الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العوراء: الكلمة القبيحة
حثهم على التثبّت فيما يُسمع من السعاية
وُشِيَ برجلٍ إلى بلال بن أبي بُردة، فلما أتيَ به قال: قد أتاك كتابٌ من الله في أمرنا، فاعمل به، قال الله تعالى:{إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} فقال: صدقت.
وأُبْلغَ أحدُ الملوك عن رجل مُنكراً، فأمر بقتله، فقال: إن قتلتني ومَنْ سعى بي كاذبٌ يعظم وزرُك، وإن تركتني وهْوَ صادق قلَّ وزرك وأنْتَ مِنْ وراء ما تريد، والعجلة موكَّل بها الزَّلل، فأمر بإبقائه.
وقال كثيّر عزّة:
وإنْ جاَءكِ الواشونَ عنِّي بِكِذْبةٍ
…
فَرَوْها ولَمْ يأتوا لها بِحويلِ
فلا تَعْجلي ياعزَّ أنْ تتفهَّمي
…
بنُصْحٍ أتى الواشونَ أم بِحُبولِ
وقال عبدة بن الطبيب من أبيات يعظ فيها بنيه:
واعْصوا الذي يُزْجي النَّمائِمَ بينَكم
…
مُتَنَصِّحاً وهْوَ السِّمامُ المُنْقَعُ
يُزْجي عَقاربَه ليبعثَ بينَكم
…
حَرْباً كما بَعَثَ العروقَ الأخْدَعُ
حَرّانَ لا يَشْفي غليلَ فؤادِه
…
عَسلٌ بماءٍ في الإناءِ مُشَعْشَعُ
لا تأمَنوا قوْماً يَشِبُّ صبيُّهمْ
…
بينَ القبائلِ بالعَداوةِ يُنْشَعُ
إنّ الذينَ تَرَوْنَهم إخوانَكم
…
يَشْفي غليلَ صُدورِهِمْ أنْ تُصْدَعوا
فَضلَتْ عَداوتُهم على أحْلامِهمْ
…
وأبَتْ ضِبابُ صُدورِهِمْ لا تُنْزَعُ
قومٌ إذا دَمَسَ الظّلامُ عليهمُ
…
هَدَجوا قَنافِذَ بالنَّميمةِ تَمْزَعُ
وسعى رجلٌ بالإمام الليث بن سعد إلى والي مصر، فأحضره، فقال الإمام: إنْ رأيْتَ أن
تسأله: أسِرٌّ ائتمنْتُه عليه فخانَه، أم كَذِبٌ افتراه؟ والخائن والكاذب لا يُقبل قولُهما. . . .
ووشى واشٍ إلى بعض الأمراء وقال: إنَّ فلاناً هجاك، فأحْضَرَه وأعْلَمَه، فقال الرجل: كلا، فقال: أخبرَني بذلك الثقة، فقال: الثِّقة لا يكون نمّاماً.
وكان الفضل بن سهل الوزير يُبْغِض السُّعاةَ، فإذا أتاه ساعٍ يقول:
إن كنتَ صادقاً لم ينفعك ذلك عندنا، وإن كنت كاذباً عاقبناك، وإن شئت أقلْناك.