الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صدرٌ من عبقرياتهم في الغيبة والنميمة
ولأنّ الغيبة والنميمة مدرجتانِ غالباً للعداء بادرنا بإيراد صدر من عبقرياتهم في هاتين الخَلّتين الذّميمتين
حقيقة الغيبة والنميمة
الغيبةُ الاسْمُ من الاغتياب وهو: أن يتكلَّمَ خلف إنسان مَسْتور بِسوءٍ أو بِما يغمُّه لو سمعه وإنْ كان فيه، فإنْ كان صِدقاً فهو غيبةٌ وإنْ كان كِذْباً فهو البُهْتُ والبُهتان. كذلك جاء عن سيدنا رسول الله صلوات الله عليه. وقال بعض الفقهاء: الغيبة: أن تذكرَ الإنسان بما فيه من العيب من غيرِ أن تُحْوَجَ إلى ذلك، وفي هذا احترازٌ ممّا يقوله الشاهد عند الحاكم. والنميمة: نقلُ الحديث من قومٍ إلى قوم على جِهة الإفسادِ والشرِّ، ونَمَّ الحديثَ يَنُمُّه ويَنِمُّه نَمّاً: نقلَه، والاسم النميمة؛ والنّعت نمّام، ويقال للنمام: القتّات يقال: قَتّ: إذا مشى بالنميمة، ويقال له: قسّاس ودرّاج وغمّاز وهمّاز ومائسٌ ومِمْآس.
ذمّ الغيبة والنميمة
قال الله جل شأنه: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ} قوله سبحانه: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ} . . . الآية: تمثيل وتصوير لما يناله المغتاب من عرض
المغتاب على أفظع وجه وأفحشه، قال الإمام الزمخشري: وفيه مبالغاتٌ شتّى: منها الاستفهام الذي معناه التقرير، ومنها جعل ما هو في الغاية من الكراهة موصولاً بالمحبّة، ومنها إسناد الفعل إلى
أحدكم والإشعار بأن أحداً من الأحدين لا يحب ذلك، ومنها أنه لم يقتصر على تمثيل الاغتياب بأكل لحم الإنسان حتّى جعل الإنسان أخاً، وحتّى جعل الأخ ميتاً. قال قتادة: كما تكره إن وجدت جيفةً مدوِّدةً أن تأكل منها فاكره لحم أخيك وهو حيّ.
وفي الحديث: (إنّ الغيبةَ أشدُّ من الزنا قيل: كيف ذلك؟ قال: لأن الرجل يزني فيتوبُ، فيتوب اللهُ عليه، وصاحبُ الغيبة لا يغفر له حتّى يغفر له صاحبه) وفي الحديث المرفوع: (أنّ امرأتين صامتا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وجعلتا تَغْتابانِ الناسَ فأخْبِرَ النبي بذلك فقال: صامتا عمّا أحِلّ لَهما وأفْطَرَتا على ما حرّم اللهُ عليهما) واغتاب رجلٌ رجلاً عند قتيبة بن مسلم فقال قتيبة: أمْسك أيّها الرجل، فو اللهِ لقد تلمَّظْتَ بمُضْغةٍ طالما لفَظَها الكرام.
وقال عليٌّ بن الحسين رضي الله عنه: إيّاك والغيبةَ فإنّها إدامُ كلاب النار وهذا تمثيلٌ جميل وقال الشاعر:
لا تَهْتِكَنْ مِنْ مَساوي النّاسِ ما سَتروا
…
فيَهْتِكَ اللهُ سِتْراً مِنْ مَساويكا
واذْكُرْ مَحاسِنَ ما فيهم إذا ذُكِروا
…
ولا تَعِبْ أحداً مِنْهُمْ بما فيكا
وقالوا: الغيبة مَرْعى اللئام وجهدُ العاجز
وقال تعالى {هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ}
وقال سيدنا رسول الله: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يرفعنَّ إلينا عورةَ أخيه المؤمن). . . وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يُراح القَتّاتُ رائِحةَ الجنّة) والقتات: النّمّام