الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وموسى بن باذان وعطاء بن أبى رباح. وعنه ابن أخيه جعفر. قال ابن القطان مجهول الحال وقال في التقريب مستور من الخامسة وذكره ابن حبان في الثقات. روى له أبو داود وابن ماجه والبخارى في الأدب
(معنى الحديث)
(قوله خياركم ألينكم مناكب في الصلاة) أى أسرعكم انقيادا في الصلاة عند تعديل الصفوف أو عند سدّ الفرج. والمراد أنه إذا كان في الصف وأمره أحد بالاستواء ووضع يده على منكبه ينقاد له ولا يتكبر (وقال الخطابى) معناه لزوم السكينة والطمأنينة بحيث لا يلتفت ولا يجاوز منكبه منكب من بجنبه. أو لا يمنع من أراد دخولا في صفّ لسدّ فرجة أو لضيق مكان بل يمكنه من ذلك ولا يدفعه بمنكبه لتتراصّ الصفوف وتكثر الجموع اهـ ببعض تصرّف
(من أخرج الحديث أيضا) أخرجه البزار بإسناد حسن عن ابن عمر ورواه الطبراني أيضا عن ابن عمر بلفظ خياركم ألينكم مناكب في الصلاة وما من خطوة أعظم أجرا من خطوة مشاها رجل إلى فرجة في الصفّ فسدّها ورواه البيهقي
(باب الصفوف بين السوارى)
جمع سارية وهى العمود. وفي بعض النسخ باب الصلاة والصفّ بين السوارى
(ص) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ مَحْمُودٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ «فَدُفِعْنَا إِلَى السَّوَارِي، فَتَقَدَّمْنَا وَتَأَخَّرْنَا» ، فَقَالَ أَنَسٌ:«كُنَّا نَتَّقِي هَذَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
(ش)(رجال الحديث)(عبد الرحمن) بن مهدى. و (سفيان) الثورى. و (يحيى بن هانئ) بن عروة بن قعاص ويقال فضفاض المرادى أبي داود الكوفي. روى عن أبيه وأنس وأبي حذيفة ونعيم بن دجاجة. وعنه الثورى وشعبة وأبو بكر بن عياش وشريك وآخرون وثقه أبن معين ويعقوب بن سفيان والنسائى وقال أبو حاتم ثقة صالح من سادات أهل الكوفة وذكره ابن حبان في الثقات وقال الدارقطني يحتج به. روى له أبو داود والترمذى والنسائى و (عبد الحميد بن محمود) المعولى بكسر الميم وفتحها وسكون العين المهملة وفتح الواو البصرى روى عن ابن عباس وأنس. وعنه ابناه حمزة وسيف. وثقه النسائى وقال الدارقطني يحتج به وقال
في التقريب مقلّ من الرابعة. روى له أبو داود والترمذى والنسائى
(معنى الحديث)
(قوله فدفعنا إلى السوارى الخ) بضم الدال المهملة مبنيا للمفعول أى إلى ما بينها بسبب المزاحمة وكثرة الناس فتقدّم بعضنا عن السوارى وتأخر الآخر وهو ظاهر في أنهم لم يقفوا بين السوارى حين الصلاة. وفي رواية الترمذى عن عبد الحميد قال صليت خلف أمير من الأمراء فاضطرب الناس فصلينا بين ساريتين فلما صلينا قال أنس كنا نتقى هذا الخ. وفي رواية النسائى عن عبد الحميد أيضا قال صلينا مع أمير من الأمراء فدفعونا حتى قمنا وصلينا بين الساريتين فجعل أنس يتأخر وقال كنا نتقى هذا الخ. فظاهر هاتين الروايتين. أنهم صلوا بين السوارى. ولا منافاة بينهما وبين حديث الباب لاحتمال تعدد الواقعة فمرّة لم يصلوا بينها فيكون قول أنس كنا نتقى هذا بيانا لسبب تقدّمهم وتأخرهم. ومرّة صلوا بينها فيكون قوله كنا نتقى هذا تعليما لهم ليتباعدوا عن ذلك. وقوله كنا نتقى هذا أى كنا نحترز عن القيام للصلاة بين السوارى ونجتنبه وذلك للنهى عنه "فقد" روى الحاكم عن قتادة عن معاوية ابن قرة عن أبيه قال كنا ننهى عن الصلاة بين السوارى ونطرد عنها طردا "والناهي رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم""وروى" البيهقى بسنده إلى معد يكرب عن ابن مسعود أنه قال لا تصفوا بين السوارى (وفي هذا دلالة) على كراهة الصلاة بين السوارى. وحكمة النهى عن ذلك قيل لما فيه من قطع الصفّ. وقيل لأنها موضع النعال (قال ابن سيد الناس) والأول أشبه لأن الثانى محدث (وقال القرطبي) روى أن سبب كراهة ذلك أنه مصلى الجنّ من المؤمنين (وإلى كراهة) الصلاة بين السوارى للجماعة والمنفرد ذهب إبراهيم النخعى وإسحاق والمالكية مستدلين بحديث الباب وبما تقدم عند الحاكم من حديث معاوية بن قرّة عن أبيه قال كنا ننهى أن نصفّ بين السوارى الخ. وبما رواه الحاكم وصححه من حديث أنس رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ولفظه كنا ننهى عن الصلاة بين السوارى ونطرد عنها. وروى سعيد ابن منصور في سننه النهى عن ذلك عن ابن مسعود وابن عباس وحذيفة (قال ابن سيد الناس) ولا يعلم لهم مخالف من الصحابة اهـ (وذهبت الحنابلة) إلى كراهته للمأمومين إذا أدّى ذلك إلى قطع الصفّ ولا يكره لغير المأمومين. مستدلين بحديث معاوية بن قرة عن أبيه المتقدم (وأجازه) مطلقا من غير كراهة الحسن وابن سيرين. وكان سعيد بن جبير وإبراهيم التيمى وسويد بن غفلة يؤمون قومهم بين الأساطين. وهو قول الكوفيين. واستدلوا بما رواه البيهقى بسنده إلى ابن عمر قال سألت بلالا أين صلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يعني في الكعبة فقال بين العمودين المقدّمين (وأجابوا) عن أحاديث النهى بأن حديث معاوية بن قرة ضعيف لأن في سنده هارون بن مسلم وهو مجهول كما قاله أبو حاتم (وحديث) أنس مردود بفعل النبى صلى الله
تعالى عليه وعلى آله وسلم (وأجازه الشافعى) وابن المنذر للمنفرد دون الجماعة. قالوا قد ثبت أن النبى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم صلى في الكعبة بين ساريتين اهـ ويدل على أن النهى خاص بالجماعة حديث معاوية بن قرة عن أبيه قال كنا ننهى أن نصفّ بين السوارى على عهد رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ونطرد عنها طردا رواه ابن ماجه. فهو يدل بمفهومه على جواز صلاة المنفرد بينها لأنه ليس فيه إلا ذكر النهى عن الصف بين السوارى ولم يقل كنا ننهى عن الصلاة بين السوارى "فما ورد" من الأحاديث الدالة على النهى عن الصلاة مطلقا بين السوارى "يحمل على المقيدة" فيكون النهى مختصا بالمؤتمين بين السوارى دون الإمام والمنفرد (وأرجح) الأقوال القول الأول لحديث الباب فإنه مطلق وصلاته صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بين الساريتين في الكعبة لا يعارض النهى الخاص بنا لعدم شموله له. وعلى فرض شموله له فيكون فعله صارفا للنهى عن التحريم إلى الكراهة. ومحل الخلاف إذا كان المكان متسعا فإذا كان ضيقا فلا خلاف في الجواز مطلقا من غير كراهة
(من أخرج الحديث أيضا) أخرجه أحمد والبيهقي والنسائى والحاكم والترمذى وقال حسن
(باب من يستحب أن يلى الإمام في الصف وكراهية التأخر)
أى في بيان صفة من هو أولى بالوقوف خلف الإمام من المأمومين وبيان كراهة التأخر عن ذلك
(ص) حَدَّثَنَا ابْنُ كَثِيرٍ، أَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وسَلَّمَ: «لِيَلِنِي مِنْكُمْ أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» .
(ش)(رجال الحديث)(ابن كثير) هو محمد. و (سفيان) الثورى. و (عمارة بن عمير) مصغرا التيمى من بني تيم الله ابن ثعلبة الكوفي. روى عن الأسود بن يزيد وعبد الرحمن ابن يزيد ووهب بن ربيعة وقيس بن السكن وآخرين. وعنه الحكم بن عتية وإبراهيم النخعى وسليمان ابن مهران الأعمش ومنصور بن المعتمر وغيرهم. وثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم والنسائى والعجلى وذكره ابن حبان في الثقات. مات سنة اثنتين وثمانين. روى له الجماعة. و (أبو معمر) هو عبد الله بن سخبرة بفتح السين المهملة وسكون الخاء المعجمة وفتح الموحدة الأزدى نسبة إلى أزدشنوءة. روى عن عمر وعلي وأبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصارى وأبي موسى الأشعرى والمقداد. وعنه إبراهيم النخعى ومجاهد وتميم بن سلمة ويزيد بن شريك. وثقه ابن معين وابن سعد. والعجلى
وقال تابعي وقال في التقريب ثقة من الثانية. مات في ولاية عبد الله بن زياد. روى له الجماعة
(معنى الحديث)
