الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السلام) ، وهو بالقرب من (صفوان) ، وهي مدينة اليوم من مدن (الكويت) ، وكانت في زمن التابعين -كما يظهر من المحاورة المذكورة- ضمن العراق.
ومن أفرى الفرى، وأعاجيب الأكاذيب ما يردده المبتدعة من أنّ المراد بـ (نجد) المذكورة في حديث «بها يطلع قرن الشيطان» هي:(دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب) المباركة، وقد كشفنا اللثام عن ذلك من خلال نقولات لأئمة أعلام، ونختم بنقولات متناثرة لشيخنا حسنة الأيام، وشامة الشام: محمد ناصر الدين بن نوح نجاتي الألباني -رحمه الله تعالى-، فنقول:
فصل
رد شيخنا الألباني لفرية (نجد) التي يطلع منها قرن الشيطان
هي دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى
-
قد اعتنى -رحمه الله تعالى- برد هذه الفرية عناية جيدة، فكان رحمه الله يُكثِر في مجالسه من بيان بطلانها، وهذا ما وقفت عليه من محاربته لها في كتبه (1) :
* قال في «السلسلة الضعيفة» (10/714-715) :
«وكل من أمعن النظر في بعض طرق الحديث -فضلاً عن مجموعها-؛ يعلم يقيناً أن الجهة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «ههنا» إنما هي جهة المشرق، وهي على التحديد العراق، والواقع يشهد أنها منبع الفتن، قديماً وحديثاً» .
* وقال في «السلسلة الصحيحة» (5/305-306) بعد تخريج طويل
(1) في بعض النقولات الاقتصار على بيان أن (العراق) هي المعنية بالمحلة والجهة المذكورة في الحديث، وهو المطلوب من هذا الاستطراد، والله الموفق.
للحديث:
«وإنما أفضت في تخريج هذا الحديث الصحيح وذكر طرقه وبعض ألفاظه؛ لأن بعض المبتدعة المحاربين للسنة والمنحرفين عن التوحيد يطعنون في الإمام محمد بن عبد الوهاب مجدد دعوة التوحيد في الجزيرة العربية، ويحملون الحديث عليه باعتباره من بلاد (نجد) المعروفة اليوم بهذا الاسم، وجهلوا أو تجاهلوا أنها ليست هي المقصودة بهذا الحديث، وإنما هي (العراق) كما دل عليه أكثر طرق الحديث، وبذلك قال العلماء قديماً كالإمام الخطابي وابن حجر العسقلاني وغيرهم.
وجهلوا -أيضاً- أن كون الرجل من بعض البلاد المذمومة لا يستلزم أنه هو مذموم -أيضاً- إذا كان صالحاً في نفسه، والعكس بالعكس، فكم في مكة والمدينة والشام من فاسق وفاجر، وفي العراق من عالم وصالح، وما أحكم قول سلمان الفارسي لأبي الدرداء حينما دعاه أن يهاجر من العراق إلى الشام:
«أما بعد؛ فإن الأرض المقدسة لا تقدس أحداً، وإنما يقدس الإنسان عمله» (1) .
(1) أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (8/182 - ط. دار الفكر) ، والدينوري في «المجالسة» (4/69-70 رقم 1238 - بتحقيقي) -ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (1/150) - عن أبي خالد، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن هبيرة، به.
وأخرجه أبو القاسم البغوي -ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (1/150) -: نا داود بن عمرو، نا أبو شهاب الحناط، عن يحيى بن سعيد، به مطولاً.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في «زوائد الزهد» (2/90 - ط. دار النهضة) -وعنه وكيع في «أخبار القضاة» (3/200)، وأبو نعيم في «الحلية» (1/205) -: حدثني مصعب بن عبد الله، حدثني مالك بن أنس، أن أبا الدرداء كتب
…
وذكره مطولاً.
وهذا مرسل، فيه عبد الله بن هبيرة ولد سنة الجماعة (صلح الحسن ومعاوية سنة إحدى وأربعين)، ومات سنة ست وعشرين ومئة؛ فأنى له شهود مثل هذا الخبر؟ انظر:«تهذيب الكمال» (16/243-244) .
وفي مقابل أولئك المبتدعة من أنكر هذا الحديث وحكم عليه بالوضع؛ لما فيه من ذم العراق، كما فعل الأستاذ صلاح الدين المنجد في مقدمته على «فضائل الشام ودمشق» ، ورددت عليه في تخريجي لأحاديثه، وأثبت أن الحديث من معجزاته صلى الله عليه وسلم العلمية، فانظر الحديث الثامن منه» .
* وقال فيها -أيضاً- (5/655-656) بعد تخريج للحديث:
«قلت: وطرق الحديث متضافرة على أنّ الجهة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم إنما هي المشرق، وهي على التحديد العراق، كما رأيت في بعض الروايات الصريحة، فالحديث علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، فإن أول الفتن كان من قبل المشرق، فكان ذلك سبباً للفرقة بين المسلمين، وكذلك البدع نشأت من تلك الجهة كبدعة التشيع والخروج ونحوها. وقد روى البخاري (7/77) وأحمد (2/85، 153) عن ابن أبي نُعْم، قال:
شهدت ابن عمر وسأله رجل من أهل العراق عن محرم قتل ذباباً، فقال: يا أهل العراق! تسألوني عن محرم قتل ذباباً، وقد قتلتم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
* وقال في كتابه «مختصر صحيح البخاري» (1/310-311) تعليقاً على حديث ابن عمر، وفيه لفظة:«وفي نجدنا» ، فأثبت في الهامش ما نصه: