الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخرجه نعيم بن حماد (1) في «الفتن» ومن طريقه الطبراني، ومن طريق الطبراني (1) : ابنُ العديم في «بغية الطلب» (1/515-516) .
وعلق السرقسطي في «الدلائل» (2/935-936 رقم 506) عن حذيفة قوله: «يوشك بنو قَنْطُورى أن يخرجوا أهل العراق من عراقهم» ، وذكره ابن الأثير في «النهاية» (4/113) .
فصل
في بيان أن المراد بالأخبار السابقة أكثر من حادثة
من الجدير بالذكر أن المراد ببعض الآثار السابقة ما حصل زمن (التتار) و (المغول) ، عندما خرجوا إلى (العراق) و (الشام) و (مصر) ، وعاثوا فيها الفساد، وصبوا على أهلها العذاب، وهذا الدليل:
فلفظ ابن مسعود في الأثر قبل الأخير عند عبد الرزاق في «المصنف» (11/380 رقم 20798) -ومن طريقه نعيم بن حماد في «الفتن» (2/683 رقم 1928) ، والطبراني في «الكبير» (9/192 رقم 8859) ، والحاكم في «المستدرك» (4/475) ، وابن العديم في «بغية الطلب» (1/517-518) - عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن ابن مسعود، قال:
«كأني بالترك (2) على براذين، مجذمة (3) الآذان، حتى يربطوها بشط
(1) لم أظفر به في مطبوع «الفتن» لنعيم، ولا عند الطبراني في «المعجم الكبير» ، وأخشى أن يكون سقط وقع فيه، أو تداخلت الطرق والأسانيد، فليحرر.
(2)
بعدها في «المعجم الكبير» : «قد أتتكم» ، والمراد بهم المغول القادمون من أواسط آسيا، وليس الأتراك المنسوبين إلى (تركيا) المعروفة الآن في شمال سورية.
(3)
هو من الجذم؛ وهو القطع، انظر:«النهاية» (1/215)، وفي مطبوع «الفتن» :«مخرمة» !! وفي مطبوع «المعجم الكبير» : «محزمة» ! قلت: تحتمل «مخرمة» بالخاء المعجمة =
الفرات»
رجاله ثقات، إلا ابن سيرين عن ابن مسعود منقطع. قاله البيهقي (1) .
قال الهيثمي في «المجمع» (7/312) : «رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إن كان ابن سيرين سمع من ابن مسعود» .
قلت: هذا الإسناد منقطع؛ لأن ابن سيرين لم يسمع من عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وذلك أن ابن سيرين ولد سنة ثلاث وثلاثين من الهجرة؛ لأن أخاه أنساً قال:«ولد أخي محمد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، وولدتُ بعده بسنة» ، ومن المعروف أن عثمان رضي الله عنه استشهد سنة خمس وثلاثين، وعليه؛ فإن ولادة ابن سيرين كانت سنة ثلاث وثلاثين، وأما عبد الله بن مسعود فإنه توفي سنة اثنتين وثلاثين؛ أي: توفي قبل ولادة ابن سيرين بسنة. انظر: «سير أعلام النبلاء» (4/606) ، «التقريب» (ص 323 رقم 3613) .
ثم وجدت الخبر عند أبي عمرو الداني في «الفتن» (4/903 رقم 4671) من طريق علي بن معبد، قال: ثنا إسماعيل ابن عليّة عن أيوب، به. وفيه:«عن ابن سيرين، قال: نبّئتُ أن ابن مسعود كان يقول: كيف أنتم يا أهل الكوفة! إذا أتتكم الترك على براذين مُجذمة الآذان، حتى يربطون بشط الفرات بالنخل» .
فوقع التصريح هنا أن ابن سيرين لم يسمعه من ابن مسعود، وبينهما واسطة، وقد ظهرت لنا في الآثار السابقة.
فالخبر صحيح بطرقه، وتقدمت، والشاهد منه هنا:«كأني بالترك» .
= والراء المهملة من (الخرم)، وهو الثقب والشق. انظر:«النهاية» (2/27) .
(1)
«تحفة التحصيل» (ص 278) .
وفي الأثر نفسه بلفظ ابن أبي شيبة السابق وصف للقوم بأنهم (عراض الوجوه، صغارالعيون)(1)، ووصفُهم هذا مع مقاتِلَتِهم واردٌ في أحاديث صحيحةٍ شهيرةٍ كثيرةٍ؛ منها:
ما أخرجه البخاري (2) ومسلم (3) عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً نعالهم الشعر (4) ، وحتى تقاتلوا الترك (5)
صغار الأعين،.........................................................
(1) ووقع هذا الوصف في طريق شداد بن معقل عن ابن مسعود، ومن طريق بسر عن حذيفة.
(2)
أخرجه البخاري في «صحيحه» في كتاب الجهاد والسير (باب قتال الترك)(رقم 2928) ، و (باب قتال الذين ينتعلون الشعر)(رقم 2929) ، وكتاب المناقب (باب علامات النبوة في الإسلام)(رقم 3587، 3590، 3591) .
(3)
أخرجه مسلم في «صحيحه» في كتاب الفتن وأشراط الساعة (باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت)(رقم 2912) .
(4)
قال القزويني في «التدوين» (1/39-40) : «وقوله: «نعالهم الشعر» ؛ أي: نعالهم من ضفائر الشعر، أو من جلود غير مدبوغة بقيت عليها الشعور. وذكر أنه يحتمل أنه أشار به إلى وفور شعورهم، وانتهاء طولها إلى أن يطؤوها بأقدامهم، أو أن يقرب من الأرض» .
