان

- ‌حرف الجيم

- ‌جان دارك

- ‌جليلة بنت مرة الشيباني

- ‌جميلة الخزرجية

- ‌جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح الأنصارية

- ‌جنان جارية عبد الوهاب الثقفي

- ‌جنفياف ابنة دوق براينت من أعمال فرنسا

- ‌جنفياف القديسة

- ‌جنوب أخت عمرو ذي الكلب النهدي

- ‌جهان

- ‌ثم انصرفنا على الدار المعدة لنزولنا بمدينة "دهلى" وبمقبرة من "دروازة" وبعد وصولنا بعثت لنا الضيافة وهي مع جزار وطحان، وأمرتهما أن يعطونا مقدارا معينا كل يوم، وذلك مدة إقامتنا في بلادها، وكان وزن اللحم بمقدار وزن الدقيق، ومكثنا نستلم ضيافتها إلى أن انصرفنا من بلادها ولم أر مثلها في نساء الملوك لما حوته من العز والجاه والكرم العديم المثال". جورج سند دوفان

- ‌جوزفين ابنة الكونت تشاوي لاباجرى الفرنسوي

- ‌وكانت آمال "نابوليون" و"جوزفين" في ذلك الوقت معلقة بالاير الصغير ابن "لويس" و"هورتنس"، وشاع في كل فرنسا وهولندا أنه سيكون صاحب الملك من بعد عمه

- ‌حرف الحاء

- ‌الحارثية ابن زيد

- ‌حبابة جارية يزيد بن عبد الملك بن مروان الأموي

- ‌حبيبة هانم بنت علي باشا الهرسكي

- ‌حبوس ابنة الامير بشير بن محمد الشهابي

- ‌حبيبة بنت مالك بن بدر

- ‌حبيبة بنت عبد العزى العوراء

- ‌حدقة جارية الملك الناصر بن قلاون

- ‌حسانة النميرية ابنة أبي الحسين الشاعر الأندلسي

- ‌حفصة ابنة حمدون

- ‌حفصة ابنة الحجاج الركونية

- ‌حليمة الحضرية

- ‌حمدونية بنت عيسى بن موسى

- ‌حمد بنت زياد

- ‌حنة ألبرت

- ‌حنة اليصابات زوجة ألنبرو

- ‌حنة إسكو خاتون

- ‌حنة ملكة بريطانيا وإرلانده

- ‌حنة النمساوية ملكة فرنسا

- ‌حنة يولين ملكة إنكلترا

- ‌حنة البريطانية ملكة فرنسا

- ‌حنة ملكة نابولي

- ‌وسنة 1378م، لما اختلف البابوان المتناظران وهما "إكليمنفس السابع" و"أوريانوس السادس" تحزبت حنة "لإكليمنفس" فغاظت بذلك "أوريانوس" فاستحضر حالا الدوق "دورنسوا" وأعلن أن له الحق في تخت "نابلي"، أما حنة فاتباعا لرأي "إكليمنفس" كتبت وصية مخصوصة جعلت بموجبها ابن ملك فرنسا الثاني وارثا لها ونزعت بالكلية حق الملك عن الدوق وزوجته فاتخذ "شارل دورنسوا" هذه الحوادث حجة كان يطلبها بعد زمان طويل فأغار على بلاد حنة ولم يصادف من الشعب إلا مقاومة قليلة وتقدم إلى "نابلي" وأسر الملكة وأرسلها تحت الحفظ ل "أمور" فكانت هناك تحت رحمة الملك "هنكاريا" فأمر بقتلها حالا، فقطعت بالوسائد أخذا بثأر "أندرو" على الطريق التي قتلته بها

- ‌حنة ملكة نابلي ابنة شارل دورتو

- ‌حنة مورندي منزوليني

- ‌حرف الخاء

- ‌خديجة ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب

- ‌خديجة ملكة جزائر زيبة المهل من بلاد الهند

- ‌خرقاء بنت النعمان بن المنذر

- ‌حزانة ابن خالد بن جعفر بن قرط

- ‌خماني ابنة أردشير بن بهمن

- ‌خولة بنت الأزور الكندي

- ‌خولة ابنة منظور بن زبان

- ‌الخيرزان ابنة عطاء أم الهادي والرشيد

- ‌حرف الدال

- ‌دارمية الجونية

- ‌دختنوس ابنة لقيط بن زرارة بن عباس الدرامي

- ‌دلوكة بنت زباء ملكة من ملوك القبط الأولين بمصر

- ‌دليلة الفلسطينية

- ‌دنانير جارية يحيى بن خالد البرمكي

- ‌دهيا بانة ثابت بن تيفان

- ‌ديدرون ابنة الملك بقلوس

- ‌حرف الذال

- ‌ذات الخال

- ‌ذبية بنت ثبية الفهمية

- ‌ذؤابة امرأة رباح القيسي

- ‌حرف الراء

- ‌راحاب الإسرائيلية

- ‌راحيل ابنة لابان

- ‌رادغنده ابنة برنير ملك تورتجه

- ‌رادكليف مؤلفة إنكليزية

- ‌راعوث امرأة موابيه

- ‌راحيل الممثلة الشهيرة

- ‌رابعة الاشمية

- ‌رابعة ابنة الشيخ أبي بكر التجاري

- ‌رابعة ابنة إسماعيل البصرية العدوية مولاة آل عتيك

- ‌رابعة بنت إسماعيل

- ‌الرباب بنت امرئ القيس

- ‌رصفة بنت آية

- ‌رضية ملكة دهلي في بلاد الهند

- ‌رفقة ابنة بتوئيل

- ‌رقية ابنة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه

- ‌رقاش ابنة مالك بن فهم بن غنم بن أوس الأسدي

- ‌رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌رملة بنت الزبير بن العوام

- ‌رميصاء بنت ملحان

- ‌رولاند الفرنساوية

- ‌رحمة زوجة نبي الله أيوب عليه السلام

- ‌روشنك ابنة الدهقاء أوزبرت

- ‌ريا بنت الغطريف السلمي

- ‌ريا ابنة مسعود بن رقاش العشيري التغلبي من ربيعة

- ‌ريطة بنت عاصم بن عامر صعصة

- ‌ريطة بنت العجلات بن عامر بن برد منبه

- ‌حرف الزاي

- ‌زبيدة بنت جعفر بن المنصور العباسي

- ‌زبيدة القسطنطينية

- ‌زباء نائلة بنت عمرو بن الظرب بن حسان بن أذينة العمليقي

- ‌الزرقاء جايرة بن رامين

- ‌الزرقاء ابنة عدي بن قيس الهمدانية

- ‌زرقاء اليمامة ابنة مرة الطسمي

- ‌زليخا امرأة قطفير عزيز مصر

- ‌زوي امبراطورية المملكة الشرقية

- ‌زينب ملكة تدمر

- ‌زينب ابنة عبد الله بن عبد الحليم

- ‌زينب ابنة محمد بن عثمان بن عبد الرحمن الدمشقية

- ‌زينب ابنة عثمان بن محمد لؤلؤ الدمشقية

- ‌زينب المرية

- ‌زينب ابنة حدير

- ‌زينب ابنة حجش

- ‌زينب ابنة الحارث

- ‌زينب ابنة الإمام أحمد الرفاعي

- ‌زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌زينب ابنة جزيمة

- ‌زينب بنت العوام أخت الزبير

- ‌السيدة زينب بنت الإمام علي كرم الله وجهه

- ‌زينب ابنة الطثرية

- ‌زينب ابنة أبي القاسم الشهيرة بأم المؤيد عبد الرحمن

- ‌الأميرة زينب هانم أفندي

- ‌حرف السين

- ‌سارة زوجة إبراهيم الخليل عليه السلام

- ‌سارة القرظية الإسرائيلية

- ‌سبيعة ابنة عبد اشمس بن عبد مناف

- ‌ست الوزراء

- ‌ست الكرام

- ‌ست الملك بنت العزيز بالله

- ‌فلما رأى قوتهم أمر بالكف عنهم وقد أحرق بعض مصر ونهب بعضها وتتبع المصريون من أخذ نساءهم وأولادهم فابتاعوهم منه، وقد فضحت نساؤهم فازداد غيظهم وحقنفم عليه فظن أن ذلك من أخته ست الملك لأنه بلغه أن الرجال يدخلون عليها، فأرسل يتهددها بالقتل، ولما رأت سوء تصرفه وأنه ربما يطيع هواه فيقتلها أرسلت على قائد كبير من قواد الحاكم يقال له ابن داوس-وكان يخاف الحاكم- فقالت له إني أريد أنألقاك، ثم حضرت عنده وقالت له أنت تعلم ما يعتقده أخي فيك وإنه متى تمكن منك لا يبقي عليك، وأنا كذلك وقد انضاف إلى هذا ما تظاهر به مما يكره المسلمون ولا يصبرون عليه، وأخاف أن يثوروا به، فيهلك هو ونحن معه، وتنقلع هذه الدولة فأجابها إلى ما تريد فقالت إنه يصعد إلى هذا الجبل غدا وليس معه غلام إلا الركاب وصبي وينفرد بنفسه فتقيم رجلين تثق بهما يقتلانه ويقتلان الصبي ونقيم ولده بعده وتكون أنت مدير الدولة وأزيد في إقطاعك مائة ألف دينار، ثم أعطته ألف دينار للرجلين، وانصرفت. فاختار اثنين من ثقاته وأخبرهما بالقصة فمضيا إلى الجبل

- ‌سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان التميمية

- ‌سرى خانم

- ‌سعدى معشوقة مالك بن عقيل العذري

- ‌سعدى الأسدية

- ‌سفانة ابنة حاتم الطائي

- ‌سكينة ابنة الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه

- ‌سلمى الملقبة ب"قرة العين

- ‌سلمى امرأة عروة بن الورد

- ‌سلامة القس

- ‌سميراميس ملكة أشور

- ‌سمية أم عمار بن ياسر

- ‌سودة بنت زمعة

- ‌سودة ابنة عمار بن الأشتر الهمدانية

- ‌سوسن زوجة بواكيم ملكة بني إسرائيل

- ‌شجرة الدر

- ‌شعانين زوجة المتوكل الخليفة العباسي

- ‌شعوانة رضي الله عنها

- ‌الشلبية الأندلسية

- ‌شهدة ابنة أبي نصر أحمد بن أبي الفرج الإبري الدينورية البغدادية

- ‌شوكار قاضن

- ‌شرفية ابنة سعيد قبودان

- ‌شرين زوجة أبروزير بن هرمز

- ‌حرف الصاد

- ‌صفية ابنة عبد المطلب

- ‌صفية ابنة الخرع

- ‌صفية ابنة مسافر

- ‌صفية بنت عمرو الباهلية

- ‌صفية ابنة حيي بن أخطب

- ‌الملكة صفية والدة السلطان سليمان الثاني ابن السلطان إبراهيم

- ‌حرف الضاد

- ‌ضياء ابنة الوزير فرنان وزير جزيرة صقلية

- ‌ضباعة بنت الحارث الأنصارية

- ‌ضباعة بنت الزبير

- ‌ضباعة بنت عامر بن قرظ العامرية

- ‌حرف الطاء

- ‌طغاي زوجة الملك الناصر قلاوون

- ‌ طولباي الناصرية

- ‌طيطغلي خاتون زوجة السلطان أوزبك الكبرى

- ‌حرف الظاء

- ‌ظبية ابنة البراء

- ‌ظريفة ابنة صفوان بن وائلة العذري

- ‌ظريفة كاهنة حمير

- ‌حرف العين

- ‌عائشة بنت أبي بكر الصديق

- ‌عائشة بنت طلحة

- ‌عائشة النبوية ابنة جعفر الصادق

- ‌عائشة بنت أحمد القرطبية

- ‌عائشة بنت محمد بن عبد الهادي

- ‌عائشة بنت يوسف بن أحمد بن نصر الباعوني

- ‌(بسم الله الرحمن الرحيم)

- ‌براعة المطلع

- ‌الجناس المحرف

- ‌الجناس المشوش

- ‌الجناس المركب

- ‌الجناس المصحف والمطلق

- ‌الجناس المخالف

- ‌الجناس اللاحق

- ‌الجناس اللفظي

- ‌الجناس المعنوي

- ‌المناقضة

- ‌الرجوع

- ‌الاستدراك

- ‌المطابقة

- ‌التمثيل

- ‌الإبهام

- ‌الاستعارة

- ‌الأرداف

- ‌الافتتان

- ‌مراعاة النظير

- ‌عتاب المرء نفسه

- ‌المغايرة

- ‌سلامة الاختراع

- ‌التوشيع

- ‌المراجعة

- ‌القول بالموجب

- ‌التهكم

- ‌المواربة

- ‌ضرب المثل

- ‌النزاهة

- ‌تجاهل العارف

- ‌الهزل الذي يراد به الجد

- ‌البسط

- ‌التورية

- ‌التصدير

- ‌ما لا يستحيل بالانعكاس

- ‌تألف اللفظ والمعنى

- ‌التفويف

- ‌الإدماج

- ‌الاستخدام

- ‌المقابلة

- ‌تآلف اللفظ والوزن

- ‌تآلف المعنى والوزن

- ‌الإبداع

- ‌التفريع

- ‌القسم وجوابه

- ‌حسن البيان

- ‌التوشيح

- ‌المجاز

- ‌الاستطراد

- ‌التهذيب والتأديب

- ‌الانسجام

- ‌التشريع

- ‌الالتفات

- ‌الاحتراس

- ‌تأليف اللفظ باللفظ

- ‌‌‌التكرار

- ‌التكرار

- ‌المناسبة

- ‌حسن النسق

- ‌الإيجاز

- ‌التتميم

- ‌التجريد

- ‌التمكين

- ‌الحذف

- ‌الاقتباس

- ‌النوادر

- ‌الكناية

- ‌المخلص

- ‌الإطراء

- ‌التكميل

- ‌الترتيب

- ‌التمسيك

- ‌السهولة

- ‌المماثلة

- ‌الاعتراض

- ‌الإيداع

- ‌الإشارة

- ‌التفسير

- ‌التوشيح

- ‌العنوان

- ‌التسهيم

- ‌حصر الجزئي وإلحاقه بالكلي

- ‌الاكتفاء

- ‌التوليد

- ‌التفصيل

- ‌الموارد

- ‌التقسيم

- ‌الجمع مع التقسيم

- ‌القلب

- ‌بدر الكمال البدر مكتسب=من نوره وضياء الشمس فاعتلم

- ‌تنسيق الصفات

- ‌التشطير

- ‌السجع

- ‌الترصيع

- ‌اللف والنشر

- ‌الإغراق

- ‌الغلو

- ‌المبالغة

- ‌التشبيه

- ‌الاتساع

- ‌الاتفاق

- ‌ التفريق

- ‌صحة الإقسام

- ‌الإشراك

- ‌التلمح

- ‌المذهب الكلامي

- ‌الالتزام

- ‌التوجيه

- ‌الترديد

- ‌التجزئة

- ‌الإيضاح

- ‌الاستتباع

- ‌السلب والإيجاب

- ‌التدبيج

- ‌المساواة

- ‌نفى الشيء بإيجابه

- ‌جمع المؤتلف والمختلف

- ‌المدح في معرض الذم

- ‌الازدواج

- ‌التصريع

- ‌الفرائد

- ‌براعة المطلب

- ‌العقد

- ‌حسن الختام

- ‌عائشة بنت السيد عبد الرحيم الرفاعي

- ‌عائشة عصمت بنت إسماعيل باشا تيمور بن محمد كاشف تيمور

- ‌لا تصلح العائلات إلا بتربية البنات

- ‌عائدة المدينة

- ‌عاتكة بنت عبد المطلب الهاشمية

- ‌عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل

- ‌عاتكة ابنة معاوية بن أبي سفيان الأموي

- ‌عاتكة بنت يزيد بن معاوية

- ‌فقال أمير المؤمنين: أنا قاتل الآخر به. فقلت: أنا الولي وقد عفوت قال: لا أعود الناس على هذه العادة، فرجوت أن ينجي الله ابني هذا على يدها، فدخلن عليها فذكرن ذلك لها فقالت: وكيف أصنع مع غضبي عليه وما أظهرت له قلن: إذا والله يقتل فلم يزلن بها حتى دعت بثيابها فلبستها، ثم خرجت نحو الباب، فأقبل حديج الخصي قال: يا أمير المؤمنين، هذه عاتكة قد أقبلت. قال: ويلك، ما تقول قال: قد والله طلعت فأقبلت وسلمت، فلم يرد عليها السلام فقالت: أما والله لولا عمر ما جئت إن أحد بينه تعدى على الآخر فتله فأردت قتل الآخر وهو الولي وقد عفا قال: إن أكره أن أعود الناس على هذه العادة قالت: أنشدك الله يا أميرا لمؤمنين فقد عرفت مكانه من أمير المؤمنين معاوية وقد طرق بابي فلم تزل به حتى أخذت برجله فقبلتها فقال: هو لك ولم يبرحا حتى اصطلحا، ثم راح عمر بن بلال إلى بعد الملك فقال: كيف رأيت قال: رأينا أثرك، فهات حاجتك. قال: مزرعة بعدتها وما فيها، وألف دينا، وفرائض لولدي وأهلي. قال: ذلك لك، ثم اندفع عبد الملك يتمثل بشعر كثير (وإني لأرعى قومها من جلالها)

- ‌عاصية البولانية بنت عبد العزى الطائي

- ‌عبدة محبوبة بشار بن برد

- ‌العبادية جارية المعتضد بن عباد والد المعتمد

- ‌عبيدة الطنبورية بنت صباح مولى أبي السمراء

- ‌عتبة جارية الخيزران زوجة المهدي وأم الرشيد

- ‌العجفاء المغنية

- ‌العروضية

- ‌عريب

- ‌عزة الميلاء

- ‌عزة صاحبة كثير

- ‌عفراء بنت الأحمر الخزراعية

- ‌عفراء بنت مهاصر بن مالك بن حزام بن ضبة بن عبد بن عذرة

- ‌عقيلة ابنة أبي النجاد بن النعمان

- ‌عكرشة ابنة الأطروش بن رواحة

- ‌علية ابنة المهدي العباسية

- ‌عمارة جارية ابن جعفر

- ‌عمرة ابنة دريد بن الصمة

- ‌عمرة ابنة الخنساء

- ‌عمرة الخثعمية

- ‌عمرة ابنة النعمان بن بشير

- ‌عوان جارية سليمان بن عبد الملك

- ‌عوراء بنت سبيع

- ‌حرف الغين

- ‌غاية المنى جارية المعتصم بن صمادح

- ‌الشاعرة الغسانية

- ‌حرف الفاء

- ‌فاختة ابنة أبي طالب

- ‌فارعة ابنة أبي الصلت الثقفية أخت أمية بن أبي الصلت

- ‌فارعة ابنة شداد

- ‌فاطمة ابنة أسد

- ‌فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌فاطمة ابنة الحسين

- ‌فاطمة بنت مر الخثعمية

- ‌فاطمة بنت أحجم بن دندنة الخزاعي

- ‌فاطمة ابنة الخطاب بن نفيل

- ‌فاطمة ابنة قيس بن خالد الأكبر

- ‌فاطمة بنت الوليد عتبة

- ‌فاطمة بنت الوليد بن المغيرة المخزومي أخت خالد بن الوليد

- ‌فاطمة ابنة الضحاك الكلابية

- ‌فاطمة ابنة عتبة بن ربيعة بن عبد شمس القرشية العبشمية

- ‌فاطمة ابنة المجلل بن عبد الله

- ‌فاطمة ابنة عبد الملك بن مروان

- ‌فاطمة ابنة جمال الدين سليمان

- ‌فاطمة ابنة الخشاب

- ‌فاطمة الفقيهة ابنة علاء الدين محمد بن أحمد السمرقندي

- ‌فاطمة النيسابورية رضي الله عنها

- ‌فاطمة بنت الإمام السيد أحمد الرفاعي الكبير

- ‌فاطمة بنت السيد عبد الرحيم الرفاعي

- ‌فاطمة علية

- ‌ثم زادت على ذلك بأن مدام (ر.) وإن كانت إنكليزية المحتد والنشأة إلا أنها عارفة بعدة لغات، وهي تعرف اللغة الفرنسوية، كما تعرف لغتها وأنه لا يمكن أن تجعل لنا ثقلة من التكلم معها واختتمت كتابها بقولها إن مدام ر. المومى إليها الحرية بأن تدعى فيلسوفة وإنه ليس في هذا الوصف مغالاة على الإطلاق وحيث عن الشخص الذي أحضر الكتاب كان لا يزال في انتظار الجواب بلغته أن يخبر المدام المومى إليها أن تتفضل لزيارتنا في اليوم الثاني وأن تؤانسنا بمناولة طعام الإفطار معنا

