الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالاعتداء على النيل، كما يكون -أيضاً- بحسر الفرات عن جبل من ذهب، كما هو وارد في الأخبار التي وردت في أحداث ما قبل ظهور المهدي، وسيأتي بيان ذلك -إن شاء الله تعالى- مفصّلاً لاحقاً، والله المستعان، لا رب سواه.
ولا يبعد أن يكون (المنع) الوارد في حديث أبي هريرة يبدأ بـ (القفيز) و (الدرهم) أو (المدي) و (الدينار) أو (الإردب) و (الدينار) ، وينتهي بحسر الفرات والعمل على الاعتداء على (النيل) ، ويكون ذلك من إرهاصات وأمارات خروج المهدي، وسيأتي لهذا مزيد بيان (1) ، مع التنويه على ذكر المهدي في المرفوع (2) عن جابر بعد ذكره منع العراق والشام القفيز والمدي.
فصل
في وصول الشر والفتن آخر الزمان كل مكان
مما ينبغي ذكره، أن السلف الصالح «كانوا يسمون (البصرة) (هنداً) ؛ لأنها من جهة الهند، ومنها يُسلك إلى الهند» (3)، ودليله:
(1) انظر: (ص 544) .
(2)
عند مسلم (رقم 2913) بعد (67) ، والحديث تقدم (ص 248) .
(3)
من كلام ابن رجب في «فضائل الشام» (ص 66) .
وعليه يحمل ما أخرجه أحمد في «المسند» (5/278) ، والبخاري في «التاريخ الكبير» (6/72) ، والنسائي في «المجتبى» (6/42) ، وابن عدي في «الكامل» (2/583) ، وابن أبي عاصم في «الجهاد» (رقم 288) ، والطبراني في «الأوسط» (6737) و «مسند الشاميين» (رقم 1851) ، والبيهقي في «السنن الكبرى» (6/176)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (15/197) من حديث ثوبان رفعه:
«عصابتان من أمتي أحرزهم الله من النار: عصابة تغزو الهند، وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم» . وإسناده حسن.
وما أخرج -أيضاً- أحمد (2/228-229، 369) ، والنسائي (6/42) ، وابن أبي عاصم في «الجهاد» (291) ، والحاكم (3/514) ، والبيهقي (9/176) وفي «الدلائل» (6/336) ، وأبو نعيم (8/316-317) عن أبي هريرة، قال: وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الهند. وإسناده حسن لغيره. وانظر: «العلل» (1/334) لابن أبي حاتم، و «الميزان» (1/388) .
ما أخرجه أحمد في «المسند» (4/90) ، وابن أبي عاصم في «الجهاد» (2/666 رقم 289) ، والطبراني في «الكبير» (4/137 رقم 3841) و «الأوسط» (8/227 رقم 8479) ، والفسوي في «المعرفة والتاريخ» (3/115-116) ، والخطيب في «المتفق والمفترق» (3/1743-1744)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (11/ق300 أو 40/310 - ط. دار الفكر) من طرق عن أبي عوانة -وهو: الوضاح بن عبد الله اليشكري- عن عاصم
…
-وهو: ابن أبي النجود-، وأبو عبيد في «غريب الحديث» (4/29) ، والفسوي في «المعرفة والتاريخ» (3/116) ، ونعيم بن حماد في «الفتن» (1/281 رقم 819) ، والخطيب في «المتفق والمفترق» (3/1743) ، وابن عساكر (40/310-311، 312-313) من طريق الأعمش؛ كلاهما عن أبي وائل
…
-وهو: شقيق بن سلمة-، عن عَزْرَة (1) بن قيس:
عن خالد بن الوليد، قال: كتب إليّ أميرُ المؤمنين حين ألقى الشامُ بَوَانِيَه (2) : بَثْنِيَّةً (3) ................................................................
(1) تحرف في مطبوع «المعرفة» إلى (عروة) ! وانظر: «تصحيفات المحدثين (3/971) للعسكري، و «الإكمال» (6/200) .
(2)
بوانيه؛ أي: خيره، وما فيه من السَّعة والنعمة. والبواني في الأصل: أضلاع الصدر، وقيل: الأكتاف والقوائم. الواحدة: بانية. كذا في «النهاية» (1/164) .
(3)
بثنية: البثنية: حنطة منسوبة إلى البثنة، وهي ناحية من رستاق دمشق، وقيل: هي الناعمة اللينة من الرملة اللينة، يقال لها:(بثنية)، وقيل: هي الزبدة؛ أي: صارت كأنها زبدة وعسل؛ لأنها صارت تُجبَى أموالُها من غير تعب. كذا في «النهاية» -أيضاً- (1/95) .
