الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يملأ أكناف الغدر
…
ويودع الأرض الزّهر
ربعا به كلّ الوطر
…
أبيض محروس القطر
ربع المصفّى من مضر
…
أحمد أفضل الفطر «1»
وللشرف الأنصاري ثلاث أراجيز في المديح النبوي، قال في الأولى:
حرف كنون الكاتب الخطّاط
…
تغني بأدنى الزّجر عن سياط
حتّى تيّممت على احتياط
…
قبر النّبيّ الهاشميّ السّاطي
على ذوي الإلحاد والأقساط
…
ومنذر السّاعة بالأشراط
والحاشد الماحي ذنوب الخاطي «2»
المقطوعات:
ومثلما استوفى شعراء المديح النبوي شكل القصيدة العربية التقليدية بكل مكوناتها المعروفة آنذاك، فإنهم وضعوا مشاعرهم اتجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في مقطوعات شعرية قصيرة، بعيدا عن الشكل الرسمي للقصيدة المدحية فعبروا من خلالها بحرية عن معنى من معاني المديح النبوي، مثل قول الصرصري صاحب القصائد الطويلة في المدح النبوي من مقطوعة نبوية:
نفسي الفداء لبدرتمّ بازغ
…
سام على غصن الجمال النّابغ
لا يعتري نقص المحاق كماله
…
كلّا وليس قوامه بالزّائغ
(1) ديوان الصرصري: ورقة 40.
(2)
ديوان الشرف الأنصاري: ص 292.
أهدى له الرّحمن أحسن صيغة
…
فتبارك الرّحمن أحسن صائغ
بلغت عنايته به ما لم يكن
…
أحد إليه من الأنام ببالغ
يا من تجمعّت المناقب كلّها
…
فيه فلم يدركه وصف مبالغ
ومن اكتسى ثوب البهاء محبّة
…
تبّا لقلب من ودادك فارغ «1»
فالصرصري يتسع في إيضاح مشاعره أكثر من حشد المعاني الدينية في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكأن المقطوعات تصاغ لتجسيد التجارب الشعورية نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم في حين أن القصائد الرسمية الكاملة في شكلها، تجمع المشاعر الدينية إلى جانب المعاني المختلفة للمديح النبوي.
وهذا يبدو واضحا في مقطوعة الشرف الأنصاري التالية:
مالي إلى غيرك التفات
…
حيث ترامت بي الجهات
أنت دواء لكلّ داء
…
تعجز عن طبّه الأساة
حوشيت أن تنام عنّي
…
مثلك لا تأخذ السّنات
وإن عدتني الوفاة فاعذر
…
عيشي من بعدك اقتيات «2»
فالمقطوعة مناسبة لإظهار المشاعر بإيجاز وافتتان، ولطرق معان محددة، يريد الشاعر تأكيدها دون توسع.
ومثلما انتشر في هذا العصر نظم البيت والبيتين لنكتة بديعية، أو للمحة معنوية، يظهر الشاعر فيه ذكاؤه، نظم مادحو الرسول الأمين هذا الضرب من الشعر، فأودعوا معنى من معاني المديح النبوي في بيتين أو ثلاثة.
(1) ديوان الصرصري: ورقة 65.
(2)
ديوان الشرف الأنصاري: ص 105.