الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأصبع بالإشارة
(والحديث) أخرجه أيضًا النسائي، وأخرج نحوه عن أبي هريرة بلفظ
أن رجلًا كان يدعو بأصبعيه فقال رسول الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أحد أحد.
وأخرجه الترمذي وقال حسن غريب
(باب التسبيح بالحصى)
(ص) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرٌو أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي هِلَالٍ حَدَّثَهُ عَنْ خُزَيْمَةَ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهَا أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- عَلَى امْرَأَةٍ وَبَيْنَ يَدَيْهَا نَوًى أَوْ حَصًى تُسَبِّحُ بِهِ فَقَالَ "أُخْبِرُكِ بِمَا هُوَ أَيْسَرُ عَلَيْكِ مِنْ هَذَا أَوْ أَفْضَلُ". فَقَالَ "سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي السَّمَاءِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي الأَرْضِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ بَيْنَ ذَلِكَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا هُوَ خَالِقٌ وَاللَّهُ أَكْبَرُ مِثْلُ ذَلِكَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِثْلُ ذَلِكَ. وَلَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ مِثْلُ ذَلِكَ. وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَاّ بِاللَّهِ مِثْلُ ذَلِكَ".
(ش)(رجال الحديث)(عمرو) بن الحارث بن يعقوب. تقدم بالثاني صفحه 47 و (خزيمة) لم يعرف نسبه. روى عن عائشه بنت سعد. وعنه سعيد بن أبي هلال. قال في التقريب لا يعرف من السابعة وقال في الميزان لا يعرف تفرد عنه سعيد بن أبي هلال. وذكره ابن حبان في الثقات.
و(عائشه بنت سعد بن أبي وقاص) الزهرية المدنية. روت عن أبيها وأم ذر. وعنها الحكم بن عتيبة ومالك بن أنس، وثقها العجلي وذكرها ابن حبان في الثقات. ماتت سنه سبع عشرة ومائه. روى لها البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي
(معنى الحديث)
(قوله دخل مع رسول الله على امرأة) لعلها كانت من محارم سعد أو إحدى أزواج النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أو كان قبل نزول الحجاب. على أنه لا يلزم من الدخول الرؤيه
(قوله نوى أو حصى) أو فيه للشك أو بمعنى الواو ، فتكون جمعت بين النوى والحصى في تسبيحها
(قوله أيسر عليك من هذا أو أفضل) أي أقل كلفه وأجزل ثوابًا، فأو بمعنى الواو وقيل للشك أو بمعنى بل، وإنما كان أفضل لما فيه من الإعتراف بالقصور وأنه لا يقدر أن يحصى ثناؤه، وما علمها النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أفضل مما تقول كمّا
وكيفًا فإن ما علمها يزيد على ما تقول عددًا وفيه بيان صفة الخالقية
(قوله عدد ما خلق في السماء) أي مقدار الذي خلقه في السماء أو مقدار خلقه الكائنين فيها، فما موصلة أو نكرة موصوفة وكذا يقال في البواقي
(قوله عدد ما هو خالق) أي عدد مخلوقات الله تعالى من الأزل إلى الأبد فهو إجمال بعد تفصيل، واسم الفاعل وإن كان حقيقة في الحال لكن بالنسبة إلى الله تعالى معناه الدوام والاستمرار
(قوله والله أكبر مثل ذلك) أي الله أكبر عدد ما خلق في السماء وعدد ما خلق في الأرض وعدد ما خلق بين ذلك وعدد ما هو خالق