(5)
(الترك) : يقول الحافظ ابن حجر في «الفتح» (6/104) : «اختلف في أصل الترك، فقال الخطابي: هم بنو قنطوراء أَمَة كانت لإبراهيم عليه السلام، وقال كراع: هم الديلم، وتُعُقِّب بأنهم جنس من الترك، وكذلك الغُزُّ [في «القاموس» : جنس من الترك] ، وقال أبو عمرو: هم من أولاد يافث، وهم أجناس كثيرة، وقال وهب بن منبه في كتابه «التيجان» (ص 109 - ط. مركز الدراسات والأبحاث اليمنية) : هم بنو عم يأجوج ومأجوج، لمّا بنى ذو القرنين السد كان بعض يأجوج ومأجوج غائبين، فتُرِكُوا لم يدخلوا مع قومهم، فسُموا الترك
…
» .
«وقد جمع الحافظ ضياءالدين المقدسي جزءاً في خروج التروك» قاله السخاوي في «المقاصد الحسنة» (ص 17)، وزاد:«سمعناه» ، وقال في «القناعة» (121) :«وقتال الترك وفي أخبارهم تصنيف سمعناه» ، وذكره له ابن فهد في «معجمه» (205) بعنوان:«خروج الترك» ، وسماه الذهبي في «السير» (23/128) :«قتال الترك» ، وانظر:«معجم الموضوعات المطروقة» (1/283-284) .
وانظر -للاستزادة-: «البداية والنهاية» (2/161 - ط. دار أبي حيان) ، و «النهاية» =
حمر الوجوه، ذلف الأنوف (1) ، كأن وجوههم المجانّ المطرقة (2) ، وتجدون من خير الناس أشدهم كراهية لهذا الأمر حتى يقع فيه، والناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام، وليأتين على أحدكم زمان لأن يراني أحبُّ إليه من أن يكون له مثل أهله وماله» .
وأخرجه الحميدي (1100) وأحمد (2/239، 276، 300، 319، 398، 493) وإسحاق (1/266-267 رقم 235) وأبو يعلى (5878) في «مسانيدهم» ، وابن أبي شيبة (15/92) وعبد الرزاق (20781) في «مصنفيهما» ، ومالك في «الموطأ» (2/191) ، وأبو داود (4303، 4304) والنسائي (6/44-45) والترمذي (2215) وابن ماجه (4096) في «سننهم» ، وابن حبان في «صحيحه» (6744، 6745، 6746) ، وأبو عوانة في «الفتن» -كما في «إتحاف المهرة» (5/246) ، والدارقطني في «العلل» (9/183) -، والبغوي (4244) ، ونعيم بن حماد (2/681، 684-685 رقم 1919 و1933 و1934) وأبو عمرو الداني (4/872 رقم 451) كلاهما في «الفتن» ، والخطيب في «الكفاية» (416) ، والقزويني في «التدوين» (1/36) ، والطبراني في «مسند الشاميين» (1/86-87 رقم 120) ، والديلمي في «الفردوس» (5/82 رقم 7522) ، وأبو نعيم في «الدلائل» (2/543-544
= (1/184) ؛ كلاهما لابن كثير، و «معجم البلدان» (2/23-24) ، و «ذو القرنين وسد الصين» لشيخ مشايخنا محمد راغب الطباخ رحمه الله (ص 184، 185، 188، 189، 193 - بتحقيقي) ، و «مجموع فتاوى ومقالات متنوعة» للعلامة الشيخ عبد العزيز بن باز (5/357 - جمع وإشراف الشويعر) .
(1)
(ذلف الأنوف) : الاستواء في طرف الأنف، وليس بالغليظ الكبير. وقيل: تشمير الأنف عن الشفة العليا، وقيل: ارتفاع طرفه مع صغر أرنبته، وقيل: قصره مع انبطاحه، أفاده ابن حجر في «الفتح» (6/608) .
(2)
(المجان المطرقة) : التروس المجلدة طبقاً فوق طبق، وشبه وجوههم بذلك لبسطها وتدويرها وكثرة لحمها. انظر:«شرح السنة» (15/37) ، و «تحفة الأحوذي» (6/461) .
رقم 472، 473) ، وغيرهم كثير من طرق عن أبي هريرة (1) .
وفي رواية أخرى للبخاري (2) : «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خُوزاً وكِرْمان (3) من الأعاجم، حُمْر الوجوه، فُطْس (4) الأُنُوف، صغار الأعين، وجوههم المجانّ المطرقة، نعالهم الشّعر» .
ولمسلم (5) : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك، قوماً وجوههم كالمجانّ المُطْرَقة، يلبسون الشَّعر، ويمشون في الشعر» (6) .
وقد وقع قتال هؤلاء الذين وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك في أول
(1) انظر: «العلل» للدارقطني (9/182-183 رقم 1704) و «الصحيح المسند من دلائل النبوة» (ص 370-372) .
(2)
في «صحيحه» في كتاب المناقب (باب علامات النبوة في الإسلام)(رقم 3590)، وأخرجها: أحمد (2/319) -ومن طريقه الحاكم (4/476) -، والعسكري في «تصحيفات المحدثين» (1/141) ، وابن حبان (6743) ، والبيهقي (9/176) ، وفي «الدلائل» (6/336) ، والبغوي (4244) ؛ جميعهم عن عبد الرزاق -وهو في «مصنفه» (82/211) - عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة، رفعه، وهو في «صحيفة همام» (رقم 126) .
