الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(كتاب الجنائز)
جمع جنازة بالكسر والفتح اسم للميت أو بالكسر اسم للميت، وبالفتح اسم للنعش، أو عكسه أو بالكسر اسم للسرير مع الميت أفاده في القاموس، وهي من جنز يجنز من باب ضرب إذا ستر. وفي أكثر النسخ تأخير الجنائز عن كتاب الخراج ، وهي رواية اللؤلؤي. وفي نسخة العيني والخطابي ذكرها عقب الصلاة وهي رواية غير اللؤلؤي، وهي الأولى لأن الذي يفعل بالميت أهمه الصلاة عليه فكان ذكرها عقب الصلاة أنسب وصنيع البخاري وكتب الفقه على ذلك
(باب الأمراض المكفرة للذنوب)
أي يبان أن الله تعالى جعل الأمراض مكفرة لذنوب المؤمن إذا صبر عليها ولم يظهر الجزع. وظاهره أنها تكفر الذنوب كلها ولو كبائر
(ص) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يُقَالُ لَهُ أَبُو مَنْظُورٍ عَنْ عَمِّهِ قَالَ حَدَّثَنِي عَمِّي عَنْ عَامِرٍ الرَّامِ أَخِي الْخَضِرِ قَالَ النُّفَيْلِيُّ هُوَ الْخُضْرُ "وَلَكِنْ كَذَا قَالَ" قَالَ إِنِّي لَبِبِلَادِنَا إِذْ رُفِعَتْ لَنَا رَايَاتٌ وَأَلْوِيَةٌ فَقُلْتُ مَا هَذَا قَالُوا هَذَا لِوَاءُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ تَحْتَ شَجَرَةٍ قَدْ بُسِطَ لَهُ كِسَاءٌ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَيْهِ وَقَدِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِمْ فَذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- الأَسْقَامَ فَقَالَ "إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَصَابَهُ السَّقَمُ ثُمَّ أَعْفَاهُ اللَّهُ مِنْهُ كَانَ كَفَّارَةً لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ وَمَوْعِظَةً لَهُ فِيمَا يَسْتَقْبِلُ وَإِنَّ الْمُنَافِقَ إِذَا مَرِضَ ثُمَّ أُعْفِيَ كَانَ كَالْبَعِيرِ عَقَلَهُ أَهْلُهُ ثُمَّ أَرْسَلُوهُ فَلَمْ يَدْرِ لِمَ عَقَلُوهُ وَلَمْ يَدْرِ لِمَ أَرْسَلُوهُ". فَقَالَ رَجُلٌ مِمَّنْ حَوْلَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الأَسْقَامُ وَاللَّهِ مَا مَرِضْتُ قَطُّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "قُمْ عَنَّا فَلَسْتَ مِنَّا". فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ عَلَيْهِ كِسَاءٌ وَفِي يَدِهِ شَيْءٌ قَدِ الْتَفَّ عَلَيْهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَمَّا رَأَيْتُكَ أَقْبَلْتُ إِلَيْكَ فَمَرَرْتُ
بِغَيْضَةِ شَجَرٍ فَسَمِعْتُ فِيهَا أَصْوَاتَ فِرَاخِ طَائِرٍ فَأَخَذْتُهُنَّ فَوَضَعْتُهُنَّ فِي كِسَائِي فَجَاءَتْ أُمُّهُنَّ فَاسْتَدَارَتْ عَلَى رَأْسِي فَكَشَفْتُ لَهَا عَنْهُنَّ فَوَقَعَتْ عَلَيْهِنَّ مَعَهُنَّ فَلَفَفْتُهُنَّ بِكِسَائِي فَهُنَّ أُولَاءِ مَعِي. قَالَ "ضَعْهُنَّ عَنْكَ". فَوَضَعْتُهُنَّ وَأَبَتْ أُمُّهُنَّ إِلَاّ لُزُومَهُنَّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- لأَصْحَابِهِ "أَتَعْجَبُونَ لِرُحْمِ أُمِّ الأَفْرَاخِ فِرَاخَهَا". قَالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ-. قَالَ "فَوَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ أُمِّ الأَفْرَاخِ بِفِرَاخِهَا ارْجِعْ بِهِنَّ حَتَّى تَضَعَهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَخَذْتَهُنَّ وَأُمُّهُنَّ مَعَهُنَّ". فَرَجَعَ بِهِنَّ.
