الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عاقبني عِقابَ من سَهِرَ في طلبِه، فإنْ كانَ إنّما حسِبَني أنِّي أصلُحُ له ويصلُحُ لي فلَيْسَ ذلك ذَنْباً فأتوبَ منه.
وقال التَّنوخيُّ:
إنْ كانَ إقراري بِما لَمْ أجْنِه
…
يُرضيك عَنّي قُلْتَ إنّي ظالِمُ
مُعْتذرٌ بتكذيبِ نَفْسِه
خَرَجَ النُّعمانُ بنُ المنذرِ في غِبِّ سماءٍ فمرَّ بِرَجُلٍ مِنْ بَني يَشْكُرَ جالِساً على غَديرِ ماءٍ، فقال له: أتعْرِفُ النُّعمانَ؟ قال اليَشْكُريُّ: ألَيْسَ ابْنَ سَلْمى؟ قال: نَعَمْ، قال: واللهِ لَرُبَّما أمْرَرْتُ يَدي على فَرْجها، قال له: وَيْحَك، النُّعْمانُ بنُ المُنذر! قال: قَدْ خَبّرْتُك، فَما انْقَضى كلامُه حتَّى لَحِقَتْه الخيلُ وحَيَّوْه بِتَحيَّةِ المُلْكِ، فقال له: كيفَ قلتَ؟ قال: أبَيْتَ اللَّعنَ، إنّك واللهِ ما رأيْتَ شَيْخاً أكذبَ ولا ألأمَ ولا أوْضعَ ولا أعَضَّ بِبَظْرِ أمِّه من سيخٍ بين يديك، فقال النُّعمانُ: دعوه، فأنشأ يقول:
تَعْفو المُلوكُ عَنِ العَظي
…
مِ مِنَ الذُّنوبِ لِفَضْلِها
ولَقَدْ تُعاقِبُ في اليَسي
…
رِ وليسَ ذاكَ لِجَهْلِها
إلا لِيُعْرَفَ فَضْلُها
…
ويُخافَ شِدّةُ نَكْلِها
وانقطعَ عبدُ الملكِ بنُ مروانَ عن أصْحابِه. فانتهى إلى أعْرابِيٍّ، فقال: