الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وما كان أغنى ابن حجر عن مثل هذا الشعر، ولكنها الرغبة في المشاركة في المديح النبوي بأي شكل من الأشكال.
فصياغة المدائح النبوية تفاوتت تفاوتا كبيرا، ما بين القوة والجزالة، والسلامة والانسجام، وبين النظم والتصنع البديعي، والتكلف والضعف لأن شعراء المدائح النبوية عكسوا في شعرهم المذاهب الأدبية في عصرهم، وتوجّه كل منهم.
الألفاظ:
يختلف الشعراء في طريقة تعبيرهم، وفي الألفاظ التي يميلون إلى استخدامها في شعرهم، بحسب الموضوع الذي يتناوله الشاعر، وبحسب البيئة التي عاش فيها، وبحسب المتلقي لهذا الشعر.
فشعراء البادية يميلون إلى جزالة اللفظ والإغراب فيه، وخاصة الرجّاز منهم، وهناك مواضيع لا يلائمها إلا التعبير الفخم، والألفاظ الطنانة، ومواضيع أخرى يميل التعبير عنها إلى السهولة والوضوح.
وترتبط لغة الشاعر بمقدرته اللغوية، وثقافته العامة، والمصادر التي استقى منها لغته، وبذلك يتفاوت شعراء المديح النبوي تفاوتا عظيما، لأن بعضهم أخذ اللغة عن شيوخ ثقات، فأتقنها وأتقن استخدامها وبعضهم كان في عزلة أو شبه عزلة عن المؤثرات التي تضعف ملكته اللغوية، وبعضهم لم يؤت من الثقافة اللغوية إلا شيئا يسيرا، وبعضهم تنازعت لغته مؤثرات متناقضة، مثل مجالس العلم والحياة العامة، هناك يستقي اللغة الفصحى ويستخدمها، وهنا يتحدث إلى الناس باللهجة العامية، فيظهر أثر هذا وذاك في شعره.
ولسنا نأخذ على بعض الشعراء ميلهم إلى السهولة والرقة في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنهم لم يكونوا يمدحون مدحا تقليديا، بل كانوا يعبرون عن مواجدهم وأرق
مشاعرهم الدينية، فتجاوزوا في المديح النبوي التقسيمات السابقة التي كانت تخص المدح بالجزالة والفخامة، فرسول الله صلى الله عليه وسلم ليس سيدا أو بطلا فحسب، وإنما هو بالإضافة إلى ذلك هاد وحبيب ومنقذ، تهفو إليه النفوس بخشوع وقداسة، فحقّ لمادحيه أن يفخّموا وأن يرققوا، وأن يجزلوا وأن يسهلوا.
ويظهر أن شعراء المدح النبوي في معظمهم كانوا في بداية أمرهم يميلون إلى التفخيم والإغراب في ألفاظهم، وهذا ما لاحظه الوتري، الذي قال في ذلك:«ورأيتهم أيضا قد مزجوها بألفاظ لغوية، لم يفهمها كثير من السامعين، ولا تطرب لها قلوب المشتاقين، فرققتها جهدي، وبذلت لها ما عندي، وأعرضت عن تلك الكلمات ما أمكنني، ويسر الله تعالى علي عوض ما أعوزني» «1» .
وقد عبّر الصفي الحلي الذي مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم بقصائد عدة عن ذلك، فإن بعض الأدباء انتقدوا شعره بخلوه من الألفاظ الغربية، وكأنهم يعدون غرابة اللفظ من دلائل فحولة الشاعر، وسعة ثقافته، فهم لا يرضون إلا عن الشعر الذي يجهد الشاعر فيه فكره باستجلاب غريب اللفظ والصنعة المعقدة، وغير ذلك من الأشكال التي تدل على إطالة التفكير، وعسر المواءمة، ولذلك ردّ الصفي الحلي على هذا النقد بأبيات قال فيها:
إنّما الحيزبون والدّردبيس
…
والطّخا والنّقاخ والعلطبيس
لغة تنفر المسامع منها
…
حين تروى وتشمئزّ النّفوس
وقبيح أن يسلك النّافر ال
…
وحشيّ منها ويترك المأنوس
إنّ خير الألفاظ ما طرب السّا
…
مع منه وطاب فيه الجليس
إنّما هذه القلوب حديد
…
ولذيذ الألفاظ مغناطيس «2»
(1) الوتري: معدن الإفاضات ص 2.
(2)
ديوان الحلي: ص 624.