- ‌وكانت هذه المدام ناقلة مروحة جميلة جدا قد سلمتها مع ردائها إلى الجارية، وهذه المروحة من المراوح ذات القيمة التي تنقلها أكبر المدامات لا لأجل رفع الحر وترطيب الهواء، ولكن لأجل إظهارها للناس وبيان قيمتها وغلاء سعرها حتى ولئن كان الهواء رطبا وليس من حاجة إليها، ولما كان هواء تلك الليلة غير حار إلى حد أن يكون هناك حاجة إلى استخدام المروحة لم تشأ هذه المدام أنت تبقيها معها عند دخولها إلى القاعدة فتركتها مع الجارية في الخارج، وقد دل هذا العمل دلالة واضحة على أنها لم تنقل هذه المروحة بقصد الفخفخة وإنما تقصد المحافظة على شأنها وشهرتها ليس إلا، وبالجملة فإن هذه الرقة المجسمة التي لم تكن تعرف ما هو الغرور ولم تختبر العظمة والكبر كانت بادية عليها آثار التواضع ومخايل أنس الجانب وكانت تتكلم بصوت لطيف يقع إلى أعماق القلب، ويدخل الآذان بلا استئذان، وكان شعرها الكستنائي النادر في الإنكليز وعيناها الزرقاوان تزيدان سيماها الجميلة جمالا وعذوبة. أما ألبستها لأنها وإن كانت كما فصلت قبلا حسنة، ومن آخر زي غير أنها كانت في غاية البساطة ولم تكن مزينة بالأزهار وما مائل من أنواع البهرجة، وكانت تشير إلى نبالتها وكمالها

- ‌المحاورة الثالثة

- ‌فاطمة بنت الأمير أسعد الخليل

- ‌فكيهة جارية أحيحة بن الجلاح

- ‌فريدة مولاة آل الربيع

- ‌فريدة جارةي الواثق

- ‌فضل المدينة

- ‌فضل الشاعرة

- ‌فضة النوبية

- ‌فطنت بنت أحمد باشا والي طرابزون

- ‌فكتوريا ملكة الإنكليز وإمبراطورة الهند

- ‌فكتوريا ودهول

- ‌قيدر ابنة مينوس الكريني

- ‌فيروز خونده

- ‌حرف القاف

- ‌[قتيلة بنت النضر بن الحارث]

- ‌قلم الصالحية جارية صالح بن عبد الوهاب

- ‌قمر جارية إبراهيم بن حجاج اللخمي صاحب إشبيلية

- ‌حرف الكاف

- ‌كاترينا هنريات دوبلذاك دوانتزغ

- ‌كاترينا دوماتوفنادشكوف

- ‌كاترينا إمبراطورة الروسيا الأولى

- ‌كاترينا الثانية إمبراطورة روسيا وهي ابنة دوق أنهلت زرسبت

- ‌[كبشة بنت معدي كرب الزبيدي]

- ‌كبك خاتون زوجة السلطان أوزبك

- ‌كريمة بنت محمد بن حاتم

- ‌كيلوباتره ملكة مصر

- ‌كنزة أم شملة بن برد المنقري من ولد قيس

- ‌كلابة مولاة ثقيف

- ‌حرف اللام

- ‌لبنى بنت الحباب الكعبية

- ‌لبانة ابنة ريطة بن علي بن عبد الله طاهر

- ‌لطيفة الحدانية

- ‌لويزا ماري كارولين

- ‌ليلى الأخيلية

- ‌ليلى العامرية بنت مهدي بن سعد

- ‌ليلى بنت طريف

- ‌حرف الميم

- ‌ماء السماء

- ‌ماريا أدجورت بنت أدورد الثالث ملك إنكلترا

- ‌ماجدة القرشية

- ‌ماريا تريزيا ابنة كارلوس الرابع إمبراطور النمسا

- ‌ماريا متشل الفلكية الأميركية

- ‌ماريا مورغان الأميركية

- ‌ماري جان غومرد دوفويريني

- ‌ماري أنتوانت ابنة دوق توسكا من مارياتريزيا

- ‌ماري ستوارث ابنة يعقوب الخامس دوق سكوتلانده

- ‌ماري دوارليان

- ‌مادام بلانشار

- ‌المتجردة هند زوجة المنذر بن ماء السماء

- ‌متيم الهشامية

- ‌مرغريتا الفرنساوية ملكة إنكلترا

- ‌مرغريتا دي فالوا

- ‌مريم ابنة عمران

- ‌مدام نكر

- ‌مريم مكاريوس

- ‌مريم بنت يعقوب الأنصاري

- ‌مريم صوفيا إمبراطورة الروسية

- ‌مزروعة بنت عملوق الحميرية

- ‌مسكة جارية الناصر محمد بن قلاوون

- ‌مفضلة الفزارية بنت عرفجة الفزاري

- ‌منفوسة بنت زيد بن أبي الغوار رضي الله تعالى عنها

- ‌مهجة القرطبية صاحبة ولادة

- ‌مي ابنة طلابة بن قيس بن عاصم الغساني

- ‌مية بنت ضرار الضبية

- ‌مية بنت عتبة

- ‌مريم نحاس نوفل

- ‌حرف النون

- ‌نائلة بنت الفرافصة بن الأخوض

- ‌ناجية بنت ضمضم المري

- ‌نزهون الغرناطية

- ‌نعمى جارية ظريف بن نعيم

- ‌السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي الطالب

- ‌نصرة إيلياس غريب

- ‌نوار بنت أعين بن صعصعة

- ‌نيكتورسيس

- ‌حرف الهاء

- ‌هاجر زوجة إبراهيم الخليل عليه السلام

- ‌هجيمة أم الدرداء

- ‌هزيلة الجديسية

- ‌هند أم سلمة

- ‌هند بنت النعمان بن بشير

- ‌هند جارية محمد بن عبد الله بن مسلم الشاطبي

- ‌هند بنت النعمان

- ‌هند بنت أثاثة

- ‌هند بنت زيد بنت مخرمة الأنصارية

- ‌هند بن عتبة بن ربيعة بن عبد

- ‌شمس بن عبد مناف القرشية

- ‌هند بنت خالد بن نافلة

- ‌هند بنت كعب بن عمرو بن ليث الهندي

- ‌وهيبة بنت عبد العزى بن عبد قيس

- ‌ولادة بنت المستكفي بالله

- ‌حرف اللام ألف

- ‌لانيلسون المغنية الأسوجية

- ‌لادي رسل ابنة توماروتسلي وزير مالية إنكلترا

الفصل: ى التدين والتقوى. وكان زوجها يعتمد عليها في مقابلة زواره وضيوفه

ى التدين والتقوى.

وكان زوجها يعتمد عليها في مقابلة زواره وضيوفه وكان إذا دعا بعضهم إلى بيته يقول لهم: هلم نتمتع بحديث مدام "نكر". واعتزل الأشغال التجارية كلها وأناط بزوجته تدير منزله وأمواله فكانت تحل وتربط وتبيع وتشتري.

وقد بينت ابنتها مدام دوستايل الكاتبة الشهيرة سبب ذلك بقولها: لما رأى أبي أن أمي فقيرة لا مال معها ورآها شاعرة بذلك خاف أن تستصغر نفسها، فسلمها كل أمواله وخول لها التصرف المطلق فيها لكي تشعر من نفسها أن المال لها فتنفذ تخلص من صغر النفس.

وذهب "كين" المؤرخ المتقدم ذكره على باريس فدعاه زوجها إلى بيته وأحسن ضيافته وترحبت هي به وأخبرته أن دخل زوجها السنوي لا يقل عن عشرين ألف دينار، ثم عين المسيو "نكر" وزيراً لمالية فرنسا ومديراً لها، فأصلح شؤون المالية، واهتم بإصلاح السجون والمستشفيات، وكان الفضل الأول في ذلك لزوجته لأنها كانت تتعهد السجون بنفسها وتتفقد كل أحوالها وتدبر الطرق المناسبة لإصلاحها، وأنشأت بيمارستاناً بباريس، فسمي باسمها إلى هذا اليوم.

وأقام زوجها في هذا المنصب الرفيع خمس سنوات وكانت هي المدبرة لأموره لصعوبتها، وأقر زوجها بفضلها وكان زوجها يفتخر بها ويعدد فضائلها فلامه البعض على ذلك لكنهم أخطأوا في لومهم خطأً بيناً لأنه إذا حق الحق للإنسان أن يفتخر بآبائه وجدوده وبعلمه وآدابه كما فعل عمرو بن كلثوم والسموأل بن عادياء وأبو العلاء المعري في قصائدهم الفخرية حق له أيضاً أن يفتخر بآل بيته ولاسيما بزوجته إذا كانت ممن يفتخر بها كمدام "نكر" هذه التي كانت مرشدة لزوجها ومدبرة لأموره وزهرة فضل عرفها في بيته ولكن المناصب محفوفة بالمتاعب ومن رقي العلى استهدف لوقع أسهم الردى فلم يمض على المسيو "نكر" خمس سنوات في هذا المنصب حتى كثر حساده وخيف عليه من عدوانهم فعزم على الاستعفاء وحثته عليه زوجته حتى استعفى وتنحى عن الأشغال السياسية فأسف محبو فرنسا على استعفائه ولامها البعض منهم لأنها حثته على الاستعفاء ولكن عذرها واضح وحجتها دامغة ألا وهي أنها خافت عليه من العدوان وما تنفع المناصب والحياة في خطر وإلى ذلك لم أتأمل في عواقبه فاضطررت في الآخر أن أرغبه في تركه وقد أسفت فرنسا كلها على استعفائه، ونحن أيضاً آسفون جداً لاضطرارنا على ترك هذا المنصب ولاسيما لأننا نخاف أن لا تجرى أموره في مجراها بعد أن تركناه. أما مسيو "نكر" فلم يترك الاشتغال بعد تركه للمنصب -المذكور- بل أكب على تأليف كتاب جاء من أبدع الكتب فبيع منه في أسبوع واحد ثمانون ألف نسخة وألفت مدام "نكر" كتاباً في الطلاق أودعته آيات البلاغة، وطبعته سنة 1794 م.

وتوفيت في تلك السنة بعد أن أصابها مرض عصبي مؤلم فحزن عليها زوجها حزناً مفرطاً. وأورى ضريحها بالعبرات وحق له الحزن والبكاء عليها لأنها رفعت لواء عزه وأنارت سبل حياته بذكاء عقلها وسمو آدابها.

‌مريم مكاريوس

ولدت مريم نمر مكاريوس في ربيع سنة 1860 م في حاصبيا مدينة من مدن سوريا قبل حدوث المذبحة الشهيرة فيها ببضعة عشر يوماً وتيتمت من أبيها بتلك المذبحة التي شابت لهولها الولدان، فحملتها أمها مع أخيها إلى مدينة صيدا بعدما فرت بهم إلى قرية مجدل شمس بقرب جبل الشيخ، ثم أتت على مدينة بيروت وهي تغذيها بألبان الحزن وتغسل وجنتيها بدموع الحسرات وقامت عليها وعلى أخويها تربيهم بما اشتهر عنها من

ص: 497

الحكمة والذكاء إلى أن بلغوا سن التمييز فأدخلتهم في إحدى مدارس القدس الشريفة ليتعلموا بها العلم الذي لم يكن لأمهم حظ منه لأنها ولدت وربيت في عصر كان تعليم البنات محظوراً فيه بحجة أنه غير لازم لهن ويخشى منه عليهن كذا ظن أهل ذلك العصر وهو ظن أقبح من إثم، فلم تلبث المترجمة في القدس إلا زماناً يسيراً حتى اختارت لها أمها مدرسة من أحسن مدارس بيروت أدخلتها ولم ترض أن تخرج منها قبل أن تتم دروسها كلها وتأخذ شهادتها فدرست من اللغة العربية وفنونها الصرف والنحو والبيان ومن الإنكليزية كذلك ومن العلوم التاريخية والجغرافية والحساب والفلسفة الطبيعية والهيئة وغير ذلك وتمرنت على الأعمال اليدوية من خياطة وتطريز ونحوهما، ونالت الشهادة المدرسية سنة 1877 م وكانت وهي في المدرسة مشهورة بإخلاص النية وسلامة الطوية وذكاء العقل وشدة الحياء.

وبعد خروجها من المدرسة بقليل اقترن بها شاهين مكاريوس، فأنشأت له بيتاً زينته بلطفها ودبرته بحكمتها وفتحت أبوابه للأصدقاء الأدباء من رجال ونساء، فكانوا على مائدتها كأنهم في ناد من النوادي العلمية والمحافل الأدبية وهي تطربهم بعذب كلامها وتكرهم بخمرة معانيه ورزقها الله ثلاثة أولاد ذكرين وأنثى، فربتهم أحسن تربية وعلمت كبيرهم مبادئ العربية والإنكليزية، وكانت عازمة أن تعلم أخاه وأخته متى بلغوا سن التمييز، ولكن أدركتها المنية قبل تحقيق المنى فخسر أطفالها خسارة لا تعوض.

وفي غرة سنة 1880 م اتفقت مع البعض من صديقاتها وعقدت جمعية أدبية سمتها "باكورة سورية"، وانضم إليهن عدد من السيدات المهذبات، فكن يتناوبن الخطب والمناظرات.

ومن خطبها خطبة تاريخية انتقادية في الخنساء الشاعرة العربية الشهيرة جمعت فيها ما تفرق في كتب الأدب وشفعته بانتقاد مكين يدل على توقد ذهنها ودقة نظرها، وقد أدرجها "المقتطف" في سنته التاسعة.

ولها أيضاً مقالة عنونها حرارة الماء أدرجت في السنة الثانية منه ونبذ أخرى ورسائل ومناظرة عنوانها "بنات سوريا" مع البيكباشي الدكتور سليم موصلي. ومناظرة عنوانها "دفاع النساء عن النساء" مع الدكتور شبلي أفندي شميل مؤلف الشفاء سنذكرها في هذه الترجمة لأنها لا يزال صداها يدوي في الأذان حتى الآن وقد كان هذان الدكتوران طبيبيها الخاصين حتى ساعة موتها، وقد بذلا كل الجهد والعناية حفظاً لحياتها الثمينة، فأعياها الداء العياء.

ولها في اللطائف مقالة رنانة في حيات زنوبة ملكة تدمر ورسائل شتى لم تطبع. وقالت مرة في مطالعة النساء للقصص والكتب الفكاهية ما نصه: "نحن نميل طبعاً إلى قراءة سير الناس ولذلك نرى أكثر نساء العالم تقتبس معارفهن وفوائدهن من قراءة الكتب التي من هذا الباب ولا يخفى عليكن أن المرأة الصداقة لا تقصد بمطالعة الروايات وسير الناس مجرد تسلية الخاطر وإشغال المخيلة بما يهيج الأطفال ويسلي الأولاد الصغار، ولكنها تقصد أولاً تحصيل الفوائد اللازمة لها في حياتها مثل معرفة الأخلاق واختلاف الأحوال، وصروف الزمان والتصرف في النوائب، وفضل ممارسة الفضيلة، ووخامة مرتع الرذيلة، واعتبار العواطف الشريفة، والافتداء بالذين فاقوا في حسن صفاتهم وكرم أخلاقهم وفازوا بجميل صبرهم وأفادوا بحسن تربيتهم واهتمامهم بجبر القلوب الكسيرة، وتشجيع النفوس الصغيرة، وإصلاح شؤون هذه الفضائل وأمثالها تقصدها المرأة الحكيمة أولاً في مطالعة الروايات والسير، وتقصد الفكاهة والتسلية ثانياً وإني طالما وددت لو كان لنا نحن بنات اللغة العربية ما لغيرنا من الروايات التي إذا قرأناها لم تعل وجوهنا حمرة الخجل. ومن السير التي نجد فيها ما يوسع العقول ويهذب الأخلاق ويلطف العواطف، ويكمل الأدب ويعلم أحوال

ص: 498

العالم ويكشف لنا خبايا الطبع البشري فلم أنل المنى إلا في قليل مما وقفت عليه ولم أزل أضطر إلى مطالعة كتب الإفرنج لتحصيل ما أشتهيه من هذا القبيل مع أننا في زمان تتبارى فيه أقلام الكتاب ويتباهى فيه أولوا النباهة والذكاء.

وقالت أيضاً منتقدة إغفال ذكر الأمهات من تراجم البنين والبنات ما نصه: "ولم يذكر لنا المؤرخون عن اسم أم الخنساء ولم يكلفوا النفس أي كلمة عن التي قاست الأهوال وأحيت الليالي حرصاً على حياة بنتها وحباً لتربيتها فأين الإنصاف من ذلك وفضل البنت من فضل أمها وقد قال الفيلسوف: إن الباري إذا شاء أن يخلق في أرض فيلاً عظيماً خلق فيلة عظيمة تلده. وما أدرانا أن الخنساء لولا فضل أمها لم يكن فيها فضل تشتهر به ولولا حسن تربية أمها لها نبغت بما نبغت نعم إنها ولدت من نسل امرئ القيس أشعر شعراء العرب، والأقرب إلى العقل أن تكون قريحته قد اتصلت إليها بحكم الوراثة ولكنها اتصفت أيضاً بصفات أدبية أسمى من صفاتها العقلية ومن المعلوم أن امرأ القيس لم يفق في آدابه ولو فاق الشعراء في شعره فالمتأمل في سيرة الخنساء يجد مندوحة لإسناد الفضل إلى أمها وإن يكن على سبيل الزعم والتخمين ولو تنازل المؤرخون إلى ذكر أم الخنساء وصفاتها لظهر الحق وانتفت الظنون وكفى بذلك فائدة إن يكن في ذكر الأم غيرها.

وقالت أيضاً منتقدة "سكوت" الكتاب في السير والتراجم عما يحدث للإنسان في صباه من الحوادث والنوادر ونحوها: "وقد ضربوا صفحاً أيضاً عما جرى للخنساء في صباها ولم يشيروا إلى أيام حداثتها والحال أن الإنسان لا يتكمل الفائدة ولا اللذة في مطالعة سير غيره إلا متى اطلع على أحوالهم فعرف نقائصهم وفضلهم، وحسناتهم وسيآتهم وما فاقوا فيه وقصروا عنه وكيف طرأت عليهم التجارب والمصاعب فتخلصوا منها وتغلبوا عليها وكيف توسعت قواهم العقلية واستقامت قواهم الأدبية، ونمت أبدانهم واشتدت قواهم الجسدية وما كانت نوادرهم ومزاياهم وسائر خصائصهم وهذه الأمور كلها تظهر في زمان الطفولية والصبا أحسن ظهور، ولذلك يجد القارئ معظم اللذة والطلاوة إن لم نقل معظم الفائدة أيضا في معرفة أحوال الشخص في طفوليته وحداثته".

وقد عرفت المترجمة في ردها على الدكتور شبلي شميل بقولها: إن الزوجة الفاضلة هي المعزية الحزين المفرجة الكروب الصابرة على مضض العيش ونغص الحياة الراضية بمشاركة الرجل في سرائه وضرائه المحافظة على ولائه الطالبة ستره الناسية نفسها في خدمته الباذلة حياتها في مسرته، وتربية عائلته الممتازة بالوراعة والعفاف والطهارة وهذه الأوصاف قد كانت دأبها في حياتها وقد استكملتها واحدة فواحدة كما يعلم ذلك أصدقاؤها ومعارفها وأما أنا فلم يسعدني الحظ برؤيتها وبالاقتباس من أنوار معارفها.

وفي سنة 1881 م أنشأ بعض المحسنات الأميركانيات والوطنيات جمعية لتعلم النساء البائسات والتصدق عليهن فشاركتهن في هذا العمل المبرور وجعلت بيتها داراً لتلك الجمعية فكن يجتمعن فيه كل أسبوع يتعلمن ويأخذون ما يتصدق به عليهن من كسا ونقود.

وفي أواخر سنة 1885 م انتقلت المترجمة مع زوجها إلى الديار المصرية، ولما استقر بها القرار عكفت على المطالعة والدرس استعداداً لعمل حميد كانت ناوية أن تشرع فيه خدمة لبنات عصرها لو فسح في أجلها ولكن باغتها على غرة مرض له "باشلس" يدخل الأبدان مع الهواء وينشب في الرئتين أظفاره، وهو المنية بعينها ولا دافع له من دواء ولا رقية:

أمر رب العباد يقضي بما شاء

تعالى عن الخلائق سرمد

فأرجعت مريضة إلى بر الشام في صيف تلك السنة نزلت في قرية من أطيب قرى لبنان هواء وماء فأقامت

ص: 499

هناك على ربى لبنان تصارع الداء بجودة الهواء إلى أن دخل فصل الشتاء فقال الأطباء: قد أزف الرحيل ومصر لمن كان مثلها خير دواء، فرجعت إلى مصر ومضت إلى حلوان وعادت على القاهرة وامتحنت كل علاج قديم وحديث أشاربه الأطباء، وكلهم من صفوة المعارف وأخلص الأصدقاء لها ولكن ماذا ينفع الدواء والداء عياء.

ولم يذهب المرض الطويل والألم الشديد بشيء من بشاشة وجهها ولا من طلاوة حديثها ولا من حصافة رأيها فكانت تبش بوجه العواد مهما كانت آلامها قوية وتسامرهم وتطايبهم وترتئي الآراء السديدة وتقص الأحاديث المفيدة، وهي عارفة بسير مرضها وبأن الشفاء فيه نادر، ولما قطعت الرجاء من الحياة كاشفت ذويها فأرادوا أن يقووا آمالها فقالت: إليكم عن المحال فقد أزف الرحيل وستحضرني الوفاة هذه الليلة ونادت زوجها وأخاها وكل واحد من أصدقائها باسمه وتكلمت معهم كلاماً يلين له الجماد، ويفتت الأكباد، ثم أغمضت جفنيها وأسلمت الروح في الساعة الأولى من يوم 22 آذار (مارس) سنة 1306 هـ في غرة فصل الربيع وهي في غرة ربيع الحياة.

