الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ينبغي للعبد أن لا يغتر بما أتي به من الطاعة ويتهم نفسه بالتقصير وعدم القيام بتمام ما كلف به وتكراره للمبالغة في اعتقاد النقص في عمله وذلك أقرب للقبول
(والحديث) أخرجه أيضًا الترمذي والنسائي وابن ماجه
(باب في الاستغفار)
أي الترغيب في الاستغفار وهو طلب المغفرة من الله تعالى
(ص) حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ نَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ نَا عُثْمَانُ بْنُ وَاقِدٍ الْعُمَرِيُّ عَنْ أَبِي نُصَيْرَةَ عَنْ مَوْلًى لأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "مَا أَصَرَّ مَنِ اسْتَغْفَرَ وَإِنْ عَادَ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً".
(ش)(رجال الحديث)(النفيلي) عبد الله بن محمَّد و (عثمان بن واقد) بن محمَّد ابن يزيد. روى عن أبيه ونافع بن جبير ومسلم بن عبيد وجماعة. وعنه وكيع وأبو معاوية وزيد ابن الحباب وغيرهم. ضعّفه أبو داود وقال أحمد والدارقطني لا بأس به، ووثقه ابن معين وذكره ابن حبان في الثقات. روى له أبو اداود والترمذي و (أبو نصيرة) بالتصغير مسلم بن عبيد الواسطي روى عن أنس والحسن البصري وأبي رجاء العطاردي وميمون بن مهران وعنه أبو الصباح ومحمد بن يزيد بن هارون وأبو بكر بن شعيب. وثقه أحمد وابن حبان وقال كان يخطئ على قله روايته وقال ابن معين صالح وقال الأزدي ضعيف: وقال في التقريب ثقة من الخامسة. و (مولى لأبي بكر) قال البزار مجهول يعني لم يعرف اسمه ولا حاله. وقال الحافظ أنه أبو رجاء
(معنى الحديث)
(قوله ما أصر من استغفر الخ) أي ما دوام على الذنب من اتبعه بالاستغفار وإن تكرر منه. يقال أصر على الشيء إصرارًا إذا لزمه وثبت عليه وأكثر ما يستعمل في الشر ومحل كون المستغفر ليس مصر إذا تاب وعزم على عدم العود وندم على ما وقع منه
(والغرض) من الحديث الترغيب في الاستغفار من الذنوب وإن كثرت والتوبة منها وإن وقع منه ذنوب كثيرة لا يقنط من رحمه الله. وليس المراد منه الترغيب في ارتكاب المخالفات والاستغفار بعدها فإن مثل هذا اجتراء على الله تعالى بارتكاب الذنوب وأمن من مكره وعاقبه. ونظير حديث الباب ما رواه الترمذي عن أبي أيوب قال سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم يقول لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقًا يذنبون ويغفر لهم. فإن المراد منه الترغيب في الاستغفار
والتوبة لا الحث على ارتكاب الذنوب كما يزعم بعض المضلين
(والحديث) أخرجه أيضًا الترمذي وقال حديث غريب إنما نعرفه من حديث أبي نصيرة
(ص) حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَمُسَدَّدٌ قَالَا نَا حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنِ الأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ -قَالَ مُسَدَّدٌ فِي حَدِيثِهِ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي وَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ".
(ش)(رجال الحديث)(حماد) بن سلمة و (ثابت) البناني و (أبو بردة) الحارث أو عامر بن عبد الله بن قيس الأشعري تقدم بالأول صفحه 117. و (الأغر المزني) ابن يسار روى عن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وعن أبي بكر وعنه أبو برده ومعاوية بن قرة روى له مسلم وأبو داود والنسائي والبخاري في الأدب
(معنى الحديث)
(قوله أنه ليغان على قلبي الخ) أي يغطى على قلبي يقال غينت السماء أي غطيت بالغين وهو السحاب الرقيق والمراد بالغين ما يغشاه من سهو لا يخلو عنه البشر لأن قلبه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان دائمًا مشغولًا بالله تعالى فان عرض ما يشغله من أمور الأمة ومصالحها عد ذلك ذنبًا بالنسبة لمقامه فيفزع إلى الاستغفار لإزاله هذا الغطاء وهذا له صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين لأنه كان يرتقي من حال إلى حال فتصير الحالة الأولى بالنسبة إلى الثانية كالذنب فيستغفر لما يبدو له من عظمة الله تعالى وتلاشي الحالة الأولى وبما يتجدد من الحالة الثانية. وقال بعضهم هذا من المتشابه الذي لا يعلم معناه فالتفويض فيه أولى
(وفي الحديث) دلالة على الحث على الإكثار من الاستغفار وروى مسلم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال: يا أيها الناس توبوا فإني أتوب إليه في اليوم مائه مرة (والحديث) أخرجه أيضًا مسلم
(ص) حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ نَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ "رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ".