(3)
خوز وكرمان، وروي: خوز كرمان -بالإضافة- والمراد: أهل خوز وأهل كرمان. فأما خوز؛ ففي «القاموس» : «جيل من الناس، واسم لجميع بلاد خوزستان» ، وإقليم خوزستان الآن غربي إيران، وأما كرمان؛ فهو إقليم في الجنوب الشرقي من إيران -أيضاً-. انظر:«بلدان الخلافة الشرقية» (ص 19، 37، 337، 349) .
(4)
فطس: بضم فسكون، جمع (أفطس) : وهو الذي في قصبة أنفه انخفاض وافتراش.
(5)
في «صحيحه» في كتاب الفتن (باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت)(رقم 2912) بعد (65) .
وأخرجه -أيضاً-: أبو داود (4304) ، والترمذي (2215) ، وابن ماجه (4096) ، وأحمد (2/239، 271، 398، 475، 493، 530 و3/31 و5/70) ، والحميدي (1100) ، وابن أبي شيبة (15/92) ، وأبو يعلى (5878) ، وابن حبان (6745) ، وغيرهم.
(6)
الظاهر أنهم يتخذون من الشعر نعالاً يلبسونها.
خلافة بني أمية، وانتصر عليهم المسلمون وغنموا منهم.
ووقع هذا -أيضاً- في عصر مجدد الإسلام الإمام ابن تيمية رحمه الله، وكان ممن تشرف بقتالهم، وحث المسلمين على جهادهم، فكانت آية كبرى حيث رآها بعينه، وعايشها بوجدانه، فقال:«وفي القرآن والأحاديث عنه صلى الله عليه وسلم من الأخبار بما سيكون في الدنيا والآخرة أضعافُ أضعافِ ما يوجد عن الأنبياء قبله، حتى إنه ينبئ عن الشيء الذي يكون بعدما يَبِينُ من السنين خبراً أكملَ مِنْ خبرِ مَنْ عايَنَ ذلك» (1) . ثم أورد الحديث، وقال -وهذا موطن الشاهد-:
«فمن رأى هؤلاء الترك الذين قاتلهم المسلمون من حين خرج جنكيز خان، مَلِكُهم الأكبر، وأولادُه وأولاد أولاده؛ مثل (هولاكو) وغيرِه من الترك الكفار الذين قاتلهم المسلمون؛ لم يحسن أن يصفَهم بأحسنَ من هذه الصفة، وقد أخبر بهذا قبل ظهوره بأكثر من ست مئة سنة» ؛ أي: التي وصفهم بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.
ويقول الإمام النووي رحمه الله في «شرح صحيح مسلم» : «وقد وُجِد في زماننا الترك الذين تحدَّثَ عنهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، هكذا بجميع صفاتهم التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، وقاتلهم المسلمون مرات» (2) .
ويقول الحافظ ابن حجر رحمه الله: «وقاتل المسلمون الترك في خلافةِ بني أمية، وكان ما بينَهم وبين المسلمين مسدوداً إلى أن فُتح ذلك شيئاً بعد شيء، وكثُرَ السَّبْيُ منهم، وتنافسَ الملوك فيهم، لما فيهم من الشدة والبأس، حتى كان أكثرُ عسكرِ المعتصم منهم.
(1)«الجواب الصحيح» (3/161 - ط. العاصمة) .
(2)
«شرح النووي على صحيح مسلم» : (18/52 - ط. قرطبة) ، ونقله السخاوي في «القناعة» (ص 122) ، والمذكور لفظه.
ثم غلبَ الأتراكُ على المَلِك، فقتلوا ابنه المتوكل، ثم أولاده واحداً بعد واحد، إلى أن خالط المملكةَ الدَّيلمُ، ثم كان الملوك السامانية من الترك
…
-أيضاً- فملكوا بلاد العجم.
ثم غلب على تلك الممالك آل سُبُكْتكين، ثم آل سلجوق، وامتدت مملكتهم إلى العراق والشام والروم، ثم كان بقايا أتباعهم بالشام؛ وهم آل زنكي أتباع هؤلاء وهم بيت أيوب، واستكثر هؤلاء -أيضاً- من الترك، فغلبوهم على المملكة بالديار المصرية والشامية والحجازية.
وخرج على آل سلجوق في المئة الخامسة الغُزُّ، فخربوا البلاد وفتكوا في العباد.