ومن آثارها رسالة بعثت بها إلى جمعية السيدات اللواتي نلن الشهادة المدرسية في مدرسة البنات السورية في بيروت وذلك في شهر نيسان (أبريل) سنة 1887 م وهي:

"إلى حضرة الرئيسة المحترمة والأعضاء المكرمات بعد التحية أقول: إني لو خيرت لاخترت الحضور بينكن والتمتع بمجالستكن، واجتناء لذيذ أحاديثكن على المكاتبة وتبادل الأشواق بالحبر والقرطاس، ولكن هذا نصيبنا فقد قسم لنا أن نترك الوطن العزيز وأن نفارق صاحبات حبيبات، وداراً ضمتنا جميعاً فقضينا فيها أوقات أنس من أظرف الأوقات، وتعلقت قلوبنا بها فصارت تحن إليها وتتحسر عليها ألا وهي المدرسة التي أنتن مجتمعات فيها الآن والتي تغذينا منها بألبان المعارف والعلوم. لا ريب عندي أن كلاً منكن تذكر الآن تلك الأيام التي كنا نجتمع فيها معاً كالأخوات، بنات العائلة الواحدة، مشمولات بنظر اللواتي كن يسهرن علينا سهر الأمهات على البنات ونحن نرتع في نعيم الطهر والصبا نملأ منه صافي كأس الحياة لا هم لنا إلا العلوم ولا غم إلا عدم حفظ الدروس. أما الآن فقد تبدلت تلك الأحوال وتشتت عملنا في كل الجهات حتى صار يصعب علينا الاجتماع جميعاً في محل واحد ومكان كما هو مقتضى جمعيتنا هذه وقد وصلت دعوتكن إلي وأنا بعيدة عنكن غير قادرة على الاجتماع معكن وقد قيل: إن الطاعة خير من الذبيحة فلذلك رأيت أن أكتب إليكن ببضع ما شاهدته بعد اجتماعنا الأخير إجابة لطلبكن في الدعوة راجية منكن المعذرة على إشغال وقتكن بمطالعته لقلة ما تضمن من الفوائد فأقول: فارقت بيروت في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) سنة 1885 م مع رفيقتي الصادقة الوداد السيدة ياقوت صروف قاصدين القاهرة محل إقامتنا الآن فمررنا بمدن رأيت فيها جماعة من بنات مدرستنا اللواتي سبقننا إلى هذه البلاد، ثم ركبنا القطار وسرنا أسرع من الطير في تلك المركبات العجيبة التي أزالت عناء الأسفار وقربت ما بعد من الديار فقطعنا في نحو ساعات ما يقطع عندنا في أسبوع من الزمان، ولما دخلنا القاهرة وجدناها مدينة كبيرة متسعة الأزقة والشوارع تختلف عن بيروت اختلافاً عظيماً، ولكن لم تطل إقامتي فيها حتى صرت أشعر بالوحشة العظيمة لجبال لبنان التي حوت بيروت في كنفها والبحر المتوسط المنبسط أمامها كالبساط الأزرق في رواق أجمل القصور، هذا ومن يسمع عن القاهرة أو يقرأ كلام الكتاب فيها يتوهم أنها هي الفسطا المدينة

ص: 500

القديمة الشهيرة والحال أن تلك لم يبق منها إلا أطلال بالية وبيوت قليلة خربة أو متداعية وكلها في جهة تعرف بمصر العتيقة في هذه الأيام.

وأما المدينة ففي 30 درجة من العرض الشمالي و 28 درجة من الطول الغربي في وسط سهل فسيح، قد اختلطت فيه رمال البادية بالطين الذي جرفه نهر النيل إلى مصر من قلب أفريقا ويحاذيها من ناحية الشرق الجبل المقطم وهو كبعض التلال المنبسطة في ربى لبنان أو أوطأ منها، ومن ناحية الغرب نهر النيل ملاصقاً للبيوت التي على أطرافها ولغزارة مائه واتساعه العظيم يسمونه هنا بحراً وقد صدقوا فلو جمعت أنهار سوريا كلها معاً لما ساوت جانباً منه.

والمدينة مؤلفة اليوم من بيوت قديمة وبيوت جديدة فالقديمة مبنية ومرتبة على الاصطلاح الشرقي والشوارع بنيها ضيقة والأزقة يغلب أن تكون قذرة والهواء غير نقي لانحصاره والمباني غير جميلة ولكنها لا تخلو من محاسن كثيرة يلذ بها ذو الذوق السليم كمنجورها المعروف بالمشربية فإنه بديع الجمال ويزيده طول عهده حسناً وجمالاً لأن طول الزمان كبعد المكان يكسو الشيء أثواباً من الجمال والجديدة مبنية على الطراز الغربي الجديد ولا حاجة لوصفه وأحقر المباني القديمة أكواخ الفلاحين وهي صغيرة قذرة في جميع أنحاء القاهرة فيرى الإنسان في الأرض الواحدة قصوراً فخيمة ومباني رشيقة، وزخارف تسبي العقول وتبهر الأبصار بجانبها تلك الأكواخ الحقيرة البناء القذرة الظاهر النتنة الداخل المعروفة عند المصريين بالعشش فكأني بمصر قد جمعت أبدع الصناعة الأوروبية مع أحقر الصناعة الأفريقية في رقعة صغيرة من الأرض.

وكانت القاهرة قديماً محاطة بسور لا تزال آثاره ظاهرة في بعض الجهات إلى الآن. ويقال: عن الرياح كانت تسفي عليها رمال الصحراء قديماً حتى تغشيها بها كما يغشى الضباب جوانب الأنهار، ولذلك كثر رمد العينين فيها وتلفت عيون الجانب الكبير من أهاليها ولكن لما حكم محمد علي باشا وإبراهيم الذي تغلب على سورية وحكم عليها زماناً ولا يزال اسمه أشهر من نار على علم عندنا في بلاد مصر عمرها إلى درجة سامية في التمدن فأنشأ المدارس والمعامل وبنى المستشفيات، وفتح الطرقات، وغرس الأشجار وجعل القاهرة ثانية القسطنطينية في الاتساع، وبنى جامعة المعدود من أشهر جوامعها العديدة على مقربة من الجبل وكله مبني من المرمر اللامع الذي يكاد يكشف عما تحته ومزين بالنقوش والكتابات البديعة، وفيه الثريات الكبيرة والطنافس النفيسة التي لم تر عيني أعظم منها ولا أبدع صفة، ولما توفي إلى رحمة ربه دفن فيه، وأحيطت الحجرة التي دفن فيها بمشبك من النحاس الأصفر المتقن الصنعة البديع الشكل والجامع يطل على المدينة، وقد وقفت بجانبه فرأيت أمامي معظم القاهرة مقطعة بالشوارع تقطيعا هندسيا، وقد رفعت فيه قباب الجوامع على ما سواها من المباني وعلت المآذن مئات كأنها شجر غاب في سهل أو سواري السفن في البحر.

ويلي المدنية غرباً نهر النيل جارياً بين حقول الزرع وغياض الشجر، وغابات النخيل كأنه سيف صقيل مسلول على بساط أخضر وثير ويلي حواشيه الخضراء رمال الصحراء والأهرام الناطحة عنان السماء، وهذا المنظر من المناظر التي تستحق أيدي أبدع المصورات وتعرضها قرة للعيون ونزهة للنفوس، وبجانب هذا الجامع قلعة عظيمة كانت تسك فيها النقود ويعرف مكان سكها بالضر بخانة، والقلعة اليوم في قبضة الجنود الإنكليزية التي دخلت البلاد مصر بعد النازلة العربية.

وفي القاهرة جوامع عديدة بعضها موصوف بجمال داخله رونق ولكن أشهرها في الاسم يكاد يكون أدناها في البناء أريد به الجامع الأزهر الذي سمعتن به كثيراً فهو جامع للتدريس وفيه من الطلبة ما ينيف من عشرة آلاف طالب على ما يقال فهو أكثر مدارس

ص: 501

الأرض طلبة وأقدمها عهداً فيما يظن ومنه يخرج أشهر علماء العربية والفقه والأدب من المسلمين والذي اعتنى كثيراً بتحسين القاهرة وهندستها وترتيبها إسماعيل باشا والد سمو الخديوي الحالي.

قيل: إنه كان معلقا خارطة باريس في غرفته الخاصة حيث يقع عينه عليها في دخوله وخروجه، وكان باذلا جهده في تخطيط القاهرة بحسبها، فمد الطرق الواسعة فيها من طرف إلى طرف حتى صارت المركبات تخترقها في أكثر جهاتها وغرس الشجر على جانبيها، ونور أشهر شوارعها بنور الغاز، وشيد فيها المباني الضخمة من قصور ونحوها وأشهرها مرسح للتمثيل يسمونه "الأوبرا" بالاسم الفرنساوي قد أنفقت عليه أموال كثيرة جدا حتى صار الناس لا يستكثرون فيها أعظم المبالغات.

وددت لو أن قلمي العجز يستطيع وصف محاسن هذه "الأوبرا" فكنت أوفيها حقها أما الآن وأنا على ما أنا عليه من العجز والقصور، فأكتفي بوصف وجيز لها ففي وسط قاعة التمثيل ثريا -أي نجفة- تنار بالغاز لها أنابيب من الصيني على هيئة الشمع فيتوهم الناظر إليها أنها شمع وقد صنع بعضها أكبر من بعض حتى كأنه ذاب مشتعلا وبعضها كأنه الشمع الذائب يقطر عن جوانبه وقد عبث النسيم باللهيب فأصاب حافة الشمعة فإذا بها إلى غير ذلك مما قلد فيه الشمع تمام التقليد، وحجم هذه الثريا معتدل الاتساع.

وفي وسط القاعة أمام مرسح الملعب نحو ثمنمائة كرسي مشدودة بالمخمل العنابي وحولها أربع طبقات مستديرة بعضها فوق بعض وقد قسمت كل طبقة إلى أربعين غرفة في كل غرفة خمس كراسي ومقعد مشدود بالمخمل العنابي اللون وجدرانها مدهونة بمثل ذلك اللون، وعلى بابها ستار من لونها وقد علقت مرآة كبيرة على جدار منها وفرشت أرضها بالطنافس وكل غرفة معدة لخمسة أشخاص، وأما سقف القاعة فمرسوم فيه صور أشهر الممثلين والموسيقيين وللخديوي غرفة خاصة ولحرمه غرفة خاصة مقابلها وكلتاهما على غاية الإحكام والهندام، وفيها من الفرش والوشي والتطريز ما يدهش الأنظار.

