الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقالت عمرة أيضا ترثي أباها مرداسا وكان يقال له: الفيض من سخائه كأنه فيض البحر:
لقد أرانا وفينا سامر لجب
…
مصارخ فيهم عز ومرتغب
لا يرقع الناس فتقاظل يفتقه
…
ويرقع الخرق قد أعيا فيرتئب
والفيض فينا شهاب يستضاء به
…
إنا كذلك فينا توجد الشهب
إذ نحن بالإثم نرعاه ونسكنه
…
جول فوارسها كالبحر تضطرب
كأن الذلول وفيها كل معترض
…
يفنى ضغينته التعداء والخبب
وقالت عمرة ترثي أخاها يزيد - وهذا الشعر فيا لحماس -:
أعيني لم أختلكما بخيانة
…
أبي الدهر والأيام أن أتصبرا
وما كنت أخشى أن أكون كأنني
…
بعير إذا ينعى أخي تحسرا
ترى الخصم زورا عن أخي مهابة
…
وليس جليس عن أخي بأزورا
وقالت في أخيها عباس - وقد مات في الشام سنة 16 للهجرة و638 للميلاد:
لتبك ابن مرداس على ما عراهم
…
عشيرته إذ حم أمس زوالها
لدى الخصم إذ عند الأمير كفاهم
…
فكان إليها فضلها وحلالها
ومعضلة للحاملين كفيتها
…
إذا أنهكت هوج الرياح طلالها
وقالت من جملة قصيد في يزيد:
تحمى لها ذات أجياد غضنفرة
…
فمجلس الإثم فالصرداء أحياء
فيهن قب كحبات الأباء به
…
يحذين تبنا ولا يحذين قردانا
وتوفيت عمرة بنت الخنساء نحو سنة 48 هجرية.
عمرة الخثعمية
هي من نساء بني خثعم الشاعرات الأديبات المتحمسات وشعرها مقبول ولها رثاء في أخوين لها قتلا فيبعض الغزوات:
لقد زعموا أني جزعت عليهما
…
وهل جزع أن قلت وا باباهما
هما أخوا في الحرب من لا أخا له
…
إذا خاف يوما نبوة فدعاهما
هما يلبسان المجد أحسن لبسة
…
شحيحان ما استطاعا عليه كلاهما
عمرة ابنة النعمان بن بشير
كانت حسنة الإشارة جميلة المنظر لطيفة المخبر عفيفة دينة متمسكة بالصدق والصداقة عرفت بين أخواتها بالأمانة وحفظ العهد وعندما شبت تزوجت بالمختار بن أبي عبيد الثقفي ومكثت معه لحين قتله فقتلت معه وكان لها علم بمعاني الشعر والأدب ولها فيه بعض مقاطيع ومن ذلك ما قالته تخاطب به أخاها أبان بن النعمان وتلومه فيها على زواج أختها حميدة بروح بن زنباع وكان من بني جذام:
أطال الله شأنك من غلام
…
متى كانت مناكحنا جذام
أترضي بالفواسق والزواني
…
وقد كنا يقر بنا السنام
وقد سمع ذلك ابن عم لروح بن زنباع زوج أختها حميدة فقال:
رضى الأشياخ بالقيطون فحلا
…
وترغب للحماقة عن جذام
يهودي له بضع العذارى
…
فقبحا للكهول وللغلام
تزف إليه قبل الزوج خود
…
كأن شمسا تدلت من غمام
فأبقى ذلكم عارا وخزيا
…
بقاء الوحي في صم السلام
يهود جمعوا من كل أوب
…
وليسوا بالغطاريف الكرام
وقتلت عمرة بعد قتل زوجها المختار بن أبي عبيد الثقفي والسبب في ذلك كما جاء في التاريخ الكامل لابن الأثير: أن مصعبا بعد أن قتل المختار دعا أم ثابت بنت سمرة بن جندب امرأته وعمرة هذه فأحضرهما وسألهما عن المختار فقالت أم ثابت: نقول فيه بقولك أنت. فأطلقها وقالت عمرة: رحمه الله كان عبد الله صالحا فحبسها وكتب إلى أخيه عبد الله بن الزبير أنها تزعم أنه نبي فأمره بقتلها ليلا بين الكوفة والحيرة قتلها بعض الشرط ضربها ثلاث ضربات بالسيف وهي تقول: يا أبتاه، يا عترتاه فرفع رجل يده فلطم القاتل وقال: يا ابن الزانية، عذبتها ثم تشحطت فماتت فتعلق الشرطي بالرجل وحمله إلى مصعب فقال: خلوه فقد رأى أمرا فظيعا فقال عمر بن أبي ربيعة المخزومي في ذلك:
إن من أعجب العجائب عندي
…
قتل بيضاء حرة عطبول
قتلت هكذا على غير جرم
…
إن لله درها من قتيل
كتب القتل والقتال علينا
…
وعلى المحصنات جر الذيول
وقال سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري في ذلك:
أتى راكب الآذي بالنبا العجب
…
بقتل ابنة النعمان ذي الدين والحسب
بقتل فتاة ذات دل ستيرة
…
مهذبة في الخيم والعز والنسب
مطهرة من نسل قوم أكارم
…
من المؤثرين الخير في سالف الحقب
خليل النبي المصطفى توافقوا
…
وصاحبه في الحرب والضرب والكرب
أتاني بأن الملحدين توافقوا
…
على قتلها لا أحسنوا القتل والسلب
فلا هنأت آل الزبير معيشة
…
وذاقوا لباس الذل والخوف والحرب
كأنهم إذا أبرزوها وقطعت
…
بأسيافهم فازوا بمملكة العرب
ألم تعجب الأقوام من قتل حرة
…
من المحصنات الدين محمودة الأدب
من الغافلات المؤمنات برية
…
من الدم والبهتان والشك والريب
علينا ديات القتل واليأس واجب
…
وهن عفاف في الحجال وفي الحجب
على دين أجداد لها وأبوة
…
كرام مضت لهم تخز أهلا ولم ترب
من الخفرات لا خروج بزينة
…
ولا ذمة تبغي على جارها الجنب
ولا الجار ذي القربى ولم تدر ما الخنا ولم تزدلف يوما بسوء ولم تجب
عجبت لها إذ كتفت وهي حية
…
إلا إن هذا الخطب من أعجب العجب