الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(معنى الأثر)
(قوله فقرأ بقل هو الله أحد) وفي نسخة فقرأ قل هو الله أحد أى قرأ عبد الله بن مسعود في صلاة المغرب سورة قل هو الله أحد وما كان يفعل ذلك إلا لعلمه أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان يفعله، وروى ابن حبان أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان يقرأ في صلاة المغرب ليلة الجمعة بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد
(باب الرجل يعيد سورة واحدة في الركعتين)
أى في بيان أنه أيجوز للرجل أن يقرأ سورة في الركعة الأولى ثم يقرؤها في الثانية أم لا فهو على تقدير الاستفهام
(ص) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، نَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنِ ابْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيِّ، أَنَّ رَجُلًا، مِنْ جُهَيْنَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا» فَلَا أَدْرِي أَنَسِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وسَلَّمَ أَمْ قَرَأَ ذَلِكَ عَمْدًا
(ش)(ابن وهب) هو عبد الله. و (عمرو) بن الحارث. و (ابن أبي هلال) هو سعيد الليثى المصرى
(قوله أن رجلا من جهينة أخبره) الضمير البارز المنصوب عائد إلى معاذ والمستتر مرفوع عائد على الرجل ولا يضر الجهل به لأنه صحابى والصحابة كلهم عدول
(قوله إذا زلزلت الأرض) أى سورة إذا زلزلت الأرض أى تحركت واضطربت لقيام الساعة. وتكون عند النفخة الأولى كما يشهد له قوله تعالى "إن زلزلة الساعة شيء عظيم" وقيل تكون الزلزلة عند النفخة الثانية كما يؤيده قوله تعالى "يومئذ تحدّث أخبارها"
(قوله كلتيهما) تأكيد. وأتى به لدفع توهم أنه قرأ بعض السورة في الأولى والبعض الآخر في الثانية
(قوله فلا أدرى أنسى رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم الخ) تردّد الصحابي في إعادته صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم السورة هل كان ناسيا لكون المعتاد من قراءته أنه كان يقرأ في الركعة الثانية غير ما قرأ به في الأولى فلا يكون مشروعا. أو فعله عمدا لبيان الجواز فتكون الإعادة متردّدة بين المشروعية وعدمها. وإذا دار الأمر بين أن يكون مشروعا أو غير مشروع فحمل فعله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم على المشروعية أولى لأن الأصل في أفعاله التشريع. والنسيان على خلاف الأصل. وجوز الصحابي النسيان على النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم لقوله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فيما سيأتي للمصنف
في أبواب سجود السهو إنما أنا بشر أنسى كما تنسون. لكن محل النسيان فيما لم يكن طريقه البلاغ وإذا نسي فلا يقر عليه. بل لابد أن يتذكره (وفي الحديث) دلالة على جواز تكرار السورة في الركعتين (وإلى ذلك) ذهبت الحنابلة بلا كراهة. وهو مشهور مذهب الحنفية (وذهبت) المالكية وبعض الحنفية إلى كراهته (والحديث) عندهم محمول على بيان الجواز (وظاهر) كلام الشافعية أنه خلاف الأولى (قال) في النيل وليس في الحديث مطعن بل رجاله رجال الصحيح. وجهالة الصحابى لا تضر عند الجمهور وهو الحق اهـ
(باب القراءة في الفجر)
أى في صلاة الصبح
(ص) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، أَنَا عِيسَى يَعْنِي ابْنَ يُونُسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَصْبَغَ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ:«كَأَنِّي أَسْمَعُ صَوْتَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ»
(ش)(رجال الحديث)(إسماعيل) بن أبى خالد تقدم في الجزء الرابع صفحة 7 و (أصبغ) بالغين المعجمة كأحمد (مولى عمرو بن حريث) المخزومي. روى عن مولاه. وعنه إسماعيل بن أبى خالد. وثقه ابن معين والنسائى وقال ابن حبان تغير بآخره حتى كبل بالحديد لا يجوز الاحتجاج بخبره إلا بعد التخليص يعني التنقيح. وذكره العقيلى وابن الجارود في الضعفاء. روى له أبو داود وابن ماجه
(معنى الحديث)
(قوله كأني أسمع صوت النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم) المراد أنه متحقق لما رواه وكأنه لاستحضاره له يسمع قراءته وقت ذكره للحديث
(قوله فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس) أراد أنه كان يقرأ في صلاة الصبح "إذا الشمس كورت" ولا في قوله تعالى فلا أقسم بالخنس زائدة لتأكيد القسم. أو نافية ومنفيها محذوف تقديره فلا يصح قول المشركين في القرآن إنه سحر وأساطير الأولين وقولهم فيك يا محمد مجنون. وأقسم الخ جملة مستأنفة أتى بها تسلية له صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم. والخنس جمع خانس وهى في الأصل الكواكب كلها، وقيل الكواكب السيارة دون الثابتة. والمراد بها في الآية الكواكب الخمسة زحل، والمشترى، والمريخ، والزهرة، وعطارد. وكانت المرادة هنا لأنها التي تستقبل الشمس فتخنس بالنهار وتظهر بالليل ووصفت بالخنس لأنها تخنس أى ترجع في مجراها وراءها فبينما
ترى النجم في آخر البرج إذ كرّ راجعا إلى أوله. ووصفت أيضا بالكنس لأنها تكنس أى تختفى في المواضع التى تدخل فيها كما تختفى الظباء في كناسها أى محل اختفائها. وأقسم الله تعالى بهذه النجوم وما شاكلها إظهارا لعظمة قدرته وانفراده بالألوهية فله تعالى أن يقسم بما شاء على ما شاء بخلاف المخلوقين فلا يجوز لهم الحلف إلا بالله أو بصفة من صفاته. أو يقال إنه على تقدير مضاف أى فلا أقسم بربّ الخنس (وفى الحديث) دلالة على أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قرأ في صلاة الصبح إذا الشمس كورت. وهي من طوال المفصل عند بعضهم. وكان رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يطيل القراءة فيها غالبا وربما قرأ فيها من قصار المفصل. فقد روى مسلم والنسائى عن أبى برزة أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان يقرأ في الغداة من الستين إلى المائة آية. وروى مسلم من طريق شعبة عن زياد ابن علاقة عن عمه أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم صلى الصبح فقرأ في أول ركعة والنخل باسقات لها طلع نضيد وربما قال "ق". وروى النسائى من طريق عمرة عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان قالت ما أخذت "ق والقرآن المجيد" إلا من وراء رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان يصلي بها في الصبح. وقد جاء أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قرأ في الصبح من قصار المفصل. فقد روى النسائى من طريق عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عقبة بن عامر أنه سأل النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم عن المعوذتين قال عقبة فأمنا بهما رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم في صلاة الفجر. وروى ابن حبان قال قرأ النبى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم في صلاة الصبح قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس. وتقدم أنه قرأ فيها إذا زلزلت. وورد أيضا أنه قرأ فيها من غير المفصل. فقد روى النسائى من طريق عبد الملك بن عمير عن شبيب أبى روح عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم صلى صلاة الصبح فقرأ الروم فالتبس عليه فلما صلى قال ما بال أقوام يصلون معنا ولا يحسنون الطهور فإنما يلبس علينا القرآن أولئك. وتقدم للمصنف أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قرأ فيها سورة المؤمنين وروى مالك في الموطأ عن هشام بن عروة عن أبيه أن أبا بكر صلى الصبح فقرأ فيها بسورة البقرة في الركعتين كلتيهما. وروى أيضا عن هشام عن أبيه أنه سمع عبد الله بن عامر بن ربيعة يقول صلينا وراء عمر بن الخطاب فقرأ فيها بسورة يوسف وسورة الحج قراءة بطيئة فقلت والله إذًا لقد كان يقوم حين يطلع الفجر. وروى عن القاسم بن محمد أن الفرافصة بن عمر الحنفى قال ما أخذت سورة يوسف إلا من قراءة عثمان بن عفان إياها في الصبح من كثرة ما كان يردّدها لنا. وسيأتي أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان يقرأ في صبح الجمعة الم تنزيل