وليت الحلي لم يمثل لرأيه في الألفاظ، فقد كان مبدعا في إظهار وجهة نظره، لكنه صدمنا بأمثاله، فكيف تكون القلوب حديدا والألفاظ مغناطيسا؟
إنها الرغبة في الطرافة والإدهاش بأي ثمن. لقد كشف الحلي عن حال أهل عصره مع ألفاظ الشعر، فهم يستقونها من هنا وهناك، ومن مواضع ليس لها علاقة بالشعر من قريب أو بعيد، وهذا ما نلاحظه بكثرة في المديح النبوي، فكثير من الألفاظ التي تستخدم في قصائد المديح النبوي مستعارة من علوم ليس لها علاقة بالشعر، وإنما استخدمها الشعراء لإظهار معرفتهم ومقدرتهم، وللتفرد والإبداع كما يظنون، وقد مرّت أمثلة كثيرة على هذه الألفاظ التي استعاروها من الحرب وعلوم الدين والهندسة وعلوم اللغة، وكأن اللغة العربية وغناها الكبير بالألفاظ التي تعبر عن أدق المشاعر والأفكار قد أضحت عاجزة عن تلبية احتياجات هؤلاء الشعراء التعبيرية، فالتفتوا إلى العلوم المختلفة، يأخذون منها ما يحتاجون إليه، ويعوّضون بها ما لم تسعفهم به ثقافتهم اللغوية. ويبدو أن الأمر كان كالعدوى، فإذا ما استخدم شاعر بعض مصطلحات العلوم في التعبير عن أفكاره ومشاعره، وبدت طريفة مقبولة، يلهج بها الناس، أسرع الشعراء إلى مجاراته بمناسبة ودون مناسبة، ليحوزوا ما حاز، ويتميزوا كما تميز، وكان هذا اللون من التعبير يعد من فنون البديع آنذاك، وأطلق عليه البديعيون اسم (التوجيه)، الذي عرّفه ابن حجة بقوله:«هو أن يوجه المتكلم بعض كلامه أو جملته إلى أسماء متلائمة اصطلاحا من أسماء الأعلام أو قواعد العلوم أو غير ذلك مما يتشعب له من فنون، توجيها مطابقا لمعنى اللفظ الثاني من غير اشتراك حقيقي بخلاف التوراة» «1» .
وظهرت المتابعة في هذا الضرب من التعبير حين نظم ابن جابر قصيدة ضمنها أسماء سور القرآن الكريم، واستخدمها لتكوين معاني في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعدت هذه القصيدة من محاسنه وغرر قصائده، فهو يحاول التجديد في الشكل والصياغة، والتفنن فيها، ويحاول أن يغرب ويدهش، وفيها يقول:
(1) ابن حجة: خزانة الأدب ص 624.
في كلّ فاتحة للقول معتبره
…
حقّ الثناء على المبعوث بالبقرة
في آل عمران قدما شاع مبعثه
…
رجالهم والنّساء استوضحوا خبره
من مدّ للنّاس من نعماه مائدة
…
عمّت فليس على الأنعام مقتصره
أعراف نعماه ما حلّ الرّجاء بها
…
إلا وأنفال ذاك الجود مبتدره «1»
فالشاعر هنا يحاول قدر المستطاع الإفادة من معنى أسماء سور القرآن الكريم، لينسج مدحه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يخفى في هذا الضرب من التعبير الشعري التكلف وتلفيق الألفاظ لتؤدي غرضه.
وتابعه عدد من الشعراء في هذه الطريقة، فمدحوا رسول الله صلى الله عليه وسلم باستخدام أسماء سور القرآن الكريم، ولا ندري ما الذي جعل الشعراء يحرصون على مثل هذا الضرب من التعبير، أو ليس في اللغة ألفاظ تفي بحاجاتهم التعبيرية؟ فلماذا هذا الإصرار على استخدام أسماء سور القرآن الكريم في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
نحن لا نجد إلا المسوغات السابقة التي تتلخص في الرغبة بالتفرد والإطراف، ومجاراة بعضهم بعضا، وربما كان للإيحاء الديني لأسماء السور القرآنية دافع للشعراء إلى استخدام الألفاظ الدينية أو التي تتعلق بالدين في موضوع ديني، هو المدح النبوي.
إلا أن القلقشندي استطاع أن يحرك هذه الطريقة في النظم قليلا، وأن يحسن استخدام الألفاظ القرآنية في تعبيره الشعري عند مدحه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه لم يغال في الاعتماد على أسماء السور في قوله:
عوّذت حبّي بربّ النّاس والفلق
…
المصطفى المجتبى الممدوح بالخلق
إخلاص وجدي له والعذر يقلقني
…
تبّت يدا عاذل قد جاء بالملق
(1) المقري: نفح الطيب 7/ 324.
