المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ما خبرتها عن مقام إلا كان الخبر لها عبانا. ماتت في - الدر المنثور في طبقات ربات الخدور

[زينب فواز]

فهرس الكتاب

- ‌حرف الألف

- ‌آمنة ابنة وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب أم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌آمنة ابنة عتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي

- ‌آمنة ابنة أبان بن كليب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن

- ‌آمنة الرملية رضي الله عنها

- ‌آن لويز جرمان ابنة الكونت نكر وزير مالية فرنسا

- ‌إيت كججك ابنة السلطان أوزبك

- ‌أتالانتا ابنة شيني ملك سكروس (مملكة يونانية)

- ‌أديسا ابنة أدغر ملك إنكلترا

- ‌إديلينه ديباتي المغنية

- ‌أرجى ابنة أدرستوس

- ‌أراكة ملكة قسطيلة

- ‌أريا الرومانية

- ‌أرسلان خاتون

- ‌أرسولا العذراء

- ‌أرسينوي ابنة بطليموس الأول ملك مصر

- ‌أرسينوي ابنة بطليموس أقلية وأخت كليوباترا الشهيرة

- ‌أرسينوي ابنة بطليموس أقرجيه

- ‌أريانو ابنة منيوس ملك أكريت

- ‌أريانو ابنة لاون ملك اليونان

- ‌أزدوجا خاتون زوجة السلطان أوزبك

- ‌أورجا ملكة كيلوكرى في بلاد طوالس

- ‌أربلاي المؤلفة

- ‌أرتمسيا ملكة هاليكرناسوس من كاريا

- ‌أرجون جارية أبي العباس الذخيرة

- ‌أروى ابنة عبد المطلب

- ‌أروى ابنة الحارث بن عبد المطلب بن هاشم

- ‌أروى ابنة كريز بن عبد شمس

- ‌أزرميدخت ابنة أبرويز

- ‌أسباسيا زوجة بركليس

- ‌إستير ستنهوب ابنة كارلوس الثالث في عائلة ستنهوب

- ‌أسماء ابنة أبي بكر الصديق

- ‌أسماء ابنة سلمة

- ‌أسماء ابنة عميس

- ‌أسماء ابنة النعمان بن شراحيل

- ‌أسماء ابنة يزيد الأنصارية

- ‌إستير ابنة أبي حائل بن شمعي بن قيس ملكة الفرس

- ‌إسكندره ملكة اليهود

- ‌أسماء معشوقة جعد بن مهجع العذري

- ‌أسماء ابنة حصن

- ‌أسماء ابنة رويم

- ‌أسماء ابنة محمد بن صصرى

- ‌أسماء العامرية

- ‌آسية ابنة مزاحم امرأة فرعون

- ‌اعتماد زوجة المعتمد بن عباد

- ‌أغسطينا عذراء سرقسطة

- ‌أفروسيني القديسة

- ‌أفروسيني إمبراطورة الشرق

- ‌أفذوكسيا زوجة الإمبراطور أركاريوس

- ‌أفذوكسيا ابنة الفيلسوف ليونكيوس اليوناني

- ‌أفذوكسيا أنفثا زوجة فالنتيانوس

- ‌أفذوكسيا زوجة الإمبراطور قسطنطين دوكاس

- ‌أفذوكسيا لابوشين إمبراطورة روسيا

- ‌أكتافيا شقيقة الإمبراطور أوغسطوس

- ‌أكتافيا ابنة الإمبراطور كلوريوس

- ‌أليصابات زوجة زكريا

- ‌أليصابات ابنة هنري الثامن، ملكة إنكلترا

- ‌أليصابات ملكة إسبانيا

- ‌أليصابات بتروفنا إمبراطورة روسيا

- ‌أليصابات ملكة بوهيميا

- ‌أليصابات دو فالوا أو إيزابلا دو فالوا ملكة إسبانيا

- ‌ألينورا رغويانه

- ‌ألينورا روغوزمان

- ‌ألينورا زوجة دون جوان دواكنبها

- ‌أمستريس زوجة دارا ملك فارس

- ‌أمستريس ابنة أخي داريوس

- ‌أليصابات كارمن سيلفا ملكة رومانيا

- ‌وممن تصدى إلى كتابة تاريخ حياة هذه الملكة باللغة النمساوية جناب البارون "هكلرج" وقد طبع تاريخ حياتها جملة مرات، وكانت الطبعة الخامسة بمدينة "هردلبرق" سنة 1889 م وجناب الموسيو "ميت كرمنتر" طبعه بمدينة "يرسلو" سنة 1882 م، ومفصل ترجمة حياتها أيضا بقلم الموسيو "سرجي" طبع في باريس سنة 1890 ، ولم تشتهر ترجمة ملكة مثل ترجمة هذه الملكة

- ‌أم السعد ابنة عصام الحميري

- ‌أم العلاء بنت يوسف الحجاريه

- ‌أم الكرام

- ‌أم الهناء ابنة القاضي أبي محمد عبد الحق بن عطية

- ‌أم بسطام بن قيس النصراني سيد بني شيبان

- ‌أم حكيم ابنة عبد المطلب الهاشمية الملقبة بالبيضاء

- ‌أم حكيم ابنة قارظ

- ‌أم خالد النميرية

- ‌أم الخير ابنة الحريش بن سراقة البارقية

- ‌أم سلمة زوجة السفاح

- ‌أم سنان ابنة جشمة

- ‌أم عقبة زوجة غسان بن جهضم

- ‌أم عمران ابنة وقدان

- ‌أم قيس الضبية

- ‌أم كلثوم ابنة علي بن أبي طالب

- ‌أم كلثوم ابنة عقبة بن أبي معيط

- ‌أم كلثوم ابنة عبدود

- ‌أم موسى الهاشمية

- ‌أم ندبة زوجة بدر بن حذيفة

- ‌أمالتونسا ابنة ثيودوريك

- ‌أمامة ابنة أبي العاص بن الربيع بن عبد

- ‌العزى بن عبد مناف القرشية الهاشمية

- ‌أمامة ابنة حمزة بن عبد المطلب

- ‌أمامة المريدية

- ‌أمامة ابنة ذي الأصبع

- ‌أمة العزيز ابنة دحية الأندلسية الشريفة الحسينة

- ‌أمة ابنة خالد بن سعيد

- ‌أميمة ابنة رقيقة

- ‌أميمة ابنة قيس بن أبي الصلت الغفارية

- ‌أم جعفر ابنة عبد الله بن عرفطة

- ‌أميمة أم تأبط شرا

- ‌أميمة ابنة خلف بن أسعد

- ‌أميمة ابنة عبد شمس الهاشمي بن عبد مناف القرشي

- ‌أميمة ابنة عبد المطلب الهاشمية

- ‌أم هارون رضي الله عنها

- ‌أمة الجليل رضي الله عنها

- ‌إنياس خليلة شارل السابع ملك فرنسا

- ‌أولغا امرأة إيفور دور يكوفتش

- ‌أولمبياس ابنة نيو بتوليمس

- ‌أوجين ملكة الفرنسيس

- ‌أيريني إمبراطورة بيزنظة

- ‌إيزابيلا الأولى الملقبة بالكاثوليكية ملكة قسطيلة ولاون

- ‌إيزابيلا الثانية ملكة إسبانيا

- ‌إيزابيلا فيليب لوبل الملقبة بالفرنساوية ملكة إنكلترا

- ‌ المس

- ‌إيزابيلا البافارية ملكة فرنسا

- ‌حرف الباء الموحدة

- ‌باقو الملقبة بالطاهرة زوجة السلطان مراد الثالث

- ‌بثينة حبيبة جميل بن معمر العذري

- ‌بثينة ابنة المعتمد بن عباد

- ‌بدور وقيل قدور الساحرة

- ‌بديعة ابنة السيد سراج الدين الرفاعي

- ‌بذل المغنية

- ‌برقا جارية علاء الدين البصري

- ‌بربارة القديسة

- ‌برنيقة ابنة لاغوس وأنتيفونه

- ‌برنيقة ابنة بطليموس الثاني

- ‌برنيقة ابنة ماغاس ملك القيروان

- ‌برنيقة ابنة بطليموس الثامن

- ‌برنيقة ابنة بطليموس الحادي عشر

- ‌برنيقة ابنة كوستوبارس وسالومي

- ‌برنيقة ابنة أغريبال الأول

- ‌بريجيتا القديسة

- ‌بريرة مولاة عائشة

- ‌بركة خوند والدة السلطان الأشرف

- ‌برة ابنة عبد المطلب الهاشمية

- ‌بصيص جارية ابن نفيس

- ‌بلقيس ملكة سبأ

- ‌بكارة الهلالية

- ‌بلنش ملكة فرنسا

- ‌بمبادور خليلة لويس الخامس عشر

- ‌بنلوبا زوجة عولس اليوناني

- ‌بهية ابنة عبد الله البكري

- ‌بوديسيا ملكة ألايسينه

- ‌بوران ابنة أبرويز بن هرمز

- ‌بوران ابنة الحسن بن سهل

- ‌بيلمون زوجة السلطان أوزبك

- ‌حرف التاء

- ‌تحفة الزاهدة

- ‌تذكارباي خاتون

- ‌تركان خاتون الجلالية ابنة طغفاج خان من نسل فراسياب التركي

- ‌تقية ابنة أبي الفرج

- ‌تماضر الشهيرة بالخنساء

- ‌تماضر زوجة زهير

- ‌تنوسة جارية علية بنت المهدي العباسي

- ‌حرف الثاء

- ‌ثبيتة ابنة الضحاك بن خليفة الأنصارية الأشهلية

- ‌ثبيتة ابنة مرداس بن قحفان العنبري

- ‌ثبيتة ابنة يعار بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصارية

- ‌الثريا ابنة عبد الله بن الحارث بن أمية الأصغر

- ‌ثيودورا زوجة الملك بوستينان

- ‌حرف الجيم

- ‌جان دارك

- ‌جليلة بنت مرة الشيباني

- ‌جميلة الخزرجية

- ‌جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح الأنصارية

- ‌جنان جارية عبد الوهاب الثقفي

- ‌جنفياف ابنة دوق براينت من أعمال فرنسا

- ‌جنفياف القديسة

- ‌جنوب أخت عمرو ذي الكلب النهدي

- ‌جهان

- ‌ثم انصرفنا على الدار المعدة لنزولنا بمدينة "دهلى" وبمقبرة من "دروازة" وبعد وصولنا بعثت لنا الضيافة وهي مع جزار وطحان، وأمرتهما أن يعطونا مقدارا معينا كل يوم، وذلك مدة إقامتنا في بلادها، وكان وزن اللحم بمقدار وزن الدقيق، ومكثنا نستلم ضيافتها إلى أن انصرفنا من بلادها ولم أر مثلها في نساء الملوك لما حوته من العز والجاه والكرم العديم المثال". جورج سند دوفان

- ‌جوزفين ابنة الكونت تشاوي لاباجرى الفرنسوي

- ‌وكانت آمال "نابوليون" و"جوزفين" في ذلك الوقت معلقة بالاير الصغير ابن "لويس" و"هورتنس"، وشاع في كل فرنسا وهولندا أنه سيكون صاحب الملك من بعد عمه

- ‌حرف الحاء

- ‌الحارثية ابن زيد

- ‌حبابة جارية يزيد بن عبد الملك بن مروان الأموي

- ‌حبيبة هانم بنت علي باشا الهرسكي

- ‌حبوس ابنة الامير بشير بن محمد الشهابي

- ‌حبيبة بنت مالك بن بدر

- ‌حبيبة بنت عبد العزى العوراء

- ‌حدقة جارية الملك الناصر بن قلاون

- ‌حسانة النميرية ابنة أبي الحسين الشاعر الأندلسي

- ‌حفصة ابنة حمدون

- ‌حفصة ابنة الحجاج الركونية

- ‌حليمة الحضرية

- ‌حمدونية بنت عيسى بن موسى

- ‌حمد بنت زياد

- ‌حنة ألبرت

- ‌حنة اليصابات زوجة ألنبرو

- ‌حنة إسكو خاتون

- ‌حنة ملكة بريطانيا وإرلانده

- ‌حنة النمساوية ملكة فرنسا

- ‌حنة يولين ملكة إنكلترا

- ‌حنة البريطانية ملكة فرنسا

- ‌حنة ملكة نابولي

- ‌وسنة 1378م، لما اختلف البابوان المتناظران وهما "إكليمنفس السابع" و"أوريانوس السادس" تحزبت حنة "لإكليمنفس" فغاظت بذلك "أوريانوس" فاستحضر حالا الدوق "دورنسوا" وأعلن أن له الحق في تخت "نابلي"، أما حنة فاتباعا لرأي "إكليمنفس" كتبت وصية مخصوصة جعلت بموجبها ابن ملك فرنسا الثاني وارثا لها ونزعت بالكلية حق الملك عن الدوق وزوجته فاتخذ "شارل دورنسوا" هذه الحوادث حجة كان يطلبها بعد زمان طويل فأغار على بلاد حنة ولم يصادف من الشعب إلا مقاومة قليلة وتقدم إلى "نابلي" وأسر الملكة وأرسلها تحت الحفظ ل "أمور" فكانت هناك تحت رحمة الملك "هنكاريا" فأمر بقتلها حالا، فقطعت بالوسائد أخذا بثأر "أندرو" على الطريق التي قتلته بها

