الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والنساء والمائده والأنعام والأعراف والتوبة كما جاء عنه في رواية للنسائي بإسناد صحيح أن السبع المثاني الطوال أي السور من أول البقرة إلى آخر الأعراف ثم براءه وهو الظاهر ويؤيده ما أخرجه ابن جرير في تفسيره من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن مسلم البطين عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس في قوله سبعًا من المثاني قال البقرة وآل عمران والنساء والمائده والأنعام والأعراف. قال إسرائيل وذكر السابعة فنسيتها. فكان المصنف حمل كلام ابن عباس على الأول: ويؤيده ما أخرجه ابن جرير في تفسيره من طريق ابن جريج قال أخبرنا أبي عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس إنه قال في قوله تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي) قال هي فاتحة الكتاب فقرأها على ستًا ثم قال بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الآية السابعة
(قوله فلما ألقى الألواح الخ) يعني حين رجع من المناجاة ووجد قومه قد عبدوا العجل طرح الألواح التي كتبت فيها التوراة فرفع منها اثنان وبقين أربع. وكان القياس إنه يقول وبقيت أربع وهي رواية ابن جرير: قال البغوي قالت الرواة كانت التوراة سبعة أسباع فلما ألقى الألواح تكسرت فرفعت سته أسباعها وبقي سبع فرفع ما كان من أخبار الغيب وبقي ما فيه من الموعظة والأحكام والحلال والحرام، وأخرج السيوطي في الدر المنثور عن ابن عباس قال لما ألقى موسى الألواح تكسرت فرفعت إلا سدسها، وفي رواية عنه قال كتب الله لموسى في الألواح موعظه وتفصيلًا لكل شيء فلما ألقاها رفع الله منها سته أسباعها وبقي سبع يقول الله (وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ) أي فما بقي منها
(والحديث) أخرجه ابن جرير في تفسيره وأخرجه أيضًا النسائي عن ابن عباس مختصرًا بلفظ أوتي النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم سبعًا من المثاني السبع الطول وأخرجه بلفظ تقدم
(باب ما جاء في آية الكرسي)
أي في بيان فضل آية الكرسي
(ص) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى نَا عَبْدُ الأَعْلَى نَا سَعِيدُ بْنُ إِيَاسٍ عَنْ أَبِي السَّلِيلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ الأَنْصَارِيِّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "أَبَا الْمُنْذِرِ أَيُّ آيَةٍ مَعَكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَعْظَمُ". قَالَ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ "أَبَا الْمُنْذِرِ أَيُّ آيَةٍ مَعَكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَعْظَمُ". قَالَ قُلْتُ (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) قَالَ فَضَرَبَ فِي صَدْرِى وَقَالَ "لِيَهْنِ لَكَ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ الْعِلْمُ".
(ش)(الرجال)(عبد الأعلى) بن عبد الأعلى تقدم بالأول ص 69.
و(أبو السليل) بفتح السين المهمله وكسر اللام اسمه ضريب بالتصغير ابن نقير بالنون والقاف ويقال نفير بالفاء والراء، وقيل نفيل بن سمير الجريري البصري. روى عن زهدم الجرمي وأبي تميمه الهجيمي وعبد الله بن رباح وغنيم بن قيس وأرسل عن أبي ذر وأبي هريرة وابن عباس. وعنه جعفر بن حيان وسعيد الجريري وسليمان التميمي وعثمان بن غياث وغيرهم، وثقه ابن معين وابن حبان وابن سعد وقال في التقريب ثقه من السادسة روى له مسلم والأربعة
(معنى الحديث)(وقوله أبا المنذر) بحذف حرف النداء وقد صرح به في رواية مسلم وهي كنية لأبيّ بن كعب