هذا عدا ما فيها من قاعات الجلوس ومخازن الملابس والآلات وسائر المعادن وملابس للممثلين من المنسوجات المختلفة الألوان والأشكال من حرير وقطن وكتان، ومن يجول في مخازن الأوبرا يحسب أنه يجول في أسواق مدينة قد حوت مخازنها ما لا يوصف بخط القلم على القرطاس.

ومن مشاهد القاهرة أيضا الجسر الكبير على نهر النيل تمر عليه المركبات لاتساعه ويمشي على رصيفين بجانب طريق المركبات ولطوله لا تقطعه المركبات في أقل من ثلاث دقائق أو أربع وكله من الحديد المفروش بالبلاط وهو يفتح ويقفل في ساعة معنية من اليوم لمرور السفن بالجسور التي نقرأ وصفها في كتب الإفرنج.

ومن مشاهد القاهرة مدارسها العلمية وأشهرها مدرسة قصر العيني حيث يعلم فيها الطب والجراحة، وهناك صف من النساء يتمرن على التمريض ويدرسن علم الولادة وبعض فروع الطب ويمتحن جهارا كبقية التلامذة من الشبان ومدرسة المهند سخانة وتدرس فيها العلوم العالية ولاسيما الرياضيات وصناعة الهندسة والمدارس في مصر كثيرة أعظمها وأشهرها للحكومة ولكن أكثرها تعلم بالأجرة.

ومن المشاهد العلمية أيضا المرصد الفلكي والمعمل الكيماوي والمكتبة الخديوية ولعلها أحسن مكتبة في الشرق وخصوصا في كتبها العربية.

وأعظم مشاهد القاهرة اعتبارا معرض الآثار المصرية المعروفة هنا بالأنتيكخانة ففيه من الآثار المصرية ما يعز وجوده في غيره من معارض الدنيا من تماثيل وصور ونقوش، وكتابات وآنية وأجسام محنطة قد حنط بعضها من قبل أيام موسى الكليم، ولا يزال على رونقه

ص: 502

الأصلي حتى إن الكفن ما عليه من الألوان كالزنجاري والأصفر والأحمر لا تزال على ما كانت عليه من البهاء منذ آلاف من السنين مع أن ألوان هذا الزمان لا تقيم بل تحول وبهاؤها يزول.

وهذه الآثار يمتد زمانها من أيام الفراعنة إلى الإسكندر فالبطالسة فالرومانيين فالأقباط بعدهم، وبينها كثير من جثث ملوك المصريين وعيالهم محنطة من قبل أيام الخليل إبراهيم، ولا تزال شعورها على رؤوسها ولفائفها وأكفانها باقية عليها غير بالية وشاهدت هناك شيئا كثيرا من الجواهر والحلي القديمة المصنوعة كحلي هذه الأيام من أقراط وخواتم وأساور وعقود مرصعة بالحجارة الكريمة ترصيعا متقنا.

ومن الغريب أن بين الأساور ما هو على شكل الحية وعيناه حجران كريمان كأساور هذه الأيام وشاهدت أيضا أسلحة كثيرة الأنواع مختلفة الأشكال ومرايا مصنوعة من المعادن الصقيلة وأحذية ذات سيور وقمحاً وحمصاً وفولاً وعدساً وبيضاً وإجاصاً ودوماً وهو كبير يشبه السفرجل في هيئته وكتانا من أحسن أنواع البوص، وأمراسا ومكانس.

وأدوات البناء من الخشب والنحاس المعروف بالبرنز ولم أر أبين تلك التحف أثرا للحديد حتى مسامير التوابيت وغيرها كلها من الخشب أو النحاس إذ الحديد كان لا يزال مجهول الاستعمال في تلك الأيام على ما أظن.

وهناك تماثيل لأكثر الملوك القدماء منها من المرمر أو الحجر الصلد أو النحاس، وأبدع ما في صنعتها بوضع العيون التي رأيتها وهي متخذة من الحجارة الكريمة ولإتقان صناعتها في الشكل واللون واللمعان لا تمتاز عن عيون الأحياء إلا بالجهد وهي أفضل كثيرا من العيون التي يصنعها أبناء هذا الزمان ومن أغرب التماثيل التي رأيتها هناك تمثال من الجميز قد أمسك بيده عصا أظنها من العرعر والمظنون أنه صنع قبل أيام النبي موسى وأنه من أقدم مصنوعات البشر، ومع ذلك فكأنه تمثال رجل من المصريين في هذه الأيام.

ويسمى عندهم سيخ البلد، وكل من دخل هذا المعرض علم بعض العلم عن عبادة المصريين واعتبارهم لجثث موتاهم مما يرى فيه من تماثيل الآلهة التي على صورة التمساح والسلحفاة والقرد والنسور والضفدع والخنفساء وغيرها من تماثيل الحيوانات مما يرى من الجثث المحنطة الملفوفة لفا محكما بلفائف الكتان المتناهي في الرقة، وهي موضوعة في توابيت من الخشب.

وهذه التوابيت ترسم على ظواهرها صور موتى وتغطى ظواهرها وبواطنها بكتابات بالخط المصري القديم المعروف بالهيروغليف ويوضع فيها من الجثث المحنطة والمآكل المحنطة المجففة مثل الأرز والبيض واللحم والأثمار ونحوها وكانت عادتهم أن يضعوا التابوت المتضمن الجثة ضمن تابوت آخر وهذا ضمن آخر وهكذا حتى يبلغ عدد التوابيت أربعة أو أكثر أحيانا.

ثم يضعونها داخل تابوت من الحجر الأصم، وقد رأيت تابوتا لإحدى الملكات قد صنع كله من الكتان المرصوص طاقا على طاق.

ثم عولج بنوع من الطلاء حتى صار كالخشب سمكا وصلابة والغالب أن كل أثر من هذه الآثار يكون مقرونا بكتابة هيروغليفية تبين ماهيته وما حالته، وقد رافقنا داخل المعرض رجل مصري يقرأ هذا الخط ويترجمه لنا كما نقرأ نحن كتب الإفرنج ونترجمها.

وفي القاهرة منتزهات مختلفة عظيمة الإتقان فيها تصدع الموسيقى وتسمع آلات الطرب في كثير من الأحيان بعضها في وسط المدينة وبعضها خارجها كمنتزه شبرا وهو قديم العهد والعباسية والأزبكية والجزيرة وقد فضلت الجزيرة على ما سواها لأنها قريبة الشبه من بقاع كثيرة في سوريا ولبنان والمفاوز بنظرة واحدة وهي تبعد نحو ميل عن وسط المدينة والطريق إليها واسعة نظيفة محاطة بالأشجار الملتفة على الجانبين ترش بالماء يوميا كجميع طرق المدينة فيتلبد ترابها ولا يثور غبارها تحت الحوافر والعجلات والأقدام، وتظهر من خلالها

ص: 503

المروج المختلفة الألوان، والنيل ينساب في وسط انسياب الأفعوان، وهي تؤدي إلى قصر فخيم بناه إسماعيل باشا الخديوي السابق في وسط حديقة غناء كثيرة الأشجار لطيفة الأزهار، واسعة الطرق، عديدة التماثيل وجلب إليها الأنواع العديدة من الوحش والطير حتى أشبهت معارض الحيوانات في أوروبا، ولم يبق بها إلا القليل في هذه الأيام والمنتزه العمومي قرب هذا القصر مركزه يعرف بالجبلايه ولعل المراد بها تصغير الجبل وهي تقليد الجبل الطبيعي، قد صنعت حجارتها من الحصى والرمل يمر الصاعد إلى قمتها في مغارة واسعة كثيفة الظل رطبة الهواء يتسلسل الماء من نواحيها، ويتدفق من بعض الثقوب التي فيها، ويقطر من سقفها خيوط مدلاة قد رسب الكلس عليها وكستها الطبيعة فأشبهت الرواسب الكلسية التي تتدلى من سقوف بعض الكهوف السورية، وفي جوانبها حياض كالنقر من الصخور قد سدت بالزجاج السميك كأنه ماء قد جمد فكون جدارا من الجليد، وفي أرضها الحجارة كأنها أنفذت من سقف المغارة وجوانبها وتدحرجت في أرضها على ممر السنين وتوالي الحوادث والأيام، ثم يرقى على درج ملتف وكأنه طبيعي لم تمسه يد البشر حتى يصل إلى قمتها فيجد هناك في طريقه بقعة كانت مزروعة بالأعشاب والأزهار والأشجار ويرى حوله منظرا فسيحا من غياض الصنوبر (من شجر الفتنة ولعلها كتبت الصنوبر سهوا) والسنط وسهول القمح، والحبوب والنيل ينسحب بينها كأسلاك الفضة وصحارى الرمال إلى غير ذلك مما يشرح الصدر ويطيل العمر.

وأخبت أنه يوجد ما هو أجمل من هذه الجبلاية في قصر يسمى قصر الجيزة، ولكني لم أره -ويوجد جبلاية أصغر منها في المنتزه الكبير في وسط المدينة المعروفة بجنينة الأزبكية- وهي جنينة مساحتها لا تقل عن مساحة إحدى قرى لبنان المتوسطة في الاتساع في وسطها بحيرة متسعة تسير فيها القوارب الصغار والكبار ودائر البحيرة الأشجار الكبيرة والأزهار النضيرة، والأراضي الخضراء، والحدائق الغناء، وفيها مرسح للتمثيل ومبان للطعام وقباب تضرب الموسيقى العسكرية فيها يومياً وأبوابها مفتوحة لعموم الناس، ومخازن القاهرة الكبرى بيد الإفرنج من الأجانب، وأكثر جهاتها المطروقة من الخاصة والعامة مزدحمة بالقهاوي والحانات والخمارات ولم يترك الأوروبيون المتعاطون الأسباب في القاهرة واسطة إلا أجروها لاجتذاب الأهالي إلى الإسارف واللهو والطرب، ولذلك ترى العامة من الأهلية يتهافتون على ما به خرابهم وبوارهم تهافت الفراش على لهب النار، ولم نسمع حتى الآن بجمعية علمية أو أدبية للأهالي تذكرنا جمعيات بيروت أو اجتمعات مفيدة للشبان والشابات كالاجتماعات التي عندنا إلا أننا منذ مدة حضرنا افتتاح جمعية علمية أدبية في دار المرسلين الأمريكيين كان فيها نحو مائة وخمسين نفسا حاضرين واجتماعاتها أسبوعية وقد تزايد عدد الحضور جلسة فجلسة حتى صار يبلغ خمسمائة في هذه الأيام، وقد ضاقت القاعة دونهم فالأمل أن هذه الجمعية تثبت وتنمو وتكون سببا لقيام غيرها من الجمعيات العلمية الأدبية حتى ينتشر التهذيب الصحيح بين الشبان والأهالي الذين أوتوا حظا وافرا من اللطف الطبيعي ولين العريكة وسهولة الانقياد. والله أسأل أن يقدرنا على قضاء خدمة نافعة لبنات هذه البلاد. انتهى.