- ‌حنة ملكة نابلي ابنة شارل دورتو

- ‌حنة مورندي منزوليني

- ‌حرف الخاء

- ‌خديجة ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب

- ‌خديجة ملكة جزائر زيبة المهل من بلاد الهند

- ‌خرقاء بنت النعمان بن المنذر

- ‌حزانة ابن خالد بن جعفر بن قرط

- ‌خماني ابنة أردشير بن بهمن

- ‌خولة بنت الأزور الكندي

- ‌خولة ابنة منظور بن زبان

- ‌الخيرزان ابنة عطاء أم الهادي والرشيد

- ‌حرف الدال

- ‌دارمية الجونية

- ‌دختنوس ابنة لقيط بن زرارة بن عباس الدرامي

- ‌دلوكة بنت زباء ملكة من ملوك القبط الأولين بمصر

- ‌دليلة الفلسطينية

- ‌دنانير جارية يحيى بن خالد البرمكي

- ‌دهيا بانة ثابت بن تيفان

- ‌ديدرون ابنة الملك بقلوس

- ‌حرف الذال

- ‌ذات الخال

- ‌ذبية بنت ثبية الفهمية

- ‌ذؤابة امرأة رباح القيسي

- ‌حرف الراء

- ‌راحاب الإسرائيلية

- ‌راحيل ابنة لابان

- ‌رادغنده ابنة برنير ملك تورتجه

- ‌رادكليف مؤلفة إنكليزية

- ‌راعوث امرأة موابيه

- ‌راحيل الممثلة الشهيرة

- ‌رابعة الاشمية

- ‌رابعة ابنة الشيخ أبي بكر التجاري

- ‌رابعة ابنة إسماعيل البصرية العدوية مولاة آل عتيك

- ‌رابعة بنت إسماعيل

- ‌الرباب بنت امرئ القيس

- ‌رصفة بنت آية

- ‌رضية ملكة دهلي في بلاد الهند

- ‌رفقة ابنة بتوئيل

- ‌رقية ابنة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه

- ‌رقاش ابنة مالك بن فهم بن غنم بن أوس الأسدي

- ‌رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌رملة بنت الزبير بن العوام

- ‌رميصاء بنت ملحان

- ‌رولاند الفرنساوية

- ‌رحمة زوجة نبي الله أيوب عليه السلام

- ‌روشنك ابنة الدهقاء أوزبرت

- ‌ريا بنت الغطريف السلمي

- ‌ريا ابنة مسعود بن رقاش العشيري التغلبي من ربيعة

- ‌ريطة بنت عاصم بن عامر صعصة

- ‌ريطة بنت العجلات بن عامر بن برد منبه

- ‌حرف الزاي

- ‌زبيدة بنت جعفر بن المنصور العباسي

- ‌زبيدة القسطنطينية

- ‌زباء نائلة بنت عمرو بن الظرب بن حسان بن أذينة العمليقي

- ‌الزرقاء جايرة بن رامين

- ‌الزرقاء ابنة عدي بن قيس الهمدانية

- ‌زرقاء اليمامة ابنة مرة الطسمي

- ‌زليخا امرأة قطفير عزيز مصر

- ‌زوي امبراطورية المملكة الشرقية

- ‌زينب ملكة تدمر

- ‌زينب ابنة عبد الله بن عبد الحليم

- ‌زينب ابنة محمد بن عثمان بن عبد الرحمن الدمشقية

- ‌زينب ابنة عثمان بن محمد لؤلؤ الدمشقية

- ‌زينب المرية

- ‌زينب ابنة حدير

- ‌زينب ابنة حجش

- ‌زينب ابنة الحارث

- ‌زينب ابنة الإمام أحمد الرفاعي

- ‌زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌زينب ابنة جزيمة

- ‌زينب بنت العوام أخت الزبير

- ‌السيدة زينب بنت الإمام علي كرم الله وجهه

- ‌زينب ابنة الطثرية

- ‌زينب ابنة أبي القاسم الشهيرة بأم المؤيد عبد الرحمن

- ‌الأميرة زينب هانم أفندي

- ‌حرف السين

- ‌سارة زوجة إبراهيم الخليل عليه السلام

- ‌سارة القرظية الإسرائيلية

- ‌سبيعة ابنة عبد اشمس بن عبد مناف

- ‌ست الوزراء

- ‌ست الكرام

- ‌ست الملك بنت العزيز بالله

- ‌فلما رأى قوتهم أمر بالكف عنهم وقد أحرق بعض مصر ونهب بعضها وتتبع المصريون من أخذ نساءهم وأولادهم فابتاعوهم منه، وقد فضحت نساؤهم فازداد غيظهم وحقنفم عليه فظن أن ذلك من أخته ست الملك لأنه بلغه أن الرجال يدخلون عليها، فأرسل يتهددها بالقتل، ولما رأت سوء تصرفه وأنه ربما يطيع هواه فيقتلها أرسلت على قائد كبير من قواد الحاكم يقال له ابن داوس-وكان يخاف الحاكم- فقالت له إني أريد أنألقاك، ثم حضرت عنده وقالت له أنت تعلم ما يعتقده أخي فيك وإنه متى تمكن منك لا يبقي عليك، وأنا كذلك وقد انضاف إلى هذا ما تظاهر به مما يكره المسلمون ولا يصبرون عليه، وأخاف أن يثوروا به، فيهلك هو ونحن معه، وتنقلع هذه الدولة فأجابها إلى ما تريد فقالت إنه يصعد إلى هذا الجبل غدا وليس معه غلام إلا الركاب وصبي وينفرد بنفسه فتقيم رجلين تثق بهما يقتلانه ويقتلان الصبي ونقيم ولده بعده وتكون أنت مدير الدولة وأزيد في إقطاعك مائة ألف دينار، ثم أعطته ألف دينار للرجلين، وانصرفت. فاختار اثنين من ثقاته وأخبرهما بالقصة فمضيا إلى الجبل

- ‌سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان التميمية

- ‌سرى خانم

- ‌سعدى معشوقة مالك بن عقيل العذري

- ‌سعدى الأسدية

- ‌سفانة ابنة حاتم الطائي

- ‌سكينة ابنة الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه

- ‌سلمى الملقبة ب"قرة العين

- ‌سلمى امرأة عروة بن الورد

- ‌سلامة القس

- ‌سميراميس ملكة أشور

- ‌سمية أم عمار بن ياسر

- ‌سودة بنت زمعة

- ‌سودة ابنة عمار بن الأشتر الهمدانية

- ‌سوسن زوجة بواكيم ملكة بني إسرائيل

- ‌شجرة الدر

- ‌شعانين زوجة المتوكل الخليفة العباسي

- ‌شعوانة رضي الله عنها

- ‌الشلبية الأندلسية

- ‌شهدة ابنة أبي نصر أحمد بن أبي الفرج الإبري الدينورية البغدادية

- ‌شوكار قاضن

- ‌شرفية ابنة سعيد قبودان

- ‌شرين زوجة أبروزير بن هرمز

- ‌حرف الصاد

- ‌صفية ابنة عبد المطلب

- ‌صفية ابنة الخرع

- ‌صفية ابنة مسافر

- ‌صفية بنت عمرو الباهلية

- ‌صفية ابنة حيي بن أخطب

- ‌الملكة صفية والدة السلطان سليمان الثاني ابن السلطان إبراهيم

- ‌حرف الضاد

- ‌ضياء ابنة الوزير فرنان وزير جزيرة صقلية

- ‌ضباعة بنت الحارث الأنصارية

- ‌ضباعة بنت الزبير

- ‌ضباعة بنت عامر بن قرظ العامرية

- ‌حرف الطاء

- ‌طغاي زوجة الملك الناصر قلاوون

- ‌ طولباي الناصرية

- ‌طيطغلي خاتون زوجة السلطان أوزبك الكبرى

- ‌حرف الظاء

- ‌ظبية ابنة البراء

- ‌ظريفة ابنة صفوان بن وائلة العذري

- ‌ظريفة كاهنة حمير

- ‌حرف العين

- ‌عائشة بنت أبي بكر الصديق

- ‌عائشة بنت طلحة

- ‌عائشة النبوية ابنة جعفر الصادق

- ‌عائشة بنت أحمد القرطبية

- ‌عائشة بنت محمد بن عبد الهادي

- ‌عائشة بنت يوسف بن أحمد بن نصر الباعوني

- ‌(بسم الله الرحمن الرحيم)

- ‌براعة المطلع

- ‌الجناس المحرف

- ‌الجناس المشوش

- ‌الجناس المركب

- ‌الجناس المصحف والمطلق

- ‌الجناس المخالف

- ‌الجناس اللاحق

- ‌الجناس اللفظي

- ‌الجناس المعنوي

- ‌المناقضة

- ‌الرجوع

- ‌الاستدراك

- ‌المطابقة

- ‌التمثيل

- ‌الإبهام

- ‌الاستعارة

- ‌الأرداف

- ‌الافتتان

- ‌مراعاة النظير

- ‌عتاب المرء نفسه

- ‌المغايرة

- ‌سلامة الاختراع

- ‌التوشيع

- ‌المراجعة

- ‌القول بالموجب

- ‌التهكم

- ‌المواربة

- ‌ضرب المثل

- ‌النزاهة

- ‌تجاهل العارف

- ‌الهزل الذي يراد به الجد

- ‌البسط

- ‌التورية

- ‌التصدير

- ‌ما لا يستحيل بالانعكاس

- ‌تألف اللفظ والمعنى

- ‌التفويف

- ‌الإدماج

- ‌الاستخدام

- ‌المقابلة

- ‌تآلف اللفظ والوزن

- ‌تآلف المعنى والوزن

- ‌الإبداع

- ‌التفريع

- ‌القسم وجوابه

- ‌حسن البيان

- ‌التوشيح

- ‌المجاز

- ‌الاستطراد

- ‌التهذيب والتأديب

- ‌الانسجام

- ‌التشريع

- ‌الالتفات

- ‌الاحتراس

- ‌تأليف اللفظ باللفظ

- ‌‌‌التكرار

- ‌التكرار

- ‌المناسبة

- ‌حسن النسق

- ‌الإيجاز

- ‌التتميم

- ‌التجريد

- ‌التمكين

- ‌الحذف

- ‌الاقتباس

- ‌النوادر

- ‌الكناية

- ‌المخلص

- ‌الإطراء

- ‌التكميل

- ‌الترتيب

- ‌التمسيك

- ‌السهولة

- ‌المماثلة

- ‌الاعتراض

- ‌الإيداع

- ‌الإشارة

- ‌التفسير

- ‌التوشيح

- ‌العنوان

- ‌التسهيم

- ‌حصر الجزئي وإلحاقه بالكلي

- ‌الاكتفاء

- ‌التوليد

- ‌التفصيل

- ‌الموارد

- ‌التقسيم

- ‌الجمع مع التقسيم

- ‌القلب

- ‌بدر الكمال البدر مكتسب=من نوره وضياء الشمس فاعتلم

- ‌تنسيق الصفات

- ‌التشطير

- ‌السجع

- ‌الترصيع

- ‌اللف والنشر

- ‌الإغراق

- ‌الغلو

- ‌المبالغة

- ‌التشبيه

- ‌الاتساع

- ‌الاتفاق

- ‌ التفريق

- ‌صحة الإقسام

- ‌الإشراك

- ‌التلمح

- ‌المذهب الكلامي

- ‌الالتزام

- ‌التوجيه

- ‌الترديد

- ‌التجزئة

- ‌الإيضاح

- ‌الاستتباع

- ‌السلب والإيجاب

- ‌التدبيج

- ‌المساواة

- ‌نفى الشيء بإيجابه

- ‌جمع المؤتلف والمختلف

- ‌المدح في معرض الذم

- ‌الازدواج

- ‌التصريع

- ‌الفرائد

- ‌براعة المطلب

- ‌العقد

- ‌حسن الختام

- ‌عائشة بنت السيد عبد الرحيم الرفاعي

- ‌عائشة عصمت بنت إسماعيل باشا تيمور بن محمد كاشف تيمور

- ‌لا تصلح العائلات إلا بتربية البنات

- ‌عائدة المدينة

- ‌عاتكة بنت عبد المطلب الهاشمية

- ‌عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل

- ‌عاتكة ابنة معاوية بن أبي سفيان الأموي

- ‌عاتكة بنت يزيد بن معاوية

- ‌فقال أمير المؤمنين: أنا قاتل الآخر به. فقلت: أنا الولي وقد عفوت قال: لا أعود الناس على هذه العادة، فرجوت أن ينجي الله ابني هذا على يدها، فدخلن عليها فذكرن ذلك لها فقالت: وكيف أصنع مع غضبي عليه وما أظهرت له قلن: إذا والله يقتل فلم يزلن بها حتى دعت بثيابها فلبستها، ثم خرجت نحو الباب، فأقبل حديج الخصي قال: يا أمير المؤمنين، هذه عاتكة قد أقبلت. قال: ويلك، ما تقول قال: قد والله طلعت فأقبلت وسلمت، فلم يرد عليها السلام فقالت: أما والله لولا عمر ما جئت إن أحد بينه تعدى على الآخر فتله فأردت قتل الآخر وهو الولي وقد عفا قال: إن أكره أن أعود الناس على هذه العادة قالت: أنشدك الله يا أميرا لمؤمنين فقد عرفت مكانه من أمير المؤمنين معاوية وقد طرق بابي فلم تزل به حتى أخذت برجله فقبلتها فقال: هو لك ولم يبرحا حتى اصطلحا، ثم راح عمر بن بلال إلى بعد الملك فقال: كيف رأيت قال: رأينا أثرك، فهات حاجتك. قال: مزرعة بعدتها وما فيها، وألف دينا، وفرائض لولدي وأهلي. قال: ذلك لك، ثم اندفع عبد الملك يتمثل بشعر كثير (وإني لأرعى قومها من جلالها)

