الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبقرياتهم في المشورة
والاستبداد بالرأي
المشورة مشتقة من: شُرْتُ الدابةَ: إذا أجْرَيْتَها لِتَعرفَ قوّتها، وهي: استنباطُ المرءِ رأيَ غيره فيما يعرض له من الأمور المُعْضلة. حتى ينبثقَ له حاقُّ الأمْر. . ونِعْمَت العُدَّة هي إذا كان المستشارُ صديقاً مَجرَّباً حازِماً ناصِحاً رابطَ الجأشِ غيرَ مُعجبٍ بنفسه ولا متلوِّنٍ في رأيِه ولا كاذبٍ في مَقاله - فإنَّ مَنْ كَذَبَ لسانُه كذبَ رأيُه - فارغَ البال حينَ استشارته:
فأنْفعُ مَنْ شاوَرْتَ مَنْ كانَ ناصِحاً
…
شَفيقاً فأبْصرْ بَعْدَها مَنْ تُشاوِرُ
وليسَ بِشافيكَ الشَّفيقُ ورأيُه
…
عَزيبٌ ولا ذو الرّأيِ والصَّدْرُ واغِرُ
وأيضاً:
وما كُلُّ ذي لُبٍّ بِمُؤتيكَ نُصْحَه
…
وما كلُّ مُؤتٍ نُصْحَه بِلَبيبِ
ولكنْ إذا ما اسْتَجْمَعا عندَ واحدٍ
…
فحُقُّ له مِنْ طاعَةٍ بِنَصيبِ
مدح المشورة
أمرَ اللهُ عز وجل نبيَّه صلواتُ الله عليه بمشاوَرةِ مَنْ هو دونه من أصحابه فقال سبحانه:
{وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ} ذَهب المفسِّرون إلى أنّ اللهَ تعالى لم يأمر نبيَّه بمُشاورةِ أصْحابِه لِحاجةٍ منه إلى رأيهم ولكن ليُعلَمَ ما في المُشاورة من البركة والنّماء، وقيل: أمَرَه