ومن كلامها مقالة أدرجت في السنة الأولى من جرنال اللطائف تحت عنوان تربية الأولاد وهي خطبة الأخلاق من أدب ولده صغيرا سر به كبيرا وهما قولان جديران بالمراعاة، وحريان بكل اعتبار لأنهما صادران من أعقل الناس وأحكمهم متعلقان بأهم ما في العالم من الأعطية والكنوز فإن الأولاد هم عماد الهيئة

ص: 504

الاجتماعية منهم يقوم الأفاضل ومنهم يقوم العلماء وولاة الأمور، ومنهم تتألف القبائل والأمم والشعوب فهم أساس الهيئة الاجتماعية وبهم يتم انتظامها وتمدنها وارتقاؤها في مراتب الكمال.

ولما كانت تربيتهم أقوى الوسائط لعقولهم المهذبة لأخلاقهم المقومة لاعوجاجهم وكانت هذه التربية متوقفة على الوالدين خصوصا وغيرهم عموما كانت واجبات الوالدين نحو أولادهم من أعظم الواجبات والوديعة التي أمنهم الباري تعالى عليها أجل الودائع، ولذلك لا يسع الوالدين الحنونين إلا الاهتمام بتربية أولادهم والبحث عما يجعلها قويمة المنهاج، شافية العلاج.

وهذا ما قصدت الكلام فيه بوجه الاختصار فأقول: إن التربية ليست علما بقواعد وأصول كسائر العلوم يتعلمه الإنسان من بطون الصحف ولكنها نوع من السياسة يراعى فيها الإنسان أحوال الأولاد والزمان والمكان مع أنها لا تخلو من (مبادئ) عمومية يصح الجري عليها في كل حال لكن أكثرها يتوقف على حكمة المربي وفطنته وغيرته وحسن أخلاقه، ويمكنني أن أقول بالإجمال: إن التربية يلزم لتمامها شروط بعضها يتعلق بالمربي وبعضها بالمربى فمن أعظم الشروط اللازمة في المربي أن يكون هو نفسه مرب حسن الطوية، مهذب الأخلاق والأقوال حميد السيرة، صافي السريرة وإلا ذهبت مساعيه عبثا، وربما زادت أضرارها على منافها لأن المربى يميل بالطبع على الاقتداء بمربية في كل شيء وتقليده قولا وفعلا حتى كأنه صورة خلقته أو صدى صوته، فإذا لم يجر المربي على حسب تربيته للمربى كذبت أقواله وأفعاله وأبطلت أمياله ومساعيه.

يحكى أن السرطان أراد يوما أن يقوم خطوات ابنه فقال له: ما لك يا بني تمشي مجانبا ولا تقوم خطواتك؟ قال: رأيتك يا أبي تمشي كذلك قبلي فاقتديت بك وحسبي أن أشبهك ولقد أصاب قول من قال: "ومن يشابه أبه فما ظلم". ويلزم المربي أيضا مع ذلك أن يكون حكيما متأنيا مالكا طبعه خبيرا بمواقع الأقوال ونتائج الأفعال فيجعل كلامه مع المربى على قدر حكيما متأنيا مالكا طبعه خبيرا بموقع الأقوال ونتائج الأفعال فيجعل كلامه مع المربى على قدر الحاجة اللازمة لتقويم أوده وتهذيب أخلاقه ويقصر أفعاله على ما يؤثر في نفس الطفل أحسن تأثير يحثه على الخير وينهاه عن المنكر. وأما الشروط اللازمة في المربي فسأتكلم عليها في أواخر هذه المقالة.

قلت: إن التربية تتوقف خصوصا على الوالدين وعموما على غيرهم ومعلوم أن معظم تربية الوالدين يتوقف على الأمهات لا على الآباء لوجودهن غالب الأحيان مع أولادهن أيام الطفولية، ولكون الاهتمام بهم من أخص واجباتهن وبما أن كثيرات منا نحن الحاضرات ههنا أمهات أولاد يقصدن تربية أولادهن أحسن تربية ويتقدن غيرة على تحسين طباعهم وتهذيب أخلاقهم فقد رأيت أن أبدي بعض ما عندي في هذا الشأن لعله يقع موقع القبول عند إحدى السامعات، فيفيد أو اسمع عنه ملاحظات من إحداهن فأستفيد فأتقدم في الكلام بناء على أن الشروط اللازمة متكملة في المربيات السامعات لعلمي أنهن من اللواتي ربين أحسن تربية ولكن يعوزنا الاختبار والانتفاع بأثمار التجارب.

ص: 505

أرى أن الوالدة لا تقدر أن تربي ولدها على ما تريد إلا بعد ما تستولي على عقله وعواطفه، وتعرف طباعه. والذي يدلني على ذلك هو أن التربية لا تنمي في نفس الطفل ما ليس له أثر ولا وجود فيها بل ما هو موجود قد أودعه الباري تعالى فيها، ولا تقتصر على إنماء هذا الموجود بل تقدم النامي وتهذبه وتقويه وتشدده فمثل الوالدة في تربية ولدها مثل الغارس في تربية غرسه ألا ترين كيف يمهد له الأرض ويسويها ويسمدها ويرويها حتى يتأصل فيها كلما نما وطال يقومه إذا رآه معوجا ويقضبه ويهذبه حتى يقوى ويعلو ويتحسن منظره. هكذا تفعل الأم في ولدها بالتربية تنظر إلى جسده وتقويه بالطعام والرياضة والإتقان من الآفات وتنظر على عواطفه وقواه العقلية والأدبية فتوسعها وتقويها وتقوم اعوجاجها وتهذبها فإن لم تكن هذه بيدها وطوع أمرها فكيف تقدر عليها ولكن تكون خاضعة لها وطوع إرادتها.

يجب على الوالدة أن تنبه على تربية ولدها وهو طفل صغير ضعيف الإرادة وتتعهده منذ ذلك الحين تارة بالأمر والنهي كالسلطان المطلق وطورا بالحب والرفق كالصديق الحبيب حتى تكون مهيبة عنده مسموعة الكلمة ومحبوبة منه ومقبولة الأوامر، وهذا غاية عظمة الملوك والحكام، ومنتهى ما يبلغون إليه في سياستهم مع الرعية. وهو أن يكونوا مهيبين محبوبين مسموعي الكلمة معزوزي الجانب.

إذا راقبت الأم ولدها وجدت أنه لا يبلغ من العمر نصف سنة حتى تظهر عليه علامات الفهم وتبدو منه أفعال الإرادة فيغضب ويرضى ويبكي وقت الغيظ، ويتبسم وقت الرضا. وحينئذ يجب على الأم أن تتخذ ما عندها من الحكمة لتطبع إرادتها على لوح نفسه وتغرس محبتها في أعماق فؤاده وتنفذ كلمتها في أمرها ونهيها له متدرجة من الأمور الصغيرة إلى المبادئ الكلية على توالي الأيام فمتى صار يطلب شيئا لا يناسب إعطاؤه إياه تمنعه عنه ولا تطاوعه، ولو بكى وصرخ صراخا شديدا، حتى يرسخ في ذهنه أن البكاء والصراخ لا ينيلانه المطلوب إذا لم ترد الوالدة ذلك، ولو بكى وصرخ صراخا شديدا، حتى يرسخ في ذهنه أن البكاء والصراخ لا ينيلانه المطلوب إذا لم ترد الوالدة ذلك، وأن الطاعة خير من العناد. وإذا أصر الطفل على مسك ما لا يخصه بعدما منعته والدته من ذلك مرارا فلا تخفيه من أمامه خوفا من بكائه بل ترده عنه بكل لطف وحزم وتفهمه بقدر الطاقة أن ذلك الشيء لا يخصه، وأنه يجب أن يطيع والدته ويخضع إرادته لإرادتها ولا تزال تعلمه بمثل هذين المثلين حتى تتأصل الطاعة لوالدته في نفسه وتنمو فيه مع نماء قوى عقله ولكن ليس بالغضب والعنف بل بالرفق واللين واللطف.

ومن خطأ الوالدين والوالدات في التربية أنهم يحبون البشاشة في وجه الولد والملاطفة في معاملته تؤل إلى استخفافه بكلامهم وتمرده عليهم، فلذلك تراهم لا يكلمونه إلا زجرا ولا ينظرون غليه إلا شزرا، وإذا ارتكب أقل ذنب أو سعوه ضربا وتعنيفا، وإذا ضحك أو لعب في حضرتهم وبخوه وانتهروه كأنه قد جنى ذنبا زاعمين أن ذلك كله يزيد سطوتهم عليه ويمكن الطاعة في نفسهم لهم. وهذا صحيح ولكن إلى حد معين لأن هذه المعاملة تمكن سلطة الوالدين على أولادهم، ولكنها تكون ثقيلة عليهم مكروهة عندهم يترقبون الفرص لمخالفتها ويتحايلون للتخلص منها، ولذلك كثيرا ما تكون نتيجتها فيهم تربية الخوف والخيانة والبغض

ص: 506

والكراهة في نفوسهم ويتلو ذلك المكر والرياء أو العصيان والتمرد كما لا يخفى إذا القسوة والعنف في المتسلط يجعلانه مهيبا ولكن مكروها ومطاعا، ولكن مستثقلا والنفوس الأبية لا تذل إلا إلى حين ولا تصبر على الضيم إلا ريثما تجدبا بالدفعة.

فيجب على الوالدين والوالدات خصوصا أن يعاملوا أولادهم في التربية بالرفق وأن يقابلوهم بوجوه باشة إلا حيث لا تقبل البشاشة وأن يكون كلامهم في الإنذار والتوبيخ مقرونا بالتأني والهدو حتى يفهم الولد مؤداه ويقبله عن اقتناع لا عن خوف ورعدة كما يكون إذا أدبته أمه عن غضب وحنق إطفاء لنار غيظها والحزم والهدو والتأني في تربية الطفل وتأديبه تلقى لمربيته هيبة في فؤاده ليس فوقها هيبة فتبقى مقرونة بالطاعة له طول أيامه، ولاسيما لأنها تكون ممزوجة في نفسه بالحب والمودة.