- ‌عاصية البولانية بنت عبد العزى الطائي

- ‌عبدة محبوبة بشار بن برد

- ‌العبادية جارية المعتضد بن عباد والد المعتمد

- ‌عبيدة الطنبورية بنت صباح مولى أبي السمراء

- ‌عتبة جارية الخيزران زوجة المهدي وأم الرشيد

- ‌العجفاء المغنية

- ‌العروضية

- ‌عريب

- ‌عزة الميلاء

- ‌عزة صاحبة كثير

- ‌عفراء بنت الأحمر الخزراعية

- ‌عفراء بنت مهاصر بن مالك بن حزام بن ضبة بن عبد بن عذرة

- ‌عقيلة ابنة أبي النجاد بن النعمان

- ‌عكرشة ابنة الأطروش بن رواحة

- ‌علية ابنة المهدي العباسية

- ‌عمارة جارية ابن جعفر

- ‌عمرة ابنة دريد بن الصمة

- ‌عمرة ابنة الخنساء

- ‌عمرة الخثعمية

- ‌عمرة ابنة النعمان بن بشير

- ‌عوان جارية سليمان بن عبد الملك

- ‌عوراء بنت سبيع

- ‌حرف الغين

- ‌غاية المنى جارية المعتصم بن صمادح

- ‌الشاعرة الغسانية

- ‌حرف الفاء

- ‌فاختة ابنة أبي طالب

- ‌فارعة ابنة أبي الصلت الثقفية أخت أمية بن أبي الصلت

- ‌فارعة ابنة شداد

- ‌فاطمة ابنة أسد

- ‌فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌فاطمة ابنة الحسين

- ‌فاطمة بنت مر الخثعمية

- ‌فاطمة بنت أحجم بن دندنة الخزاعي

- ‌فاطمة ابنة الخطاب بن نفيل

- ‌فاطمة ابنة قيس بن خالد الأكبر

- ‌فاطمة بنت الوليد عتبة

- ‌فاطمة بنت الوليد بن المغيرة المخزومي أخت خالد بن الوليد

- ‌فاطمة ابنة الضحاك الكلابية

- ‌فاطمة ابنة عتبة بن ربيعة بن عبد شمس القرشية العبشمية

- ‌فاطمة ابنة المجلل بن عبد الله

- ‌فاطمة ابنة عبد الملك بن مروان

- ‌فاطمة ابنة جمال الدين سليمان

- ‌فاطمة ابنة الخشاب

- ‌فاطمة الفقيهة ابنة علاء الدين محمد بن أحمد السمرقندي

- ‌فاطمة النيسابورية رضي الله عنها

- ‌فاطمة بنت الإمام السيد أحمد الرفاعي الكبير

- ‌فاطمة بنت السيد عبد الرحيم الرفاعي

- ‌فاطمة علية

- ‌ثم زادت على ذلك بأن مدام (ر.) وإن كانت إنكليزية المحتد والنشأة إلا أنها عارفة بعدة لغات، وهي تعرف اللغة الفرنسوية، كما تعرف لغتها وأنه لا يمكن أن تجعل لنا ثقلة من التكلم معها واختتمت كتابها بقولها إن مدام ر. المومى إليها الحرية بأن تدعى فيلسوفة وإنه ليس في هذا الوصف مغالاة على الإطلاق وحيث عن الشخص الذي أحضر الكتاب كان لا يزال في انتظار الجواب بلغته أن يخبر المدام المومى إليها أن تتفضل لزيارتنا في اليوم الثاني وأن تؤانسنا بمناولة طعام الإفطار معنا

- ‌وكانت هذه المدام ناقلة مروحة جميلة جدا قد سلمتها مع ردائها إلى الجارية، وهذه المروحة من المراوح ذات القيمة التي تنقلها أكبر المدامات لا لأجل رفع الحر وترطيب الهواء، ولكن لأجل إظهارها للناس وبيان قيمتها وغلاء سعرها حتى ولئن كان الهواء رطبا وليس من حاجة إليها، ولما كان هواء تلك الليلة غير حار إلى حد أن يكون هناك حاجة إلى استخدام المروحة لم تشأ هذه المدام أنت تبقيها معها عند دخولها إلى القاعدة فتركتها مع الجارية في الخارج، وقد دل هذا العمل دلالة واضحة على أنها لم تنقل هذه المروحة بقصد الفخفخة وإنما تقصد المحافظة على شأنها وشهرتها ليس إلا، وبالجملة فإن هذه الرقة المجسمة التي لم تكن تعرف ما هو الغرور ولم تختبر العظمة والكبر كانت بادية عليها آثار التواضع ومخايل أنس الجانب وكانت تتكلم بصوت لطيف يقع إلى أعماق القلب، ويدخل الآذان بلا استئذان، وكان شعرها الكستنائي النادر في الإنكليز وعيناها الزرقاوان تزيدان سيماها الجميلة جمالا وعذوبة. أما ألبستها لأنها وإن كانت كما فصلت قبلا حسنة، ومن آخر زي غير أنها كانت في غاية البساطة ولم تكن مزينة بالأزهار وما مائل من أنواع البهرجة، وكانت تشير إلى نبالتها وكمالها

- ‌المحاورة الثالثة

- ‌فاطمة بنت الأمير أسعد الخليل

- ‌فكيهة جارية أحيحة بن الجلاح

- ‌فريدة مولاة آل الربيع

- ‌فريدة جارةي الواثق

- ‌فضل المدينة

- ‌فضل الشاعرة

- ‌فضة النوبية

- ‌فطنت بنت أحمد باشا والي طرابزون

- ‌فكتوريا ملكة الإنكليز وإمبراطورة الهند

- ‌فكتوريا ودهول

- ‌قيدر ابنة مينوس الكريني

- ‌فيروز خونده

- ‌حرف القاف

- ‌[قتيلة بنت النضر بن الحارث]

- ‌قلم الصالحية جارية صالح بن عبد الوهاب

- ‌قمر جارية إبراهيم بن حجاج اللخمي صاحب إشبيلية

- ‌حرف الكاف

- ‌كاترينا هنريات دوبلذاك دوانتزغ

- ‌كاترينا دوماتوفنادشكوف

- ‌كاترينا إمبراطورة الروسيا الأولى

- ‌كاترينا الثانية إمبراطورة روسيا وهي ابنة دوق أنهلت زرسبت

- ‌[كبشة بنت معدي كرب الزبيدي]

- ‌كبك خاتون زوجة السلطان أوزبك

- ‌كريمة بنت محمد بن حاتم

- ‌كيلوباتره ملكة مصر

- ‌كنزة أم شملة بن برد المنقري من ولد قيس

- ‌كلابة مولاة ثقيف

- ‌حرف اللام

- ‌لبنى بنت الحباب الكعبية

- ‌لبانة ابنة ريطة بن علي بن عبد الله طاهر

- ‌لطيفة الحدانية

- ‌لويزا ماري كارولين

- ‌ليلى الأخيلية

- ‌ليلى العامرية بنت مهدي بن سعد

- ‌ليلى بنت طريف

- ‌حرف الميم

- ‌ماء السماء

- ‌ماريا أدجورت بنت أدورد الثالث ملك إنكلترا

- ‌ماجدة القرشية

- ‌ماريا تريزيا ابنة كارلوس الرابع إمبراطور النمسا

- ‌ماريا متشل الفلكية الأميركية

- ‌ماريا مورغان الأميركية

- ‌ماري جان غومرد دوفويريني

- ‌ماري أنتوانت ابنة دوق توسكا من مارياتريزيا

- ‌ماري ستوارث ابنة يعقوب الخامس دوق سكوتلانده

- ‌ماري دوارليان

- ‌مادام بلانشار

- ‌المتجردة هند زوجة المنذر بن ماء السماء

- ‌متيم الهشامية

- ‌مرغريتا الفرنساوية ملكة إنكلترا

- ‌مرغريتا دي فالوا

- ‌مريم ابنة عمران

- ‌مدام نكر

- ‌مريم مكاريوس

- ‌مريم بنت يعقوب الأنصاري

- ‌مريم صوفيا إمبراطورة الروسية

- ‌مزروعة بنت عملوق الحميرية

- ‌مسكة جارية الناصر محمد بن قلاوون

- ‌مفضلة الفزارية بنت عرفجة الفزاري

- ‌منفوسة بنت زيد بن أبي الغوار رضي الله تعالى عنها

- ‌مهجة القرطبية صاحبة ولادة

- ‌مي ابنة طلابة بن قيس بن عاصم الغساني

- ‌مية بنت ضرار الضبية

- ‌مية بنت عتبة

- ‌مريم نحاس نوفل

- ‌حرف النون

- ‌نائلة بنت الفرافصة بن الأخوض

- ‌ناجية بنت ضمضم المري

- ‌نزهون الغرناطية

- ‌نعمى جارية ظريف بن نعيم

- ‌السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي الطالب

- ‌نصرة إيلياس غريب

- ‌نوار بنت أعين بن صعصعة

- ‌نيكتورسيس

- ‌حرف الهاء

- ‌هاجر زوجة إبراهيم الخليل عليه السلام

- ‌هجيمة أم الدرداء

- ‌هزيلة الجديسية

- ‌هند أم سلمة

- ‌هند بنت النعمان بن بشير

- ‌هند جارية محمد بن عبد الله بن مسلم الشاطبي

- ‌هند بنت النعمان

- ‌هند بنت أثاثة

- ‌هند بنت زيد بنت مخرمة الأنصارية

- ‌هند بن عتبة بن ربيعة بن عبد

- ‌شمس بن عبد مناف القرشية

- ‌هند بنت خالد بن نافلة

- ‌هند بنت كعب بن عمرو بن ليث الهندي

- ‌وهيبة بنت عبد العزى بن عبد قيس

- ‌ولادة بنت المستكفي بالله

- ‌حرف اللام ألف

- ‌لانيلسون المغنية الأسوجية

- ‌لادي رسل ابنة توماروتسلي وزير مالية إنكلترا

الفصل: ما خبرتها عن مقام إلا كان الخبر لها عبانا. ماتت في

ما خبرتها عن مقام إلا كان الخبر لها عبانا.

ماتت في طريق العمرة بمكة سنة ثلاث وعشرين ومائتين.

‌فاطمة بنت الإمام السيد أحمد الرفاعي الكبير

كانت عابدة فاتنة صالحة حافظة لكتاب الله فقيهة في دين الله محافظة على الدين مكرمة للصالحين خاشعة قانعة باكية، هائمة في الله تعالى شغلها حب الله تعالى عن غيره.

رأى الشيخ الفاروقي - قد س سره - رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام والسيدة فاطمة هذه وأختها السيدة زينب بين يديه والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: فاطمة فاطمتي، وزينب زينبي وبنتاي وبنتا ولدي أحب أهل هذا البيت يا عمر. فأفاق الفاروقي مندهشا وغشي عليه الليل كله، فلما أصبح استأذن على السيدة فاطمة، فلما وقف وراء الحجاب قالت له بصوت حزين وخشية وأنين قبل أن يذكر رؤياه: جدنا بنا رحيم صلى الله عليه وسلم.

أخذ عنها القراءة ولدها السيد أبو إسحاق إبراهيم الأعزب وولدها السيد نجم الدين أحمد رضي الله عنهما وسمعا منها حديث الرسول وحدث عنها السيد أحمد الصبان رضي الله عنه في كتاب (الوظائف) .

ونقل عنها الشيخ محيي الدين إبراهيم بن عمر الفاروقي أنها أنشدت في مجلس درسها بيتا حفظته أخته الصالحة خديجة الفارسية ورواه عنها وهو:

نموت على التقوى ونحشر في غد

على خالص الإيمان والبر والتقوى

توفيت بأم عبيدة سنة تسع وستمائة ودفنت بالمشهد الأحمدي رضي الله عنها.

‌فاطمة بنت السيد عبد الرحيم الرفاعي

وتلقب ملكة. قال الإمام أحمد الزبرجدي الكبير - قدس سره - حين ذكرها: السيد فاطمة أخت القطب الجليل السيد أحمد الصياد بن الرفاعي - قدس الله سره - العزيز يلقبها أهل بيتهم ملكة. كانت صالحة عارفة عالمة عابدة خاشعة، حجت مع أخيها السيد عز الدين أحمد الصياد الشهير سنة ثلاث وأربعين وستمائة وزارت مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما تمثلت أمام قبر جدها عليه السلام قالت:

يا رب إ قبلت لديك زيارتي

فاجعل [بطيبة] قرب طه مدفني

ثم غشي عليها فرفعوها إلى محلها فماتت ذلك اليوم ودفنت بالقرب من حرم النبي صلى الله عليه وسلم، ومرقدها المبارك معروف يزار بالمدينة ويترك به - رضي الله عنا - وهي حفيدة الغوث الأكبر سيد الأولياء السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه من بنته السيدة العارفة بالله الشريفة زينب ووالدها القطب الأعظم السيد عبد الرحيم الرفاعي الحسيني رضي الله عنهم أجمعين.

‌فاطمة علية

هي ابنة العلامة المفضال المؤرخ الشهير جودت باشا، ناظر العدلية العثمانية سابقا. ولدت فاطمة علية في الأستانة العلية ليلة الثلاثاء السابع والعشرين من شهر ربيع الثاني سنة 1279 هجرية الموافق 9 تشرين الأول (أكتوبر) سنة 1862 ميلادية. ولما تولى والدها ولاية حلب الشهباء سنة 1282 هجرية كان عمرها ثلاث سنوات ولما ظهر عليها من أمرات النجابة أحبها حبا شديدا فأخذها معه ومكثت عنده مدة ولايته وهي سنتان تحت ناظريه.

