الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
في بيان أنّ العراق تهيّج منها الفتن،
وصلتها بأهمّ فتن هذا العصر
أخرج البخاري في «صحيحه» في كتاب الاستسقاء (باب ما قيل في الزلازل والفتن)(رقم 1037) وكتاب الفتن (باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الفتنة من قبل المشرق» )(رقم 7094) ، ومسلم في «صحيحه» في كتاب الفتن وأشراط الساعة (باب الفتنة من المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان)(رقم 2905) بسنديهما إلى نافع، عن ابن عمر، قال:
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، قال:«اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا. قالوا: يا رسول الله! وفي نجدنا؟! قال: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا. قالوا: يا رسول الله! وفي نجدنا؟! -فأظنه قال في الثالثة-: «هنالك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان» لفظ البخاري.
ولفظ مسلم (2905) بعد (45) من طريق الليث (1)، عن نافع به:«أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مستقبل المشرق، يقول: ألا إن الفتنة ها هنا، ألا إن الفتنة ها هنا؛ من حيث يطلع قرن الشيطان» ، وفي لفظ له (بعد 46) من طريق عبيد الله (2) ،
(1) وهو ابن سعد، وروايته عن نافع به مختصرة، أخرجها: البخاري (7093) ، وأحمد (2/92) وأبو عوانة في «المسند» -كما في «إتحاف المهرة» (9/268 رقم 11096) -، وأبو الجهم العلاء الباهلي في «جزئه» (ص 41/رقم 53) -ومن طريقه أبو إسحاق التنوخي في «نظم اللآلي بالمئة العوالي» (ص 96/رقم 59) - وابن قطلوبغا في «عوالي الليث بن سعد» (ص70/رقم 11) .
(2)
هو عبيد الله بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، ثقة ثبت، روايته عند: أحمد (2/18) ، وأبي عوانة -كما في «إتحاف المهرة» (9/226 رقم 10954) -، والبزار في «البحر الزخار» (12/73 رقم 5521 - بمراجعتي) ، وأبي عمرو الداني في «الفتن» (1/245) .
ورواه جمع باختصار عن نافع، وهذا ما وقفت عليه: =
عن نافع به: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عند باب حفصة (1) ، فقال بيده نحو المشرق: الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان» قالها مرتين أو ثلاثاً.
وفي لفظ له ولأحمد (2/18) : «قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عند باب عائشة» ، وفي لفظ للبخاري في كتاب فرض الخمس (باب ما جاء في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وما نسب من البيوت إليهن) (رقم 3104) :«قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيباً، فأشار نحو مسكن عائشة، فقال: هنا الفتنة -ثلاثاً- من حيث يطلع قرن الشيطان» .
وهنالك ألفاظ عن نافع في الحديث لا بد من إيرادها؛ لتعلّقها بموضوع بحثنا، ولأنها توضح المراد بلفظة (نجد) الواردة في رواية البخاري السابقة، هي:
ما أخرجه الطبراني في «الكبير» (12/384 رقم 13422) من طريق إسماعيل بن مسعود: ثنا عبيد الله بن عبد الله بن عون، عن أبيه، عن نافع، به. ولفظه:
= * جويرية بنت أسماء، أخرجه البخاري (3104) .
* موسى بن عقبة، أخرجه البزار في «البحر الزخار» (12/74 رقم 5522 - بمراجعتي) .
* صالح بن كيسان، أخرجه -أيضاً- البزار (رقم 5523 - بمراجعتي) .
* عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، أخرجه أبو عوانة -كما في «إتحاف المهرة» (8/352 رقم 9541) - وروايته عن نافع مقرونة بسالم.
وله عن نافع طرق أخرى في ألفاظها كلام، سيأتي التنبيه عليها -إن شاء الله تعالى-.
(1)
قال شيخنا الألباني في «السلسلة الصحيحة» (5/653) في هذه اللفظة: «وهي شاذة عندي» !!