(وفيه دلالة) على جواز عد التسبيح بالنوى أو الحصى فإنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم لم ينه المرأة عن ذلك بل أرشدها إلى ما هو أيسر لها وأفضل. ولو كان غير جائز لبين لها ذلك. ومثل النوى فيما ذكر السبحة إذ لا تزيد السبحة على ما في هذا الحديث إلا بضم نحو النوى في خيط ومثل هذا لا يعد فارقًا. على أنه قد ورد ما يدل على الترغيب في اتخاذها فقد أخرج الديلمى في مسند الفردوس من طريق زينب بنت سليمان بن علي عن أم الحسن بنت جعفر عن أبيها عن جدها عن علي رضي الله تعالى عنه مرفوعًا نعم المذكر السبحة. وقد ساق السيوطي آثار في الجزء الذي سماه المنحه في السبحة، وقال في آخره: لم ينقل عن أحد من السلف ولا من الخلف المنع من عد الذكر بالسبحة، بل كان أكثرهم يعدونه بها ولا يرون ذلك مكروهًا ومحل جواز اتخاذ السبحة للذكر ما لم يترتب عليه رياء أو سمعه وإلا منع كما يمنع وضعها في العنق كما يفعله بعض الجهلة ووضعها في اليد وإدارتها من غير ذكر. قال صاحب المدخل من البدع الشنيعة التي تصدر من متصوفة هذا الزمان ما يفعله بعضهم من تعليق السبحة في عنقه، وقريب من هذا ما يفعله بعض من ينتسب إلى العلم فيتخذ السبحة في يده كاتخاذ المرأة السوار في يدها ويلازمها وهو مع ذلك يتحدث مع الناس في مسائل العلم وغيرها ويرفع يده ويحركها في ذراعه وبعضهم يمسكها في يده ظاهرة للناس بنقلها واحدة واحدة كأنه يذكر عليها وهو يتكلم مع الناس في القيل والقال وما جرى لفلان وما جرى على فلان، ومعلوم أنه ليس له إلا لسان واحد فعده على السبحة على هذا باطل لما علمت أنه ليس له لسان آخر حتى يكون بهذا اللسان يذكر وباللسان الآخر يتكلم فيما يختار فلم يبق إلا أن يكون اتخاذها على هذه الصفة من الشهرة والرياء والبدعة
وقد سئل العلامه شيخ المشايخ على العدوي عن اتخاذ السبح (فأجاب) بأن اتخاذ السبح الكبار من خشب أو عظم أو غير ذلك حرام يجب التباعد عنه باتخاذ سبحة من السبح المعتادة مما لا يحصل بها شهرة إلا أنه بعد اتخاذها على الوجه المذكور لا يكون واضعًا لها في رقبته أو نحو ذلك مما يقتضي أن حاملها من أولاد الفقراء فيؤول أمره إلى الرياء المحرم بالاجماع ويحذر أيضًا مما يفعله بعض الناس من كونه يتكلم مع الناس في اللهو واللعب ويدير السبحة من أولها إلى آخرها يوهم أنه
يسبح في تلك الحالة. والحاصل أنه إذا تعاطى السبحة على الوجه المعتاد يتباعد عن الأمور المقتضية للشهرة والعجب والرياء لأن ذلك كله محبط للعمل.
(والحديث) أخرجه أيضًا النسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم والترمذي وقال حسن غريب من حديث سعد
(ص) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنْ هَانِئِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ حُمَيْضَةَ بِنْتِ يَاسِرٍ عَنْ يُسَيْرَةَ أَخْبَرَتْهَا أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَهُنَّ أَنْ يُرَاعِينَ بِالتَّكْبِيرِ وَالتَّقْدِيسِ وَالتَّهْلِيلِ وَأَنْ يَعْقِدْنَ بِالأَنَامِلِ فَإِنَّهُنَّ مَسْئُولَاتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ.
(ش)(رجال الحديث)(هانئ بن عثمان) أبو عثمان الجهني الكوفي. روى عن أمه حميضة، وعنه عبد الله بن داود ومحمد بن بشر ومحمد بن ربيعة، ذكره ابن حبان في الثقات وقال في التقريب مقبولة من الرابعة.