ولما رجع إلى الأستانة استحضر لها معلمين ومعلمات وهو تقلب في جملة وظائف مهمة في الدولة العثمانية إلى أن بلغت من العمر أربع عشرة سنة فتعين والدها في ولاية ثانية، وكان ذلك في سنة 1292 هجرية، فذهبت

ص: 368

معه ولم يمكث بها كثيرا ورجع إلى الأستانة ومع ذلك فإنها أينما توجهت فإنها مشتغلة بالعلوم والمعارف.

وفي سنة 1295 هجرية لتولى والدها ولاية سورية فتوجهت معه وأقامت مدة في دمشق الشام، ثم أقامت شتاء في بيروت ورجعت برجوع والدها إلى الأستانة.

وكان أول ما اشتغلت به من العلوم من سن الطفولية تعلم أصول القراءة والكتابة التركية، وتلقت دروس العربية والفارسية من عدة معلمين خصوصيين مختلفي الطبقات، ثم اشتغلت بتحصيل اللغة الفرنساوية وأتمت الحصول عليها بواسطة آنسة باريسية، ولما كانت في سورية تقدمت في تحصيل اللغة العربية بكافة فنونها من بديع وعروض ونحو وبيان وخلافه.

أما العوم العقلية من توحيد وكلام ومنطق، ورياضة وهندسة، وحساب فإنها أخذتها عن والدها بأحسن مأخذ. وأما علم الموسيقى فإنها أخذته بكامل أنواعه وفروعه عن ماهرين فيه من ترك وعرب وفرس وإفرنج حتى فاقت أهل زمانها فيه.

والذي يرى تفرغها لهذه العلوم يظن أنها أهملت أهمما يلزم للمخدرات من الأشغال المنزلية حالة كونها لم تهمل دوام التقدم في الأشغال اللازمة للمخدرات وقد تفردت بذلك بين مثيلاتها وفاقت كثيرات من قريناتها.

وافتتحت لذاتها منهاجا خصوصيا في الإنشاءات الكلامية ولكنها لم تقتدر على التفرغ لنشر الآثار بالنسبة لاشتغالها في أول المر بالشؤون التي هي طبيعية الحصول لطائفة النساء كتدبير المنزل وتربية الأولاد. ولما عمت العلوم والمعارف في هذا العصر الحميدي إلى عموم الممالك العثمانية وخصوصا في الأستانة العلية، وابتدأ بعض المخدرات العثمانية في نشر الآثار والاشتراك في خدمة التأليف وغيرها ابتدرت المترجمة أن تسابق هاتيك المخدرات فترجمت رواية (دولانته) تأليف (جورج أدنا) أحد مشاهير أدباء الفرنساويين من اللغة الفرنساوية إلى التركية وسمتها باسم (مرام) وأبدعت فيها كل الإبداع من جهة الأسلوب والسياق وهي أول آثار براعتها ولكنها ضنت باسمها فلم تذكره بل أخفته صونا واحتجابا، وانتظرت أقوال أدباء العصر عنها ولم يتكامل نشرها حتى ظهرت علائم استحسان الأدباء للطراز الجديد الذي جرت عليه في عباراتها، وقد احتفل بها العلامة أحمد مدحت أفندي محرر جرنال (ترجمان حقيقت) التركي العبارة. وكتب جملة فصول عنها وشوقها إلى خدمة العلوم والآداب.

وكثر الكلام بين أدباء العثمانيين عن سياق هذه الرواة بالنظر لخفاء اسم مترجمتها ولكن عضدها فيه مدحت أفندي وأمثاله من فضلاء الأتراك وأظهروا لهم حقيقة حالها.

وبناء على تعضيد وتنشيط مدحت أفندي لها أظهرت اسمها، وابتدأت المباحثات العلمية والأدبية بينها وبينه وصارت تكتب المقالات العديدة وترسلها تحت إمضائها فتنشر في (ترجمان حقيقت) ، وذلك اشتهرت بين الأدباء اشتهارا عظيما.

ولما شاع ذكرها في الآفاق وسمعت بها نساء الإفرنج السائحات صرن أول ما يردن على الأستانة يقصدن منازل السيدات العثمانيات المتصفات بالفضيلة ويزرن المترجمة ويذاكرنها في العلوم والمعارف والفنون فيجدن منها فاضلة أديبة.

وقد جرت بينها وبين ثلاثة من سيدات الإفرنج السائحات محاورات مهمة كتبتها في رسالة وسمتها باسم

ص: 369

(نساء الإسلام) وقد نشرت في جريدة ترجمان حقيقت سنة 1892 إفرنجية وترجمتها عنها جريدة ثمرات الفنون التي تطبع في بيروت من التركية إلى العربية، ثم ترجمت هذه الرسالة إلى الفرنساوية والإنكليزية وبلغت حدها من الاشتهار.

وبما أنها جاءت أحسن مقالة أنشئت من ذوات القناع، لما فيها من حسن البلاغة والإبداع رأيت أن أدرجها عقيب هذه الترجمة وإن كان فيها طول لما فيها من الفائدة وأثرا لهذه الفاضلة.

وللمترجمة رواية تركية عثمانية وسمتها باسم (محاضرات) نشرتها بأسلوبها التركي البديع في الأستانة العلية.

وبالجملة فإن المترجمة قد تفننت في العلوم الرياضية والفلسفية والطبيعية كل التفنن ومزجت العلوم الشرقية بالعلوم الغربية حتى صارت من مفاخر المخدرات الإسلامية ولم يضاهها أحد من النساء الشرقيات والغربيات، وهي الآن مقيمة بالأستانة العلية كثر الله من أمثالها ووسع الله بها العلوم والمعارف على جنسنا النسائي. وها هي الرسالة الموعود بإدراجها قالت: " لما كان النوع الإنساني مدينا بالطبع ومحتاجا إلى التعاون والتعاضد مع بعضه البعض تكمن في كل جهة من عقد روابط الجمعية وبسط بساط المدنية واستكمال حاجاته الضرورية، ثم تسنى له بالتدريج استحصال حوائجه الكمالية أيضا وعلى هذا الوجه ظهر اختلاف في اللغات في أي الأطراف ونشأ تباين في العرف والتعامل يخالف بعضه بعضا، وقد أدى اختلاف اللسان والمكان إلى إيجاد مباينة كلية بين الملل والأقوام حتى أنه من القديم أخذ كل فرد من هاته الملل يعيش في عالمه الصغير في حالة العزلة والانفراد لا يعلم شيئا من أحواله سواه.

أجل إن الملل المذكورة لم تكن خلوا من وسائط المواصلات كالقوافل والسفن إلا أنه بالنظر إلى صعوبة الأسفار البرية والبحرية وقلة الواردات كان أهالي البلاد البعيدة غير واقفين تمام الوقوف على أحوال غيرهم من أبناء النوع الإنساني وكان إذا ظهر حادث في جهة من أوروبا لا يمكن العلم به إلا بعد سنة كاملة ومثل ذلك كانت سائر البلاد الأوروبية أيضا لا تسمع بحوادث العالم إلا بعد مرور زمن طويل.

ولما أنشئت السفن التجارية كثرت الواردات وحصلت السرعة والسهولة في النقل والحركة، وقد ازدادت هذه السرعة والسهولة في الأسفار والسياحات زيادة تذكر بواسطة الطرق الحديدية، ثم اخترع التلغراف فكان واسطة للمخابرات بنسبة هذه السرعة في الأسفار حتى إن الحوادث التي كانت لا تعلم في البلاد البعيدة إلا بعد سنة صار يمكن الوقوف عليها في خلال ساعة واحدة، وبالجملة فإن العالم دخل فيطور جديد يختلف عن الطرز الأول وعلى ذلك فإن الأوربيين المشتغلين بتحقيق وتدقيق جميع الأشياء وإن كانوا قد ابتدأوا في بذل الجهد رغبة منهم في الاطلاع على خصوصيات أحوالنا قد تبين لي في خلال المحاورات التي وقعت بيني وبين بعض النساء الأوروبيات من معتبري السواح أن ظنون الإفرنج المتعلقة بنا هي من حيث الخطأ والوهم في صورة موجبة للتعجب حقيقة حتى إنني عندما سمعت هذه الأخبار الكاذبة من المرمى إليهن تعجبت تعجبا يضاهي استغرابهن مما يلقينه من الأخبار الفاسدة المغلوطة وظننت إنهن إنما يجئن عن غيرها من الملل.

ص: 370

ومع ذلك فإن الكلام الذي سمعته من هؤلاء السائحات إنما هو مندرج في الآثار الأوروبية المكتوبة على شكل كتب السياحة وعلى هاته الحال فإن كتب السياحات المذكورة ليست من كتب المعلومات الباحثة عن حقائق الأحوال وإنما أكثر مندرجاتها تشبه الحكايات الخيالية التي كتبت على طرز القصص الرومان، فهذه الأوهام والخطيئات كيف نشأت يا ترى؟ وهل هي منبعثة عن أغراض الأوروبيين الخصوصية؟ كلا إن السواح المعتبرين يبذلون قصارى جهدهم وينفقون نقودهم في سبيل الوقوف على الحقائق المنتشرة في آفاق وأقطار العالم ليستفيد من علمهم واطلاعهم كل فرد من أفراد مواطنيهم فيجب والحالة هذه أن نفتش عن هذا القصور عندنا إذ أنه من موجبات كمال التحري عن قصور الذات، ومن يقيس قبائحه بعد توفيقها على قبائح غيره يكن لا شك في جانب الحق والصواب، ويفز برفعة القدر وعلو الجناب.

معلوم أن والوقوف على أفكار الأهالي عاداتهم كما ينبغي لا يحصل ولا يتم بالتجول في أسواق البلد وطرقه ومشاهدة مواقفه المشهورة وإنما لأجل الوقوف على أحوال إحدى الملل الحقيقية يجب الاجتماع بالذكور والإناث والأخذ معهم بأطراف الحديث، ولما كانت النساء عندنا متحجبات كان الاجتماع بهن مستحيلا على الرجال ومع ذلك فإن كثيرا يوجد بين هؤلاء السواح نساء لا تقل معارفهن عن معارف الرجال فيمكن بواسطتهن أن يطلع سائر السواح أيضا على أحوال نساء المسلمين الحقيقية بمزيد السهولة لكن هؤلاء النساء العارفات أيضا لا يمكن أن يفهمن بمجرد دخولهن على عائلة لا يفهمن لغتها فإنهن يكن حينئذ كالخرس ويكتفين بتبادل النظرات.

أجل إن لدينا في الوقت الحاضر عددا من النساء اللاتي يعرفن اللغة الفرنساوية على أن قسما كبيرا منهن قد تربين تربية إفرنجية صرفة بمعرفة المربيات الأوروبيات المعروفات باسم "الستينوتريس" فتعلمن اللغة الفرنساوية لا لأجل اكتساب المعارف والعلم، وإنما غربة منهن في أن يكن إفرنجيات محضا، ولما كن جاهلات للأحكام الشرعية وكن قد نبذن عادتهن الملية ظهريا وعشن عيشة إفرنجية كان الاجتماع بهن والأخذ بأطراف الحديث معهن نظير محادثة العيال الإفرنجية في (بك أوغلي)(قسم من دار السعادة يسكنه الإفرنج) فلا يستفيد محادثتهن فائدة بالكلية ولا يفهم منهن شيئا على الإطلاق، وهاته العيال السالكة مسلك التقليد إذا رغب إليهن أحد في الحصول على المعلومات المتعلقة بأصول المعيشة الإسلامية مما يكن قد نبذته نبذ التواة سكتن عن بيان استقامة وطهارة الدين المبين الإسلامي (من حيث إنهن قليلات العلم بذلك) وأخذن في الكلام بحدة وشدة عن مسائل الحجاب زاعمات أن العادات الملية مقتبسة عن الأحكام الشرعية وبالجملة فإنهن يبحثن في أشياء لا علم لهن بها فيكن سببا لمفتريات وإسنادات بعض الأجانب على الدين المطهر الذي استنرنا بمشكاته وتشرفنا بآياته.

والغالب أن النساء اللاتي قدمن إلى مدينتنا من أوروبا بقصد السياحة قد أدركن هذه الدقائق فإنهن كثيرات الرغبة في الاجتماع بالعيال الإسلامية التي ما برحت عائشة على النسق السابق والأصول القديمة.

وإنه يوجد قسم من العيال الإسلامية أيضا بحسب أفرادهم يعتقدون أن في تعليم النساء العلوم والمعارف إثما حتى إنهم لا يتعصبون فقط بأمر تعلمهن اللغة الفرنساوية بل يتعصبون أيضا في تدريس اللغة التركية ما زيدي عن اللزوم الضروري والحق يقال: إن هؤلاء ممن لا يعلمون ما بلغ إليه الأزواج المطهرات والبنات

ص: 371

الزاكيات وكثير من العالمات الأديبات التي كن في صدر الإسلام من رفيع الدرجات في العلم والفضل.