(ش)(رجال الحديث)(أبو أسامة) جماد بن أسامة. و (محمَّد بن سوقة) بضم المهملة الغنوي أبو بكر الكوفي. روى عن أنس وسعيد بن جبير وأبي صالح السمان وعبد الله
ابن دينار وإبراهيم النخعي وكثيرين. وعنه السفيانان وابن المبارك ومالك بن مغول وأبو معاوية والنضر بن إسماعيل وعطاء بن مسلم وآخرون قال النسائي ثقة مرضي وقال الدارقطني فاضل ثقة وقال أبو حاتم صالح الحديث. وقال العجلي كان ثبتًا صاحب سنة وعبادة وخير كثير في عداد الشيوخ وليس بكثير الحديث. روى له الجماعة
(معنى الحديث)
(قوله وتب عليّ الخ) أي اقبل توبتي فإنك كثير قبول التوبة ممن رجع إليك ويسمى العبد أيضًا توابًا لأنه كلما أذنب ندم واستغفر ولا يصر
(وفي الحديث) الترغيب في كثرة الاستغفار بهذه الكلمات لأنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم مع كونه معصومًا مغفورًا له كان يستغفر في المجلس الواحد مائه مرة فغيره ممن ليس بمعصوم أولى. وكان صلى الله تعالى عليه واله وسلم يكثر من الاستغفار تعليمًا لامته وامتثالًا لقول الله تعالى. واستغفره أنه كان توابًا
(والحديث) أخرجه أيضًا النسائي وابن ماجه والترمذي وابن حبان
(ص) حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الشَّنِّيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عُمَرُ بْنُ مُرَّةَ قَالَ سَمِعْتُ هِلَالَ بْنَ يَسَارِ بْنِ زَيْدٍ مَوْلَى النَّبِيِّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُنِيهِ عَنْ جَدِّي أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ "مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ".
(ش)(رجال الحديث)
(قوله حفص بن عمر) بن مرة البصري. روى عن أبيه وعنه موسى بن إسماعيل قال أبو داود ليس به بأس. ووثقه موسى بن إسماعيل. روى له أبو داود والترمذي هذا الحديث فقط و (الشني) بفتح الشين مشدده نسبه إلى شن بطن من عبد القيس و (عمر بن مرة) بدل من أبي الشني البصري. روى عن بلال بن يسار. وعنه ابنه حفص قال النسائي ليس به بأس وذكره ابن حبان في الثقات روى له أبو داود والترمذي هذا الحديث فقط
و(بلال بن يسار) بالموحدة كما في الترمذي وابن حبان وكتب الرجال وفي بعض نسخ المصنف هلال بالهاء. روى عن أبيه هذا الحديث وعنه عمر بن حفص ذكره ابن حبان في الثقات روى له أبو داود والترمذي هذا الحديث فقط. و (أبوه) يسار بن زيد روى عن أبيه. وعنه ابنه بلال له صحبه وذكره ابن حبان في الثقات.
و(جد بلال) زيد بولا بالموحدة أو ابن زيد أبو يسار مولى رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان نوبيًا، أصابه النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم في غزوة بني ثعلبة فأعتقه
(معنى الحديث)
(قوله من قال استغفر الله الخ) ظاهره من قالها ولو مرة وفي رواية الترمذي من حديث أبي سعيد من قال استغفر الله الخ ثلاث مرات. وكذا رواية الحاكم من حديث ابن مسعود. رواية ابن أبي شيبة من حديث أبي سعيد. والحي القيوم بالنصب صفة للفظ الجلالة أو بالرفع بدل من هو
(قوله وإن كان قد فر من الزحف) أي الجهاد ولقاء العدو في الحرب بغير ضرورة وفي نسخه فرّ بدون قد
(وفي هذا) دلالة على أن التوبة تكفر الكبائر من الذنوب فإن الفرار من الزحف لغير ضرورة من الكبائر بلا خلاف كما يرشد إليه قوله تعالى "ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفًا لقتال أو متحيزًا إلى فئه فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير"
(والحديث) أخرجه أيضًا ابن حبان والترمذي وقال غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وأخرجه الترمذي أيضًا وابن أبي شيبة من حديث أبي سعيد الخدري. وأخرجه الحاكم والطبراني من حديث ابن مسعود
(ص) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ نَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ نَا الْحَكَمُ بْنُ مُصْعَبٍ نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "مَنْ لَزِمَ الاِسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ".
(ش)(رجال الحديث)(الحكم بن مصعب) القرشي المخزومي الدمشقي روى عن محمَّد بن علي وعنه الوليد بن مسلم قال أبو حاتم مجهول ولا أعلم روى عنه غيره وقال ابن حبان لا يجوز الاحتجاج بحديثه ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار وقال الأزدي لا يتابع على حديثه
(معنى الحديث)
(قوله من لزم الاستغفار الخ) أي من دوام عليه جعل الله له من كل سنده في الدنيا والآخرة طريقًا ينجو به منها ومن كل حزن خلاصًا ورزقه من حيث لا يحتسب أي من جهه لا يرجوها ولا تخطر بباله يشير بذلك إلى قوله تعالى "ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب،
(وفي الحديث) الترغيب في المدوامة على الاستغفار ولا سيما عند ارتكاب المخالفات ووقوع البلايا
(والحديث) أخرجه أيضًا النسائي وابن ماجه والحاكم والبيهقي وهو ضعيف في إسناده الحكم بن مصعب وفيه مقال
(ص) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ نَا عَبْدُ الْوَارِثِ ح وَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ نَا إِسْمَاعِيلُ -الْمَعْنَى- عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ قَالَ سَأَلَ قَتَادَةُ أَنَسًا أَيُّ دَعْوَةٍ كَانَ يَدْعُو بِهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- أَكْثَرَ قَالَ كَانَ أَكْثَرُ دَعْوَةٍ يَدْعُو بِهَا "اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ". وَزَادَ زِيَادٌ وَكَانَ أَنَسٌ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ بِدَعْوَةٍ دَعَا بِهَا وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ بِدُعَاءٍ دَعَا بِهَا فِيهَا.
(ش) وجه مناسبة هذا الحديث وما بعده للترجمة أن المراد بالاستغفار مطلق الدعاء (عبد الوارث) بن سعيد تقدم بالأول ص 29. و (إسماعيل) بن عليه تقدم بالثاني ص 264
(قوله آتنا في الدنيا حسنه الخ) حسنه الدنيا كل أمر يوافق الطبع ويعين على أعمال الآخرة كالعافية والزوجة الحسنة والمركب الهنيء والرزق الحلال الواسع والولد البار والعلم النافع وحسنه الآخرة دخول الجنة وما يسبقه من الأمن يوم الفزع الأكبر في العرصات وتيسير الحساب وغير ذلك من أمور الآخرة. وقال سفيان الثوري الحسنة في الدنيا الرزق الطيب والعلم وفي الآخرة الجنة وقال النووي حسنة الدنيا العلم والعبادة وحسنة الآخرة العفو والمغفرة. وأما الوقاية من النار فتكون بتيسير أسبابه في الدنيا من اجتناب المحارم وترك الشبهات أو بمحض العفو. وكان صلى الله عليه وآله وسلم يكثر الدعاء بهذه الآية لأنها تجمع معاني الدعاء كله من أمر الدنيا والآخرة
(قوله وزاد زياد الخ) أي زاد زياد بن أيوب في روايته "وكان أنس بن مالك إذا اراد أن يدعو بدعوة واحدة دعا بهذه الدعوة، وإذا اراد أن يدعو بدعوات كثيرة دعا بهذه الدعوة فيها" وفي رواية مسلم دعا بها فيه
(والحديث) أخرجه مسلم والترمذي والنسائي بنحوه
(ص) حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ خَالِدٍ الرَّمْلِيُّ نَا ابْنُ وَهْبٍ نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ صَادِقًا بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ".
