الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإيجابُ الحقوقِ لغيرِ راعٍ
…
حُقوقَك رأسُ تَضييعِ الحقوقِ
وقال الأصمعيّ: قال رجل: ما رأيْتُ ذا كِبْر قطُّ إلا تحوَّل داؤُه فيَّ. يريد: أنّي أتكبَّر عليه،
وقال آخر: ما تاه أحدٌ قطّ عليَّ مرتين يريد أنّه إذا تاه مرةً لم أعاوِدْه وتركتُه وأعْرَضْتُ عنه
وقال عديّ بن أرطاة وهو أميرٌ لوكيع بن الأسود: سَوِّ عليَّ ثيابي، فقال: ذكَّرْتَني الطَّعْنَ وكُنْتُ ناسياً، في خَفِيٍّ ضيِّقٍ فلْيَمُدَّه الأميرُ حتّى أنزِعه، فقال له عديّ: إنّ الجليسَ لَيَلي مِنْ جليسه أكثرَ من هذا، فقال يا عديّ، إذا عُزلْتَ عنّا فكَلِّفنا أكثرَ مِنْ هذا، أمَّا وأنْتَ تَرى لكَ علينا بسطة فلا. . .
ذمهم الإفراط في التواضع
قالوا: من التواضعِ ما يَضَعُ
وقال عبد اللهُ بنُ المقفّع: الإفراطُ في التواضعِ يوجبُ المذلَّة، والإفراطُ في المؤانسةِ يوجب المَهانة.
حمد تعظيم الكبار
قدم قيس بن عاصم المِنْقَريّ سيد أهل الوبر على النبيّ صلى الله عليه
وسلم، فبسط له رداءَه، ثم قال: إذا أتاكم كريمُ قومٍ فأكْرِموه.
ورُوي أنّ مجوسيَّاً دخلَ على رسول الله. فأخْرجَ صلواتُ اللهِ عليه من تحته وسادةً حَشْوُها ليف، وطرحها له، وأقبل عليه يحدّثه، فلما نهضَ قال عمر: إنّه مجوسي! فقال عليه الصلاة والسلام: قد علمت، ولكنَّ جبريل يأمُرُني أن أكرِمَ كلَّ كريمِ قومٍ إذا أتى، وهذا سيِّدُ قومه.
وركب زيد بن ثابت رضي الله عنه، فدنا منه عبد الله بن عباس يأخذ بِرِكابه، فقال: ما تفعل يا ابنَ عمِّ رسول الله؟ فقال: هكذا أمِرْنا أنْ نفعلَ بأمَرائِنا، فقال زيد: أرِني يدَك،
فأخذَها وقبَّلها، وقال: هكذا أمِرْنا أنْ نَفْعلَ بأهْل بيتِ نبيِّنا.