ومع أن كشف وجوه النساء غير محرم شرعا وإنما الواجب عليهن أن يسترن شعورهن فإنا نرى بعضا من نسائنا يحجبن وجوههن على عكس الإيجاب الشرعي ويكشفن شعورهن، والحاصل أن الحد الوسط مفقود عندنا تتلاعب بنا أمواج الحيرة في عباب التيه فلا ندري إلى أية جهة نسير، والحال أن الإفراط والتفريط في كل شيء مضر ومذموم، والاعتدال مشكور في جميع الأحوال فإن خير الأمور أوسطها، فبناء على ذلك يلزم على السواح كي يتمكنوا من الوقوف على حقائق الأحوال أن يجتمعوا ويتباحثوا مع العيال العارفة اللغة الفرنساوية العائشة على مقتضى الأصول الإسلامية حالة كونها محافظة على أحكامها الدينية، وأفكارها وعاداتها الملية، نعم إن تمييز ذلك مشكل بالنسبة إلى الغرباء إذ أن الأجانب الذين ينزلون في فنادق (بك أوغلي) يطرحون على التراجمة الذين لا يحيطون علما بما خرج عن عالم هذا المحل أسئلة بقصد الحصول على بعض الأنباء، فيأخذ هؤلاء التراجمة بالنظر إلى اضطراهم لتأدية الجواب في إلقاء كلمات لا معنى لها فيهرفون بما لا يعرفون وتصبح أحوالنا موضوعا للحكايات الخيالية.

ومن الأمور المعلومة عند سائر الأنام أن الأوروبيين لا يعترضون بشيء على أحكامنا الدينية الموافقة للحكمة والعقل وإنما يتخيلون ويظنون أن نساء المسلمين مظلومات معذورات فيطلقون ألسنتهم باللوم آخذات التشديد في هذا الباب.

بما أنني في خلال محاوراتي مع بعض السائحات المعتبرات قد اطلعت على أوهام الأوروبيين وفساد ظنونهم المتعلقة بنا، ولم يسعني ان أستر استغرابي من ذلك في خفايا القلب ورأيت نفسي مضطرة إلى بيان ما دار بيننا من الأحاديث في المحاورات المذكورة على الوجه الآتي: المحاورة الأولى في يوم من أيام شهر رمضان الشريف في السنة الماضية أي سنة 1308 هجرية أخبرنا أن عقيلة أوروبية تدعى (مادام ف.) ، وراهبة زاهدة في الدنيا ترغبان في المجيء إلى منزلنا لمشاهدة طعام الإفطار، وبعيد العصر أقبلنا على المنزل وأخذتا تتنزهان في الحديقة الخارجية، ثم بعد مرور نصف ساعة أرسلتا تخبرنا أنهما داخلتان إلى المنزل، ولما كانت وظيفة الترجمة في منزلنا مفوضة لعهدة هذه العاجزة ذهبت لاستقبالهما في باب الحديقة تصحبني جاريتان لتحملا رداء ومظلة كل من الزائرتين.

وعند دخولهما رحبت بهما باللغة الفرنسية وتبادلنا المصافحة بالأيدي ثم إن (ما دام ف.) مدت يدها إلى الجارية التي كانت تصحبني وهي الجارية القائمة بخدمة رئيسة الخدم في منزلنا - لتصافحها، أما الجارية فإنها تناولت المظلة من يد المومى إليها الثانية، وانسحبت إلى الوراء وأخذت الجارية الثانية رداءهما وبرنيطتهما ودخلت بهما إلى قاعة الضيوف وبعد ذلك قدمت لهما صاحبة البيت وأفراد العائلة وعرفتهما بهن على مقتضى الأصول الجارية.

أما (مادام ف.) فهي امرأة بين الخامسة والثلاثين إلى الأربعين من العمر، والراهبة بين الأربعين إلى الخامسة والأربعين من سني الحياة، وقد علمت أن (مادام ف.) المومى إليها وزوجها والراهبة أيضا لم يأتوا إلى دار السعادة قبل هذه المدة وبعد أن أكرمناهما بالحلوى والقهوة على النسق التركي طلبت (مادام ف.) أن

ص: 372

تتفرج على غرفة مفروشة على الأصول التركية فأدخلناها إلى القاعدة ولما لم تر فيها غير مقعد بسيط أخذتها الحيرة وطلبت مني أن أطوف بها إذا أمكن في الغرف الأخرى فتكون في غاية الامتنان فقلت لها: إن ذلك مما يزيدنا منه وسارعت حالا في إنفاذ رغبتها وفي خلال ذلك أشارت (مادام ف.) إلى رئيسة الخدم الواقفة أمامها وقالت: أثناء دخولنا قدمت يدي لهذه السيدة فلم تتناولها وإنما أخذت من يدي المظلة والآن أراها واقفة على الأقدام لا تجلس معنا فما السبب في ذلك؟ فقلت لها: لأنها جارية أيتها المادام.

فقالت: وما شأن البنات اللاتي على مقربة منها.

فقلت لها: هن مثلها أيضا.

فقالت: حسن جدا ولكن أيتها السيدة أرى في أذنيها أقراطا وفي يدها خاتما، وعلى صدرها ساعة جميلة وسلسالا وقد ظننت قبلا أنها سيدة والآن علمت إنها جارية فأخذتني الدهشة من تميزها بالحلي عن غيرها من الجواري فما السبب في ذلك وأرى أن هاته الفتاة الواقفة في الطرف الآخر لا تنقل غير قرط في أذنيها ولكن هذا القرط ليس بذي قيمة كذاك القرط، وفضلا عن ذلك فهي لا تحوي غيره من أنواع الحلي، والجارية الواقفة في تلك الجهة تحمل ساعة بسيطة وسلسالا لا غير. فقلت لها: إن الجارية التي ظننت أنها سيدة فنما هي رئيسة الخدم في هذا المنزل - أعني أنها بمنزلة مديرة لسائر الجواري - فهي التي تعلمهن كيف يجب عليهن أن يخطن ألبستهن ويسرحن شعورهن ويقمن بأمورهن الخصوصية لأنهن ساذجات غبيات، ولا تزال رئيسة عليهن حتى يصرن قادرات على إجراء ذلك وهي التي تكون بمقام الوالدة لهن مهما يكن عددهن كثيرا كان أم قليلا وسيدة المنزل تلقي التبعة عليها بأمر نظافتهن وطهارتهن فهي المرجع المسؤول ولما كانت أعمالها وخدمتها تربو على خدمة غيرها فقد أعطاها سيدها هذه الهدايا بمقابلة خدمتها.

وأما هاته الجارية الفتاة فقد جلبت إلى هذا المنزل وهي في السنة الرابعة من العمر وحتى الآن لم يعهد إليها بخدمة وعمل على الإطلاق وهي الآن في الرابعة عشرة من سنها، ولما كانت غير قادرة على العمل إلى هذا الوقت لم تحمل خدمة وعملا ورئيسة الخدم التي تنظرينها الآن قد كانت من الخدم ذوات الدراية والاستعداد في عهد رئيسة الخدم التي كانت قبلها، فنالت بمهارتها هذه المرتبة وصارت رئيسة للخدم وكانت قائمة على العناية بهاته الجارية الصغيرة وعلى ذلك فإنه من الآن فصاعدا ستنتظر الخدمة من هاته الصغيرة الأعمال التي عهد بها إليها حتى الآن ستقوم بها في المستقبل بمعنى أنها أخذت منذ الآن في مباشرة الخدمة وأما القرطان اللذان في أذنيها فقد اشترتهما بالدراهم التي اقتصدتها وادخرتها من راتبها الشهري والجارية الأخرى التي تفضلت بالسؤال عنها لا تزال حديثة العهد في هذا البيت فلم تقم، إلا بعمل قليل قد مكنها من مشترى الساعة والسلسال.

فقالت: أيتها السيدة إن الكلمات التي أسمعتنيها موجبة للحيرة والاستغراب، وسأتقدم إليك بطلب بعض التفصيلات إذا كان ذلك غير داع لإزعاجك فقلت لها: اسألي ما شئت.

قالت: ذكرت في عرض كلامك السابق شيئا عن رئيسة الخدم السابقة فأين مصيرها ومقرها الآن؟ قلت لها:

ص: 373

إنها قد هيأت خدمات يمكن لهن القيام مقامها، ولما كانت قد انتهت وظيفتها وأوفت ما يجب عليها زوجناها ولها الآن ثلاثة أولاد.

قالت: وأين هي الآن؟ قلت: حيث إنها ذات بعل هي الآن في بيت زوجها.

قالت: هل تبقى وظيفة رئاسة الخدم في الأقدم؟ قلت لها: كلا، إن سيدة المنزل تنتخب من ضمن الجاريات اللاتي تهذبن على أيدي رئيسة الخدم أكثرهن ذكاء واستعدادا وتعينها رئيسة للخدم وسائر الجواري ينلن الهدايا مثلها بمقابلة خدمتهن ولا يمكن أن يكن رئيسات للخدم، واكتساب هذا العنوان بمجرد القدمية على أن رئيسة الخدم لا تعاملهن الساذجات ولا تأتيهن بكلام الأمر وغنما مصدر إخطاراتها وتنبيهاتها بطريق المجاملة واللطف وتعاملهن معاملة شقيقات لها.

قالت: ذكرت شيئا يتعلق بالرواتب فهل تدفعون راتبا للجواري؟ قلت: لا ريب في ذلك نعم إن سيد الجاريات هو الذي يقوم بتسوية ما يلزمهن من الألبسة وسائر الحاجات غير أن لهن نفسا كما لا يخفى ولكل نفس ميل ورغبة فربما اشتهين طعاما لم يكن له وجود ذاك النهار في البيت، وربما ملن إلى الحصول إلى ألبسة تختلف عن الألبسة التي عملها لهن سيدهن، فهذه الرغائب والمشتهيات يأخذنها بالدراهم التي يدخرنها من رواتبهن ولذلك كان لهن رواتب مخصوصة قالت: وهل تعطون إلى الجاريات القديمات علاوة على ذلك هدايا؟ فقتل لها: لا، فقط هدايا أيتها لمادام وإنما متى صارت الجارية خصيصة على أهل المنزل نجهزها الجهاز اللازم، وإذا نالت الجارية حظوة في عين سيدها وكان سيدها مقتدرا فإنه هو الذي يقترن بها.

قالت: ألا تشترون الجواري أنتم بالدراهم؟

قلت: أجل غير أن الدراهم التي ندفعها إنما تدفع للبائع، فالجارية لا تستفيد منها شيئا، والفائدة عائدة لأقرباء البائع أو سيده، والديانة الإسلامية تأمرنا بان نترك للجواري حقا علينا، ولأجل ذلك نعطي لكل جارية هدايا ودراهم وجهاز بمقابلة خدمتها.

فقالت: يستفاد من ذلك أن الجاريات هن نوع من الخادمات؟ قتل: نعم، إنهن يشبهن الخادمات التي يستخدمن مشاهرة أو بالنسبة غير أن الخادمة إنما تعين لها أجرة ومدة معلومة فإن الجهالة في الأجرة ومقدار الجل إنما هي إجارة فاسدة.

وأما الجارية فإن الدراهم التي ستنفق عليها كما أنها غير معلومة كذلك مدة خدمتها غير معينة بناء عليه كانت معاملتها مماثلة للإجارة الفاسدة ولكن جرت العادة والتعامل على هذا الوجه والدراهم التي ينفقها سيد الجارية عليها إنما تكون بمقتضى صدقاتها وثروة سيدها وهذه القيم بعينها العرف وترسمها العادة.

أما مدة خدمتها فإنها وإن كانت غير معنية إلا أن الشريعة تأمرنا بهذا النص: "يجب أن تعتقوا الجارية بعد خدمة تسع سنوات وإذا لم تكن لكم ثروة واقتدار فبيعوها إلى شخص من أهل المروءة يعتقها".

ومع ذلك فإن العرف والعادة قد تقدمت درجة أخرى بهذا الموضوع حتى صار يعاب على الذين لا يعتقون جواريهن بعد سبع سنوات أما ذوو البيوتات من أهل الديانة والمروءة فإنهم لا يقيدوهن بهذا المقدار لن في الدين أسباب كثيرة تقضي بالعتق وإطلاق الحرية لهن، ومن جملة ذلك أن شخصا متى نال مراما يرجوه يعتق عبدا من قبيل شكر النعمة، وإذ نذر بعضهم

ص: 374

قائلا: إنني إذا حصلت على القصد الفلاني أعتق لأجله عبدا وجب عليه أن يقوم بإبقاء النذر.

وأما الجارية التي تقوم بتربية ابن سيدها فإنها تعطى حريتها فيا ليوم الذي يذهب به الصغير إلى المدرسة، ومن حيث إن أكثر الصغار يرسلون إلى المدرسة وهم في السن الرابعة من عمرهم كانت مدة إسارة المربيات أربع سنوات حتى إنه إذا ارتكب شخص قصدا إفساد صوم يوم واحد من صيامه فرض عليه أن يكفر عن ذلك بإعطاء الحرية لعبد واحد وإذا لم يستطع هذا الأمر فالكفارة تكون ستين يوما فيستنتج من كل ما تقدم أن إطلاق حرية عبد واحد تقوم مقام صيام ستين يوما، وعلى ذلك كان هناك أسباب شرعية وآداب ملية تجبر أهل الإسلام على عتق العبد.

قالت: حسن جدا غير أن الخادمة يمكنها أن لا تخدم في المنزل الذي لا ترضاه، أما الجارية فإنها مكرهة على البقاء في الخدمة وإن يكن سيدها ظالما؟ فقلت: لماذا إن الجارية التي تكون غير مسرورة من المنزل وكانت راغبة في تركه فيكفي في ذلك أن تقول: بيعوني وحينئذ تباع إلى من ترضاه ويعجبها، وقد جرت العادة أنها لا يمكن أن تباع إلى شخص لا يلائمها، وأما من حيث الوجه الشرعي فإن الظلم والجفاء لا يجوز إتيانه بحق الأسرى على وجه الإطلاق وعند مراجعة المحكمة في الأمر فالعدالة تأخذ مجراها لدى الحاكم.

قالت: يستفاد من ذلك أنه لا فرق بينهن وبين الخادمات.