وزلزلت من غرامي كل جارحة
…
وكلّ بيّنة تحكي لكم علقي
يا عالي القدر رفقا مسّني ضرر
…
فالله قد خلق الإنسان من علق «1»
ولم تسلم لهؤلاء الشعراء صحة استخدام أسماء السور القرآنية في المديح النبوي دائما، وخاصة عند ما تستخدم للدلالة على نوع بديعي والتمثيل له، لذلك عقّب صاحب كتاب (إقامة الحجة على ابن حجة) على بيته التالي، بقوله:
إبداع أخلاقه إيداع خالقه
…
في زخرف الشعرا فاسمع بها وهم
لقد أخطأ هؤلاء الشعراء طريقهم في الإفادة من ألفاظ القرآن الكريم، فأقصى ما يمكن أن يتحلّى به منطق بشر هو الاقتباس من القرآن الكريم، والإفادة من ألفاظه المشرقة، ولكن هؤلاء الشعراء تجاوزوا هذه النعمة إلى أسماء السور طلبا للطرافة والإدهاش، بيد أن بعض شعراء المدح النبوي، أفادوا من التعبير القرآني، فرصعوا به مدائحهم النبوية، مثل قول الصرصري في مقدمة مدحة نبوية، مسبحا الله تعالى وذاكرا آلاءه:
وبأمره البحران يلتقيان لا
…
يبغى على عذب مرور أجاج
والفلك سخّرها لمنفعة الورى
…
فجرين فوق المزبد العجّاج
والله أحيا الأرض بعد مماتها
…
بجدوبها بالوابل الثّجاج «3»
(1) المقري: نفح الطيب 7/ 328.
(2)
الحضرمي: إقامة الحجة ص 54.
(3)
ديوان الصرصري: ورقة 22.
ومن يتمعّن في هذا الشعر يدرك الفرق بين الشعر السابق الذي يعتمد على أسماء سور القرآن الكريم، وبين هذا الذي يقتبس من لفظه.
فألفاظ القرآن الكريم هي أفضل ما استخدمه شعراء المديح النبوي في شعرهم، والقرآن الكريم أفصح المصادر التي أخذوا منها بعض ألفاظهم، إلى جانب ما أخذوه من الحديث الشريف والذي ظهر عند نظمهم للأحاديث الشريفة، وأخذهم للعبارات الشريفة، وقد مرّ معنا كثير من هذه الألفاظ عند ما مثلنا لموضوعات المديح النبوي ومعانيه.
وإلى جانب مصطلحات العلوم والألفاظ التي أخذها شعراء المديح النبوي من القرآن الكريم والحديث الشريف، أخذوا ألفاظا وعبارات من التراث العربي، والشعر منه خاصة، وهذا ما ظهر لنا في مواضع سابقة، وخاصة عند ما يعارض الشاعر قصيدة قديمة، فيأخذ إلى جانب معانيها العبارات والألفاظ، ولكنه لا يستطيع الوصول إلى فصاحة ألفاظ الشاعر القديم، لأنه يجمع بينها وبين صنعة عصره، وطريقته في استخدام المصطلحات البعيدة عن الشعر، فإذا ما قارنا مقارنة بسيطة بين قصيدة كعب بن زهير (البردة) وبين بعض قصائد معارضيها، لوجدنا الفرق واضحا بين ألفاظ القصيدة الأولى، وألفاظ قصائد المعارضة:
فابن نباتة يفتتح قصيدته التي عارض بها قصيدة كعب بقوله:
ما الطّرف بعدكم بالنّوم مكحول
…
هذا وكم بيننا من ربعكم ميل «1»
أخذ عن مقدمة كعب (الطرف مكحول) في قوله:
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا
…
إلّا أغنّ غضيض الطّرف مكحول «2»
(1) ديوان ابن نباتة: ص 372.
(2)
ديوان كعب بن زهير: ص 9.
فنقل ابن نباتة معنى كعب من وصف الحسناء إلى وصف نفسه، فحبيبة كعب طرفها مكحول، في حين أن طرف ابن نباتة لم يكتحل بالنوم، وهنا تبدو صنعة ابن نباتة، والتي أتمها بلفظ (ميل) الذي ورّى به عن المسافة والبعد، وأداة الكحل، فلم تبق ألفاظ كعب على فصاحتها عند ابن نباتة الذي أخذ عبارات كاملة من قصيدة كعب، مثل قوله في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم:
حتى أتى عربيّ يستضاء به
…
مهنّد من سيوف الله مسلول «1»
أخذه عن قول كعب:
إن الرّسول لسيف يستضاء به
…
مهنّد من سيوف الله مسلول «2»
فنحن نرى أن تغيير ابن نباتة البسيط، قلّل من فصاحة الألفاظ واتساق المعنى على الرغم من محاولته الإضافة إليه.