و(يسيره) بضم المثناه التحتية مصغرة ويقال أسيرة بالهمزه بنت ياسر أم ياسر، كانت من المهاجرات كما ذكره ابن حبان. روى لها أبو داود والترمذي
(معنى الحديث)
(قوله أمرهن أن يراعين) من المراعاة وهي الملاحظة تعني أمرهن صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أن يلاحظن الذكر بالتكبير الخ أي بقولهن الله أكبر وسبحان الله أو سبوح قدوس ولا إله إلا الله فهو من باب النحت
(قوله وأن يعقدن بالأنامل الخ) يعني يعددن التسبيح بالأنامل فإنهن يسألن يوم القيامة عما اكتسبن وفيم استعملن كسائر الأعضاء. ومستنطقات بفتح الطاء المهملة أي يطلب منهن النطق فينطقن ويشهدن لصاحبها أو عليه بما فعله قال الله تعالى "يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون"
(وفي الحديث) الحث على الذكر والترغيب في عده على الأنامل لتشهد له يوم القيامة ولتعود بركة الذكر عليها. وأن العد عليها أولى من عده على نحو السبحة. والحث على استعمال الأعضاء فيما يرضي الله تعالى عما يغضبه
(والحديث) أخرجه أيضًا أحمد والحاكم وكذا الترمذي مختصرًا بلفظ قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم "يا معشر النساء اعقدن بالأنامل فإنهن مسئولات مستنطقات"
(ص) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ -فِي آخَرِينَ- قَالُوا نَا عَثَّامٌ
عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ-يَعْقِدُ التَّسْبِيحَ قَالَ ابْنُ قُدَامَةَ- بِيَمِينِهِ.
(ش)(رجال الحديث)
(قوله عثام) بفتح العين المهملة وتشديد الثاء المثلثة ابن علي ابن هجير أبو علي الكوفي. روى عن الأعمش وهشام بن عروه والثوري وإسماعيل بن أبي خالد وغيرهم. وعنه مسدد ومحمد بن أبي بكر وعمرو بن حفص ومحمد بن هشام وغيرهم، وثقه أبو زرعة وابن حبان وابن سعد والحاكم وابن شاهين والبزار، وقال أبو حاتم صدوق وقال النسائي ليس به بأس. توفي سنه خمس وتسعين ومائة
(المعنى)
(قوله يعقد التسبيح) يعني يعد التسبيح على عقد أصابعه لما علمت من أنهن مسئولات مستنطقات
(قوله قال ابن قدامة بيمينه)
أي قال محمَّد ابن قدامة في روايته يعقد التسبيح بيمينه، أما غيره فلم يذكر قوله بيمينه
(والحديث) أخرجه أيضًا الحاكم والترمذي وقال حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الأعمش عن عطاء بن السائب. وروى شعبة والثوري هذا الحديث عن عطاء بن السائب بطوله
(ص) حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أُمَيَّةَ نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى أَبِي طَلْحَةَ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- مِنْ عِنْدِ جُوَيْرِيَةَ -وَكَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ فَحَوَّلَ اسْمَهَا- فَخَرَجَ وَهِيَ فِي مُصَلَاّهَا وَرَجَعَ وَهِيَ فِي مُصَلَاّهَا فَقَالَ "لَمْ تَزَالِي فِي مُصَلَاّكِ هَذَا". قَالَتْ نَعَمْ. قَالَ "قَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ لَوَزَنَتْهُنَّ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ".
(ش) ظاهر سياق المصنف أن الحديث من مسند ابن عباس وأنه شاهد القصة بنفسه، ولكن سياق الترمذي والنسائي يدل على أنه من مسند جويرية وأن ابن عباس روى القصة عنها ففي مسلم عن ابن عباس عن جويرية أن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم خرج من عندها بكرة (الحديث) وفي الترمذي والنسائي عن ابن عباس عن جويرية بنت الحارث أن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم مر عليها وهي تسبح. فعلى سياق المصنف يكون الحديث مرسل صحابي
(رجال الحديث (محمَّد بن عبد الرحمن) بن عبيد القرشي التيمي (مولى أبي طلحة)
الكوفي. روى عن السائب بن يزيد وأبي سلمة وكريب مولى ابن عباس وآخرين. وعنه شعبة ومسعر وشريك والسفيانان وعدة، وثقه ابن معين والترمذي ويعقوب بن سفيان وقال أبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود صالح الحديث. وقال النسائي ليس به بأس، روى له مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي والبخاري في الأدب.