وهذا إسناد جيد، عبيد الله معروف الحديث. قاله البخاري في «التاريخ الكبير» (5/388 رقم 1247)، وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (5/322) عن أبيه:«صالح الحديث» .
وتابعه أزهر بن سعد أبو بكر السمان في روايته عن أبيه (عبد الله بن عون) ، أخرجه البخاري (1)(1037، 7094) -ومن طريقه أبو المعالي المقدسي في «فضائل بيت المقدس» (ص 430) ، وجمال الدين المراكشي في «تخريجه مشيخة الإمام المراغي» (ص 414) -، والترمذي (3948) ، وأحمد (2/118) وابن حبان (7257 - «الإحسان» ) ، والبغوي في «شرح السنة» (14/206 رقم 4006) ، وابن جميع في «معجم شيوخه» (ص 324-325/رقم 297) -ومن طريقه الذهبي في «السير» (15/286-287، 356) -، وابن عساكر (1/132، 133-134، 134) ، وصححوه جميعاً (2) ، عدا أحمد وابن عساكر، وعند جميعهم:«نجدنا» ، مكان «عراقنا» ، وهي هي، ووقع التصريح به في بعض روايات سالم بن عبد الله عن أبيه، وهذا التفصيل:
أخرج الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (2/746-747) ، والمخلّص في «الفوائد المنتقاة» (ج7/ق2-3) ، والجرجاني في «فوائده» (ق164/ب) ، وأبو نعيم في «الحلية» (6/133) ، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (1/130، 130-131 - ط. دار الفكر) من طريق توبة العنبري، عن سالم، به. ولفظه:«اللهم بارك لنا في مكّتنا، اللهم بارك لنا في مدينتنا، اللهم بارك لنا في شامنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مُدِّنا» ، فقال رجل: يا رسول الله! وفي عراقنا، فأعرض عنه، فردّدها ثلاثاً، كلُّ ذلك يقول الرجل: وفي عراقنا، فيُعرض عنه، فقال:
(1) صدرنا الباب بألفاظه، فانظرها.
(2)
قال الذهبي في «السير» (15/356) عنه: «هذا حديث صحيح الإسناد غريب» .
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وتوبع توبة، تابعه زياد بن بيان.
أخرجه الطبراني في «الأوسط» (4/245-246 رقم 4098 - ط. الحرمين) ، وأبو الطاهر الذهلي -ومن طريقه ابن عساكر (1/131-132) - من طريق حماد بن إسماعيل ابن علية، قال: نا أبي، قال: نا زياد بن بيان، قال: نا سالم به، ولفظه:
«صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر، ثم انفتل، فأقبل على القوم، فقال:
…
» وذكره، وفي آخره:«فقال رجل: والعراق يا رسول الله؟! قال: من ثَمّ يطلع قرنُ الشيطان، وتهيجُ الفتن» .
وقال عقبه: «لم يرو هذا الحديث عن زياد بن بيان إلا إسماعيل ابن علية، تفرد به ابنه حماد» !
قلت: ليس كذلك، فقد رواه عن إسماعيل ابن علية: عمر بن سليمان الأقطع -أيضاً-.
أخرجه أبو علي الحراني في «تاريخ الرقة» (ص 95- 96/رقم 145) ، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (1/132)، وابن العديم في «بغية الطلب» (1/342-343) من طريق سليمان بن عمر بن خالد الأقطع: نا إسماعيل بن إبراهيم ابن عليّة، به مثله.
وهذا إسناد جيد.
وأخرجه الربعي في «فضائل الشام» (11/20) من هذا الطريق، وعنده زيادات في آخره تخص المدينة وفضلها، فالمقام لا يتسع للتفصيل فيها (1) .
(1) انظر: «تخريج أحاديث فضائل الشام» (ص 25-27) لشيخنا الألباني؛ ففيه كلام مفصّل عليه.
* سائر طرق الحديث عن سالم عن ابن عمر
وورد عن سالم من طرق مختصراً، دون التصريح بذكر العراق، وهذا ما وقفت عليه منها:
* الزهري
أخرجه البخاري في كتاب المناقب (باب منه)(3511) : حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب عنه بلفظ:«سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر: ألا إن الفتنة ها هنا -يشير إلى المشرق- من حيث يطلع قرن الشيطان» .
