الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ}
تأثير الخوف والمخوف منه
والموفى على الجماعة
قيل لعليِّ بن أبي طالب: بِمَ غَلَبْتَ الأقران؟ قال: بتمكُّنِ هَيْبَتي في قلوبهم. . . وبعث أميرٌ في طلب قومٍ رجلاً، فما لبث أنْ جاءه برجُلٍ أطولَ ما يكون، فقال: كيف تمكَّنت منه؟ فقال: وقع في قلبي أن آخُذَه، ووقع في قلبِه أنّه مأخوذ، فنصَرَني عليه خوفُه وجُرْأتي. . .
ونظر رجلٌ إلى علي بن أبي طالب وقد شقَّ العسكر، فقال: قد علمْتُ أن ملكَ الموت في الجانب الذي فيه عليٌّ.
ومن المأثور عن المصطفى صلوات الله عليه قوله: (نُصِرْتُ بالرّعب مَسيرةَ شهر). . . قال ابن الأثير: كان أعداء النبي صلى الله عليه وسلم قد أوْقعَ اللهُ في قلوبهم الخوفَ منه، فإذا كان بينه وبينهم مَسيرةُ شهرٍ هابوه وفزِعوا منه.
وقال المتنبي:
ويَسْتَعْظِمونَ المَوْتَ والمَوْتُ خادِمُهْ
وقال سلم الخاسر:
كأنَّ المَنايا جارِياتٌ بأمْرِهِ
وقال الفرزدق:
تَلمََّظَ السَّيفُ مِنْ شَوْقٍ إلى أنَسٍ
…
فالمَوْتُ يَلْحَظُ والأقْدارُ تَنْتَظِرُ
أظلَّه مِنْكَ حَتْفٌ قَدْ تَجلَّلَه
…
حتّى يُؤامِرَ فيهِ رأيَكَ القَدَرُ
وقيل للإسكندر: إنّ في عسكر دارا ألفَ مُقاتل، فقال: إن القصّاب الحاذقَ وإنْ كان واحداً لا يَهولُه كثرةُ الغَنَمِ. . . وقال شاعر:
فواحِدُهُمْ كالألْفِ بأساً ونَجْدةً
…
وألْفُهُمُ لِلْعُجْمِ والعُرْبِ قاهِرُ
وقال أبو تمام يمدح أبا سعيد الطائي ويذكر ما صنع بالخُرَّميَّة:
لقيتَهُمْ والمَنايا غَيْرُ دافِعةٍ
…
لِما أمَرْتَ بهِ والمُلْتقى كَبَدُ
في مَوْقفٍ وَقَفَ المَوْتُ الزُّؤامُ بهِ
…
فالمَجْدُ يُوجَدُ والأرْواحُ تُفْتَقَدُ
مُسْتَصْحِباً نِيّةً قدْ طالَما ضَمِنَتْ
…
لكَ الخُطوبَ فأوْفَتْ بالّذي تَعِدُ
ورُحْبَ صَدْرٍ لَوَ أنَّ الأرْضَ واسِعةٌ
…
كَوُسْعِه لَمْ يَضِقْ عَنْ أهْلِه بَلَدُصَدَعْتَ جَرْيَتَهُمْ في عُصْبَةٍ قُلَلٍ
…
قَدْ صَرَّحَ الماءُ عَنْها وانْجَلى الزَّبَدُ