ثم جاءت الطامة الكبرى بالتتر، فكان خروج جنكيز خان بعد الست مئة، فأُسعِرَتْ بهم الدنيا ناراً، خصوصاً المشرق بأسره، حتى لم يبقَ بلدٌ منه حتى دخله شرُّهم، ثم كان خراب بغداد، وقتل الخليفة المستعصم آخر خلفائهم على أيديهم في سنة ست وخمسين وست مئة، ثم لم تزل بقاياهم يخربون إلى أن كان آخرهم (اللَّنْك)، ومعناه: الأعرج، واسمه: تَمُر -بفتح المثناة وضم الميم وربما أشبعت-، فطَرَقَ الديارَ الشامية، وعاث فيها، وحرّق دمشقَ، حتى صارت خاويةً على عروشها، ودخل الروم والهند وما بين ذلك، وطالت مدته إلى أن أخذه الله، وتفرق بنوه [في] البلاد، وظهر بجميع ما أوردته مصداق قوله صلى الله عليه وسلم:«أن بني قنطورا أول من سلب أمتي ملكهم» (1)
(1) أخرجه الطبراني في «الكبير» (10/223-224 رقم 10389) ، و «الأوسط» (6/7 رقم 5634) ، والخلال في «أصحاب ابن منده» (ق152/ب)، عن ابن مسعود رفعه:«اتركوا الترك ما تركتم، فإن أول من يسلب أمتي ما خوّلهم الله بنو قنطوراء» . قال الهيثمي في «المجمع» (7/312) : «فيه عثمان بن يحيى القرقساني، لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح» . قلت: القرقساني معروف، لا بأس به، مترجم في «ثقات ابن حبان» (9/455) ، ولكن فيه مروان بن سالم الغفاري، وهو متروك متهم. وذكر الهيثمي في «المجمع» (5/304) في (كتاب الجهاد) هذا =
(والمراد ببني قنطورا: الترك) » (1) .
قال أبو عبيدة: (بنو قنطوراء) هم الترك، نسبة إلى (قنطوراء) ؛ كانت جارية لإبراهيم، فولدت له أولاداً، والترك من نسلها. قاله الأزهري (2) .
والمتمعن في ألفاظ حديث (بني قنطورا) يجد أن بعض الآثار السابقة تخصهم؛ مثل:
ما أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (11/381 رقم 20799) -ومن
= الحديث، وقال:«فيه مروان بن سالم، وهو متروك» .
وأخرجه أبو جعفر الطوسي الشيعي في «أماليه» (ص 4) ، وجعله عن حذيفة مرفوعاً، وفيه مروان بن سالم.
وانظر: «السلسلة الضعيفة» (1747) ، و «مجمع البحرين» (7/218، 265 - مكتبة الرشد) .
(1)
«فتح الباري» (6/609) ، وعنه القسطلاني في «إرشاد الساري» (6/49) ، وأحمد ضياءالدين كموشخانة في «لوامع العقول شرح راموز الحديث» (5/58-59) ، ومثله بالحرف في «القناعة» (122-124) للسخاوي.
وقال صاحب «مختارات من أحاديث الفتن» (ص 28-29) : «لقد ظهر مصداق هذه الأحاديث حينما ظهر التتار على المسلمين، وألحقوا العرب بمنابت الشيح والقيصوم من جزيرة العرب، فقد بدأ الصراع مع الترك في خلافة بني أمية حيث اتسعت البلاد الإسلامية،
…
» وذكر نحو كلام ابن حجر، وزاد عليه:
(2)
في «تهذيب اللغة» (9/406) ، ومثله في «المعرب» (ص 503) ، و «الدلائل» للسرقسطي (2/936)، وزاد:«ولدت أولاداً كثيراً؛ من نسلهم الترك والصين» ، و «اللسان» (5/ 119) ، و «النهاية» (4/113) ، و «تهذيب السنن» (6/168) ، و «فتح الباري» (6/609)، وفي «العهد القديم» (سفر التكوين) (25/1) :«عاد إبراهيم، وأخذ زوجة اسمها قطورة» .
طريقه الحاكم في «المستدرك» (4/475) - ونعيم بن حماد في «الفتن» (2/683 رقم 1929) عن معمر.
وأخرجه نعيم بن حماد في «الفتن» (2/679 رقم 1912) : حدثنا ابن عليّة؛ كلاهما قال: عن أيوب، عن ابن سيرين، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، قال: قال [لي](1) عبد الله بن عمرو بن العاص: أوشك بنو قنطوراء أن يخرجوكم من أرض العراق، قال: قلت: ثم نعود؟ (2) قال: وذاك (3) أحب إليك؟ ثم تعودون (4) ، ويكون لكم (5) بها سلوة من عيش» .
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وبنو قنطوراء: هم الترك» .
وأخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (8/636-637 رقم 281)، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا هشام، عن محمد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، قال: قدمتُ الشام، قال: فقلتُ: لو دخلت على عبد الله بن عمرو فسلّمتُ عليه، فأتيتُه، فسلمت عليه، فقال لي: من أنت؟ فقلت: أنا عبد الرحمن ابن أبي بكرة، قال:
وأخرجه الحاكم في «المستدرك» (2/475) من طريق معاذ بن هشام: حدثني أبي عن قتادة، عن ابن سيرين، به، وفيه قول ابن عمرو:
(1) مثبتة من «الفتن» لنعيم فقط.
(2)
في مطبوع «المستدرك» : «يعودون» .
(3)
في «المصنف» : «وذلك» ، وفي «الفتن» :«ذاك» .
(4)
في مطبوع «المستدرك» : «يعودون» .
(5)
في مطبوع «المستدرك» : «لهم» وفي «الفتن» .
«يوشك بنو قنطوراء بن كركر أن يخرجوا أهل العراق من أرضهم (1)
…
» مثله.
وهذه أسانيد صحيحة، لها حكم الرفع.