وقال صاحب «مراصد الاطلاع» (1/163) : «البَثْنَة -بالفتح ثم السكون ونون-: اسم =
وعسلاً -وشك عفانُ (1)، مرة قال: حين ألقى الشامُ كذا وكذا-، فأمرني أن أسيرَ إلى الهند -والهندُ في أنفُسنا يومئذٍ البصرة-، قال: وأنا لذلك كارهٌ، قال: فقام رجلٌ، فقال لي: يا أبا سليمان! اتق الله، فإنَّ الفِتَنَ قد ظهرت. قال: فقال: وابنُ الخطاب حيّ؟! إنما تكون بعدَه، والناسُ بذي بِلِيَّان -أو بذي بِلِّيان (2) - بمكان كذا وكذا، فينظرُ الرجلُ، فيتفكّرُ: هل يجد مكاناً لم ينزل به مثلَ ما نزلَ بمكانه الذي هو فيه من الفتنة والشر فلا يجده، قال: وتلك الأيام التي ذكر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «بين يَدَي الساعة، أيام الهَرْج» . فنعوذ بالله أن تدركنا تلك وإياكم الأيام.
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن عاصم إلا أبو عوانة» .
وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (7/307) : «رواه أحمد والطبراني في «الكبير» و «الأوسط» ، ورجاله ثقات، وفي بعضهم ضعف» .
قلت: يريد: (عَزْرَة البجلي) ، وصرح به البوصيري في «إتحاف الخيرة المهرة) (10/191 رقم 9809) ، وعزاه إلى ابن أبي شيبة في «مسنده» ، وذكره ابن حبان في «الثقات» (5/279) في (الطبقة الثانية) ، وترجمه البخاري في «التاريخ الكبير» (7/65 رقم 299) ، وابن أبي حاتم في «الجرح
= ناحية من نواحي دمشق، وهي البثنية، وقيل: البثنة؛ هي: قرية بين دمشق وأذرعات» . وانظر: «معجم البلدان» (1/338) .
(1)
هو ابن مسلم الصفار، شيخ أحمد في هذا الأثر، ولم يعزه في «إتحاف المهرة» (4/409 رقم 4456) إلا لأحمد.
وذكر عباس الدوري في «تاريخه» (2/408 رقم 1979) شك عثمان -هذا- عن ابن معين، قال:«قال عفان في حديث: «إذا ألقى الشام بوانيه ومات عليه، وأما غير عفان فحدث به: «إذا ألقى الشام بواتيه» ! كذا فيه، وفي «تاريخ دمشق» (40/312) !!
(2)
ضبط بكسر الباء واللام وتشديد الياء آخر الحروف؛ أي: إذا كانوا طوائف وفِرَقاً من غير إمام، وكل من بَعُد عنك حتى لا تعرف موضعه فهو بذي بِليّ. كذا في «النهاية» ، ونحوه في «تاريخ دمشق» (40/313) .
والتعديل» (7/21 رقم 109) وسكتا عنه، وقال الحسيني في «الإكمال» (294) :«مجهول» ، وفاتَ ابنَ حجرَ ترجمَتُه في «تعجيل المنفعة» ، وهو على شرطه، وسبب جهالته ما قاله علي بن المديني:«إن أبا وائل -يعني: شقيق بن سلمة- تفرد عن جماعة مجهولين؛ منهم: عزرة بن قيس» (1) .
قلت: ذكر البلاذري في «فتوح البلدان» (ص 348) أنه ولي في خلافة عمر، وغزا شهرزور منها، فلم يفتحها، حتى افتتحها عتبة بن فرقد، ورجل استعمله عمر يُمشَّى حديثه، إذ ما استخدمه إلا وقد بلغ مبلغه في الديانة، وإن لم يشتهر بالرواية.
وهذا سند حسن، ولا سيما في المتابعات والشواهد، كما قال شيخنا الألباني رحمه الله في «السلسلة الصحيحة» (4/249 رقم 1682) .
وتعجبني جدّاً مقولة ابن حجر في «الفتح» (13/17) عند ذكره (الهرج)، قال: «وجاء تفسير أيام الهرج فيما أخرجه أحمد والطبراني بسندٍ حسن
…
» وساقه.
والخبر هذا لا نُكرة فيه، والهرج (2) المجمل فيه مذكور في «الصحيحين» ، وكذا ظهور الفتن، وسائر رواته ثقات رجال الشيخين، وغاية ما فيه أن تابعيّه -وهو من أواسطهم- غير معروف، ومضى معك قولُ الإمام الذهبيِّ الذهبيُّ:
«وأما المجهولون من الرواة، فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم، احتمل حديثه، وتُلقِّيَ بحُسن الظنّ إذا سَلِمَ من مخالفةِ الأصول
(1) كذا في «الميزان» (3/66) ، و «المغني» (2/432 رقم 4105) ، و «ديوان الضعفاء» (2/154 رقم 2812) ، و «لسان الميزان» (4/167) .
(2)
وللمذكور هنا شاهد آخر، خرجه شيخنا الألباني رحمه الله في «السلسلة الصحيحة» (1682) .