الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تركتموها على حال وإن رسول الله صلى آله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال أعطيت آية الكرسي من كنز تحت العرش لم يؤتها نبي قبلي. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله تعالى وعلى آله وسلم قال سورة البقرة فيها آية سيدة آي القرآن لا تقرأ في بيت وفيه شيطان إلا خرج منه آية الكرسي. رواه الحاكم وصححه.
(والحديث) أخرجه أيضًا مسلم وأحمد وكذا ابن أبي شيبة في كتابه بإسناد مسلم وزاد والذي نفسي بيده إن لهذه الآية لسانًا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش
(باب في سورة الصمد)
أي فيما ورد في فضل قل هو الله أحد، وسميت بالصمد لذكره فيها. والصمد السيد الذي ليس فوقه أحد ويقصده الناس دائمًا في حوائجهم وأمورهم. وقال الزجاج هو الذي ينتهي إليه السؤدد يقصده كل شيء. وعن ابن عباس هو السيد الذي قد كمل سؤدده والشريف الذي قد كمل في شرفه والعظيم الذي قد كمل في عظمته والحليم الذي قد كمل في حلمه والعليم الذي قد كمل في علمه والحكيم الذي قد كمل في حكمته، وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد. وقال أبوهريرة هو المستغنى عن كل أحد المحتاج إليه كل أحد. وروى ابن جرير وابن حاتم عن عبد الله بن بريده عن أبيه مرفوعًا "الصمد الذي لا جوف له". وقال الترمذي هو الذي لا تدركه الأبصار ولا تحويه الأفكار ولا تحيط به الأقطار وكل شيء عنده بمقدار ولهذه السورة أسماء أخر أنهاها بعضهم إلى عشرين. منها الإخلاص لما فيها من التوحيد وإخلاص العبادة له تعالى. ومنها سورة المعرفه لأن معرفه الله تعالى لا تتم إلا بمعرفه ما فيها. ومنها سورة التفريد وسوره التجريد وسوره النجاة
(ص) حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) يُرَدِّدُهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ وَكَانَ الرَّجُلُ يَتَقَالُّهَا فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ".
(ش)(رجال الحديث)(عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن) بن أبي صعصعة
الأنصاري المازني. روى عن الزهري وعمر بن عبد العزيز وعطاء بن يسار والحارث بن عبد الله بن كعب والسائب بن خلاد وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري ومالك ويزيد بن الهاد وعبد العزيز بن أبي سليمان وثقه النسائي وأبو حاتم وابن حبان وابن عبد البر وقال في التقريب بن الهاد وعبد العزيز بن أبي سليمان. وثقه النسائي وأبو حاتم وابن حبان وابن عبد البر وقال في التقريب ثقه من السابعة. توفي في خلافه أبي جعفر المنصور. روى له البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجه
(معنى الحديث)
(قوله أن رجلًا سمع رجلًا الخ) السامع هو أبو سعيد الخدري. والقارئ أخوه لأمه قتاده بن النعمان كما جزم به ابن عبد البر فقد أخرج الدارقطني هذا الحديث عن أبي سعيد بلفظ إن لي جارًا يقوم بالليل فما يقرأ إلا بقل هو الله أحد، وأخرج أحمد من طريق أبي الهيثم عن أبي سعيد قال بات قتاده بن النعمان يقرأ من الليل كله قل هو الله أحد لا يزيد عليها (الحديث)
(قوله وكأن الرجل الخ) أي كأن السائل يتلقاها بتشديد اللام أي يعدها قليله. يقال تقلل الشيء واستقله وقاله اذا رآه قليلًا، والمراد أنه رآها قليله في العمل لا أنه عدها ناقصه