و(جويرية) بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية، سباها رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم في غزوة المريسيع وتزوجها وروت عنه. وروى عنها ابن عباس وعبيد بن السابق ومجاهد بن جبر وكريب وعبد الله بن شداد. روى ابن سعد في الطبقات من طريق أيوب عن أبي قلابة أن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم سبى جويرية فجاء أبوها فقال: إن ابنتى لا يسبى مثلها فخل سبيلها، فقال أرأيت إن خيرتها أليس قد أحسنت؟ قال بلى فأتاها أبوها فذكر لها فقالت قد اخترت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم. توفيت سنه خمس وخمسين. روى لها الجماعة.
(معنى الحديث)
(قوله فخرج وهي في مصلاها الخ) وفي رواية النسائي أن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم مر عليها وهي في المسجد تدعو ثم مر بها قريبًا من نصف النهار فقال لها ما زلت على حالك؟ قالت نعم والمراد مسجد بيتها كما يؤخذ من رواية المصنف
(قوله لم تزالي في مصلاك الخ) على تقدير الاستفهام، وقد صرح به في بعض النسخ. وأجابت بنعم لأن زال للنفي ونفي النفي إثبات
(قوله قد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات) أي قد ذكرت بعد مفارقتي إياك أربع كلمات وكررتها ثلاث مرات. وفي رواية النسائي ألا أعلمك يعني كلمات تقوليهن؟ سبحان الله عدد خلقه سبحان الله عدد خلقه سبحان الله عدد خلقه سبحان الله رضا نفسه سبحان الله رضا نفسه سبحان الله رضا نفسه "الحديث"
(قوله لو وزنت بما قلت لوزنتهن) يعني لو قوبل ثواب هذه الكلمات بثواب ما ذكرتيه من أول الصبح إلى هذا الوقت لعادله وساواه أو لترجحت تلك الكلمات على جميع أذكارك وزادت في الأجر والثواب
(قوله سبحان الله وبحمده عدد خلقه الخ) أي وبحمده أحمده عدد جميع مخلوقاته الكائنات في الدنيا والآخرة وأسبحه وأحمده بمقدار رضا ذاته عمن رضي عنهم من النبيين والصدقيين والشهداء والصالحين، ورضاه عنهم لا ينقطع وأسبحه وأحمده بمقدار ثقل عرشه ومقدار مداد كلماته، والمداد بكسر الميم ما تمد به الدواة كالحبر، وكلمات الله لا تتناهى فكذلك ما كان بمقدار مدادها قال تعالى "ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفذت كلمات الله"
(وفي الحديث) دلالة على الترغيب في الذكر بهذه الكلمات وأن الذكر يتضاعف ويتعدد بعدد ما أحال عليه الذاكر وإن لم يتكرر الذكر فيحصل لمن قال سبحان الله عدد كل شيء مثلًا مرة ما لا يحصل لمن كرر التسبيح بدون إحاله على عدد،
(والحديث) أخرجه أيضًا مسلم والنسائي والترمذي وابن ماجه
(ص) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ نَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ نَا الأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَائِشَةَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ أَبُو ذَرٍّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَصْحَابُ الدُّثُورِ بِالأُجُورِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَلَهُمْ فُضُولُ أَمْوَالٍ يَتَصَدَّقُونَ بِهَا وَلَيْسَ لَنَا مَالٌ نَتَصَدَّقُ بِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "يَا أَبَا ذَرٍّ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ تُدْرِكُ بِهِنَّ مَنْ سَبَقَكَ وَلَا يَلْحَقُكَ مَنْ خَلْفَكَ إِلَاّ مَنْ أَخَذَ بِمِثْلِ عَمَلِكَ". قَالَ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ "تُكَبِّرُ اللَّهَ عز وجل دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَتَحْمَدُهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَتُسَبِّحُهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَتَخْتِمُهَا بِلَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ".