(قوله أي آية معك الخ) أي أي آية من كتاب الله حال كونها محفوظه لك أعظم ثوابًا مما سواها. وسأل النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أبيًا ليستطلع ما عنده فيظهر فضله وشرفه، وكان ممن حفظ القرآن كله في زمنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم. ولعله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كرر عليه السؤال بعد إن فوض أبيّ علم ذلك إلى الله تعالى ورسوله لأنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان يعلم بطريق الوحي إنه يعلمها، ولم يجبه أبيّ أول مرة تادبًا، أولأنه رغب أن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يبين الجواب لأن كثرة الثواب والأجر لا دخل فيها للقياس، أولأنه جوز وجود ما هو أفضل مما يعرفه، فلما كرر عليه السؤال علم أن المراد سؤاله عما يعلمه فأجابه بذلك ويحتمل إنه لم يكن عنده علم بذلك أولًا فلما فوض وحسن تفويضه ألقى الله تعالى عليه ما علم به الجواب، فسأله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ثانيًا ليظهر عليه سر ذلك العطاء فأجابه فزاده تثبيتًا وإمدادًا بضربه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم على صدره وهنأه بما منحه الله تعالى
(قوله الله لا إله إلا هو الخ) المراد بها الآية بتمامها. وكانت هذه الآية أعظم من غيرها من الآيات لأن التوحيد الذي استفيد منها لم يستفد من غيرها: فقد اشتملت على أمهات المسائل الدالة على ثبوت الكمالات لله تعالى ونفي النقائص. واحتوت على توحيد الله تعالى وتعظيمه وذكر أسمائه وصفاته العليا. واشتملت على سبعة عشر موضوعًا فيها اسم الله تعالى ظاهرًا في بعضها ومستترا في البعض الآخر ونطقت بأنه تعالى منفرد بالألوهيه حي واجب الوجود لذاته موجد لغيره منزه عن التحيز والحلول مبرأ عن التغير والفتور مالك الملك والملكوت ذو البطش الشديد العالم وحده بجلي الأشياء وخفيها وكليها وجزئيها واسع الملك والقدرة متعال عن كل ما لا يليق به عظيم لا تصل العقول والأفكار لكنه ذاته وصفاته.
فقوله الله إشارة إلى ذات الله وجلاله، والقيوم الذي يقوم بنفسه ولا يقوم به غيره وذلك غايه الجلال والعظمه، ولا تأخذه سنه ولا نوم تنزيه وتقديس له تعالى عن صفات الحوادث ، والتقديس مما يستحيل
عليه أحد اقسام المعرفه. وله ما في السماوات وما في الأرض إشاره إلى وحدانيه الأفعال وأن الأفعال جميعها منه وإليه. ومن ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه إشاره إلى انفراده بالملك والحكم والأمر وأنه لا يملك الشفاعه عنده في أمر من الأمور إلا من شرفه بها وأذن فيها، وهذا نفي للشركة عنه في الملك والأمر. ويعلم ما بين أيديهم إلى قوله بما شاء إشارة إلى صفه العلم وتفصيل بعض المعلومات والانفراد بالعلم حتى إنه لا علم لغيره إلا ما أعطاه ووهبه على قدر مشيئته وإرادته ووسع كرسيه السماوات والأرض إشارة إلى عظم ملكه وكمال قدرته. ولا يؤوده حفظهما أي لا يثقله وهو إشارة إلى صفه العزه وكمالها وتنزيهها عن الضعف والنقص. وهو العلي العظيم أي المنزه عن صفات الحوادث المتصف بالكبرياء والعظمه وهو إشارة إلى أصلين عظيمين في الصفات وحينئذ لا تجد في آية غيرها جميع هذه المعاني حتى آية شهد الله إذ ليس فيها إلا التوحيد، وقيل اللهم مالك الملك ليس فيها إلا توحيد الأفعال. والإخلاص ليس فيها إلا التوحيد والتقديس، والفاتحه فيها الثلاثه لكنها مرموزة لا مشروحه. نعم يقرب من آية الكرسي في الاشتمال على ما ذكر آخر سورة الحشر وأول الحديد ولكنها آيات لا آية واحدة على أنها تميزت عن تلك بالحي القيوم وهو الاسم الأعظم عند كثيرين اهـ من ابن علان وتفضيلها على ما عداها من الآيات لا يقتضي نقصًا في غيرها لأنه ليس في كلام الله تعالى نقص والكامل قد يفضل بعضه على بعض