(قوله أنها لتعدل ثلث القرآن) أي أن قل هو الله أحد لتماثل ثلث القرآن لأنه يشتمل على ثلاثه اقسام قصص وأحكام وعقائد، وقل هو الله أحد تتعلق بالعقائد فكانت بمنزله الثلث ، ويؤيده ما في صحيح مسلم من طريق قتاده عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: أيعجز أحدكم أن يقرأ كل يوم ثلث القرآن قالوا نعم قال فإن الله تعالى جزأ القرآن ثلاثه أجزاء فجعل قل هو الله أحد ثلث القرآن "وما اعترض به" ابن عبد البر من أن في القرآن آيات كثيره فيها أكثر مما فيها من التوحيد كآية الكرسي وآخر الحشر ولم يرد فيها ذلك "أجاب عنه" القرطبي بأن هذه السورة قد اشتملت على اسمين من أسماء الله تعالى يتضمنا جميع أوصاف الكمال لم يوجدا في غيرها من السور وهما الأحد والصمد لأنهما يدلان على أحديه الذات المقدسة الموصوفة بجميع أوصاف الكمال. وذلك أن الأحد يشعر بوجوده الخاص الذي لا يشاركه فيه غيره. والصمد يشعر بجميع أوصاف الكمال لأنه الذي انتهى إليه السؤدد فكان مرجع الطلب منه وإليه، ولا يتم ذلك على وجه التحقيق إلا لمن حاز جميع خصال الكمال وذلك لا يصلح إلا لله تعالى: فلما اشتملت هذه السورة على معرفه الذات المقدسة كانت بالنسبة إلى تمام المعرفه بصفات الذات وصفات الفعل ثلثا. وقيل أن ثواب قرائتها يعدل ثواب قراءه ثلث القرآن وضعفه ابن عقيل وقال لا يجوز أن يكون المعنى فله أجر ثلث القرآن لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم "من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات" فيكون ثواب قراءه القرآن بتمامه أضعافًا مضاعفة بالنسبة لثواب قراءه هذه السورة. قال وأجاب الدواني عن هذا الإشكال بأن للقارئ ثوابين تفصيليًا بحسب قراءه الحروف وإجماليًا بحسب ختم القرآن، فثواب قل هو الله أحد يعدل ثلث الختم الإجمالي دون التفصيلي
ونظيره إذا عين أحد لمن يبني دار في كل يوم دنانير وعين له إذا أتمها جائزة أخرى زائده على أجرته اليومية وأجاب الكرماني بأن المراد أنها تعدل ثلث القرآن في أصل الأجر دون المضاعفة فمن قرأها ثلاث مرات كأنه قرأ من القرآن من غير مضاعفة ومن قرأها ثلاثين مرة فكأنه قرأ القرآن كله مع المضاعفة والأحسن أن يقال لا مانع من أن يخص الله بعض العبادة التي ليس فيها كثير مشقة بثواب أكثر ما هو من جنسها وأشق منها بأضعاف مضاعفة وهو سبحانه الذي لا حجر عليه ولا يتناهى جوده وكرمه فلا يبعد أن يتفضل جل وعلا على قارئ القرآن بكل حرف عشر حسنات ويزيد على ذلك أضعافًا مضاعفة لقارئ الإخلاص بحيث يعدل ثوابه ثواب قارئ ثلث منه غير مشتمل على تلك السورة ويفوض حكمه التخصص إلى علمه سبحانه وتعالى وكذا يقال في أمثالها وهذا مراد من جعل ذلك من المتشابه الذي استأثر الله تعالى بعلمه وليس هذا بأبعد ولا أبدع من تخصيص بعض الأزمنة والأمكنة المتحدة الماهية بأن للعبادة فيه ولو قليلة من الثواب ما يزيد أضعافًا مضاعفة على ثواب العبادة في مجاوره مثلًا ولو كثيره بل قد خصص الأزمنة والأمكنة بوجوب العبادة فيه وبعضها بحرمتها فيه. وله سبحانه وتعالى في كل ذلك من الحكم ما هو به أعلم أفاده في روح المعاني وقال ابن عبد البر السكوت في هذه المسأله أفضل من الكلام فيها وأسلم واختار في الفتح القول بمضاعفه الأجر أيضًا قال ومنهم من حمل ذلك على تحصيل الثواب فقال معنى كونها ثلث القرآن أن ثواب قراءتها يحصل للقارئ مثل ثواب من قرأ ثلث القرآن ويستأنس له بما رواه العقل عن رجاء الغنوي "من قرأ قل هو الله أحد ثلاث مرات فكأنه قرأ القرآن أجمع" وقيل مثله بغير تضعيف وهي دعوى بدون دليل ويؤيد الإطلاق ما أخرجه مسلم من حديث أبي الدرداء وفيه "قل هو الله تعدل ثلث القرآن" وساق روايات أخر أيد بها الإطلاق اهـ
(وفي الحديث) دلاله على مزيد فضل قل هو الله أحد لما تضمنه من تنزيه الله تعالى عن كل ما لايليق به لأنها مع قصرها جامعة لصفات الله الأحدية ومتضمنه لنفي ما لا يليق بجلاله من الوالد والولد والنظير فليس هناك من يمنعه كالوالد ولا من يساويه كالكفء ولا من يعينه كالولد، وهذه أصول مجامع التوحيد الاعتقاديه. وفيه جواز تكرار السورة الواحده في الصلاة مرات. وفيه أن الله يعطي على العمل القليل ما لا يعطيه على العمل الكثير.
