الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أذُلَّ الحَياةِ وكُرْهَ المَماتِ
…
وكُلاً أراهُ طَعاماً وَبيلا
فإنْ لَمْ يكُنْ غيرُ إحْداهما
…
فَسَيْراً إلى الموتِ سَيْراً جَميلا
ثم قاتل حتّى قُتل، قال: فإذا هو ابن لمَسْلمةَ بنِ عبد الملك بن مروان.
نهيهم عن مخافة القتل
وحثُّهم على تصور الموت
وتمدُّحهم بذلك
قيل لعلي بن أبي طالب: أتقاتل أهلَ الشامِ بالغَداةِ وتَظْهرُ بالعشيِّ في ثوب وَرْداء؟ فقال: أبِالمَوْتِ أخَوّفُ! واللهِ، ما أبالي أسَقَطْتُ على الموتِ أمْ سقط الموتُ عليَّ! وكثيراً ما كان
رضي الله عنه يتمثل:
أيَّ يَوْمَيَّ مِنَ المَوْتِ أفِرْ
…
يَوْمَ لَمْ يُقْدَرْ أمْ يَوْمَ قُدِرْ
يَوْمَ لمْ يُقْدَر لا أرْهَبُه
…
ومِنَ المَقْدورِ لا يُنْجي الحَذَرْ
وقال المتنبي:
إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرومِ
…
فلا تَقْنَعْ بِما دونَ النُّجومِ
فَطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ صَغيرٍ
…
كَطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ
يقول: إذا حاولتَ الشرفَ وخاطرت بنفسِك في سبيل الحصول عليه فلا تقنع بما دون أعلاه، ولا تَرْضَ باليسير منه، فإنَّ طعمَ الموت في الأمر الهيّن كطعمه في الأمر الصعب، وإذن فلا سبيل للمغامر إلا أن يقصِدَ إلى أسمى الأمور
وقال:
يَرى الجُبناءُ أنَّ العَجْزَ عَقْلٌ
…
وتِلكَ خَديعةُ الطَّبْعِ اللّئيمِ
وقال: من قطعةٍ جيدة نوردها كلَّها لبَراعَتِها:
صَحِبَ الناسُ قبلَنا ذا الزَّمانا
…
وعَناهُمْ مِنْ شَأنِه ما عَنانا
وتَوَلَّوْا بِغُصّةٍ كلُّهُمْ مِنْ
…
هُ وإنْ سَرَّ بَعْضَهُمْ أحْيانا
رُبَّما تُحْسِنُ الصَّنيعَ ليالي
…
هِ وَلَكِنْ تُكَدِّرُ الإحْسانا
وكأنّا لَمْ يَرْضَ فينا بريب الدَّ
…
هْرِحَتّى أعانَه مَنْ أعَانا
كلَّما أنْبَتَ الزَّمانُ قَناةً
…
رَكَّبَ المَرْءُ في القَناةِ سِنانا
ومُرادُ النُّفوسِ أصْغَرُ مِنْ أنْ
…
نَتَعادى فيه وأنْ نَتَفانا
غيرَ أنَّ الفَتى يُلاقي المَنايا
…
كالِحاتٍ ولا يُلاقي الهَوانا
ولَوَ أنَّ الحَياةَ تَبْقى لِحَيٍّ
…
لَعَدَدْنا أضَلَّنا الشُّجْعانا
وإذا لَمْ يكُنْ مِنَ المَوْتِ بُدٌّ
…
فَمِنَ العَجْزِ أنْ تكونَ جَبانا
كلُّ ما لَمْ يَكُنْ مِنَ الصَّعْبِ في الأنْ
…
فُسِ سَهْلٌ فيها إذا هُوَ كانا
وبَعَثَتْ بَنو حنيفةَ بالفِنْدِ الزِّمَّانيّ حين طلبت بكرُ بنُ وائل إليهم يستَنْصِرونهم، وقالوا - بنو حنيفة -: قد بعَثْنا إليكم ألفَ فارس - وكان يقالُ لهُ: عديدُ الألْف - فلمّا ورد قالوا له: أيْن الألف؟ قال: أنا، فلمّا كان الغدُ وبَرزوا حَملَ على ألف فارسٍ مُرْدفٍ فانْتَظَمَهُمْ. . . .