وجاء ابن مليك الحموي، فعارض قصيدة ابن نباتة، أي عارض المعارضة، ولم يعارض الأصل، ويظهر ذلك في الأمثلة التي عرضناها من قصيدة ابن نباتة، فابن مليك يقول في مقدمة قصيدته:
لا تحسبوا طرفه بالنّوم مكتحلا
…
ما الطّرف بعدكم بالنّوم مكحول «3»
فابتعد أكثر عن الموضع الذي استخدمت فيه ألفاظ كعب استخداما صحيحا وأصيلا، وحتى عند ما نقل العبارة كاملة، فإنه ابتعد بها عن سياقها الأصلي، فقال:
ماضي العزائم والأبطال في قلق
…
مهنّد من سيوف الله مسلول «4»
(1) ديوان ابن نباتة: ص 374.
(2)
ديوان كعب بن زهير: ص 13.
(3)
ديوان ابن مليك الحموي: ص 26.
(4)
المصدر نفسه: ص 27.
فالفرق واضح بين قصيدة كعب والقصائد التي عارضتها، ولم تستطع أية قصيدة أن تقاربها في رصانتها ومتانة تراكيبها، ودقة عباراتها وفصاحة ألفاظها، فالشعراء لم يأخذوا اللفظ وطريقة استخدامه، بل أخذوا اللفظ، وراحوا يتلاعبون به ويستخدمونه استخداما جديدا، دون أن يتنبهوا على موضع استخدامه، والطريقة التي يدرج بها في الكلام.
وإذا كان بعض شعراء المدح النبوي قد نشدوا اللفظ الفصيح من خلال المعارضة، فإن بعضهم قد حاولوا مجاراة القدماء في إيراد الألفاظ واستخدامها، واعتمدوا في ذلك على ثقافتهم اللغوية، وتمثّلهم للتراث العربي الأصيل، ومن ذلك أراجيز الشرف الأنصاري التي مدح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي أغرب فيها إغراب شعراء الرجز، فقال في إحداها:
ومورد أحظى به التقاطي
فكنت من فرط الفرّاط
وذئبه متّصل العياط
من جوعه منقطع النّياط
أقعى لديّ مقعد المعاطي «1»
فهذا الإغراب في اللفظ، يماثل إغراب القدماء، وطريقة استخدامه تقارب طريقة استخدامهم، دعا إلى ذلك هذا اللون من الشعر العربي، والشاعر هنا يثبت أنه قادر على الذهاب في اللغة كل مذهب، وأنه ليس بحاجة إلى استعارة مصطلحات من علوم أخرى، ليعبّر عن معانيه.
(1) ديوان الشرف الأنصاري: ص 292.
ويأتي في هذا السياق الإغراب في اللغة الذي قصد إليه الشعراء قصدا، أو دفعوا إلى ذلك نتيجة استخدامهم قافية قاسية، مثل قول الصرصري في خائية له:
لمن المطايا في رباها تنفخ
…
كالفلك تعلوا في السّراب وترسخ
حملت على الأكوار كلّ مشمّر
…
للمجد عن طلب العلا لا يربخ
بلغت به أسباب همّته إلى
…
ما دونه يقف الأعزّ الأبلخ «1»
إن جزالة هذه الألفاظ وغرابتها، تبدو مقصودة ومتعمدة، وليست من طبع الشاعر وعفو خاطره، دعت إليها أسباب مختلفة.
ولكن كثيرا من شعراء المدائح النبوية أظهروا مقدرتهم اللغوية، وفصاحة ألفاظهم دون أن يظهر ذلك ظهورا مقصودا ودون أن تفسد الصنعة أسلوبهم، وتقلل من فصاحة ألفاظهم، مثل قول الشهاب محمود في إحدى مدائحه النبوية، برشاقة وفصاحة:
طاب المسير لنا فسيروا
…
نعم المصير غدا نصير
لو لم يكن قرب الحمى
…
ما طبّق الآفاق نور
ولما سرى نحو القلو
…
ب على الوجى هذا السّرور
دنت الدّيار وفي غد
…
يأتي لنا فيها البشير «2»
وهذا الضرب من الشعر يظهر فيه الشعراء مقدرة لغوية فائقة، لا تتوفر عند كثير من الشعراء الذين يتحكم الوزن والقافية في اختيارهم لألفاظهم، وليس ما تنطوي عليه من معان، وما توحيه من مشاعر، مثل قول الشهاب المنصوري في مدحة نبوية:
(1) ديوان الصرصري، ورقة 28- يربخ: يسترخي، الأبلخ: العظيم في نفسه الجريء، مربخ: جبل.
(2)
الشهاب محمود: أهنى المنائح ص 79.