الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقالوا: مَنِ اسْتَثقل سماعَ الحق فهو للعمل به أكثرُ استثقالاً. . .
حثهم على قبول وعْظِ مَنْ ليسَ بمُتَّعظ
قالوا: لا يَمنعنَّكم سوءُ ما تعلمون عنّا أنْ تَعملوا بأحسنِ ما تسمعون منا. وورد في الأثر: مُروا بالمعروفِ وإن لم تَعمَلوا به، وانْهَوْا عن المنكر وإن لم تَنتهوا عنه.
وقال الحسن البصري يوماً لبعض الصالحين: عِظْ أصْحابَك، فقال له: إنّي أخافُ أن أقول ما لا أفعل، فقال له: يرحمك اللهُ، وأيُّنا يقول ما يفعل! يودُّ الشيطانُ أنّه ظفر بهذه منكم فلمْ يَأمُرْ أحدٌ بمعروف ولم ينهَ عن منكر. . .
النهي عن الاقتداء بذوي الزّلات
قال بعض العلماء: إيّاك والاقتداءَ بزلاتِ أصحابِ النبي صلى الله عليه وسلم فتقول: فلانٌ شرب النبيذ، وفلانٌ لعِبَ بالشّطرنْجِ فيخرجَ منكَ فاسِقٌ تامّ. . . . وقالوا: من أخَذَ بِرُخْصةِ كلِّ فَقيهٍ خرج منه فاسقٌ. . . .
الحث على الأمر بالمعروف والحال التي يجوز فيها
وقال رسول الله: (مَنْ رأى مِنْكُمْ مُنكَراً واسْتطاعَ أنْ يُغيِّرَه بيدِه فَلْيُغيِّرْه بيدِه، فإنْ لمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسانِه، فإنْ لَمْ يَسْتطعْ فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)
وفي الأثر: إنّ الناسَ إذا رأوا الظالمَ فلم يأخُذوا على يدِه عَمَّهم اللهُ بعِقابِه.
وأما قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} فقد قال الإمام البيضاوي: قوله: عليكم أنفسَكم، أي احْفَظوها والْزَموا إصلاحَها، ولا يضرُّكم. . . الآية: أي لا يضركم الضلالُ إذا كنتم مُهتدين، قال: ومن الاهتداء أنْ ينكر المنكر حسب طاقته، وقال: نزلت هذه الآية لمَّا كان المؤمنون يتحسّرون على الكفرة ويتمنون إيمانهم، وقيل كان الرجل إذا أسلم قالوا له: سفَّهت آباءك فنَزَلَتْ
وقال الراغب الأصبهاني: سُئل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال صلوات الله عليه:
(ائْتَمروا بالمعروفِ وتَناهَوْا عن المنكر، وإذا رأيْتَ شُحّاً مُطاعاً وهوى مُتّبعاً وإعجابَ كلِّ امرئٍ برأيه فعليك بِخُوَيْصةِ نفسِك
ودعْ أمْرَ العَوامّ) ثمَّ قال الراغِبُ: وقال أكثرُ المتكلِّمين: لا يجوزُ تركُ الأمرِ بالمعروف والنهيِ عن المنكر في كلِّ مَوْضِع، لكن مَنْ عَلِمَ أو ظنّ أنّ قوله يَنْفُذ وأن لا ينالَه مكروهٌ إذا أمرَ أو نهى فعليه أن يفعل ذلك، ومتى خافَ على نفسِه فعليه أن ينكرَ المُنْكرَ بقلبه دون لِسانه. . . .