الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تقي الدين التركماني الحنفي، مدرس الشبلية والمعظمية.
كان إماماً بارعاً، مفننا، تصدر للإفتاء والتدريس عدة سنين، وانتفع به الناس، وناب في الحكم بدمشق لمجد الدين بن العديم، ثم استعفى ولازم الاشتغال والإشغال، وكان فريد عصره في زمانه، وتفقه به جماعة من الأعيان، منهم قاضي القضاة برهان الدين بن عبد الحق وغيره. توفي سنة تسعين وستمائة بدمشق، رحمه الله تعالى.
وسيأتي ذكر جماعة من أولاده وأقاربه في محلهم إن شاء الله تعالى.
1091 - العفيف التلمساني
620 - 690 هـ - 1223 - 1291 م
سليمان بن علي بن عبد الله عفيف الدين، أبو الربيع العائدي الكوفي ثم
التلمساني، الأديب الشاعر الصوفي المشهور.
كان إماماً، بارعاً، فاضلاً، أديباً.
ذكره العلامة شهاب الدين أبو الثناء محمود في تاريخه، قال: ورأيت جماعة ينسبونه إلى رقة الدين والميل إلى مذهب النصيرية. قال: وكان حسن العشرة كريم الأخلاق: له وجاهة وحرمة، وخدم في عدة جهات بدمشق، ومولده في سنة عشرين وستمائة، وكان من الفضلاء في فنون شتى، وحدت بشيء من صحيح مسلم عن المشايخ الإثنى عشر. انتهى.
قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي: خدم في جهات المكس وغيرها، وكتب عنه بعض الطلبة، وكان يتهم بالخمر والفسق، وحاصل الأمر أنه من غلاة الاتحادية.
وذكره الشيخ شمس الدين الجزري في تاريخه، وماكانه عرف حقيقة حاله، وقال: عمل أربعين خلوة في الروم، يخرج من كل واحدة ويدخل في أخرى.
قال الذهبي: هذا الكلام فيه مجارفة ظاهرة، فإن مجموع ذلك ألف وستمائة يوم، قال: وله في كل علم تصنيف، وقد شرح الأسماء الحسنى، وشرح مقامات النفرى. انتهى كلام الذهبي باختصار.
قلت: حاله معروف، وأمره مشهور، لا حاجة في الإطالة في ذلك، ولكن نذكر شيئاً من شعره. من ذلك قوله:
سكر الصب في هواك فغنى
…
ودعاه داعي الغرام فحنا
كيف يرجو الحياة وهو مع ال
…
هجر قتيل وعند رؤياك يفنى
وله أيضاً:
يشكو إلى أردافه خصره
…
لو تسمع الأمواج شكوى الغريق
يا ردفه رق على خصره
…
فإنه يحمل مالا يطيق
وله أيضاً:
إن كان قتلى في الهوى يتعين
…
يا قاتلي فبسيف لحظك أهون
حسبي وحسبك أن تكون مدامعي
…
غسلي وفي ثوب السقام أكفن
عجباً لخدك ورده في بانة
…
والورد فوق البان مالا يمكن
أدنته لي سنة الكرى فلثمته
…
حتى تبدل بالشقبق السوسن
ووردت كوثر ثغره فحسبتني
…
في جنة من وجنتيه أسكن
ما راعني إلا بلال الخال فو
…
ق الخد في صبح الجبين يؤذن
قلت: وهذا مأخوذ من قول الحاجري:
أقام بلال الخال في صحن خده
…
يراقب من لألاء غرته الفجرا
ومنه أيضاً أخذ الشيخ جمال الدين بن نباتة:
وانظر إلى الخال فوق الثغر دون لمى
…
تجد بلالاً يراعى الصبح في السحر
وللعفيف أيضاً:
بهواك يا أمل النفوس أدين
…
وعلى رضاك أرى التلاف يهون
وإذا شنا العذال حسنك في الهوى
…
يا منيتي فالصبر كيف يكون
هب أن من يهواك أخفى حبه
…
أتراه يخفي والعيون عيون
لو كان لي قلب لصنت به الهوى
…
أما بلا قلب فكيف أصون
وأغن أغناه الجمال ولى به
…
فقد ووجد ظاهر وكمين
في طرفي السفاح لكن وجهه
…
الهادي فليت صدوده المأمون
ومنها:
وعلى ربا نعمان حي كم به
…
ميت وكم في حزنه محزون
حرب سيوفهم الجفون ومعجز
…
في حسنهم أن السيوف جفون
ومعاطف لو أثمرت بسوى الهوى
…
ما قلت إلا إنهن غصون
وله أيضاً:
أنا الغريق بدمعي كيف أحترق
…
والماء والنار شيء ليس يتفق
وما نأى عاذلي عني مجانية
…
يوماً وبي مسكة ترجى ولا رمق
ومنها:
أهوى الأصيل لصدغيك الذين هما
…
ليل يقاربه من وجهك الشفق
وأطمع النفس في طيب العناق إذا
…
شبهت بالغصن والأغصان تعتنق
فهات راحك يا روحي كأنهما
…
شمس وبدر وهذا ابحلس الأفق
وعاكفين على الصهباء قد جمعت
…
شتات شملهم فيها وهم فرق
طوتهم أعين الساقي وأكوسه
…
حتى كأنهم في كفه ورق
لا يعرفون طريق الصحو مذ سكروا
…
ولا الظمأ بعده من راحتيه سقوا
نفسي الفدا لحاد حث عيشهم
…
إلى الحميا ولا ضلت به الطرق
ولي نديم مديم لي إفادته
…
حسناً ومعنا فتم الخلق والخلق
أسرى وأسرع في المعنى الدقيق
…
من البرق اللموع فلا البرق يأتلق
قال الشيخ صلاح الدين: قال الشيخ أثير الدين أبو حيان في حقه: أديب جيد النظم، كان كثير التقلب، تارة يكون شيخ صوفية، وتارة يعاني الخدم