(ش)(رجال الحديث)(عبد الرحمن بن شريح) بن عبد الله بن محمود المعافري أبو شريح. روى عن حميد بن هانئ وسهل بن أبي امامة ومحمد بن عبد الرحمن وأبي الزبير وغيرهم وعنه ابن المبارك وزيد بن الحباب وموسى بن داود والضبي وابن القاسم وهانئ بن المتوكل. وثقه
العجلي وابن معين والنسائي وابن حبان وأحمد وقال أبو حاتم لا بأس به، وضعّفه ابن سعد وقال منكر الحديث ولكن قال في التقريب ثقة فاضل لم يصب ابن سعد في تضعيفه. توفي سنه سبع وستين مائه. روى له الجماعة
(قوله عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف) تقدم بالثالث ص 205 وفي رواية مسلم والنسائي وابن ماجه والترمذي حدثني عبد الرحمن بن شريح أن سهل بن أبي أمامة بن سهل ابن حنيف حدثه عن أبيه عن جده. ولعل ابن شريح رواه عن أبي أمامة بواسطة وبدون واسطة
(معنى الحديث)
(قوله من سأل الله الشهاده صادقًا الخ) وفي نسخه بصدق أي من طلب من الله بإخلاص أن يموت شهيدًا لا لمجرد الرغبة في فضل الشهداء من غير أن يرضى بالجهاد إن وقع بلغه الله منازل الشهداء أي أوصله الله إلى درجات المجاهدين في سبيل الله وإن مات على فراشه ولم يقتل في سبيل الله
(وفي الحديث) دلالة على أن المرء يثاب على نيته العمل كما يثاب على الفعل. وهذا تفضل من الله ورحمة
(والحديث) أخرجه أيضًا مسلم والنسائي وابن ماجه والترمذي وقال حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن شريح ، وأخرج نحوه عن معاذ قال قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم من سأل الله القتل في سبيل الله صادقًا من قلبه أعطاه الله أجر الشهاده
(ص) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ نَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الثَّقَفِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ الأَسَدِيِّ عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ الْحَكَمِ الْفَزَارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ كُنْتُ رَجُلًا إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- حَدِيثًا نَفَعَنِي اللَّهُ مِنْهُ بِمَا شَاءَ أَنْ يَنْفَعَنِي وَإِذَا حَدَّثَنِي أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ اسْتَحْلَفْتُهُ فَإِذَا حَلَفَ لِي صَدَّقْتُهُ قَالَ وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ "مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلَاّ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ". ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
(ش)(رجال الحديث)(أبو عوانه) الوضاح بن عبد الله اليشكري تقدم بالأول ص 91 و (علي بن ربيعة) بن نضله الوالي (الأسدي) أبو المغيرة الكوفي. روى عن علي والمغيره بن شعبة وابن عمر وسمرة بن جندب وطائفة. وعنه الحكم بن عتيبة وأبو إسحاق السبيعي والمنهال بن عمرو
وسلمة بن كهيل وآخرون. وثقه النسائي وابن سعد والعجلي وابن نمير وذكره ابن حبان في الثقات وقال أبو حاتم صالح الحديث. روى له الجماعة. و (أسماء بن الحكم) الفزاري أبو حسان الكوفي روى عن علي هذا الحديث وحديثًا آخر لم يتابع عليه. وعنه علي بن ربيعة. وثقه العجلي وقال البزار مجهول وقال ابن حبان يخطئُ. روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي
(معنى الحديث)
(قوله بما شاء ان ينفعني) أي بالعمل به في أمر الدين والدنيا
(قوله استحلفته) لزياده التوثيق واحتياطًا للدين وإلا فالصحابة كلهم عدول
(قوله وصدق أبو بكر) يعني اعتقد صدقه فلم أستحلفه. وهذه جملة معترضة بين بها عليّ قدر أبي بكر في الصدق حتى لقبه رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بالصديق، وقد روى ابن جرير بسنده عن علي ابن أبي طالب قال ما حدثني أحد عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم إلا سألته أن يقسم لي بالله لهو سمعه من رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم إلا أبا بكر فإنه كان لا يكذب ويحتمل أن عليًا كرم الله وجهه ترك استحلاف أبي بكر رضي الله عنه لأنه كان يلتزم الرواية باللفظ دون المعنى ولذا قلت روايته وتبعه أبو حنيفة على هذا. وقد أنكر البخاري استحلاف عليّ غير أبي بكر من الصحابة وتبعه العقيلي فقال قد سمع علي من عمر فلم يستحلفه وأيضًا فقد روى عن المقداد وعمار وفاطمة الزهراء ولم يستحلفهم
(قوله فيحسن الطهور) بضم الطاء المهملة أي الوضوء. وفي الحديث دلالة على الترغيب في تحسين الوضوء وصلاة ركعتين والاستغفار عقب ارتكاب الذنب فإن من فعل ذلك غفر له
(قوله ثم قرأ هذه الآية) أي قرأ صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم على ما هو المتبادر فتكون هذه الجمله من كلام أبي بكر. ويحتمل أن القارئ أبو بكر فتكون من كلام علي
(قوله والذين إذا فعلوا فاحشة) أي كبيرة (أو ظلموا أنفسهم) بارتكاب الصغائر وتمام الآية ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون، وفي رواية ابن جرير وقرأ إحدى هاتين الآيتين "ومن يعمل سوءًا يجز به""والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم الآية " ففي هذه الرواية الشك في المقروء أهو آية آل عمران كما في حديث الباب أم آية النساء؟
(والحديث) أخرجه أيضًا النسائي وابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه وأخرجه ابن جرير من طريق شعبة قال سمعت عثمان مولى آل أبي عقيل الثقفي قال سمعت علي بن ربيعة يحدث عن رجل من فزارة يقال له أسماء أو ابن أسماء عن عليّ قال: كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم شيئًا نفعنى الله بما شاء أن ينفعني فحدثنى أبو بكر وصدق أبو بكر عن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال: ما من عبد قال
شعبة وأحسبه قال مسلم يذنب ذنبًا ثم يتوضأ ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله لذلك الذنب "الحديث"
(ص) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ نَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ عَنِ الصُّنَابِحِيِّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- أَخَذَ بِيَدِهِ وَقَالَ "يَا مُعَاذُ وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ". فَقَالَ "أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ". وَأَوْصَى بِذَلِكَ مُعَاذٌ الصُّنَابِحِيَّ وَأَوْصَى بِهِ الصُّنَابِحِيُّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
(ش)(رجال الحديث)(أبو عبد الرحمن) عبد الله بن يزيد (الحبليّ) تقدم بالثاني ص 100 و (الصنابحي) بضم الصاد المهملة نسبة إلى صنابج بطن من مراد واسمه عبد الرحمن بن عسيلة بالتصغير ابن زاهر أبو عبد الله: رحل إلى النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فوجده قد مات قبل قدومه بخمس ليال أو ست. روى عن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم مرسلًا وعن أبي بكر وعمر وعليّ وبلال وسهل بن عبادة ومعاذ بن جبل وغيرهم. وعنه ربيعة بن يزيد الدمشقي وأبو عبد الرحمن الحبلي وعطاء بن يسار ومحمود بن لبيد وعبد الله بن سعد وجماعة. وثقه ابن سعد والعجلي وقال كان قليل الحديث وذكره ابن حبان في الثقات وأثنى عليه عبادة بن الصامت: مات بين السبعين إلى الثمانين كما ذكره البخاري في التاريخ. روى له الجماعة
(معنى الحديث)
(قوله أخذ بيده) فيه إشارة إلى تمام المحبة بينهما
(قوله والله إني لأحبك) وفي بعض النسخ تكرار والله إني لأحبك مرتين للتأكيد
(قوله فقال أوصيك) أي آمرك وفي هذا مزيد اهتمامه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بمعاذ وترغيب له فيما يريد أن يلقيه عليه لأنه من جوامع الدعاء
(قوله لا تدعن في دبر كل صلاة الخ) أي لا تتركن عقب كل صلاة مكتوبة قولك اللهم اعنى الخ
(قوله وأوصى بذلك معاذ الخ) أشار به إلى أن الحديث مسلسل
(فقه الحديث) دل الحديث على استحباب قول الرجل لمن يحبه إني أحبك. وعلى مشروعية الحلف على ذلك. وعلى استحباب الوصية بالخير. وعلى استحباب المواظبة على الدعاء المذكور عقب الصلوات
(والحديث) أخرجه أيضًا أحمد وابن حبان والنسائي: وكذا الحاكم عن معاذ قال: ان رسول
الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أخذ بيدي يومًا ثم قال يا معاذ: والله إني لأحبك فقال معاذ بأبي وأمي يا رسول الله وأنا والله أحبك فقال: أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أنك تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
(ص) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ نَا ابْنُ وَهْبٍ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ حُنَيْنَ بْنَ أَبِي حَكِيمٍ حَدَّثَهُ عَنْ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيِّ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- أَنْ أَقْرَأَ بِالْمُعَوِّذَاتِ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ.