(ش)(رجال الحديث)(أبو منظور) روى عن عمه عن عامر الرام. وعنه محمَّد ابن إسحاق قال في التقريب مجهول من السادسة. و (عمه) مجهول لم نقف له على ترجمة في كتب الرجال
(قوله قال حدثني عمي) أي قال أبو منظور حدثني عمي بيانًا لقوله عن عمه، فليس بين أبي منظور وعامر الرام إلا عم أبي منظور. قال الحافظ في تهذيب التهذيب في ترجمة عامر الرّام روى عن النبي صلى الله عليه تعالى وعلى آله وسلم "إن المؤمن إذا ابتلي ثم عافاه الله" الحديث قاله محمَّد بن إسحاق عن رجل من أهل الشام يقال له أبو منظور عن عمه عن عامر اهـ وليس كذلك. و (عامر الرام) بن محارب. روى عن النبي صلي الله عليه تعالى وعلى آله وسلم. وروى له أبو داود. ولقب بالرام بحذف الياء وإثباتها لأنه كان يحسن الرمي، والخضر بضم الخاء وسكون الضاد المعجمتين من ولد مالك بن مطرف ابن خلف بن محارب. كان يقال لولد مالك الخضر لأنه كان شديد الأدمة (أي السمرة)
(قوله قال النفيل الخ) أي قال عبد الله بن محمَّد النفيلي هو الخضر بضم الخاء وسكون الضاد المعجمة وهو غير صحيح أو غير مشهور
(معنى الحديث)
(قوله إني لببلادنا الخ) أي قال عامر إني كنت في بلادنا ففاجأني ظهور رايات وألوية. فاللام زائدة للتأكيد، والباء بمعنى في. وإذ للمفاجأة. والرايات جمع راية. والألوية جمع لواء وهي الأعلام إلا أن اللواء أقل من الراية
(قوله وقد اجتمع عليه) وفي نسخة إليه
(قوله فذكر رسول الله الأسقام) أي الأمراض وثوابها، والأسقام جمع سقم بفتحتين وقد تضم السين
وتسكن القاف
(قوله فقال إن المؤمن الخ) بيان لما ذكره صلى الله عليه تعالى وعلى آله وسلم في الأسقام
(قوله ثم أعفاه الله منه) أي أبرأه من المرض ودفعه عنه. وعافاه الله وأعفاه بمعنى والاسم العافية
(قوله كان كفارة لما مضى من ذنوبه الخ) أي كان المرض كفارة لما وقع منه من الذنوب حيث صبر على قضاء الله تعالى وثاب إلى رشده وتاب من ذنبه، فيكون المرض مكفرًا للكبائر أيضًا وموعظة وتحذيرًا له من الوقوع في المخالفات في المستقبل، لأن المؤمن إذا مرض تذكر الموت ولقاء الله تعالى وأنه سيحاسبه على ما وقع منه من المعاصي فيعزم على عدم العدو إليها
(قوله وإن المنافق إذا مرض الخ) أي إذا أصابه المرض دام في غفلته لا يتذكر الموت ولا لقاء الله تعالى فلا يتوب من المخالفات ولا يصبر على قضاء الله تعالى بل يكون حاله السخط والضجر فلا يفيده المرض فيما مضى ولا في المستقبل شيئًا بل يزداد وبالًا لأن قلب مشغول بحب الدنيا ولذاتها
(قوله كان كالبعير الخ) أي أنه في غفلته وعدم اتعاظه بالمواعظ كالأنعام لا يتدبر عواقب الأمور
(قوله والله ما مرضت قط) مرتب علي محذوف جواب الاستفهام فكأنه صلى الله عليه تعالى وعلى آله وسلم الرجل والتغليظ عليه أن يأخد في أسباب رقة القلب ويجتهد في طاعة الله تعالى
(قوله قد التف عليه) أي لف الكساء علي الشيء
(قوله فمررت بغيضة شجر) بفتح الغين أي بأشجار كثيرة ملتفة
(قوله فوقعت عليهن معهن) أي نزلت أم الأفراخ علي فراخها وتثبتت معهن
(قوله أتعجبون لرحم أم الأفراخ فراخها الخ) أي لرحمتها، فرحم بضم الراء وسكون المهملة أو بضمها الرحمة. وأمره رسول الله صلي الله عليه تعالى عليه وعلى آله وسلم بإرجاع الأفراخ حتى يضعهن حيث أخذهن رحمة منه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم على الخلق وشقفة لئلا تضيع الأفراخ وتتألم أمهن
(وفي الحديث) دلالة على فضل مرض المؤمن. وهو وإن كان ضعيفًا لأن فيه مجهولين قد تقوى بما ورد من الأحاديث في فضل مرض المؤمن:
منها ما أخرجه البخاري من طريق عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه تعالى وعلى آله وسلم قال "مثل المؤمن كمثل خامة الزرع يفيء ورقه من حيث أتتها الريح تكفئها فإذا سكنت اعتدلت فكذلك المؤمن يكفأ بالبلاء، ومثل الكافر كمثل الأرزة صماء معتدلة حتى يقصمها الله إذا شاء" والخامة الزرع أول ما ينبت على ساق واحد. والأرزة بفتح الهمزة وكسرها وسكون الزاي شجر طويل غليظ معتدل صلب لا يحركه هبوب الريح. وقوله تكفئها أي تميلها وقوله يكفأ بالبلاء أي يصيبه.
ومنها ما أخرجه الطبراني في الكبير عن أبي أمامة مرفوعًا "إن الله