الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سودون المارديني في جمادى الآخرة سنة سبع وثمانمائة، ثم نقل إلى إمرة سلاح، عوضاً عن الأمير آقباي الطرنطاي. واستمر على ذلك إلى أن توفي بالقاهرة في ليلة الثلاثاء ثامن عشرين شوال سنة عشرة وثمانمائة، وحضر السلطان جنازته.
وكان أميراً شجاعاً مقداماً، ديناً، محبا لأهل العلم والصلاح، وكان مشكور السيرة، وإليه ينتسب الأمير أسنبغا، رأس نوبة النوب، بالطياري، فإنه كان خدمه بعد موت أستاذه الأمير ناصر الدين محمد بن رجب. انتهى.
1132 - المحمدي الشهير بتلي
…
-
818 هـ -
…
- 1415 م
سودون بن عبد الله المحمدي الظاهري، الشهير بتلي، يعني مجنون، الأمير سيف
الدين.
كان أيضاً من مماليك الملك الظاهر برقوق، ومن أعيان خاصكيته، وترقى في الدولة الناصرية فرج إلى أن صار أمير مائة ومقدم ألف. ثم قبض عليه وحبس بثغر الإسكندرية، هو وبيبرس الصغير الدوادار، وجانم من حسن شاه، في يوم الخميس سابع عشر ذي الحجة سنة ست وثمانمائة، فاستمروا في السجن إلى أن أفرج عنهم في شوال سنة سبع وثمانمائة. وقدموا القاهرة، فأقام سودون المحمدي المذكور بالقاهرة، من جملة الأمراء، إلى يوم الخميس ثامن شوال سنة ثمان وثمانمائة، استقر أمير أخورا كبيرا، عوضاً عن جرباش الشيخي الظاهري بحكم عزله. فاستمر في وظيفته إلى أن اختفى الملك الناصر فرج، وخلع وتسلطن أخوه الملك المنصور عبد العزيز بن الملك الظاهر برقوق، فاستمر سودون المحمدي على وظيفته، إلى أن ظهر الملك الناصر وأراد الطلوع إلى القلعة، منعه سودون المذكور مع من منعه من الأمراء، وقاتلوه قتالاً ليس بالقوي، ثم انهزموا وملك الناصر القلعة وتسلطن ثانيا، وخلع المنصور عبد العزيز، أمسك سودون هذا وأخرجه إلى دمشق على إقطاع الأمير سودون اليوسفي، واستقر في
الأمير أخورية من بعده الأمير جاركس القاسمي المصارع.
ولما توجه سودون المحمدي إلى دمشق قبض عليه نائبها الأمير شيخ المحمودي، وحبسه بقلعتها إلى أوائل سنة تسع وثمانمائة، فر من السجن، ولحق بالأمير نوروز الحافظي، وهو إذ ذاك خارج عن طاعة الملك الناصر فرج. واستمر بتلك البلاد سنين، ووقع له أمور ومحن، وملك مدينة غزة، وشن بها الغارات إلى أن ظفر به الأمير شيخ ثانيا، وحبسه أيضا بقلعة دمشق مدة، وحبس معه سودون اليوسفي وغيره من الأمراء. وبلغ الملك الناصر مسكه، فبعث بطلبه مع الأمير كمشبغا الجمالي، فامتنع شيخ من إرساله، وسودون هذا ورفقته، ثم أطلقهم وخرج هو أيضا عن الطاعة، وذلك في سنة إثنتي عشرة وثمانمائة. فعاد الجمالي إلى الناصر بغير طائل، وصار سودون المحمودي من أعز أصحاب شيخ، ودام معه إلى أن ملك صفد من جهة شيخ، ثم خرج عن طاعة شيخ وفر إلى نوروز ثانيا، ثم اصطلح الجميع على العصيان. واستمر مع شيخ ونوروز إلى أن قتل الملك الناصر فرج، وقدم صحبة الأمير شيخ إلى الديار المصرية، وأنعم عليه بإمرة مائة وتقدمة ألف. واستمر على ذلك إلى أن قبض عليه الملك المؤيد شيخ في شوال سنة خمس عشرة وثمانمائة وحبسه بثغر الإسكندرية،