(ش)(رجال الحديث)(حنين) بالتصغير (ابن أبي حكيم) الأموي مولاهم المصري روى عن مكحول وعلي بن رباح ونافع مولى ابن عمر. وعنه عمرو بن الحارث والليث وسعيد ابن أبي هلال وابن لهيعة قال في التقريب صدوق من الثالثة وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن عدي أحاديثه غير محفوظه، روى له أبو داود والنسائي
(معنى الحديث)
(قوله أن أقرأ بالمعوذات) بالكسر جمع معوذه أي محصنه ونسبة التحصين إليها مجاز وقد تفتح فتكون جمع معوذة على صيغة اسم المفعول أي معوذ بها. وأراد بها سورة قل أعوذ برب الفلق وقيل أعوذ برب الناس فالمراد بالجمع ما فوق الواحد أو جمعهما باعتبار أن ما يستعاذ منه كثير فيهما، وفي رواية الترمذي أمرني أن أقرأ بالمعوذتين. وفي هذا دلالة على استحباب قراءة هاتين السورتين بعد السلام من الصلاة
(والحديث) أخرجه النسائي والترمذي وابن حبان وصححه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
(ص) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ السَّدُوسِيُّ نَا أَبُو دَاوُدَ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ يَدْعُوَ ثَلَاثًا وَيَسْتَغْفِرَ ثَلَاثًا.
(ش)(أبو داود) الطيالسي (اسراءيل) بن يونس تقدم بالأول ص 117 و (أبو إسحاق) عمرو بن عبد الله السبيعي
(قوله كان يعجبه أن يدعو ثلاثًا الخ) أي كان صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم إذا دعا أحب ان يكرر الدعاء ثلاثًا وإذا استغفر استغفر ثلاثًا. وفيه دلالة على مشروعية تكرر الدعاء والاستغفار (والحديث) أخرجه أيضًا النسائي
(ص) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ عَنْ هِلَالٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ ابْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "أَلَا أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ تَقُولِينَهُنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ أَوْ فِي الْكَرْبِ اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا". قَالَ أَبُو دَاوُدَ هَذَا هِلَالٌ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَابْنُ جَعْفَرٍ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ.
(ش)(رجال الحديث)(عبد العزيز بن عمر) بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي أبو محمَّد المدني. روى عن أبيه وصالح بن كيسان ونافع مولى ابن عمر ومجاهد ومكحول وآخرين. وعنه شعبة ويونس بن أبي إسحاق وأبو نعيم وكثيرون. وثقه أبو داود وابن عمار وابن معين ويعقوب بن سفيان وقال أبو حاتم يكتب حديثه وقال أبو مسهر ضعيف. وقال أحمد ليس من أهل الحفظ والإتقان. روى له الجماعة.