وتكرر سؤال أهل العراق عبدَالله بن عمرو عن خروجهم من العراق، ولم يقتصر السؤال على عبد الرحمن بن أبي بكرة -وهو بصري (2) -، وإنما سأله عن هذا -أيضاً- جماعة من أهل البصرة (3) -أيضاً-؛ منهم: سليمان بن ربيعة -ووصف في بعض الروايات (4) : بأنه «من نساك أهل البصرة» -، وصاحبه المنتصر بن الحارث الضّبّي في (جماعة من القُرّاء)(5) ، أخرج قصتهم بطولها الحاكم في «المستدرك» (4/533-535)، قال:
أخبرنا أحمد بن عثمان المقرئ وبكر بن محمد المروزي، (قالا) : ثنا أبو قلابة.
وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (31/281-284) من طريق الحسن بن أبي الربيع الجرجاني؛ كلاهما قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، ثنا أبي، ثنا حسين بن ذكوان المعلم، ثنا عبيد (6) الله بن بريدة الأسلمي: أن سليمان بن
(1) اقتصر على هذا المقدار من اللفظ ابن حجر في «إتحاف المهرة» (9/574 رقم 111968) .
(2)
ذكره مسلم في كتابه «الطبقات» (1/339 رقم 1726 - بتحقيقي) في (الطبقة الثانية من التابعين من أهل البصرة) .
(3)
منهم: غالب بن عجرد، عند ابن أبي شيبة في «المصنف» (8/640) ، وسيأتي لفظه قريباً.
(4)
عند نعيم بن حماد في «الفتن» (2/677 رقم 1906) .
(5)
أي: النسّاك العباد، وتذكر أن السائب بن مالك الكوفي سأله عن ذلك -أيضاً-.
(6)
كذا بالتصغير في مطبوع «المستدرك» ، وفي «إتحاف المهرة» (9/470 رقم 11694) :«عبد» بالتكبير، وهو الصواب.
ربيعة العنزي حدثه أنه حج مرة في إمرة معاوية، ومعه المنتصر بن الحارث الضبي، في عصابة من قراء أهل البصرة، قال: فلما قضوا أنسكهم قالوا: والله لا نرجع إلى البصرة حتى نلقى رجلاً من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم مرضيّاً يحدثنا بحديث يستظرف، نحدِّثُ به أصحابنا إذا رجعنا إليهم، قال: فلم نزل نسأل حتى حُدِّثنا أن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما نازلٌ بأسفلِ مكةَ، فعمدنا إليه، فإذا نحنُ بثَقَل عظيم يرتحلون ثلاث مئة راحلة، منها مئة راحلة ومئتا زاملة، فقلنا لمن هذا الثَّقَل؟ قالوا: لعبد الله بن عمرو، فقلنا: أكل هذا له، وكنا نُحدَّث أنه من أشد الناس تواضعاً، قال: فقالوا: ممن أنتم؟ فقلنا: من أهل العراق، قال: فقالوا: العيبُ منكم حق يا أهل العراق، أما هذه المئة راحلة فلإخوانه، يحملهم عليها، وأما المئتا زاملة فلمن نزل عليه من الناس، قال: فقلنا: دُلُّونا عليه، فقالوا: إنه في المسجد الحرام، قال: فانطلقنا نطلبه حتى وجدناه في دير الكعبة جالساً، فإذا هو قصير أرمص أصلع، بين بردين وعمامة، ليس عليه قميص، قد علق نعليه في شماله، فقلنا: يا عبد الله! إنك رجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فحدثنا حديثاً ينفعنا الله -تعالى- به بعد اليوم. قال: فقال لنا: ومن أنتم؟ قال: فقلنا له لا تسأل من نحن، حدثنا غَفَر الله لك. قال: فقال: ما أنا بمحدثكم شيئاً حتى تخبروني من أنتم. قلنا: وددنا أنك لم تَنْقُدْنا وأعفيتنا وحدثتنا بعض الذي نسألك عنه. قال: فقال: والله لا أحدثكم حتى تخبروني من أي الأمصار أنتم.
قال: فلما رأيناه حلف ولَجّ، قلنا: فإنا أناسٌ من العراق. قال: فقال: أفٍّ لكم كلِّكُم يا أهل العراق، إنكم تكْذِبون وتكَذِّبون وتسخرون. قال: فلما بلغ إلى السِّخْرِيّ؛ وجدنا من ذلك وجداً شديداً. قال: فقلنا: معاذ الله أن نسخر من مثلك، أما قولك الكذب؛ فوالله لقد فشا في الناس الكذبُ وفينا، وأما التكذيب؛ فوالله إنا لنسمعُ الحديثَ لم نسمعْ به من أحدٍ نثق به، فإذاً نكادُ نكذِّبُ به، وأما قولك السّخريّ؛ فإنّ أحداً لا يسخر بمثلك من المسلمين، فوالله إنك اليوم لسيد المسلمين فيما نعلم نحن أنك من المهاجرين الأولين، ولقد بلغَنا أنك قرأْتَ القرآن على محمد