قلت: كلا يأيتها المادام أننا لسنا بمديونين للخدمة بهذا القدر فإن الخادمة تتناول راتبها الشهري ليس إلا وفي الزمن الذي لا نحتاج به إليها نمنحها الإذن فتذهب إلى حيث شاءت، ومتى صارت ذات بعل هي التي تهيئ جهازها لنفسها، ثم إنها إذا لم تتفق مع زوجها ورغبت في الانفصال عنه فهي بذاتها تبحث عن محل لها.

وأما الجارية فليست من هذا القبيل لأنها متى صارت زوجة ولم تستطع أن تعيش مع زوجها ورغبت في أن تنفصل عنه أتت توا إلى منزل سيدها كأنما هي آتية إلى منزل أبيها وحينئذ يترتب على سيدها أن يتحرى لها على زوج ملائم فيزوجها به تكرارا والأسياد هم الذين يتولون حماية أولاد جواريهم ويساعدونهم في تعليمهم وتدريسهم، وكل جارية تشاهد من زوجها ظلما تشكو أمرها إلى سيدها الذي يدافع عنها فإذا توفي زوجها ولم يترك ميراثا كافيا لإدارتها تأتي بأولادها إلى منزل سيدها نظير هاته الجارية المعتوقة التي ترينها من هذه النافذة قابضة على يد ولدها الصغير وطائفة به في فناء الدار لأنه متى عجزت الجارية المعتوقة عن القيام بإدارة نفسها وجب شرعا على معتقها أيا كان أن ينفق عليها فإذا امتنع أكرهه القاضي على ذلك. وبعكس الأمر إذا توفيت جارية بلا عب عن ثروة طائلة كان لمانحها الحرية - أيا كان - نصيب من الإرث فينتج من ذلك أن الجواري معدودات من أخصاء العائلة تماما وزيادة عما تقدم أننا نأتمن الجواري على مفاتيح خزائننا ونسلمهن إياها مع أننا لا نأتمن الخدم عليها بالكلية، فإن الجواري لا يركبن غارب الخيانة لأن بين الجارية وسيدها صلة ورابطة كبيرة بهذا المقدار، حتى أن الجارية لا يمكن أن تخون مولاها إلا إذا كان الأولاد يخونون والديهم فإذا مرض سيدها بذلت روحها وقلبها في سبيل خدمته مخافة أن تفقده، وكان مثلها في هذا الأمر مثل الأولاد الذين تأخذهم الرعدة والمخاوف من فقد وضياع أمهم وأبيهم ثم هي إذا أصابها ألم في الرأس حصلت عناية سيدها على مثل ما عاملته تماما، ومع أن للجواري المعتوقات كل الحرية في الذهاب إلى أني شئن فلم يتفق

ص: 375

حتى الآن أن الجارية تركت حماية سيدها الواجبة عليه حتى الموت وعادت إلى حيث يقيم أبوها وذوو قرباه.

قالت: لا جرم إن ذلك منبعث عن نفرتها من أبيها وأمها وذوي قرباها الذين باعوها أليس كذلك؟ فقلت: عفوا أيتها المادام ليس الأمر كذلك فإذا سمحت أتيتك بالإيضاح الوافي قالت يا عجبا، تطلبين مني الإذن للإيضاح، وأنا أرجوه وأسترحمه إنني رأيت الأرقاء في حالة تختلف عما سمعته عنهم حتى إن الذي سمعته منك عن الأسرى هو يباين الذي كنت فهمته على الخط المستقيم، فلو تماهلت في بيان الإيضاحات لرأيت من نفسي ما يحملني كرها على تقديم الرجاء إليك بان توافيني ببيان شاف عنها فأرجوك أيتها السيدة أن تواصلي الحديث.

قلت: لا يخفى أنه متى ولد للجراكسة ابنة جميلة يأخذون في الحداء لها لكي تنام سالكين في ذلك على طريقة الإفرنج الذي يعودون أولادهم على أن يسمعوهم وهم في دور الطفولية اسم رتبة المارشال والجنرال لترسخ في أذهانهم فيكون لهم ميل إلى الانخراط في الجندية، والجراكسة أيضا يسمعون بناتهم الجميلات في دور الطفولية مثل هذه الأقوال حيث يقولون للطفلة إنك تذهبين إلى الأستانة فتصيرين زوجة أحد الباشوات فلا تنسين أهلك وذوي قرباك بلا اجتهدي في إعانتهم، حتى إذا أدركت الطفلة معنى الكلام يملؤون آذانهم بمدائح سعادة وحسن حال خالتها وعمتها الموجودة في الأستانة فيتجسم الميل في الطفلة تجسما كبيرا، وتبتدئ أن تسأل نفسها عن الزمن الذي تذهب به لتحظى بالسعادة الموعودة.

أما والداها فإنهما يبذلان روحهما ومطلق عنايتهما في الاهتمام بها والسبب في ذلك أنها جميلة وأنه سيأتي يوم تصير به ولي نعمتهما وعندما توصل الفتاة إلى السن الذي تعرف به نفسها تخجل لا محالة من مخاطبة والديها فتأخذ في مخابرة الفتيات اللاتي ينبئنها عن المستقبل الذي يبتسم لها وتتذمر مشتكية من الإهمال الواقع في إرسالها.

ومن ههنا يتضح جليا أيتها المادام أن ذا الوالد وهاته الوالدة يرسلان ابنتهما إلى البلدة التي ينتظرها بها خاطبها، ولكن هو الخاطب الذي يقبل بنتهما بلا جهاز ولا يكلفها، نفقات، وفضلا عن ذلك فإنه الخاطب الذي يهيل عليها من سائر أنواع الحلي والمجوهرات.

وأما الابنة فإنها تنفصل عن أبيها وأمها وذوي قرباها لتبحث لهم عن السعادة والمستقبل الذي ينظرونه منها، ولكن كيف تنفصل إنها تنفصل بشجاعة وبسالة تدل على أنها تخاطبهم بلسان حالها قائلة لهم:"إنني لا أحملكم ثقلة في إيجاد زوج لي، وإنما سأجده بنفسي فانظروا كيف إنني سأفيكم حقوقكم وعنايتكم بي حتى بلغت هذا الطول بصورة تظهر بها العظمة وعزة النفس".

وما ينطقها بهذا القول إلا الأمنية والثقة بأنها بواسطة جمالها المنصوب مثاله في المرآة ستحصل على الزوج الذي تريده والسعادة التي ترغب فيها، والمفهوم أيتها المادام أنهم إذا لم يرسلوها أصبحت في ذلك الوقت عدوة لعائلتها ثم نأتي الآن للبحث بالفتيات غير الجميلات، فهؤلاء لما كن محرومات من آمال أولئك الجميلات من حيث إنهن لم ينلن الأمنية والثقة في النظر إلى مرآة وجوههن، بينايكن مأيوسات من حالتهن واضطرارهن إلى صرف العمر والسعي والاهتمام والخدمة في بلادهن إذ تتوارد عليهن الرسائل من بنات أعمامهن وأخوالهن غير الجميلات مثلهن اللاتي ذهبن إلى الأستانة فيقرأن في سطورها ما يفيد أنهن متمتعات بالراحة وإنهن قد حصلن على الاستراحة التامة لتملصهن من عذاب الخدمة والاهتمام بحرث وفلاحة الأراضي، ثم يتبين لهن من الرسائل التي يأخذها بعد ذلك أن الجارية التي قامت بخدمتها قد أخذ لها

ص: 376

سيدها منزلا مكافأة لها على صداقتها وزوجها من رجل ملائم لها ثم متى وضعت طفلا ترسل إلى أهلها سلام هذا الطفل بمعنى أنها تلوث أصابع الطفل بالحبر وترسمها في هامش الرسالة فتنوب هذه العلامة عن إهداء السلام ويظهر لهن من تلك الرسائل أن الجارية بعد زواجها لم تزل متمتعة بحماية سيدها وعنايته بها فتقع هذه الأنباء في قلوب البنات موقعا عجيبا إلى حد أنهن ينفرن من البقاء منزلهن الذي شببن به ويصير في عينهن ظلاما وتتولد فيهن الكراهة من الأطعمة التي ألفنها، وكانت لذيذة الطعم في أفواههن.

وبالجملة فإنهن يرين الخدمة التي تعودن عليها ثقيلة جدا وبالنظر إلى هذه الخيالات التي تتجسم في أذهانهن لا يبقى لهن من ميل إلى العمل فيستولي عليهن الخمول والكسل، ويعرضن حينئذ أنفسهن للإهانة والتكدير من أمهاتهن وآبائهن، أو يسمعن منهن كلاما أمر من الصبر وأثقل من أتعاب الأعمال مثل قولهم لهن:(إن الخبز لا يؤكل بدون عمل) . وغير ذلك من الكلمات التي تمس كرامتهن، فتأخذ كل واحدة منهن أن تناجي نفسها قائلة: ألي غريبا أن أضطر أولا إلى الزرع، ثم إلى الحصاد، ثم لصنع الخبز لأجل أن آكل لقمة من الطعام فإذا ذهبت إلى الأستانة صرت هناك مصاحبة لأحد الأفندية فيأتيني الخبز والطعام المطبوخ، وفي مقابلة ذلك لا أسأل إلا عن خدمة المنزل، فإذا أصبحت سيدة أليس أنني أهتم بإدارة منزلي وتدبيره أما هنا فما هي المكافأة التي من المحتمل أن أراها بإزاء ما أؤديه من الخدمة؟ على أنني إذا خدمت أحد الأفندية حصلت ولا ريب على المكافأة، ثم أصير حرة وأستخدم الخدم وحينئذ أصبح سيدة.

وعلى أثر هذه المناجاة تشتد بها الرغبة في الذهاب إلى الأستانة واشتغال فكر الفتيات بتصور هذه الخيالات مع محبتها أمها وأباها تنظر إليهما من قبيل شكرها النعمة، وإذا كانت الأحوال لا توجب التحسين الكلي إلا أنه من حيث إنني لم آتك بهذه الإيضاحات إلا على سبيل الحكاية والمعلومات وحيث إنني لم أتعرض فيه للحكم على إصابتها والعكس أطلب منك إذا كانت لا ترين هذه الخيالات التي تتجسم في ذهن الفتاة الجركسية موافقة لحب وطنها وعائلتها وتحميلها على حب الذات الصرف فصرحي بملاحظتك المقنعة.

قالت: أرى أيتها السيدة أنك عرفت الرقيقة تعريفا لطيفا بهذا المقدار حتى يكاد يجعل كل إنسان ميالا إلى أن يكون رقيقا.

قلت: كلا أيتها المدام لا يجد أن نكثر سواد الأرقاء إلى هذا الحد فإن ذلك يصيب نقصا في عدد حماتهم بالنسبة إليهم وبالنتيجة تقل قوة الحماية أيضا.

وبينا كنا نحن الثنتان نتضاحك من ذلك كانت الراهبة إلى هذا الوقت لم تشترك معنا بالمحاورة، وربما لم تنتبه إليها أيضا كما ينبغي حسب ما استفيد ذلك من مرآها، أما أنا فقد انتبهت لكلام المدام انتباها يختلف عن صورته الأولى.

فقلت: إن المعلومات التي بينتها لك عن الجواري إنما هي مبنية على القواعد الشرعية الأساسية وعلى عادات وأفعال الأسر التي تراعي هاته القواعد مع سائر المقتضيات الإنسانية وإلا فإن العالم منه المليح والقبيح حتى إن القبيح في بعض الأشياء متغلب على الحسن والفطرة البشرية منهمكة في تغيير وتحويل الأشياء الحسنة إلى الوجهة الرديئة، ميالة مع سوء الاستعمال، فبناء على ذلك لا ينكر بالكلية أن يتخلل مسألة الأسارة أمور شتى من القبائح إذ إنه لا بد من يوجد أيضا آباء يبيعون بناتهم اللاتي يكن غير راغبات فيا لخروج عن أوكارهن وذلك لمجرد أن يستفيدوا من ثمنهن، كما أن هناك سادت عاملون الجارية التي يكونون قد اشتروها

ص: 377

معاملة تخالف المروءة الشرعية فبعد أن يستخدمونها ثلاث سنين أو خمس سنين يبيعونها أيضا من شخص آخر تكرارا، ميلا في ذلك إلى المنفعة الشخصية.

ألي أن الناس [يسيئون] الاستعمال ويخبطون في لجج التأويلات الفاسدة فيما يتعلق حتى بأكثر القوانين نفعا وأشد القواعد فائدة وحسنا تبعا لأغراضهم الذاتية؟ وأما بحسب الإنسانية فإن الأمر الذي يوجب التأسي والتسلي أن الذين يذهبون هذا المذهب في سوء استعمال الشريعة وسوء تأويل العرف والعادات الإسلامية إنما هم دون الطفيف وهؤلاء من حيث الأنظار والأفكار العمومية معدودون من أرباب التجاوز الذين خرجوا عن الحق ودائرة المروءة وتلطخوا بالعار.

أما المدام فإنها قد تلقت هذه الملاحظات بأهمية مخصوصة. وبعد أن اعترفت أنه كثيرا ما يطرأ على المروءة أمور من عدم الرعاية بين الآباء والأولاد والزواج والأخوة في أوروبا أيضا.