(قوله ليليني منكم الخ) بنون ثقيلة وياء مفتوحة قبلها ويجوز تخفيف النون من غير ياء قبلها وهي رواية مسلم. واللام في ليليني لام الأمر أى ليقرب مني أرباب العقول والمعرفة فالأحلام جمع حلم بالكسر وهو العقل وكأنه من الحلم بمعنى الإناة والتثبت في الأمور وذلك من شعار العقلاء. وأما الحلم بالضم فهو ما يراه النائم وليس مرادا هنا والنهى جمع نهية بضم النون وهي العقل فهو مرادف للأحلام سمى بذلك لأنه ينهى صاحبه عن القبيح. أو لأن صاحبه ينتهى إلى ما أمر به ولا يتجاوزه. وأمر صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أن يليه أولو الأحلام ثم الذين يلونهم في هذه الأوصاف لمزيد شرفهم وضبطهم لصلاة الإمام ولأنه إن حدث به حادث نبهوه أو خلفوه في الإمامة (قال في حجة الله البالغة) ذلك ليتقرّر عندهم توقير الكبير أو ليتنافسوا في عادة أهل السؤدد ولئلا يشقّ على أولى الأحلام تقديم من دونهم عليهم اهـ. وقوله ثم الذين يلونهم دليل على تقديم الأفضل فالأفضل إلى الإمام (قال) النووى لأنه أولى بالإكرام ولأنه ربما احتاج الإمام إلى استخلاف فيكون هو أولى ولأنه يتفطن لتنبيه الإمام على السهو لما لا يتفطن له غيره وليضبطوا صفة الصلاة ويحفظوها وينقلوها ويعلموها الناس وليقتدى بهم في أفعالهم من وراءهم. ولا يختص هذا التقديم بالصلاة بل من السنة أن يقدّم أهل الفضل في كل مجمع إلى الإمام وكبير المجلس كمجلس العلم والقضاء والذكر والمشاورة ومواقف القتال وإمامة الصلاة والتدريس والإفتاء واستماع الحديث ونحوها. ويكون الناس فيها على مراتبهم في العلم والدين والعقل والشرف والسن والكفائة اهـ وفي هذا كله إعلام برفعة قدر النيى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وعلو شأنه وحث لمن كمل عقله من العارفين على تحصيل تلك الفضيلة. وإرشاد لمن قصر حاله عن تلك المرتبة أن لا يزاحمهم في المكان الذى يلي الإمام ويحتمل أن المراد بأولى الأحلام وأولى النهى الرجال البالغون وبالذين يلونهم الصبيان المميزون والمراهقون وبالذين يلونهم النساء. وقد ترجم البيهقي لحديث الباب بقوله باب الرجال يأتمون بالرجل ومعهم صبيان ونساء وساقه
(من أخرج الحديث إيضا) أخرجه أحمد وابن ماجه ومسلم من طريق سفيان وأخرجه أيضا من طريق وكيع عن الأعمش وأخرجه النسائى من طريق أبي معاوية عن الأعمش وأخرجه أيضا من طريق غندر عن شعبة عن سليمان عن عمارة مطولا بلفظ كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ليلينى منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال أبو مسعود فأنتم اليوم أشدّ اختلافا وأخرجه البيهقي بنحوه
(ص) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وسَلَّمَ مِثْلَهُ وَزَادَ:«وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، وَإِيَّاكُمْ وَهَيْشَاتِ الْأَسْوَاقِ»
(ش)(خالد) الحذاء. و (أبو معشر) زياد بن كليب. و (إبراهيم) النخعى و (علقمة) بن قيس
(قوله مثله الخ) أى مثل حديث أبى مسعود المتقدم وزاد ابن مسعود في روايته قوله ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم وإياكم وهيشات الأسواق أى احذروا هيشات الأسواق واجتنبوها. وهى بفتح الهاء وسكون المثناة التحتية وبالشين المعجمة جمع هيشة ويقال هوشة وهى الفتنة وارتفاع الأصوات والمنازعات في الأسواق والمراد لا تكونوا مختلطين في الصفوف للصلاة اختلاط أهل الأسواق فلا يميز أصحاب الأحلام والعقول عن غيرهم ولا الصبيان والإناث عن غيرهم في التقدم والتأخر. وقيل الهيشة رفع الصوت فيكون صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم نهاهم عن رفع الصوت حال الصلاة لأنها حالة حضور بين يدى الله عز وجل ومناجاة له فينبغى أن يكونوا فيها على غاية السكون والخشوع وآداب العبودية. ويحتمل أن يكون المعنى قوا أنفسكم من الانهماك في الاشتغال بأمور الدنيا فإن ذلك يمنعكم عن أن تلوني
(فقه الحديث) دلّ الحديث على التحذير من رفع الصوت والتشويش حال الصلاة، وعلى التحذير من الاختلاط في الصفوف فينبغى أن يقف كلّ في مكان مناسب له ولا يعدوه
(من أخرج الحديث أيضا) أخرجه أحمد والبيهقي والترمذى وقال حسن غريب وقال الدارقطني تفرد به خالد بن مهران الحذاء عن أبي معشر وأخرجه سلم مقتصرا في الزيادة على قوله وإياكم وهيشات الأسواق
(ص) حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى مَيَامِنِ الصُّفُوفِ»
(ش)(رجال الحديث)(عثمان بن عروة) بن الزبير بن العوام الأسدى المدنى كان أصغر من هشام بن عروة لكنه مات قبله. روى عن أبيه. وعنه أخوه هشام وأسامة بن