صلى الله عليه وسلم، وأنه لم يكن في الأرض قُرَشيّ أبرّ بوالديه منك، وأنكَ كنتَ أحسنَ الناس عيناً، فأفسد عينيك البكاءُ، ثم لقد قرأت الكتب كلَّها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما أحدٌ أفضلَ منك علماً في أنفسنا، وما نعلم بقي من العرب رجلٌ كان يرغَبُ عن فقهاء أهلِ مصرِه حتى يدْخُلَ إلى مصرٍ آخرَ، يبتغي العلم عند رجل من العرب غيرك، فحدثْنا غفر اللهُ لك. فقال: ما أنا بمحدثكم حتى تعطوني موثقاً ألاّ تُكذّبوني ولا تكذِبُون عليّ، ولا تسخرون. قال: فقلنا: خذ علينا ما شئت من مواثيق. فقال: عليكم عهدُ الله ومواثيقُه أن لا تُكذِّبوني ولا تكذبون عليّ ولا تسخرون لما أحدثكم. قال: فقلنا له: علينا ذاك، قال: فقال: إن الله -تعالى- عليكم كفيل ووكيل؟ فقلنا: نعم. فقال: اللهم اشهد عليهم. ثم قال عند ذاك: أمّا وربّ هذا المسجد والبلد الحرام واليوم الحرام والشهر الحرام، ولقد استَسْمَنْتُ اليمين؛ أليس هكذا؟ قلنا: نعم، قد اجتهدت. قال: ليوشكن بنو قنطوراء بن كِركِرى خَنْسَ الأنوف، صغار الأعين، كأن وجوههم المجانّ المطرقة، في كتاب الله المنزل أن يسوقونكم من خراسان (1)
وسجستان (2) سياقاً عنيفاً، قوم يوفون اللمم، وينتعلون الشعر، ويحتجزون السيوف على أوساطهم حتى ينزلوا الأُبُلَّة (3) . ثم قال: وكم الأبلة من البصرة؟ قلنا: أربعة فراسخ. قال: ثم يعقدون بكل نخلة من نخل دجلة رأس فرس، ثم يرسلون إلى أهل البصرة أنِ اخرُجوا منها قبل أن ننزل عليكم، فيخرج أهل البصرة من البصرة، فيلحق لاحق ببيت المقدس، ويلحق آخرون بالمدينة، ويلحق آخرون بمكة، ويلحق آخرون بالأعراب، قال: فينزلون بالبصرة سنة، ثم يرسلون إلى
(1) بلد معروف من بلاد فارس، انظر:«معجم ما استعجم» (1/489-490) ..
(2)
ضاحية كبيرة، وولاية واسعة، بينها وبين هراة عشرة أيام، ثمانون فرسخاً، وهي جنوبي هراة، انظر:«معجم البلدان» (3/190-192) .
(3)
في الأصل: «الأيلة» ، بالياء آخر الحروف، وهو خطأ، والصواب بالباء الموحدة، وهي بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الذي يدخل به إلى مدينة البصرة، وهي أقدم من البصرة، انظر:«معجم البلدان» (1/77) .
أهل الكوفة أنِ اخرُجوا منها قبل أن ننزل عليكم، فيخرج أهل الكوفة منها، فيلحق لاحق ببيت المقدس، ولاحق بالمدينة، وآخرون بمكة، وآخرون بالأعراب، فلا يبقى أحد من المصلين إلا قتيلاً أو أسيراً يحكمون في دمه ما شاؤوا. قال: فانصرفنا عنه وقد ساءنا الذي حدثنا، فمشينا من عنده غير بعيد، ثم انصرف المنتصر بن الحارث الضبي، فقال: يا عبد الله بن عمرو! وقد حدثتنا فطعنتنا، فإنا لا ندري من يدركه منا، فحدثنا هل بين يدي ذلك علامة؟ فقال عبد الله بن عمرو: ولا تعدم عقلك؟ نعم، بين يدي ذلك أمارة. قال: المنتصر بن الحارث: وما الأمارة؟ قال: الأمارة العلامة. قال: وما تلك العلامة؟ قال: هي إمارة الصبيان، فإذا رأيت إمارة الصبيان قد طبقت الأرض؛ اعلم أن الذي أحدثك قد جاء. قال: فانصرف عنه المنتصر، فمشى قريباً من غلوة، ثم رجع إليه. قال: فقلنا له: علام تؤذي هذا الشيخ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: والله لا أنتهي حتى يبين لي، فلما رجع إليه؛ بينه.
لفظ الحاكم.
قال الحاكم فيه: «هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم، ولم يخرجاه» .
قلت: وأخرجه مختصراً دون القصة الطويلة (1) التي في أوله: نعيم بن حماد في «الفتن» (2/677 رقم 1906) من طريق نافع وسعيد بن أبي عروبة، والحاكم في «المستدرك» (4/502) من طريق معاذ بن هشام، وابن سعد في «الطبقات الكبرى» (4/267) -ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (31/280) - وابن جرير في «تهذيب الآثار» (2/816 رقم 1144) وصححه (2) ،
(1) أو بها اختصار شديد، كما عند الحاكم، ووقع اسم الصحابي في مطبوع «الفتن» :«ابن عُمر» بضم العين! وصوابه: «ابن عَمرو» بفتحها، وكذا في نسخة خطية منه، وأول القصة -دون الشاهد- عند أبي نعيم في «الحلية» (1/290-291) ، ومن طريقه ابن عساكر (31/280-281) .
(2)
وكذا قال السيوطي في «الجامع الكبير» (14/554-555 رقم 39587 - ترتيبه «كنز العمال» ) .
والبيهقي في «البعث والنشور» (ص 20-21 رقم 21 - الاستدراكات) من طريق همام بن يحيى، عن أبيه؛ كلهم عن قتادة، عن عبد الله ابن بريدة، به.
وقال الحاكم مرة أخرى: «هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه» .