و(هلال) مولى عمر بن عبد العزيز. روى عن مولاه وابن عمر. وعنه عبد العزيز وعبد الرحمن بن يزيد وعبد الله بن لهيعة وثقه ابن عمار وقال في التقريب مقبول من الرابعة
(معنى الحديث)
(قوله عند الكرب) أي نزول الشدة والمحنة يعني إذا قلتيهن فرج الله عنك ما نزل بك
(والحديث) أخرجه أيضًا النسائي وابن ماجه والطبري وزاد ثلاث مرات، وأخرجه ابن حبان من حديث عائشه بلفظ إن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم جمع أهل بيته فقال: إذا أصاب أحدكم غم أو كرب فليقل الله الله لا أشرك به شيئًا. وأخرجه الطبراني في الكبير والأوسط من حديث ابن عباس بلفظ أخذ رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بعضادتي الباب ونحن في البيت فقال: يا بني عبد المطلب إذا نزل بكم كرب أو جهد أو لأواء فقولوا: الله الله ربي لا أشرك به شيئًا. وفي إسناده صالح بن عبد الله أبو يحيى ضعيف والجهد بالفتح المشقة واللأواء الشدة وضيق المعيشة
(ص) حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ نَا حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ وَسَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ أَنَّ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ قَالَ كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ كَبَّرَ النَّاسُ وَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ-: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَهُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ أَعْنَاقِ رِكَابِكُمْ". ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "يَا أَبَا مُوسَى أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ". فَقُلْتُ وَمَا هُوَ قَالَ "لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَاّ بِاللَّهِ".
(ش)(أبو عثمان النهدي) عبد الرحمن بن مل تقدم بالرابع صفحه 249
(قوله في سفر) وفي رواية للبخاري في غزاة. ولعلها غزوة خيبر
(قوله كبر الناس الخ) أي قالوا: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله كما في رواية للبخاري والروايه بعد للمصنف
(قوله إنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا) تعليل لمحذوف أي لا ترفعوا أصواتكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا، وفي رواية للبخاري أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا ولكن تدعون سميعًا بصيرًا. وفي رواية سميعًا قريبًا وهو معكم ولعلهم بالغوا في الجهر بالذكر فنهاهم النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم نهي تيسير وإرشاد وإلا فأصل الجهر مشروع
(قوله إن الذي تدعونه بينكم وبين أعناق ركابكم) كناية عن قربة تعالى قربًا معنويًا فيسمع قوله. فهو كقوله تعالى. ونحن أقرب إليه من حبل الوريد والركاب الإبل. وأراد بالدعاء في الحديث التكبير والثناء على الله تعالى
(قوله إلا أدلك على كنز من كنوز الجنة) يعني على عمل يحصل ثوابًا عظيمًا يدخر لك في الجنة. وأصل الكنز المال المدفون تحت الأرض
(قوله لا حول ولا قوة إلا بالله) خبر لمبتدا محذوف أي ذلك الكنز لا حول ولا قوة إلا بالله أي لا تحول عن معصية الله إلا بمعصمة الله وحفظه ولا قوة على طاعة الله إلا بمعونه الله. وكانت كنزًا لأنها تعد لقائلها وتدخر له من الثواب ما يقع في الجنة موقع الكنز في الدنيا، ولأنها كلمة استسلام وتفويض إلى الله تعالى واعتراف بأنه لا صانع سواه ولا رادّ لأمره وأن العبد لا يملك لنفسه شيئًا وليس له حيلة في دفع شر ولا جلب خير إلا بإرادة الله تعالى قال ابن بطال كان صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم معلمًا لأمته فلا يراهم على حالة إلا أحب لهم الزيادة فأحب صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم للذيين رفعوا أصواتهم بكلمة الإخلاص والتكبير أن يضيفوا إليها التبرأ من الحول والقوة فيجمعوا بين التوحيد والإيمان بالقدر وفي هذا دلالة على مزيد قربة تعالى من خلقه. وعلى الترغيب في الذكر بقول لا حول ولا قوة إلا بالله
(والحديث) أخرجه أيضًا البخاري والترمذي وابن ماجه بنحوه مختصرًا ومطولًا وأخرجه النسائي وزاد فيه لا ملجأ من الله إلا إليه
(ص) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ نَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ نَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- وَهُمْ يَتَصَعَّدُونَ فِي ثَنِيَّةٍ فَجَعَلَ رَجُلٌ كُلَّمَا عَلَا الثَّنِيَّةَ نَادَى لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ. فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "إِنَّكُمْ لَا تُنَادُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا". ثُمَّ قَالَ "يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ". فَذَكَرَ مَعْنَاهُ.