والخلاصة أنه يجب على الأم أن تجعل لها في نفس ولدها طاعة مؤسسة على الحب تدوم إلى طويل لا طاعة مؤسسة على الخوف تدوم إلى قصير وكما يطلب من الوالدة أن تكون حاكمة متسلطة عل عقل ولدها وعواطفه يطلب منها أن تكون بمنزلة الصديق والرفيق له تخصص جانبا من وقتها لملاعبتها بالملاعب المختلفة وتسليه تارة بقص القصص المفيدة عليه وطورا بتعليمه ما ينير ذهنه وحثه على ما يميل إليه من طبعه حتى تتعلق نفسه بها تعلقا شديدا، ويفضل مجالستها واستماع أقوالها على مجالسة كل واحد سواها فيكتسب منها في أثناء ذلك ما تريد أن تلقيه في ذهنه من الأفكار والمبادئ، وينمو على ما تحب أن ينمو عليه وههنا مندوحة واسعة للكلام على الأتعاب التي يجب على الوالدة أن تهبها لأولادها حتى تدفع عنهم الملل والضجر، وما ينشأ عنهما من المساوئ الكثيرة التي تفسد التربية والأخلاق. وههنا محل الكلام على تدبير ما يلزم لتحسين ذوق الولد وتعويده على حسب ما هو جميل واعتبار ما هو نافع ومفيد وتربيته على مراقبة الأمور، وملاحظة ما حواليه من الكائنات وعجائب طبائعها، وغرائب أفعالها. وههنا محل الكلام أيضا على ترويضه وتقوية جسده ولكني لا أتعرض لشيء من ذلك كله لئلا يضيق المقام واعتمادا على ما هو شائع منه في كتبنا وجرائدنا.

وصدق الوالدة مع ولدها في كل مواعيدها أمر لا بد منه في التربية وكذبها عليه يربيه على الكذب لا محالة والدعاء عليه يحط قيمتها في عينه ويفسد آدابه. وتكثير الأوامر عليه والطلبات منه تلقيه في الحيرة والارتباك فيصير يطلب الابتعاد عنها ولا يصدق أن يتيسر له الفرار من وجهها حتى يغافلها ويسرع إلى أصدقائه وملاعبه.

قال بعض الحكماء: الصدق أهم ما يجب إتباعه في تربية الصغار وتهذيبهم، فمن كذب على ولده كذبة علمه الكذب.

وقال أيضا: إن تهذيب الولد يبتدئ بنظرة أمه والتفات أبيه وتبسم أخته أو أخيها أو أخيه.

ومن أغلاط التربية عندنا أنه إذا قامت الأم لتأديب ولدها فكثيرا ما يعارضها الأب ويحمى من التأديب كأن أمه عدو له تقصد الانتقام منه وإذا قام الأب لتأديب ولده عارضته الأم وكل ذلك مما يمنع فوائد التربية عن الولد ويحمله على الظن بأنها صادرة عن الغضب والانتقام لا عن حب الواجب وحسن

ص: 507

المقصد ومن أغلاطنا في التربية أيضا إننا لا نتحرى تعويد الأولاد على الاعتماد على أنفسهم والاستقلال عن سواهم بل إذا رأينا في ولدنا ميلا إلى شيء من ذلك أمتناه إجابة لدواعي الخوف والشفقة التي في غير محلها فإذا رأت الأم ابنها يميل إلى حز الخشب والنجارة بسكين أخذت السكين من يده خوفا من أن يجرح إصبعه جرحا طفيفا ولا يخطر لها أن توصي أباه ليبتاع له عدة صغيرة للنجارة ليتعود بها على عمل أعمال كثيرة تنفعه في أيامه وتبعد عنه الضجر والسآمة، والحال أن أكثر مخترعي الإفرنج يربون على حب الاختراع بأمور كهذه وهم أولاد صغار وإذا رأت الأم ولدها يركض في الشمس وراء الفراش والجنادب صاحت وولولت خوفا عليه من حر الشمس وكان الأولى بها أن تشتري له كتابا ذا صور وتربيه على مراقبة المخلوقات الطبيعية. قيل: إن لبنيوس المعدود من أعظم علماء النبات كان في صغره يحب الأزهار، فزرع له أبوه أرضا وقسمها على وفق ذوقه، فكان يتفقدها ويعتني بها، ولما شب ولع بدراسة علم النبات حتى طار صيته في الآفاق ويجب الحذر في التربية من أضعاف عزيمة الولد وإرادته فإن والدات كثيرات يذللن الولد حتى لا تبقى له إرادة فإذا شب كان ضعيفا، وكانت تربيته أعظم مصيبة عليه وكثيرون ينكرون فوائد التربية ويقولون: إن وجودها وعدمها سيان ويستشهدون على ذلك بقولهم: إن فلانا ربي في صغره أحسن تربية فكان أحسن الأولاد وكان يقدر له أعظم النجاح، فلما كبر أتى المنكرات ولم يجن إلا ثمار الذل والفشل، والآخر ربي في صغره أردأ تربية، ولما كبر فاق فضلا ونبلا وكرم أخلاق وخالف ظن الناس فيه.

أقول إن إنكار هؤلاء الناس لمنافع التربية مبني على وهم فاسد، وهو أن التربية إنماء الموجود وتحسينه كما مر في بدء الكلام، ولا توجد ما ليس موجودا فقد يخص البارئ بمواهب أناسا دون آخرين حتى إنهم مع قلة التربية يفوقون سواهم ممن ربي تربية حسنة، ولكن لو تساوت مواهب الفريقين لفاق المربي بالأخلاق ولذلك اشترط في المربى أن يكون قابلا للتربية من طبعه وقليل من لا يقبلها ومهما قوي في الفطرة حسك الشرور وغلطت أصول المساوئ والآثام، فإنها تضعف حتى تضجر وتزول بحسن التربية وجميل الاعتناء". اه.

ومن كلامها المقالة التي أدرجت في جريدة المقتطف العلمية ردا على الدكتور شبلي شميل ونصها بحروفها: "إن حضرة الفاضل الدكتور شبلي يعد من جملة الذين إذا أطعموا أشبعوا، وإذا ضربوا أوجعوا. فمقالته التي عنوانها "الرجل والمرأة وهل يتساويان" (المندرجة في الجزأين السادس والسابع من مقتطف هذه السنة) قد حوت من الشواهد والحقائق ما يشبع عقول القارئين ومن التحامل على المرأة والإجحاف بحقها ما يوجع نفوس القارئات وليس لنا وجه لدفع قوله بأنه خصم ذو غرض أو رجل قليل المعارف لا يعبأ بقوله لأنه قال: وأعاد القول مرارا إنه ليس قصده حط شأن المرأة بل تقرير الحق الواقع والذي نعهده فيه من الصدق في القول والإخلاص في القصد يكذبنا إن سميناه خصما أو نسبنا إليه الغرض وأقواله وكتاباته تشهد له بسعة الاطلاع وغزارة المعارف، فلا نصدق إذا حططنا في علمه ومعارفه ومع ذلك فلا ريب أنه لم ينصف في حكمه على المرأة ولم يعدل في ذكر مناقبها وأخلاقها، وما ذلك في حكمي إلا عن سهو إذ الإنسان عرضة للسهو

ص: 508

والنسيان. والظاهر أن اعتقاده في المرأة منقول أصلا عن ألسنة العامة، فلما تحرك في أقوال العلماء وغاص على أداتهم لم يلتقط منها إلا ما أيد ذلك الاعتقاد المتداولة خلفا عن سلف، وأغفل ما يؤيد خلافه وكم من مرة زل العلماء وضل الفقهاء من تأثير الأوهام المتوارثة والأغلاط السائرة، ولولا ذلك لكان من المحال أن يرضى حضرة الدكتور الفاضل بما في خطبته من الانحراف والإجحاف كما سنرى.

أولا: إن القسم الأول من المقالة المذكورة مقصور على إثبات أن الذكور من الحيوانات العالية أشد من الإناث وأن الرجل أضخم من المرأة جثة وأكبر جمجمة وأثخن عظما، وأقسى عضلا، وأنضر سحنة. ودمه أثقل نبضانا وأغلظ قوما وجسده أكثر فسادا وانحلالا إذ يفرز من الحامض الكربونيك أكثر مما تفرز هي وغير ذلك مما يدل على أن الرجل أشد من المرأة. وما لبث أن جعل هذه الأوصاف دليلا على الشدة حتى انتقل إلى جعلها امتيازا يمتاز بها الرجل ولم يؤيد هذا الامتياز بأن حضرة الدكتور يذكر مقابله امتياز المرأة على الرجل بالجمال واعتدال القوام ولطف التركيب والغضاضة والبضاضة ونحوها من الأوصاف التي تميزها عليه كما هو مسلم به إجماعا أيضا لأنه إن كانت ضخامة الجسم والقوة الوحشية تعدان امتيازا للرجل من وجه فلطف القد وحسن الخلق يعدان امتيازا للمرأة من أوجه، والإنصاف يقتضي ذكرهما عند ذكر غيرهما. لكن حضرة الدكتور أغفلهما تمام الإغفال.

ثم إنه ذكر تقوس القدم في الرجل وانبساطها في المرأة دليلا على ارتقائه في الخلق أكثر منها وكذلك يزرر ثيابه عن اليمين وهي تزررها عن اليسار وكذلك بطء نموه وسرعة نموها إلى غير ذلك من الأدلة التي لم يسلم بصحة مدلولها واحد حتى ينفيها آحاد وترك الأمر والإنصاف يقتضي ذكر الأمر المقرر قبل الشواهد التي لم تثبت صحتها ولا صحة ما يشتهد عليه بها.

ثانيا: إن فحوى القسم الثاني من مقالة حضرة الدكتور هي إثبات أن الرجل أعظم عقلا وإدراكا من المرأة. وقد عدد فيه القوى العقلية التي زعم أن الرجال يفوقون فيها النساء ولم يذكر للنساء قوة يفقن فيها والذي أعلم أن كل الباحثين (حتى الذين بحثوا قديما عما إذا كان للمرأة نفس) لم ينكروا أن المرأة تفوق الرجل في بعض القوى العاقلة مثل الإدراك عن طريق الحواس المعروف بالشعور وسلامة البداهة والذوق العقلي، ثم إن حضرته يبني حكمه بصغر عقل المرأة عن عقل الرجل بكون دماغه أثقل من دماغها.

ولما كان لا يحق لي الاعتراض في معرض مثل هذا فحسبي أن أسأل جنابه هل يعتبر ثقل الدماغ دليلا قاطعا على كبر العقل لأن الذي نعلمه (وهو مأخوذ عن أحدث مناقشة للعلماء في هذا الشأن) إن كبر العقل بمعزل عن ثقل الدماغ فقد يكون الإنسان من أعقل أهل زمانه ودماغه خفيف جدا أو متوسط في الثقل وقد يكون من أصغر الناس عقلا ودماغه ثقيل جدا، ولذلك لا تقنع عقولنا القاصرة بأن ثقل الدماغ دليل كبر العقل حتى يتبين لنا ذلك بالبرهان القاطع.

ثالثا: إن معظم الإحجاف كان في كلام حضرة الدكتور عن آداب المرأة وفضائلها. وهنا لا أخشى أن أخالف

ص: 509