قال أبو عبيدة: ليس الإسناد على شرط مسلم، وسليمان بن ربيعة لم يخرج له مسلم، إلا أن يكون مراده أن الإسناد ينتهي بـ (عبد الله بن بريدة) ؛ فهذا صحيح (1) ، وإلا فسليمان بن الربيع -أو الربيعة- ترجمه البخاري في «التاريخ الكبير» (4/12 رقم 197) ، وأورد في ترجمته من طريق قتادة عن ابن بريدة، عن سليمان بن الربيع العدوي، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق حتى يأتي أمر الله» ، وقال عقبه:«ولا يعرف سماع قتادة من ابن بريدة، ولا ابن بريدة من سليمان» .
قلت: وهذا يلحق الطريق الثاني للخبر، دون الأول، وسليمان وثقه ابن حبان في «الثقات» (4/309) ، ولم يذكر راوياً روى عنه غير ابن بريدة، وكذا في «الجرح والتعديل» (4/117) .
ولم ينفرد به، فقد توبع، تابعه -فيما وقفتُ عليه- ثلاثة (2)، وهذا البيان:
الأول: عقبة بن عمرو بن أوس الدوسي.
أخرجه الحاكم في «المستدرك» (2/459-460)، قال:
أخبرنا أبو بكر بن إسحاق: أنبأنا عبيد بن شريك البزار، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن عقبة بن عمرو بن أوس الدوسي، قال: أتينا
(1) وقد يقال: إن مراده أن مسلماً أخرج لرجل شبيه حاله بحال من أخرج له مسلم، وعليه يحمل توسع الحاكم في عباراته، وانظر:«التنكيل» (1/457) للمعلّمي.
(2)
ثم وقفتُ على رابع؛ وهو أبو الأسود الدّيلي، وهو ثقة، انظر:«تهذيب الكمال» (33/37) والتعليق عليه. وسيأتي بيانه في كلام الخلال -رحمه الله تعالى-.
عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وعليه بردان قطريان، وعليه عمامة، وليس عليه سربال؛ يعني: القميص، فقلنا له: إنك قد رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورويت الكتب، فقال: ممن أنتم؟ قال: فقلنا: من أهل العراق، فقال: إنكم يا أهل العراق تَكذِبون وتكذِّبون وتسخرون، قال: فقلت: لا والله لا نكذبك، ولا نَكْذبُ عليك، ولا نسخر منك، قال: فإن بني قنطوراء وكركى لا يخرجون حتى يربطوا خيولهم بنخل الأبلة (1)، كم بينها وبين البصرة؟ قال: فقلنا: أربع فراسخ، قال: فيبعثون أنْ خلّوا بيننا وبينها، قال: فيلحق ثلث بهم، وثلث بالكوفة، وثلث بالأعراب، ثم يبعثون إلى أهل الكوفة أنْ خلّوا بيننا وبينها، فيلحق ثلث بهم، وثلث بالأعراب، وثلث بالشام، قال: فقلنا: ما أمارة ذلك؟ قال: إذا طبّقتِ الأرضَ إمارةُ الصبيان.
قال الحاكم على إثره: «وهذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» .
قلت: عقبة بن عمرو بن موسى الدّوسي البصري؛ هو المترجم في «الكمال» ومختصراته بـ (ابن أوس) ، فهو فيه منسوب إلى جدّه، وانتبه لهذا العلامة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله في كتابه «رجال الحاكم في المستدرك» ، فلم يذكره فيه، بناء على أنه ليس من الزوائد على رجال الستة، فأحسن وأجاد.
إلا أن ابن الجنيد (2) نقل عن ابن الغلابي قوله: «يزعمون أن عقبة بن أوس (3) لم يسمع من عبد الله بن عمرو، وإنما يقول: قال عبد الله بن عمرو» ،
(1) في الأصل: «الأيلة» ؛ وهو خطأ، صوابها بالباء الموحدة لا آخر الحروف، وتقدم ذلك، ووقعت على الصواب في «إتحاف المهرة» (9/595 رقم 12014)، وفيه:«إن بني قنطوراء يخرجون حتى يربطوا» ! وفيه سقط، قارنه بالنص السابق.
(2)
في «سؤالاته» (ص 318/رقم 183) .
(3)
قال عنه في «التقريب» : «صدوق، ووهم من قال: له صحبة» ! قلت: هو ثقة، وثقه ابن سعد في «طبقاته» (7/154) ، والفسوي في «المعرفة والتاريخ» (2/128) ، وابن حبان في =
ونقله عنه العلائي في «جامع التحصيل» (رقم 528) هكذا:
قلت: يقول هنا: «أتينا عبد الله بن عمرو» ؛ فالسماع ظاهر، فلعله لم يسمع من (ابن عمر) . والإسناد المذكور رجاله ثقات، وهو قوي في الشواهد والمتابعات؛ إلا أن سعيد بن بشير فيه كلام، وسأل أبو حاتم الرازي أحمد بن صالح: كيف هذه الكثرة منه عن قتادة؟ فأجابه بقوله: كان أبوه بشيراً شريكاً لأبي عروبة، فأقدم بشيرٌ ابنَه سعيداً البصرة، فبقي بالبصرة يطلبُ الحديث مع سعيد بن أبي عروبة (1) .
فإذن، أخْذُه عن قتادة صحيح، لا مطعن فيه.
نعم، لم يخرج له مسلم في «صحيحه» ، وأخرج له أصحاب «السنن الأربعة» ، فالإسناد ليس على شرط مسلم كما قال الحاكم، وفيه كلام في حفظه وضبطه، وفي «تاريخ أبي زرعة الدمشقي» (1/400 رقم 917) :
«سألت عبد الرحمن بن إبراهيم عن قول من أدرك في سعيد بن بشير؛ فقال: يوثقونه كان حافظاً» ، وقال أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان عنه:«محلّه الصدق عندنا» (2) .
