الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال ابن قدامة: قال ابن المنذر: يكره للقاضي أن يفتي في الأحكام، كان شريح يقول: أنا أقضي ولا أفتي، وأما الفتيا في الطهارة وسائر ما لا يحكم في مثله فلا بأس بالفتيا فيه (1).
8 - أن يتجنب بطانة السوء:
لأن أكثر القضاة إنما يؤتى عليهم من ذلك (2). بل عليه أن يتخذ بطانة من أهل الدين والأمانة والعدالة والنزاهة ليستعين بهم في اجتهاده ويخففوا عنه الأعباء التي يمكنهم القيام بها (3).
ثالثًا: آداب متعلقة بجلوس القاضي للحكم
(4):
1 -
ينبغي أن يكون لجلوسه أيامًا معلومة يعلم بها الناس، وقد حدد ذلك في هذا العصر بحيث يبدأ في وقت معين وينتهي كذلك في وقت محدد وهذا مناسب؛ لأنه من باب التنظيم.
2 -
يستحب للقاضي أن يصلي قبل دخوله لمجلس الحكم ركعتين.
3 -
يكون جلوسه علانية فلا يمنع أحدًا من دخوله عليه.
4 -
يسلم على الخصوم ومن بالمجلس قبل أن يجلس ولا يخص أحدًا منهم بالسلام.
(1) المغني (10/ 153)، مواهب الجليل (6/ 119)، فتاوى ابن الصلاح (1/ 45)، أدب المفتي والمستفتي (1/ 108)، مذكرة في علم القضاء د. عبد العال عطوة (ص: 80).
(2)
تبصرة الحكام (1/ 35 - 36).
(3)
المرجع السابق.
(4)
بدائع الصنائع (7/ 9)، تبصرة الحكام (1/ 40)، مغني المحتاج (4/ 391)، كتاب أدب القضاء لابن أبي الدم (ص: 66)، المغني (14/ 25)، يثرح منتهى الإرادات (3/ 497)، مطالب أولي النهي (6/ 475)، الموسوعة الفقهية (33/ 305).
5 -
يسن له أن يدعو عند ابتدائه النظر في القضايا بالتوفيق بالحق والعصمة من الزلل في القول والعمل، وأن يستعين بالله تعالى وأن يفوض أمره إليه كما ينبغي أن يكون دعاؤه سرًا؛ لأنه أرجى للإجابة والبعد عن الرياء.
6 -
أن لا يتضاحك في مجلسه ويلزم السمت من غير غضب ويمنع من رفع الصوت عنده.
7 -
أن لا يتشاغل بالحديث في مجلسه.
8 -
يجلس مستقبل القبلة إن أمكن.
9 -
يجلس في حالة اعتدال نفسية وجسمية، فلا يجلس للقضاء وهو غضبان أو قلق أو ضجر أو حاقن أو في حالة جوع شديد أو شبع زائد أو عطش شديد أو هم أو كسل أو نعاس أو برد مؤلم أو حر مزعج لما رواه مسلم بسنده عن عبد الرحمن بن أبي بَكْرَةَ قال: كَتَبَ أبي وَكَتَبْتُ له إلى عُبَيْدِ الله بن أبي بَكْرَةَ وهو قَاضٍ بِسِجِسْتَانَ أَنْ لَا تَحْكُمَ بين اثْنين وَأَنْتَ غَضْبَانُ فَإنِّي سمعت رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"لَا يَحْكُمْ أحدٌ بين اثْنينِ وهو غَضْبَانُ"(1).
فقد نهى عن الحكم عند الغضب لما فيه من تشويش الفكر ويلحق به ما ذكر؛ لأنه في معناه، ولقول عمر في كتابه إلى أبي موسى: إياك والغضب والقلق والضجر والتأذي بالناس (2).
ولأن هذه الأمور كلها تمنع الحكم؛ لأنها تمنع حضور القلب واجتماع الفكر الذي يتوصل بهما إلى إصابة الحق، في الغالب فتمنع القاضي من القضاء وهو متصف به.
(1) صحيح مسلم (3/ 1342)، كتاب الأقضية، بَاب كَرَاهَةِ قَضَاءِ القَاضي وهو غَضْبَانُ، برقم (1717).
(2)
سنن الدارقطني (4/ 206)، سنن البيهقي الكبرى (10/ 106).