قالت: أيتها السيدة إنه مهما يكن أن يقال من المطاعن على الرقيق فجميعه قد قيل في أوروبا وسطر في الأوراق وأصبح معلوما عند كل إنسان، غير أن المسائل التي كانت مجهولة لدينا عن الرقيق إنما هي النقط التي أتيت على تعريفها وبيانها، فلقد أصبحت من جراء بيانك ممتنة شاكرة على أن لي شيئا آخر أسألك إياه وهو أنك قد أحسنت كل الإحسان في بيان الآمال والرغائب التي تتجسم في مخيلات الفتيات الجركسيات عندما يفارقن آباءهن وأمهاتهن، ولكن ما رأيك وقولك فيمن يبيعون الأطفال الذين يكونون لم يبلغوا بعد السن الذي يتسنى لهم فيه أن يميزوا مراكزهم ولا يكونوا عرفوا فيه شيئا من أحوال العالم؟ قلت: أيتها المدام، إن هؤلاء لا يكتفون بان تصبح بناتهم ذات يوم من السيدات، وإنما يتشوقون إلى تزينهن بحلى العلم والتربية التي ترفع شان المرأة وتمكنها من السيادة، وهم يحبون أولادهم محبة كلية إلى درجة إنهم يأبون إبقاءهم في ذلك الاحتقار لديهم إذ تعلمين من هم الذين يشترون الجواري الصغيرات.

قالت: لا جرم إن مجرد التفكر في بيعهن قد أورث فؤادي دهشة هذا حدها حتى إنه لم يبق لدي من ميل لأن أفتكر فيمن هم الذين يشترونهن. قلت: أتمنعك هذه الدهشة من الإصغاء إلى ما سألقيه عليك من الإيضاحات؟

قالت: إن بعض ممن يشترون الجواري الصغيرات هم العقيمون من البنين فيجعلوهن بمثابة أولادهن والبعض الآخر يأخذون الجميلات منهن فيهيؤنهن للسيادة بمعنى أنهم يعلموهن القراءة والكتابة ويربونهن تربية بنات المدن العظيمة ليصبحن في المستقبل بمقام السيدات، وعليه فإن سيد الجارية التي يمكن في المستقبل أن تباع بخمسمائة لير إلى ألف لير لا يقصر في الاهتمام بها والإحسان إليها بما تصل إليه يد الإمكان وأكثر العيال التي تشتري الجواري ليتزوجوا بهن إنما هي من هذا البعض الذي أشرت إليه والبعض أيضا يربون هؤلاء البنات الصغيرات في بيوتهم إلى أن يكبرن فيكن زوجات لأولادهم ويوجد قسم من هؤلاء الصغيرات تأخذن العيال الكبيرة ليكن بمنزلة مصاحبات أو رفيقات لأولادها ولكل فتاة من ذوي البيوتات الكبيرة جارية صغيرة مماثلة لها بالسن، فهذه الجارية تتعلم القراءة والكتابة مع سيدتها وتتربى التربية عينها، ومتى تزوجت السيدة يطلق سراح هاته الجارية في اليوم الذي يحتفل فيه بعرسها، ومن المعلوم أن تهذيبها كسيدتها يؤهلها للحصول على زوج ملائم لها فهذه أيتها المدام هي الأسباب التي تبعث على بيع الجواري

ص: 378

الصغيرات لأن الجراكسة بالنظر إلى ما يرون من هذه المعاملات الحسنة يبيعون بناتهم اللاتي يتيتمن بعد وفاة أمهن فينقلنهم بذلك من حضن والدتهن إلى أحضان والدات أخر، يعتنين بخبرهن ويحصلن في جانبهن على منتهى السعادة.

قالت: لا أخفي عنك أن الإيضاحات التي سمعتها منك تخيل لي بالنظر إلى ما سمعته ووعيته قبلا إنني لم آت إلى تركيا وإنما آتيت بطريق الغلط إلى بلاد أخرى.

قلت: إن السبب في ذلك منحصر في كون الأوروبيين الذين يأتون إلى دار السعادة يذهبون توا إلى الفنادق في (بك أوغلي) فيصرفون أوقاتهم بين أهالي هذا القسم من دار السعادة ليس إلا، ويتمكنون إلى حد ما من الوقوف على شؤونهم. وأما جهات إستانبول وإسكدار، داخل البوغاز فلا يعرفون منها إلا الطرق والأرصفة، ولا أكتمك أن صور المعيشة فيها وطرق أصولها وعاداتها لا تنطبق على ما ماثلها في (بك أوغلي) بل ليس بينهما قياس على وجه الإطلاق، وزيادة على ذلك إن الترجمة الذين يتخذونهم بصفة أدلاء لا يعرفون على الحقيقة شيئا مما خرج عن عالم (بك أوغلي) ، ولما كانون مضطرين إلى الإجابة عن الأسئلة التي تلقى عليهم كانوا يتكلمون بما يوافق عقلهم ولا يلائم أفكارهم وبعبارة أوضح إنهم يهرفون بما لا يعرفون، والسواح أيضا يظنون كلامهم صوابا فينزلونه منزلة الحقائق ويسطرونه فيكتب سياحتهم حتى إننا نكاد عند قراءة بعض هذه الكتب نتوهم وهما أنها تبحث في إحدى البلاد التي لا نعرفها.

وفي أثناء ذلك دخلت علينا جارية حبشية، ولما كانت منذ ربيت إلى أن شبت على محبة الزينة والانتظام كانت زينتها التي دخلت علينا بها حسنة جدا، فلما رأتها المدام قالت باستغراب: من تكون هذه؟ أرى حلاها تفوق حسنا وإتقانا على حلي رئيسة الخدم عندكم؟ قلت: إنها جارية قد تربت عندنا منذ الصغر إلى أن كبرت. أما عملها فكثير، فلما حان زمن عتقها عرضنا عليها الحرية فأبت.

قالت: لماذا؟ قلت: أبت ذلك محتجة أنها لن ترى في الحرية ما تراه هنا من الراحة، ولكن نحن قد تركناها مخيرة فيما ترغب أي إننا أعطيناها سندا يحق لها بمقتضاه أن تعتق نفسها بنفسها متى شاءت.

ثم إن المدام نادت الحبشية - المذكورة - وأجلستها على مقربة منها وسألتها بواسطتي لماذا تأبى العتق والحرية فترجمت جواب الحبشية للمدام باللغة الفرنسية كما يأتي: قالت لها: ما فائدتي من الحرية إنني متى رأيت زوجا ملائما لي فحينئذ أعتق نفسي بنفسي، فعندئذ سألتها المدام عن الزوج الذي ترغب فيه وكيف تحب أن يكون.

فأجابتها الحبشية: إنها إذا لم تحصل على زوج يطعمها نظير الطعام الذي تتناوله في بيت سيدها ويكسوها بمثل ما تكتسيه من الألبسة، ولا يحملها أكثر من الخدمة التي تقوم بها في منزل مولاها فلا تتزوج.

وفي أثناء ذلك أطلق مدفع الإفطار فذهبنا إلى غرفة الطعام وجلسنا على المائة. أما المدام بعد أن أمعنت النظر في صينية الإفطار قالت: لقد جرت العادة عندنا أيضا أن يكون على المائدة بعض أشكال متنوعة مما يسمونه عرفا واصطلاحا بمقدمات الطعام أو النقول (هوردور) فينتج من ذلك أن هذه العادة مألوفة عندكم أيضا.

قلت: أجل إنها عادة مخصومة بشهر رمضان ومماثلة لمائدة التي أنزلت على حضرة عيسى عليه السلام -

ص: 379

أما الراهبة التي كانت ملازمة للصمت المطلق ولم تشترك معنا بالحديث بل ربما كانت لم تهتم بمحاورتنا أصلا فإنها عندما سمعت مني هذا الجواب التفت إلى قائلة: ما هي مائدة عيسى التي تقلدونها.

قلت: لا يخفى أن الحواريين وإن كانوا قد أبصروا لحضرة - عيسى عليه السلام أعمالا كثيرة من خوارق العادات إلا أن جميع ذلك كان من المعجزات الأرضية، فلما رغبوا في أن يبصروا معجزة سماوية وقالوا له:(يا عيسى بن مريم أينزل ربك علينا مائدة من السماء) أجابهم قائلا: (إذا كنتم مؤمنين فاتقوا الله) فقالوا له حينئذ: (نريد أن نأكل من هاته المائدة وتطمئن قلوبنا ونعلم علم اليقين أنك من الصادقين ثم نكون على المائدة المذكورة من الشاهدين) . فقال حضرة عيسى: (يا رب أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا منك على نبوتي) . فقصة المائدة مذكورة في القرآن الكريم على الوجه المشروح.

قالت الراهبة: فهل نزلت مثل هذه المائدة.

قلت: نعم فقد ذهب المفسرون إلى أنه بناء على دعاء حضرة عيسى أنزلت الملائكة مائدة من السماء وكانت مائدة مغطاة بمنديل قد نزلت على حين كانت من طرفيها الأعلى والأسفل ملفوفة بقطعة من نسيج فرفع عيسى عليه السلام غطاءها بعد أن شكر الحق سبحانه وتعالى وقد رأى الحواريون ذلك رأى العين فكان عليها مأكولات متنوعة، وقد اختلفت الرويات في أشكال وأنواع هذه المأكولات. والرواية المشهورة تفيد أنه قد كان على المائدة - المذكورة - خبز وسمك وبعض الخضروات، وسمن وعسل وجبن ومقددات، فنحن نجمع مثل هذه الأشياء ونرتب مائدة الإفطار على هذا الوجه وبعد الإفطار منها تبركا نبدأ بمناولة طعام المساء الأصلي.

وعقيب هذه المحاورة تكلم الزائرتان عن طعام الأتراك فوقعت لديهما حلوى صدر الدجاج موقع الاستحسان التام وأثنتا على لذتها واعترفتا بأن الطعام إجمالا خفيف جدا، ثم انتقلتا إلى البحث عن الصيام فبعد إذ أحاطت المدام علما أن الصيام هو عبارة عن عدم الكل والشرب من قبل الفجر إلى المساء. قالت بلسان رقيق: إن الصيام على هذا الوجه إنما هو عبادة صعبة جدا. وكأنها تحاول أن تجعلنا نعترف نحن أنفسنا بقدر هذه الصعوبة.

فقلت لها حينئذ: ليس في ذلك من صعوبة على الإطلاق بالنظر إلى ما أوتيناه من الألطاف الإلهية. لا جرم أن القطاعات والرياضات عند المسيحيين ليست بأقل كلفة من الصيام حتى إنه على حين إن أرباب الزهد والتقوى في النصرانية من رجال ونساء وهم الذين انقطعوا إليهما وتحرروا من سائر الأشياء لم يكونوا بنادرين نرى إنهم لا يكاد يمرون على خواطرهم قضية كونهم عرضوا أنفسهم لصعوبة خارجة عن حد الاستطاعة بانقطاعهم عن الانتفاعات واللذات الدنيوية فما تقولين بذلك يا عزيزتي؟.

قالت الراهبة: أقول إنه مهما حصل من العبادات في سبيل الشكر للطف الله وإحسانه يكون قليلا.

قلت: لا ريب في ذلك حتى إنه قد ورد النص في القرآن الكريم بحق الرهبان حيث تفضل الحق سبحانه وتعالى بقوله: من أشد الناس عداوة للمؤمنين اليهود والمشركون وأقرب الناس مودة للمؤمنين الذين قالوا إنا نصارى وذلك لأن منهم قسيسين (علماء) ورهبانا (زهادا) وإنهم لا يستكبرون ولا يأبون قبول الحق وبعد أن

ص: 380

انتهينا من الأكل نهضنا عن المائدة وسرنا إلى القاعة حيث تناولنا القهوة، وبعد هنيهة أخذت أترجم بني الزائرتين وبين صاحبة المنزل وأفراد العائلة، ثم إن المدام بناء على الرغبة التي أظهرتها قبلا سارت بصحبة بعض أفراد العائلة للتفرج على غرف منزلنا، وكنت وقتئذ مرافقة لهم، وكان في إحدى الغرف واحدة تقرأ تفسير المواهب، وحيث إنها كانت تقرؤه وهي مستورة الرأس بكمال الاحترام التفت الراهبة إلي وقالت سائلة: هل إن هذه السيدة تقرأ القرآن؟ قلت: تقرأ تفسيره في اللغة التركية.

قالت الراهبة: بأي شيء تتعلق الآيات التي تقرؤها يا ترى؟ فسألت القارئة: (في أي سورة تقرأين) . قالت: في سورة آل عمران.

فما فهمت الراهبة جوابها باللغة الفرنسوية.

قالت: من تعنين بعمران؟ قلت: يوجد باسم عمران اثنان الأول والد حضرة سيدنا موسى عليه السلام والثاني والد حضرة مريم والاثنان من بيوت بني إسرائيل.

قالت الراهبة: بأي مناسبة ورد هنا ذكر عمران؟ قلت: إن عمران قد توفي بينما كانت زوجته حنة حاملا، وقد نذرت الطفل الذي ستضعه لخدمة بيت المقدس لأنه في ذلك الزمن كانت عادة جارية عند ذوي البيوتات أن يقدموا أولادهم الذكور لخدمة بيت المقدس فحنة أيضا على أمل أنها ستضع ولدا ذكرا كانت نذرته لخدمة بيت المقدس، ولما وضعتها أنثى سمتها مريم ومعناه بالعبرانية (عابدة زاهدة)، ولكن بما إنها لم تضع ذكر أصبحت حزينة متحسرة. وقالت:(رب إني وضعتها أنثى)(آل عمران: 36) أما جناب الحق فقد قبلها بقبول حسن ورباها تربية حسنة، ولما عرضتها حنة لخدمة بيت المقدس لأجل أن تفي بنذرها تسابق الجميع لأجل تربيتها لأنها بنت إمامهم ووقعت بينهم المنافسة فاقترعوا عليها فيما بينهم، فكانت القرعة لحضرة زكريا فخصصوا لها حجرة في المسجد وتعهد حضرة زكرياء بتربيتها، وفي أنا ذلك أتته البشرى من الله أنه سيأتيه ولد يكون اسمه حنا على أن في القرآن الكريم سورة منسوبة لمريم يقال لها:(سورة مريم) فيها تفصيل هذه القصص.