وهكذا أخرجه أحمد (2/121) ، ورواه (2/140) من طريق عقيل.
ومسلم (2905) من طريق يونس.
وأخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (11/463 رقم 21016) -ومن طريقه الترمذي (2269) -، والبخاري (7092) من طريق معمر، ولفظه:
«ها هنا أرض الفتن -وأشار الى المشرق-، وحيث يطلع قرن الشيطان» كلهم عنه، به.
* حنظلة بن أبي سفيان الجُمحيّ
أخرجه مسلم (2905) بعد (49) ، وأحمد (2/40) من طريق إسحاق ابن سليمان، وأحمد (2/143) عن ابن نمير، وأبو عوانة في «المسند» -كما في «إتحاف المهرة» (8/334 رقم 9496) - من طريق مخلد بن يزيد، والبزار في «البحر الزخار» (12/271 رقم 6061 - بمراجعتي) من طريق روح بن عبادة؛ جميعهم عنه، به.
* عقبة بن أبي الصَّهباء، أبو خريم البصري
أخرجه أحمد (2/72) : حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم -واسمه: عبد الرحمن بن عبد الله-، وأبو يعلى (9/338-339 رقم 5449) : حدثنا أبو عامر حوثرة بن أشرس والدولابي في «الكنى والأسماء» (1/168) من طريق مسلمة بن إبراهيم؛ جميعهم عن عقبة، به.
ولفظ الدولابي: «صلى النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم صلاة الصبح، فلما أن قضى صلاته، قام، فاستقبل مطلع الشمس، ثم نادى: ألا إن الفتن من ها هنا، ألا إن الفتن من ها هنا، ثلاث مرات، ومن ثم يطلع قرن الشيطان» ، وهذا أتم الألفاظ، ولفظ أحمد وأبي يعلى بنحوه مع اختصار.
وعقبة وثّقه ابن معين في رواية الدوري (2/409) وابن الهيثم في «من كلام أبي زكريا
…
» (ص 40، 50)، وقال أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (6/312) :«محله الصدق» ، وذكره ابن حبان في «الثقات» (7/247) .
* عكرمة بن عمار
أخرجه مسلم (2905) بعد (48) ، وأحمد (2/23، 26) من طريق وكيع، وأبو عوانة -كما في «إتحاف المهرة» (8/347 رقم 9527) - من طريق أبي عبيدة إسماعيل بن سنان الرفاعي عنه، به.
ولفظ مسلم: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة، فقال: رأس الكفر من ها هنا، من حيث يطلع قرن الشيطان» . يعني: المشرق.
وهذا لفظ مجمل يُفْرِح المبتدعة (1) ، وهم يذكرون ما لهم، وسائر
(1) ذكر عبد الحسين (!!) الشيعي في «المراجعات» (ص 254) هذا الحديث ضمن طعونات له -عامله الله بما يستحق- لعائشة، وأوهم القراء أن إشارته صلى الله عليه وسلم إنما هي لمسكن عائشة، قال في معرض كلامه عنها رضي الله عنها: «ها هنا الفتنة، ها هنا الفتنة، حيث جابت في حرب أمير المؤمنين - يريد: عليّاً رضي الله عنه الأمصار، وقادت في انتزاع ملكه وإلغاء دولته ذلك =
الألفاظ عليهم.
وأخرجه ابن المقرئ في «معجمه» (ص 228/رقم 758) من طريق النضر بن محمد: ثنا عكرمة، قال: جاء رجل -يقال له: جابر الجعفي- إلى سالم بن عبد الله، فقال: إنّ رجلاً مسح وجهه وهو محرم، فوقعت من لحيته شعرة، فقال له سالم: أعراقيّ أنت؟ اخرج عني، قال له: إنما أسألك -عافاك الله-! وجعل يتبعه ولا يفارقه. فقال له سالم: نشدتك بالله! هل خرجت مع ابن المهلب؟ قال: لا. قال له سالم: إنَّ أبي عبدَالله بنَ عمر حدثني، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم من حجر عائشة، فقال لهم: «رأس الكفر من ها هنا، من قبل المشرق
…
» .
= العسكر الجرار» !
فهذا الكلام يوهم أن عائشة هي الفتنة، وبرأها الله من ذلك، كما برأها من المنافقين من قبل!
قال شيخنا الألباني في «السلسلة الصحيحة» (5/657) تحت رقم (2494) ما نصه:
«والجواب: أن هذا هو صنيع اليهود الذين يحرفون الكلم من بعد مواضعه، فإن قوله في الرواية الأولى: «فأشار نحو مسكن عائشة» ، قد فهمه الشيعي كما لو كان النص بلفظ:«فأشار إلى مسكن عائشة» ! فقوله: «نحو» دون «إلى» نص قاطع في إبطال مقصوده الباطل، ولا سيما أن أكثر الروايات صرحت بأنه أشار إلى المشرق، وفي بعضها العراق، والواقع التاريخي يشهد لذلك.
وأما رواية عكرمة فهي شاذة، ولو قيل بصحتها، فهي مختصرة جدّاً اختصاراً مخلاًّ، استغله الشيعي استغلالاً مرّاً، كما يدل عليه مجموع روايات الحديث، فالمعنى:
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة رضي الله عنها، فصلى الفجر، ثم قام خطيباً إلى جنب المنبر (وفي رواية: عند باب عائشة) ، فاستقبل مطلع الشمس، فأشار بيده، نحو المشرق (وفي رواية للبخاري: نحو مسكن عائشة) ، وفي أخرى لأحمد: يشير بيده يؤم العراق.
فإذا أمعن المنصف المتجرد عن الهوى في هذا المجموع قطع ببطلان ما رمى إليه الشيعي من الطعن في السيدة عائشة رضي الله عنها، عامله الله بما يستحق» .
قال أبو عبيدة: ونحوه في «السلسلة الضعيفة» (10/714-715 رقم 4969)، والأحبُّ إليّ أن يقال: إن الرواية مجملة، وليست اللفظة بشاذّة، والله أعلم.
* عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر
أخرجه أبو عوانة -كما في «إتحاف المهرة» (8/352 رقم 9541) - من طريق الوليد بن مزيد: سمعت عمر بن محمد، حدثني سالم ونافع، به.
وأخرجه البزار في «البحر الزخار» (12/271 رقم 6063) من طريق أبي عاصم عنه عن سالم وحده، به.
* فضيل بن غزوان
أخرجه مسلم (2905) ، وأبو يعلى (9/383، 420-421 رقم 5551، 5570) ، وأبو عوانة -كما في «إتحاف المهرة» (8/354 رقم 9548) -، والبزار في «البحر الزخار» (12/272 رقم 6064 - بمراجعتي) ، وأبو الفضيل عبيد الله بن عبد الرحمن في «حديث الزهري» (1/294-295 رقم 266) ، والبيهقي في «الشعب» (4/346 رقم 5348) من طرق عن ابن فضيل -وسمّي عند غير مسلم بمحمد-، عن أبيه، قال: سمعتُ سالم بن عبد الله بن عمر يقول:
يا أهل العراق! ما أسأَلَكُم عن الصَّغيرة، وأركَبَكُم للكبيرة، سمعتُ أبي عبدَالله بن عمر يقول: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الفتنة تجيء من ها هنا، وأومأ بيده نحو المشرق، من حيث يطلع قرن الشيطان، وأنتم يضرب بعضُكم رقاب بعض، وإنما قتل موسى الذي قتل من آل فرعون، خطأً،
…
فقال الله عز وجل له: {وقَتَلتَ نَفساً فَنَجّينَاك مِنَ الغَمّ وفَتَنّاك فُتوناً}
…
[طه: 40] .
