الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تغليظ اليمين وهو أنواع:
1 - تغليظ اليمين باللفظ
.
اختلف العلماء في جواز تغليظ اليمين بأسماء وصفات الله تعالى التي تقتضي تعظيمه على قولين:
القول الأول: يجوز تغليظ اليمين بأسماء وصفات الله تعالى وإليه ذهب إلى الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة. بأن يقول: أقسم بالله الذي لا إله إلا هو، أو أحلف بالله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم الذي يعلم من السر ما يعلم من العلانية (1).
واستدلوا بما يلي:
أ - ما رواه أبو داود والنسائيُّ عن ابن عباس قال جاء خصمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فادعى أحدهما على الآخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمدعي: "أقم بينتك" قال: يا رسول الله ليس لي بينة، فقال للآخر:"احلف بالله الذي لا إله إلا هو ما له عليك أو عندك شيء"(2).
ب- وروى أبو داود عن ابن عباس أن رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم الطالب البينة، فلم تكن له بينة، فاستحلف المطلوب فحلف بالله الذي لا إله إلا هو فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بلى قد فعلت ولكن قد غفر لك بإخلاص قول لا إله إلا الله"(3).
(1) المبسوط (16/ 119)، البدائع (6/ 227)، تبصرة الحكام (1/ 184)، مغني المحتاج (4/ 472)، كشاف القناع (4/ 287).
(2)
سنن أبي داود، برقم (3620)، السنن الكبرى (3/ 489)، برقم (6007). الحديث ضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود (ص: 290)، برقم (3620).
(3)
سنن أبي داود (3/ 228)، كتاب الأيمان والنذور، باب فيمن يحلف كاذبًا متعمدًا، برقم
ج- أن عمر وأُبيًا تحاكما إلى زيد في نخل ادعاه أُبي، فتوجهت اليمين على عمر، فقال زيد: اعف أمير المؤمنين، فقال عمر: ولم يعفي أمير المؤمنين؟ إن عرفت شيئًا استحققته بيميني، وإلا تركته، والله الذي لا إله إلا هو، إن النخل لنخلي، وما لأُبي فيه حق (1).
القول الثاني: أنه لا يجوز تغليظ اليمين ولكن يكتفى بلفظ الجلالة، وإليه ذهب ابن حزم الظاهري. واستدل لذلك بأدلة من الكتاب والسنة، أما الكتاب فإن الآيات الكريمة اقتصرت على لفظ الجلالة قال الله تعالى:{فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا} (2).
وقال تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} (3).
فلا يجوز الزيادة عليه؛ لأن لفظ الجلالة يتضمن معاني الترغيب والترهيب.
وأما السنة: فقد روى البخاري ومسلمٌ عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا من كان حالفًا فلا يحلف إلا بالله"، وكانت قريش تحلف بآبائها، فقال:"لا تحلفوا بآبائكم"(4). وهذا نص جلي على إبطال الزيادة (5).
وقد أجاب الجمهور بأنه: لا تعارض بين أحاديث الاقتصار على لفظ الجلالة وأحاديث التغليظ؛ لحمل الأحاديث المقتصر على لفظ الجلالة على الوجوب والأحاديث الأخرى على الندب.
= (3275). الحديث صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (2/ 319)، برقم (3275).
(1)
السنن الكبرى للبيهقي (10/ 144)، المغنى (13/ 442).
(2)
سورة المائدة: 107.
(3)
سورة المائدة: 53.
(4)
صحيح البخاري، برقم (3624)، صحيح مسلم، برقم (1646).
(5)
المحلى (9/ 389).