قالت الراهبة: أرجو تلاوة هذه السورة لنسمعها.

وحينئذ فتحت (سورة مريم) وصار تلاوة الآيات المتعلقة بحضرة زكريا وحضرة مريم وتفاسيرها أما أنا فبادرت بترجمة ذلك بالفرنسوية فأهمتها أن حضرة مريم رأت جبرائيل عليه السلام بصورة بشر وإنه نفخ الروح في طوق قميصها، وبينت لها تفصيلا أن حضرة مريم عندما شعرت من نفسها بعلائم وضع الحمل جاءت إلى جذع النخلة وقالت: بأي وجه أقابل قومي (يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا)(مريم: 23) ثم كيف جاءها جبرائيل وواسها وكيف تكلم حضرة عيسى وهو في المهد وما كدت أنتهي من هذا البيان المأخوذ عن القرآن الكريم والتفاسير حتى ظهرت دلائل التأثير العظيم على وجه الراهبة وقالت: يتضح من ذلك أنكم تعتقدون أن حضرة عيسى ولد بلا أب؟ فقلت لها:

ص: 381

كيف وعندنا أن من لا يعتقد هذا الاعتقاد يكون كافرا، فنحن لا نفرق بين أحد من الأنبياء لكن نعلم أن ستة منهم - يعني محمدا وعيسى وموسى وإبراهيم ونوحا وآدم - عليهم الصلاة السلام - هم أفضل الأنبياء فإن الله الذي خلق آدم من تراب لا يرتاب احد في كونه قادرا أن يخلق إنسانا آخر بلا أب، وهذا لا يمكن استبعاده لا عقلا ولا حكمة أيضا.

قالت الراهبة: أتعتقدون أنتم بالأناجيل الشريفة.

قلت: أجل، نعتقد أن الحق جل شأنه قد نزل على حضرة عيسى كتابا اسمه الإنجيل الشريف، وقد ورد ذكر الإنجيل في عدة مواضع من القرآن الكريم وذكر فيا لقرآن بعض مندرجات الإنجيل الشريف، وقد صرح القرآن الكريم: أن حضرة عيسى عليه السلام بشر بقوله: إنه سيأتي نبي بعدي يقال له أحمد. قالت الراهبة: ما المعنى من ذلك؟ إنني لا أعرف مثل هذه الرواية. قلت: فلننظر في الفصل الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر من إنجيل يوحنا. قلت: هذا وأخرجت نسخة الأناجيل الفرنسوية من المكتبة، ثم فتحت هذه الفصول الثلاثة وقرأت الآية السادسة عشرة والتاسعة والعشرين من الفصل الرابع عشر، والآية السادسة والعشرين من الفصل السادس المتعلقة بمجيء نبي بعد حضرة سيدنا عيسى عليه السلام قالت الراهبة: ليس في هذه الآية معنى يشير إلى مجيء نبي بعد حضرة سيدنا عيسى والكنيسة قد فسرتها تفسيرا يختلف عما ذهبت إليه. ولما كان إنجيل يوحنا دقيقاً كان لا يمكن لكل إنسان أن يفهمه.

قلت: نعم، إن فهم إنجيل يوحنا كما ينبغي لفي غاية الصعوبة لكن من قراءتنا لهذه الآية يستفاد في أية حالة أنه سيأتي نبي آخر بعد حضرة سيدنا عيسى.

قالت: والذات الذي يشير به أنه سيأتي قد ورد ذكره في الإنجيل باليونانية (بارقليط) ومعناه في الفرنسوية (المضري) .

قلت: نحن نظن إن البارقليط محرف عن (بريقليت) .

قالت: إنني لم أسمع قط بكلمة (بريقليت) .

قلت: أما أنا فقد رأيتها في الكتب الفرنسوية. وأخرجت ترجمة القرآن الكريم بالفرنسية من المكتبة وقرأت الآية السادسة من سورة الصف وأشرت إلى حاشية المترجم (فارميرسكي) المتعلقة بذلك وها أنا أنقلها حرفياً وذكرته حرفياً وصار تعريبه كما يأتي:

إن لمحمد عن المسلمين عدة أسماء بمعزل عن النعوت وبعض الصفات وهي تبلغ نحو المائة عدا فهو يسمى أحمد والمعظم والمصطفى والمختار ومحمود والمبجل إلخ. فكلمة (ماهوميت) المتعلمة عندنا مأخوذة عن محمد (المبجل) ، وهذه الكلمة آتية من أصل كلمة أحمد ومعناها تماما وهي - أي كلمة أحمد - مماثلة لكلمة باراقليط باليونانية أي المعظم، فالمسلمون يدعون أن يسوع المسيح عليه السلام وعد بمجيء محمد أخذ منه معنى بريكيلتوس (إنجيل يوحنا السادس عشر 11) وأن البارقليط بارا كلينوس الذي يفسر بنزول الروح القدس ليس إلا تغير عن بريكيلنوس وتصوره ضعف إيمان المسيحيين.

قالت المدام:

ص: 382

قد توسعنا بهذا البحث الديني ونتائج مثل هذه الحقائق إنما هي من الأشياء التي لا تظهر إلا في الآخرة.

قلت: لا شك ولا ريب غير أننا نحن منذ الآن لا يمسنا خوف واضطراب من هذا الوجه على الإطلاق فإن سيدنا ونبينا صلى الله عليه وسلم قد جعل أمته تعرف الأنبياء السالفين عليهم السلام وتصدقهم وكأنا بذلك قد استحضرنا توجههم وشفاعتهم لأجلنا.

وعند ذلك أذن المؤذن للعشاء فنهض أهل المنزل لأداء صلاة التراويح وحينئذ سألت الزائرتان عن سبب ذهابهن فأنبأتهما أنهن ذاهبات لأداء الصلاة التي تؤديها في ليالي رمضان.

قالت المدام: ألا تذهبين أنت لأداء هذه الصلاة؟ قلت: إن وظيفة إكرام الضيوف منوطة بي هذا الوقت وسأذهب لتأديتها بعدئذ.

قالت: أيمكن لنا أن نحضر ونرى هذه العبادة؟ قلت: إذا رغبتما في تحمل المشقة فلا بأس من ذلك إن مثل هذه العبادات عندنا غير ممنوع على أحد أن ينظرها ودين المسلمين ظاهر للعيان، وفي ذلك أقوال مشهورة.

قالت: نكون في غاية الامتنان.

فقلت: تفضلا، وسرت بهما إلى محل النساء المفروز عن محل الرجال وهناك أخذنا في مشاهدة ومعاينة اللاتي يؤدين الصلاة جماعة، وكانت تسألاني عن معاني سورة الإخلاص التي تكرر بعد كل سلام فأترجمها لهما.

قالت المدام: لا جرم أن هذا التكرار (لسورة الإخلاص) له قدر فإن بها ألفاظا جميلة جدا.

وعندما قرئت الآية الكريمة وهي (ربنا آمنا) إلى بعد سورة الإخلاص في آخر سلام التراويح رفع الجميع أيدهن إلى العلا فسألتني الزائرتان بقولهما: ما الذي تقرؤه المصليات.

فقلت: إنها آية من القرآن الكريم وهي حكاية كلام الحواريين ومعناها: (يا ربنا قد آمنا بالكتاب الذي أنزلته علينا واتبعنا الرسول (عيسى) فاكتبنا مع الشاهدين) . وهذه الآية تقرأ عادة في نهاية صلاة التراويح التي تقام في شهر رمضان.

فقالت الراهبة: ما قولكم أنتم في الحواريين؟ قلت: هؤلاء نعم من خواص أصحاب حضرة سيدنا عيسى عليه السلام.

قالت الراهبة: أتقولون إن حضرة سيدنا عيسى ابن الله؟ قلت: كلا، نقول إنه عبد الله ومن كبار الأنبياء.

قالت الراهبة: أما تعتقدون أنه ولد بلا أب؟ قلت: نعم كما تقدم سابقا إن الحق سبحانه وتعالى بلا أب على وجه خارق للعادة وخلق آدم من التراب بلا أبد ولا أم، وقد عبر عن آدم أنه ابن الله في آخر آية من الفصل الثالث من الإنجيل لوقا، وورد التصريح في التوراة بعد وقعة قابيل وهابيل أن أولاد آدم قد انقسموا إلى فريقين فكانوا أبناء الله وأبناء الشيطان، ولو اقتضى أن يكون الحق جل جلاله له أبا حيث إنه ولد بلا أب لزم عن ذلك أن يبحث له عن أم ولو قيل: إنه ملك لسقط القائل بذلك في عقائد الميتولوجي الباطلة التي نهت عنها الشرائع والشريعة الموسوية أيضا، ولو كان يعبر عن الله بلفظه أب لكان العبيد المؤمنون والأعزاء يقال لهم: أبناء الله، لا جرم أن لكل ملة مثل هذه التعبيرات

ص: 383

المجازية، وبينما كان التعبير عن الله بالأب من هذا القبيل المجازي إذ نهض للتفتيش عن الأبوة الحقيقية فحصل الإيهام من تعبير الأب والابن بالنبوة والنبوة المادية وبسبب ذلك منع استعمال هذه التعبيرات في الشريعة الإسلامية، وإلا فإننا نحن أيضا نسمي الكعبة المكرمة بيت الله - يعني البيت المحترم والمشرف - عند الله - وذلك لا يفيد أن لله بيتا حقيقيا فإن الحق سبحانه وتعالى منزه عن المكان كذلك يقال: عندنا يد الله والمراد بها قدرة الله لأن الحق جل جلاله منزه عن الجسمانية.

قالت الراهبة: أتعتقدون بانتقال حضرة سيدنا عيسى إلى السماء بعد صلبه؟

قلت: نعتقد بصعوده إلى السماء ولا نعتقد بصلبه.

قالت: يا عجبا ما هذا القول؟ إن اليهود يقولون نحن صلبناه ونحن نقول: نعم، إنهم صلبوه أليس مما يوجب النظر أن دينا يأتي بعد ستمائة سنة يكذب الطرفين؟.

قلت: ليس في هذه المسألة عند المسيحيين من رواية وصلت إليهم بلا انقطاع من تبع يتعلق بهم توا وإنما أخذوا الشيء الذي سمعوه من اليهود فقبلوه. فالإسلامية والحالة هذه لا تجرح رواية النصارى على الإطلاق وإنما تجرح رواية اليهود لأنه من المعلوم أن اليهود أخذوا سيدنا عيسى عليه السلام ليلا إلى أحد البيوت وإذ ذاك تفرق الحواريون بأجمعهم على انه وإن كان أحدهم قد ذهب من خلفه حالة كونه بعيدا عنه إلا أن هذا قد ذهب بحال سبيله حينما أدخلوا حضرة سيدنا عيسى عليه السلام إلى ذلك البيت ولم يطلع أحد على ما حصل في الداخل، وقد كان في ذلك اليوم أشخاص أخر حكم عليهم بالإعدام فمن اشتداد الظلمة ظن أنهم أخذوا سيدنا عيسى، والحال أنهم صلبوا شخصاً شبه به والحق سبحانه رفع سيدنا عيسى عليه السلام إلى السماء فهذا هو الحق الذي بلغناه.

وحينئذ تمت الصلاة فتقدمت المرطبات على جاري العادة وأخذنا في مداولة أحاديث الوداد وبعض النوادر ثم إن المدام أوضحت لنا إذ ذاك أنها قد حصلت على المعلومات اللازمة من سياحتها، واطلعت على أشياء كثيرة كانت تجهلها من قبل فشكرت لنا كل الشكر وحمدت ما رأته منا من الإكرام لها والعناية بها، واشتركت الراهبة بالثناء أيضا مصرحة بامتنانها وسرورها مما رأته ووقفت عليه، وكلاهما ودعتانا أحسن وداع وذهبتا ممتنتين شاكرتين.

المحاورة الثانية بعد أسبوع واحد من اجتماعنا بتينك الضيفتين - كما فصلنا ذلك فيا لمحاورة الأولى - أخذت كتابا، ولما فضضت ختامه وجدت ضمنه رقعة زيارة وكتابا آخر مظروفا وقد خط على رقعة الزيارة كلمات معناها أن مرسلتها تود أن تعلم ما إذا كان يمكننا قبولها في منزلنا أم لا.

وإذا أمكن ففي أي وقت يتسنى لها أن تزورنا، وبما أنني لم أعرف اسم المرسلة المومى إليها فضضت ختام الكتاب الثاني فعرفت توقيع صاحبته وهي مدام من معتبري السواح كانت جاءت منذ السنة الماضية إلى دار السعادة واجتمعت بها في منزلنا وقد ذكرت بكتابها اجتماعنا الماضي.

ثم قالت: إن مدام ر. إحدى حبيباتها الأعزاء متهيئة للذهاب بصحبة زوجها لمشاهدة دار السعادة، وإنها قد طلبت منها الإيضاحات اللازمة عن المحال الحرية بالنظر والفرجة فيها من حيث إنها كانت ذهبت قبلا إليها، وإنها كثيرة الشوق والميل للاجتماع مع العائلات التركية وسألتها عن الواسطة التي تمكنها من الفوز بهذه الأمنية وإن هذه المدام من العالمات الفاضلات اللاتي يسر الاجتماع بهن ولأجل ذلك

ص: 384