(ش)(قوله ذهب أصحاب الدثور بالأجور) الدثور جمع دثر بفتح فسكون المال الكثير. والأجور جمع أجر وهو ما يعود على الإنسان من ثواب عمله، والمراد أخذ أرباب الأموال الكثيره الثواب لتصدقهم بفضول أموالهم دوننا. وفي رواية مسلم ذهب أهل الدثور وبالدرجات العلا والنعيم المقيم
(قوله ولهم فضول أموال يتصدقون بها) وفي نسخه فضل أموال أي لهم أموال فاضلة عن كفايتهم يتصدقون بها. وفي رواية للبخاري وأنفقوا من فضول أموالهم وليس لنا أموال وفي رواية لمسلم ويتصدقون ويعتقون ولا نعتق
(قوله وليس لنا مال نتصدق به) أي وليس لنا مال زائد عن حاجتنا نتصدق به. وقالوا ذلك تحسرًا على ما فاتهم من الصدقة والبر مما لا يقدرون عليه وتعذر عليهم فعله لفرط حرصهم وقوة رغبتهم في العمل الصالح ظنًا منهم أن الصدقة لا تكون إلا بالمال، فأرشدهم النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم إلى ما يدركون به من سبقهم
(قوله إلا من أخذ بمثل عملك) يعني إلا من عمل عملًا مثل عملك، وقال صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ذلك تشويقًا له فيما سيذكره وتنبيها على عظم شأن ما يلقيه عليه
(قوله تكبر الله دبر كل صلاة الخ) أي تقول عقب كل صلاة الله أكبر ثلاثًا وثلاثين والحمد لله كذلك وسبحان الله كذلك وتختمها بقول لا إله إلا الله الخ
(وفي هذه) الرواية تقديم التكبير وتأخير التسبيح. وأكثر الروايات عند مسلم وغيره تقديم التسبيح
وتأخير التكبير، ولا منافاة بينهما لأن الكل جائز والعمل على تقديم التسبيح أولى على أن الواو لا تقتضي ترتيبًا
(قوله غفرت له ذنوبه الخ) جواب لشرط محذوف أي من قال ذلك غفر الله له ذنوبه ولو بلغت في الكثرة مثل زبد البحر وهو ما يعلو على وجه الماء من الرغوة عند هيجانه
(وفي هذا) دلالة على الترغيب في هذه الأذكار بالعدد المذكور عقب الصلوات المكتوبات
وقد ورد في التسبيح والتحميد والتكبير رويات مختلفة. منها ما رواه النسائي عن كعب بن عجرة عن زيد بن ثابت أن التسبيح والتحميد كذلك ثلاث وثلاثون والتكبير أربع وثلاثون،
ومنها ما رواه أيضًا عن عبد الله بن عمرة وقال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم "خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة، وهما يسير ومن يعمل بهما قليل: يسبح الله أحدكم في دبر كل صلاة عشرًا، ويحمد عشرًا، ويكبر عشرًا، فهي خمسون ومائه في اللسان وألف وخمسمائه في الميزان فأنا رأيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يعقدهن بيده، وإذا أوى أحدكم إلى فراشه أو مضجعه سبح ثلاثًا وثلاثين وحمد ثلاثًا وثلاثين وكبر أربعًا وثلاثين، فهي مائه على اللسان وألف في الميزان قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فأيكم يعمل في كل يوم وليلة ألفين وخمسمائه سيئة، قيل يا رسول الله وكيف لا يحصيهما؟ فقال إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في صلاته فيقول أذكر كذا أذكر كذا ويأتي عند منامه فينيمه" يعني قبل أن يقولها ومنها ما أخرجه النسائي أيضًا من طريق عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر أن رجلًا رأى فيما يرى النائم: قيل له بأي شيء أمركم النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم؟ قال أمرنا أن نسبح ثلاثًا وثلاثين ونحمد ثلاثًا وثلاثين ونكبر أربعًا وثلاثين فتلك مائه قال: سبحوا خمسًا وعشرين واحمدوا خمسًا وعشرين وكبروا خمسًا وعشرين وهللوا خمسًا وعشرين فتلك مائه، فلما أصبح ذكر ذلك للنبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم افعلوا كما قال الأنصاري وأخرج الترمذي نحوه وقال حسن صحيح
ومنها ما رواه أيضًا عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم "من سبح في دبر كل صلاة مكتوبة مائه وكبر مائه وهلل مائه وحمد مائه غفرت ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر"
ومنها ما أخرجه الترمذي عن ابن عباس: قال جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فقالوا يا رسول الله إن الأغنياء يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم أموال يعتقون بها ويتصدقون فقال: إذا صليتم فقولوا سبحان الله ثلاثًا وثلاثين مرة والحمد لله ثلاثًا وثلاثين مرة والله أكبر أربعًا وثلاثين ولا إله إلا الله عشر مرات فإنكم تدركون به من سبقكم ولا يسبقكم من بعدكم.
وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة من طريق سهيل "يسبح إحدى عشرة ويحمد ويكبر كذلك فجميع ذلك كله ثلاث وثلاثون" فعلم من هذه الروايات أن التسبيح
عقب الصلوات وارد على أعداد مختلفة فأي عدد منها عمل به الإنسان فقد وافق الوارد وأكثرها وأقواها رواية التسبيح ثلاثًا وثلاثين والتحميد والتكبير كذلك فالعمل بها أولى
(وأخذ) من هذه الروايات أن مراعاة العدد المخصوص في الأذكار عقب الصلوات معتبرة، فلا يتعداها الذاكر وإلا حرم ثوابها. قال في الفتح وقد كان بعض العلماء يقول إن الأعداد الوارده في الذكر عقب الصلوات إذا رتب عليها ثواب مخصوص فزاد الآتي بها على العدد المذكور لا يحصل له ذلك الثواب المخصوص لاحتمال أن يكون لتلك الأعداد حكمة وخاصية تفوت بمجاوزه ذلك العدد. قال شيخنا الحافظ أبو الفضل في شرح الترمذي "وفيه نظر" لأنه أتى بالمقدار الذي رتب الثواب على الإتيان به فحصل له الثواب بذلك فإذا زاد عليه من جنسه كيف تكون الزيادة مزيلة لذلك الثواب بعد حصوله اهـ.
ويمكن أن يفترق الحال فيه بالنية فإن نوى عند الانتهاء إليه امتثال الأمر الوارد ثم أتى بالزيادة فالأمر كما قال شيخنا لا محاله، وإن زاد بغير نية بأن يكون الثواب رتب على عشرة مثلًا فرتبه هو على مائه فيتجه القول الماضي وقد بالغ القرافي في القواعد فقال: من البدع المكروهة الزيادة في المندوبات المحدودة شرعًا لأن شأن العظماء إذا حدوا شيئًا أن يوقف عنده ويعد الخارج عنه مسيئًا للأدب اهـ. وقد مثله بعض العلماء بالدواء يكون مثلًا فيه أوقية سكر فلو زيد فيه أوقية أخرى لتخلف الانتفاع به، فلو اقتصر على الأوقية في الدواء ثم استعمل من السكر بعد ذلك ما شاء لم يختلف الانتفاع. ويؤيده ذلك أن الأذكار المتغايرة إذا ورد لكل منها عدد مخصوص مع طلب الإتيان بجميعها متوالية لم تحسن الزيادة على العدد المخصوص لما في ذلك من قطع الموالاة لاحتمال أن يكون للموالاة في ذلك حكمة خاصة تفوت بفواتها اهـ كلام الفتح
(والحديث) أخرجه أيضًا البخاري ومسلم بنحوه عن أبي هريرة قال: جاء الفقراء إلى النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فقالوا ذهب أهل الدثور الخ وأخرجه النسائي عن ابن عباس قال: جاء الفقراء إلى النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم الخ. فالسائل في روايتهم الفقراء وفي رواية المصنف أبو ذر ولا تنافي لأن أبا ذر كان من الفقراء
(باب ما يقول الرجل إذا سلم)
أي ما يقول من الدعاء إذا سلم من الصلاة
(ص) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ نَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ وَرَّادٍ مَوْلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَيُّ شَيْءٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى
الله تَعَالى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ إِذَا سَلَّمَ مِنَ الصَّلَاةِ فَأَمْلَاهَا الْمُغِيرَةُ عَلَيْهِ وَكَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ "لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ".