وقال ابن عدي: «لا أرى بما يروى عن سعيد بن بشير بأساً، ولعله يهم في الشيء بعد الشيء، ويغلط، والغالب على حديثه الاستقامة، والغالب عليه الصدق» (3) ،
= «ثقاته» (5/225) ، والعجلي (ص 337/رقم 1148 - ترتيب الهيثمي) ، ولم يتكلم فيه أحد.
انظر: «تهذيب الكمال» (20/187-189 رقم 3970) .
(1)
«الجرح والتعديل» (4/7 رقم 20) .
(2)
«الجرح والتعديل» (4/7 رقم 20) .
(3)
«الكامل في الضعفاء» (3/1212)، وانظر:«تهذيب الكمال» (10/348 رقم 2243) .
ومع هذا فقد توبع عليه، تابعه نافع بن عامر، به، كما سيأتي -إن شاء الله تعالى-.
وأبو الجماهر هو محمد بن عثمان التنوخي، ثقة.
الثاني: ربيعة بن جوشن.
أخرج ابن أبي شيبة في «المصنف» (8/637 رقم 296) قال:
حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه، عن أخيه ربيعة بن جوشن، قال: قدمتُ الشام، فدخلتُ على عبد الله بن عمرو، فقال: ممن أنتم؟ قلنا: من أهل البصرة، قال: أما لا فاستعدوا يا أهل البصرة، قلنا: بماذا؟ قال: بالزاد والقرب، خير المال اليوم أجمال يحتمل الرجل عليهن أهله ويميرهم عليها، وفرس وقاح شديد، فوالله ليوشك بنو قنطوراء أن يخرجوكم منها، حتى يجعلوكم بدكية، قال: قلنا: وما بنو قنطوراء؟ قال: أما في الكتاب فهكذا نجده، وأما في النعت فنعت الترك.
وإسناده حسن.
والثالث: سلامة بن مليح الضبي.
أخرج نعيم بن حماد في «الفتن» (2/680-681 رقم 1918) :
حدثنا أبو المغيرة عن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية، عن سلامة بن مليح الضبي، عن عبد الله بن عمرو قال: أتيناه، فقال: ممن أنتم؟ فقلنا: من أهل العراق. قال: «والله الذي لا إله إلا هو ليسوقنكم بنو قنطوراء من خراسان وسجستان سوقاً عنيفاً، حتى ينزلوا بالأبلة، فلا يدعوا بها نخلة إلا ربطوا بها فرساً، ثم يبعثون إلى أهل البصرة: إما أن تخرجوا من بلادنا، وإما أن ننزل عليكم» .
قال: «فيفترقون ثلاث فرق: فرقة تلحق بالكوفة، وفرقة بالحجاز، وفرقة بأرض العرب البادية، ثم يدخلون البصرة، فيقيمون بها سنة، ثم يبعثون إلى الكوفة: إما أن ترتحلوا عن بلادنا، وإما أن ننزل عليكم.
فيفترقون ثلاث فرق: فرقة تلحق بالشام، وفرقة بالحجاز، وفرقة بالبادية أرض العرب، وتبقى العراق لا يجد أحد فيها قفيزاً ولا درهماً» .
قال: «وذلك إذا كانت إمارة الصبيان، فوالله ليكونن» رددها ثلاث مرات.
أبو المغيرة هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، ثقة، وعبد الملك كذلك، وثّقه أحمد وابن معين، ولم يطعن فيه أحد (1) . يبقى سلامة بن مليح الضّبي؛ كذا في المطبوع والمخطوط (ج10/ق6/أ) ، وفوق (مليح) علامة تصحيح، ولم يثبت الناسخ شيئاً في الهامش، ولم أظفر به في شيوخ (عبد الملك) من «تهذيب الكمال» ، وهو سقط من القسم المطبوع من «إكماله» لمغلطاي.
نعم، ترجم الذهبي في «الميزان» (2/194 رقم 3417) لـ (سلمة الضّبي)، وقال عنه:«له حديث منكر، وفيه جهالة» ، ولكنه من طبقة أخرى، إذ قال عنه:«عن هشام بن عروة» .
وعلى أي حال، الخبر عن عبد الله بن عمرو ثابت، وهذا البرهان زيادة على ما تقدم من البيان، والله المستعان، وعليه وحده التُّكلان:
قال الخلال في «علله» (ص 294/رقم 191 - منتخب ابن قدامة) :
«أخبرني عصمة: ثنا حنبل، ثنا الهيثم بن خارجة، ثنا إسماعيل بن عياش، عن سعيد بن بشير، ونافع بن عامر، عن قتادة: ثنا عبد الله بن أبي الأسود، قال: انطلقت أنا وزرعة بن ضمرة، وعبد الله بن قيس حاجَّيْن، فجلسنا إلى عبد الله ابن عمرو، جلس زرعة عن يمينه، وجلست عن شماله.
قال أبو عبد الله (2) : إنما هو عبد الله بن بريدة، عن أبي الأسود الدِّيلي،
(1) انظر -لهما على الترتيب-: «تهذيب الكمال» (18/237 رقم 3495 و18/302 رقم 3524) .
(2)
أي: الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله تعالى-.