(ش)(قوله يتصعدون في ثنية) أي يتكلفون الصعود في الثنية وهي كالعقبة في الجبل وقيل الطريق العالي في الجبل وقيل أعلى المسيل في رأس الجبل
(قوله فذكر معناه) أي ذكر سليمان التيمي معنى الحديث الذي ذكره الجريري وصاحباه. ولفظه كما في مسلم يا عبد الله بن قيس ألا أدلك على كلمة من كنز الجنة؟ قلت ما هي يا رسول الله قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، وفي هذا الحديث إن الذي رفع صوته بالذكر رجل واحد بخلاف الحديث السابق فإنهم كانوا جماعة ولا منافاة بينهما لاحتمال أن أبا موسى خص الرجل في هذا الحديث بالذكر لكونه كان يبالغ في رفع صوته
(والحديث) أخرجه أيضًا مسلم
(ص) حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ أَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أَبِي مُوسَى بِهَذَا الْحَدِيثِ وَقَالَ فِيهِ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "يَا أَيُّهَا النَّاسُ أرْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ".
(ش)(رجال الحديث)(أبو صالح) محبوب بن موسى وقد صرح به في بعض النسخ الأنطاكي الفراء. روى عن ابن المبارك وعون بن مسلم وشعيب بن حرب وطائفة وعنه أبو داود ومحمد بن هارون وعمرو بن يحيى وإبراهيم بن سعيد وآخرون، وقال العجلي ثقة صاحب سنة ووثقه أبو داود وقال ابن حبان متقن فاضل وقال الدارقطني صويلح وليس بالقوي مات سنه ثلاثين أو إحدى وثلاثين ومائتين. روى به أبو داود والنسائي.
و(أبو إسحاق الفرازي) إبراهيم بن محمَّد تقدم بالخامس صفحه 9 و (عاصم) الأحوال
(معنى الحديث)
(قوله أربعوا على أنفسكم) بهمزة الوصل وفتح الموحدة أي ارفقوا بأنفسكم في الطلب ولا ترفعوا أصواتكم فإن رفع الصوت إنما يفعله الداعي لبعد من يدعوه
ليسمعه وأنتم تدعون الله وليس أصم ولا غائبًا بل هو سميع قريب وهو معكم بعلمه. وفي هذا إشارة إلى أن الحامل على عدم الجهر بالذكر التيسير والرفق لا لكون الجهر به غير مشروع فإنه إذا خفض صوته كان أبلغ في توقيره وتعظيمه فإن دعت حاجه إلى الرفع فلا يمنع
(والحديث) أخرجه أيضًا مسلم من طريق أبي معاوية عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي موسى قال: كنا مع النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير فقال النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم (أيها الناس أربعوا على أنفسكم إنكم ليس تدعون أصم ولا غائبًا إنكم تدعون سميعًا قريبًا وهو معكم) قال وأنا خلفه وأنا أقول لا حول ولا قوة إلا بالله فقال: يا عبد الله بن قيس ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ فقلت بلى يا رسول الله قال قل لا حول ولا قوه إلا بالله
(ص) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ نَا أَبُو الْحُسَيْنِ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَلِيٍّ الْجَنْبِيَّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ "مَنْ قَالَ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ".
(ش)(أبو هانئ) حميد بن هانئ تقدم بصفحة 146 وكذا (أبو على) عمرو بن مالك و (الجنبي) بفتح الجيم وسكون النون نسبة إلى الجنب حي باليمين
(قوله رضيت بالله الخ) أي قنعت واكتفيت بطاعته ولا أعبد غيره ورضيت بالاسلام دينًا فلا أسلك غير طريق الإِسلام وآمنت بأن محمدًا مرسل إلى كافه العالمين. وانتصاب ربًا ودينًا ورسولًا على التمييز وقوله وجبت له الجنة أي ثبتت له واستحق دخولها. وقد مر الكلام على مثل هذا الحديث في "باب ما يقول إذا سمع المؤذن "من الجزء الرابع صفحه 197
(والحديث) أخرجه أيضًا مسلم والنسائي
(ص) حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْعَتَكِيُّ نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا".