الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال: المتكبرون"أخرجه الترمذي (1). قال النووي: الثرثار هو كثير الكلام تكلفاً، والمتشدق: المتطاول بكلامه، ويتكلم بملء فيه تفاصحاً وتعظيماً لكلامه، والمتفيهق: هو الذي يملأ فمه بالكلام ويتوسع فيه ويغرب به تكبراً وارتفاعاً وإظهاراً للفضيلة على غيره (2).
الشرح:
الجدل والخصومة بالباطل من آفات اللسان التي تسبب الفرقة والتقاطع والتدابر بين المسلمين، وإيغار صدور بعضهم على بعض، وتضييع أوقاتهم فيما لا ينفع، ولذلك حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم ووعد من تجنبها الأجر العظيم والقرب منه يوم القيامة.
الفوائد:
- الترغيب في ترك الجدل إلا لمصلحة وبالتي هي أحسن.
- الترهيب من الشدة في الخصومة.
- أن انتشار الجدل علامة على الضلال.
- بغض الرسول صلى الله عليه وسلم للثرثارين المتطاولين على الناس بكلامهم، وبعدهم عنه يوم القيامة.
(1) ت 2018 وقال حديث حسن غريب من هذا الوجه، وصححه الألباني في صحيح الجامع 1535.
(2)
رياض الصالحين (باختصار) 233 (ط عالم الكتب).
تحريم الكذب والترهيب منه (1)
قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} (2).
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً"متفق عليه (3).
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر" متفق عليه (4).
وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما قالا لي انطلق، وإني انطلقت معهما. . . (حتى قال) فأتينا على رجل مستلق لقفاه وإذا آخر قائم عليه بكلوب
(1) انظر الآداب الشرعية 1/ 19،25
…
،الأذكار 538، غذاء الألباب 1/ 134، جامع الأصول 10/ 598،تنبيه الغافلين 230.
(2)
سورة النحل، آية:105.
(3)
خ10/ 507 (6094)،م2607.
(4)
خ1/ 89 (34)، م 58.