وقد ورد في فضلها أحاديث أخر. منها ما أخرجه الترمذي والنسائي والأحكام ومالك عن أبي هريرة قال أقبلت مع رسول الله صلى تعالى عليه وعلى آله وسلم فسمع رجلًا يقر قل هو الله أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجبت فسألته ماذا يا رسول الله فقال الجنة، فقال أبوهريرة فأردت أن اذهب إلى الرجل فأبشره ثم فرقت أن يفوتني الغداء مع رسول الله صلى تعالى عليه وعلى آله وسلم فآثرت الغداء مع
رسول الله صلى الله تعالى وعلى آله وسلم ثم ذهبت إلى الرجل فوجدته قد ذهب.
ومنها ما أخرجه أحمد عن معاذ بن أنس الجهني عن رسول الله صلى الله تعالى وعلى آله وسلم قال "من قرأ قل هو الله أحد حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصر في الجنة" فقال عمر بن الخطاب إذًا نستكثر يا رسول الله تعالى عليه وعلى آله وسلم الله أكثر وأطيب
ومنها ما أخرجه الدرامي من طريق حيوة قال أخبرني أبو عقيل أنه سمع ابن المسيب يقول أن نبي الله صلى تعالى عليه وعلى آله وسلم قال "من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بني له بها قصر في الجنة، ومن قرأها عشرين مرة بني له قصران في الجنة، ومن قرأها ثلاثين مرة بني له بها ثلاثه قصور في الجنة" فقال عمر بن الخطاب والله يا رسول الله إذا لنكثرن قصورنا فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم الله أوسع من ذلك.
ومنها ما أخرجه الدرامي في مسنده عن أبي المغيرة عن صفوان الكلاعي قال قال رجلًا رسول الله أي سور القرآن أعظم قال قل هو الله أحد.
ومنها ما أخرجه البخاري ومسلم والنسائي عن عائشه رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بعث رجلًا على سريه وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بقل هو الله أحد فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله تعالى وعلى آله وسلم فقال سلوه لأي شيء يصنع ذلك فسألوه فقال لأنها صفه الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها فقال صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أخبروه أن الله يحبه. وفي رواية للبخاري أيضًا والترمذي عن أنس أطول منه في آخرها فلما أتاهم النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أخبروه الخبر فقال يا فلان ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك وما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعه فقال إني أحبها فقال حبك إياها أدخلك الجنة. ومنها ما رواه أبو نعيم من طريق عمرو بن مرزوق عن شعبه عن مهاجر قال سمعت رجلًا يقول صحبت النبي صلى الله تعالى وعلى آله وسلم في سفر فسمع رجلًا يقرأ قل يا أيها الكافرون فقال قد برئ من الشرك وسمع آخر يقرأ قل هو الله أحد فقال غفر له.
ومنها ما أخرجه الطبراني في معجمه وأبو يعلى في مسنده عن جابر يرفعه " ثلاث من جاء بهن مع الإيمان دخل من أي أبواب الجنة شاء وزج من الحور العين حيث شاء: من عفا عن قاتله وأدى دينًا خفيًا وقرأ في دبر كل صلاة مكتوبة عشر مرات قل هو الله أحد فقال أبو بكر أو إحداهن يا رسول الله قال أو إحداهن.
وفي إسناده عمر بن نبهان وقد تكلم فيه
(والحديث) أخرجه أيضًا مالك في الموطأ والبخاري والنسائي والبيهقي