وهذه الرواية تشهد لما سبق في أن المراد بالمشرق: أهل العراق، وعلى ذلك كان يحمله سالم بن عبد الله، ولذا قال أوله:«يا أهل العراق! ما أسألكم عن الصغيرة، وأركبكم للكبيرة» .
وممن رواه عن ابن عمر غير مولاه نافع، وابنه سالم:
* عبد الله بن دينار
أخرجه مالك في «الموطأ» في الاستئذان (29)(2/975)(باب ما جاء في المشرق) ، ومن طريقه البخاري (3279)، ولفظه:«رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى المشرق، فقال: ها إن الفتنة ها هنا، إن الفتنة ها هنا؛ من حيث يطلع قرن الشيطان» .
وأخرجه من طرق (1) عن ابن دينار مختصراً: البخاري في كتاب الطلاق (باب الإشارة في الطلاق)(5296) ، وأحمد (2/23، 50، 73، 111) ، والبزار في «البحر الزخار» (12/291 رقم 6124 - بمراجعتي) ، وابن حبان (15/25 رقم 6648، 6649 - «الإحسان» ) ، وأبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن في «حديث الزهري» (2/592 رقم 635) ، والفسوي في «المعرفة والتاريخ» (2/749) ، والبغوي في «شرح السنة» (4005) ، وأبو نعيم في «الحلية» (6/348) ، وأبو الشيخ في «ذكر الأقران» (ص 121/رقم 454) .
* بشر بن حرب النَّدَبيّ
أخرجه أحمد (2/126)، وفي أوله:«اللهم بارك لنا في مدينتنا، وفي صاعنا، ومدّنا، ويمننا، وشامنا» ، ثم استقبل مطلع الشمس، فقال:«من ههنا يطلع قرن الشيطان، من ههنا الزلازل والفتن» .
وأخرجه بالسند نفسه (2/124)، ولفظه:«اللهم بارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في شامنا، وبارك لنا في يمننا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مدّنا» وذكر ما في آخره (2) .
وأخرجه ابن عساكر (1/136-137) بلفظي أحمد من طريق يونس،
(1) انظر تفصيلها في «إتحاف المهرة» (8/497 رقم 9845) .
(2)
صنيع ابن حجر في «إتحاف المهرة» (8/274 رقم 9364) يقضي بأنهما واحد!
ومن طريق مسدد بن مسرهد؛ كلاهما عن حماد بن زيد، عن بشر، به.
ونسبه في «الجامع الكبير» (1/1123) و «كنز العمال» (14/125) لأبي الفرج عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني، المعروف بـ (رُسْته) .
* أنس بن سيرين
أخرجه الطبراني في «الأوسط» (7/252 رقم 7421 - ط. الحرمين) من طريق حماد بن سلمة عنه، ولفظه: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عند حُجرة عائشة، يدعو:«اللهم بارك لنا في مدّنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في شامنا ويمننا» ، ثم استقبل المشرق، فقال:«من ها هنا يخرج قرنُ الشيطان والزلازل والفتن، ومن هنا الفَدَّادُون» .
وقال: «لم يروِ هذا الحديث عن حماد إلا عباد بن آدم، تفرد به ابنُه» .
ولقوله: «ومن هنا الفَدّادون» شاهد من حديث جماعة؛ منها:
* حديث أبي مسعود الأنصاري
أخرجه البخاري (3302، 3498، 4387) ، ومسلم (51) ، والحميدي (458) ، وابن أبي شيبة (12/182) ، وأحمد (4/118 و5/273) وفي «فضائل الصحابة» (1608) ، وأبو عوانة (1/58، 59) ، وابن منده في «الإيمان» (425، 426، 427) ، والطحاوي في «المشكل» (803) ، والطبراني في «الكبير» (17/208، 209 رقم 564، 565، 566، 567، 568، 569، 577) ، والقضاعي في «مسند الشهاب» (163) من طريقين عن قيس بن أبي حازم عنه، به.
ولفظ البخاري: أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن، فقال:«الإيمان يمان -ها هنا-، ألا إن القسوة وغِلَظَ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل، حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر» .
و (الفدادون) جمع (فدان) والمراد به البقر التي يحرث عليها، وقال الخطابي (1) : الفدان: آلة الحرث والسكة فعلى الأول: فالفدادون جمع فدان، وهو من يعلو صوته (2) في إبله وخيله، وحرثه، ونحو ذلك، والفديد؛ هو: الصوت الشديد، وقال بعضهم: الفدادون؛ هم: الرعاة والجمالون. وقال الخطابي: إنما ذم هؤلاء لاشتغالهم بمعالجة ما هم فيه عن أمور دينهم، وذلك يفضي الى قساوة القلب. أفاده ابن حجر في «الفتح» (6/352) .
* حديث أبي هريرة
أخرجه البخاري (3301) ، ومسلم (52) بعد (84) عن الأعرج عنه، ولفظه:«رأسُ الكفر نحو المشرق، والفخرُ والخيلاءُ في أهل الخيل والإبل، والفدّادين أهل الوبر، والسكينةُ في أهل الغنم» .
وأخرجه مالك (2/970) ، والبخاري في «الأدب المفرد» (574) ، وأحمد (2/418) ، وأبو عوانة (1/60) ، وأبو يعلى (6340) ، وابن منده في «الإيمان» (434) ، والطبراني في «الأوسط» (1759) ، والبغوي (4003) من طريق الأعرج.
وأخرجه أحمد (2/252) وفي «فضائل الصحابة» (1658، 1661) ، وابن أبي شيبة (12/182) ، ومسلم (52) بعد (90) ، وأبو عوانة (1/59) ، وابن حبان (7299) ، وابن منده في «الإيمان» (436، 437، 438، 439) من طريق أبي صالح، وأحمد (2/372، 407-408، 457، 483) ، ومسلم (52) بعد (86) ، والترمذي (2243) ، وأبو يعلى (6510) ، وابن حبان (5774) ، وأبو عوانة (1/59) ، وابن منده (428) ، والطحاوي في «المشكل» (800) من طريق العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي عن أبيه،
(1) في «أعلام الحديث» (3/1521-1522) .
(2)
فَدَّ يَفدُّ: إذا رفع صوته، وما زالت هذه اللفظة دارجة على ألسنة العوام في بلادنا.
والطيالسي (2503) عن موسى بن مطير عن أبيه، والبخاري (4389) ، وابن منده (429) من طريق أبي الغيث، وأحمد (2/380) من طريق ثابت بن الحارث، وأحمد (2/425-426) من طريق أبي مصعب -واسمه: هلال بن يزيد المازني- بألفاظ متقاربة، وفيها جميعاً:«رأس الكفر نحو المشرق» أو ما في معناه.
ولفظ أبي المغيث: «والفتنة ها هنا، ها هنا يطلع قرن الشيطان» .
وأخرجه البخاري (3499) ، ومسلم (52) بعد (87) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عنه، وفيه:«الخيلاء في الفدادين» . والبخاري (رقم 4388) عن ذكوان عنه، وفيه:«والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل» ، ومسلم (52) بعد (89) عن سعيد بن المسيب عنه، ولفظه:«والفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر» .
* حديث جابر بن عبد الله
أخرجه مسلم (53) من طريق ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «غِلَظُ القلوب والجفاء في المشرق، والإيمان في أهل الحجاز» .
وأخرجه هكذا: ابن حبان (16/285 رقم 7296 - «الإحسان» ) ، وابن منده في «الإيمان» (1/531 رقم 446) .
وزاد أحمد (3/335) وفي «فضائل الصحابة» (1611)، وأبو عوانة (1/60) :(أهل) قبل (المشرق) .
وأخرجه أحمد (3/345) ، والطبراني في «الأوسط» (10/28 رقم 9067) من طريق ابن لهيعة، والبزار (3/315 رقم 2834 - «كشف الأستار» ) من طريق موسى بن عقبة؛ كلاهما عن أبي الزبير، به بزيادة (أهل) -أيضاً-.