(قوله ليهن لك) بفتح المثناة التحتيه وسكون الهاء وكسر النون. وفي بعض النسخ ليهنئ بالهمزه وهي الأصل فحذفها تخفيف أي ليكن العلم هنيئًا لك يقال هنؤ الطعام من باب ظرف وهنئ بالكسر من باب علم وهنأ من باب ضرب صار هنيئًا، وكل أمر يأتيك من غير مشقة ولا تعب فهو هنئ وهذا متضمن للإخبار على طريق الكناية بأن أبيًا راسخ في العلم لإجابته بما هو الحق عند الله تعالى. وفي هذا منقبة جليله له ودليل ظاهر على كثرة علومه
(فقه الحديث) دل الحديث على أن للرئيس أن يختبر من يرى فيه الكفاءه العلميه ليظهر فضله للغير فينتفع به. وعلى مشروعيه تعظيم الكبير فضلاء أصحابه. وعلى جواز مدح الإنسان في وجهه. ولكن محله إذا كان فيه مصلحه ولم يخش عليه إعجاب بنفسه. وعلى أن آية الكرسي أعظم آية في القرآن، وعلى جواز تفضيل بعض القرآن على بعض وهو الذي عليه المحققون خلافًا لمن منعه وأول أعظم في الحديث بمعنى عظيم. وقد ورد في فضل آية الكرسي أحاديث غير هذا. منها ما رواه البخاري عن أبي هريرة قال وكلني رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت لأرفعنك إلى رسول الله تعالى عليه وعلى آله وسلم، فقال دعني فإني محتاج وعليّ عيال ولي حاجه شديدة فخيلت عنه فأصبحت فقال النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة قلت يا رسول الله
اشتكى حاجه شديدة فرحمته فخليت سبيله قال أما إنه قد كذب وسيعود فعرفت إنه سيعود لقول رسول الله صلى الله تعالى وعلى آله وسلم إنه سيعود فرصدته فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم، وقد دعني فإني محتاج وعليّ عيال لا أعود فرحمته فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يا أبا هريرة ما فعل أسيرك قلت يا رسول الله شكى حاجه شديدة وعيالًا فرحمته فخليت سبيله قال أما إنه قد كذبك وسيعود فرصدته الثالثه فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وهذا آخر ثلاث مرات تزعم أنك لا تعود ثم تعود، قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت ما هي قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ما فعل أسيرك البارحة قلت يا رسول الله زعم إنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال ما هي؟ قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) ، وقال لي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح" وكانوا أحرص شيء على الخير" فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من خاطبت منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ قلت لا قال ذاك شيطان
(ومنها) ما رواه ابن حبان في صحيحه عن أبي بن كعب أن أباه أخبره كان لهم جرين فيه تمر وكان مما يتعاهده فيجده ينقص فحرسه ذات ليله فإذا هو بدابه كهيئه الغلام المحتمل قال فسلم فرد عليه السلام، فقلت ما أنت جن أم أنس؟ قال جن فقلت ناولني يدك فإذا يد كلب وشعر كلب فقلت هذا خلق الجن فقال لقد علمت الجن أن فيهم من هو أشد مني، فقلت ما يحملك على ما صنعت فقال بلغني أنك تحب الصدقه فأحببت أن أصيب من طعامك، فقلت ما الذي يحرزنا منكم؟ قال هذه الآية آية الكرسي قال فتركته وغدا أبي إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فأخبره فقال صدق الخبيث اهـ
والجرين بفتح فكسر موضع يداس ويدرس فيه الطعام ويجفف فيه الثمار وأخرج أحمد في مسنده عن أبي ذر في حديث طويل قال قلت يا رسول الله أي ما أنزل عليك أعظم؟ قال آية الكرسي (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) وأخرج الطبراني بإسناد حسن عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال من قرأ آية الكرسي في دبر الصلاة المكتوبه كان في ذمه الله إلى الصلاة الأخرى وأخرج البيهقي من حديث أنس مرفوعًا من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاه مكتوبه حفظ إلى الصلاة الأخرى، ولا يحافظ عليها إلا نبي أو صديق أو شهيد. وأخرج الديلمي عن علي كرم الله وجهه إنه قال لو تعلمون ما فيها لما