(ش)(أبو معاوية) محمَّد بن خازم الضرير
(قوله كتب معاوية إلى المغيرة) وكان المغيرة إذ ذاك أميرًا على الكوفة من قبل معاوية
(قوله فأملاها المغيرة عليه) من كلام ورّاد وفيه وضع ضمير الغائب موضع ضمير المتكلم، وكان مقتضى الظاهر أن يقول فأملاها عليّ كما في رواية الشيخين فان ورّادًا كان كاتب المغيرة
(قوله وله الحمد) زاد الطبراني من طريق أخرى يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير
(قوله ولا ينفع ذا الجد منك الجد) الجد رواه الجمهور بفتح الجيم وهو الحظ والغنى والعظمة والسلطان أي لا ينفع صاحب الغنى والسلطان والعظمة من عذابك ما ذكر، إنما ينفعه فضلك وعمله الصالح ، وقيل إن المراد بالجد أبو الأب أي لا ينفع ذا القرابة قرابتة وإنما ينفعه عمله فيكون على حد قوله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم عند مسلم من حديث أبي هريرة "ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه" قال السيوطي وحكى عن الشيباني كسر الجيم في الحرفين ومعناه الاجتهاد، أي لا ينفع ذا الاجتهاد منك اجتهاده بل ينفعه رحمتك. قال القرطبي وهذا خلاف ما عرفه أهل النقل ولا يعلم من قاله غيره
(وفي الحديث) دلالة على مشروعية هذا الذكر بعد السلام من الصلاة وأنه مرة واحدة. وفي رواية أحمد والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة أنه كان يقوله ثلاث مرات
(والحديث) أخرجه أيضًا الشيخان والنسائي والطبراني وعبد بن حميد في مسنده وزاد فيه قوله ولا رادّ لما قضيت وحذف قوله ولا معطي لما منعت
(ص) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى قَالَ نَا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- إِذَا انْصَرَفَ مِنَ الصَّلَاةِ يَقُولُ "لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ أَهْلُ النِّعْمَةِ
وَالْفَضْلِ وَالثَّنَاءِ الْحَسَنِ لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ".
(ش)(ابن عطية) إسماعيل بن إبراهيم تقدم بالثاني ص 264. و (أبو الزبير) محمَّد بن مسلم بن تدرس تقدم بالأول ص 24
(قوله إذا انصرف من الصلاة) يعني من الصلاة المكتوبة وفي رواية مسلم إذا سلم من الصلاة يقول بصوته الأعلى لا إله إلا الله الخ ولعله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان يرفع صوته تعليمًا للأمة
(قوله مخلصين له الدين) أي مخلصين له العبادة لا نشرك فيها غيره شركًا أصغر ولا أكبر ولو كره الكافرون الإخلاص في العبادة له تعالى
(قوله أهل النعمة) بنصب أهل على النداء أو بالرفع خبر لمبتدأ محذوف، أي أنت أهل النعمة وهي العطية من المال والعتق وغيرهما، وجمعها نعم وأنعم. وفي العرف الأمر المستلذ المحمود العاقبة
(قوله والثناء الحسن) أي الذكر الجميل، والثناء يستعمل في الخير والشر على الراجح فيكون ذكر الحسن للتأسيس، وقيل إن الثناء مختص بالخير فيكون ذكر الحسن للتأكيد
(والحديث) أخرجه أيضًا الشيخان والنسائي
(ص) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَنْبَارِيُّ نَا عَبْدَةُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ يُهَلِّلُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ فَذَكَرَ نَحْوَ هَذَا الدُّعَاءِ زَادَ فِيهِ "وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَاّ بِاللَّهِ لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ لَا نَعْبُدُ إِلَاّ إِيَّاهُ لَهُ النِّعْمَةُ". وَسَاقَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ.
(ش)(عبده) بن سليمان تقدم بالثالث ص 102
(قوله فذكر نحو هذا الدعاء) يعني نحو الذكر المتقدم وفي رواية النسائي كان عبد الله بن الزبير يهلل في دبر الصلاة يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له الخ
(قوله زاد فيه الخ) أي زاد هشام بن عروة في روايته عن ابن الزبير قوله ولا حول ولا قوه إلا بالله، لا إله إلا الله لا نعبد إلا إياه له النعمة
(قوله وساق بقيه الحديث)
(والحديث) ذكره مسلم بتمامه عن أبي الزبير قال: كان ابن الزبير يقول في دبر كل صلاة حين يسلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوه إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، قال ابن الزبير كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يهلل بهن دبر كل صلاة
(ص) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْعَتَكِيُّ -وَهَذَا حَدِيثُ مُسَدَّدٍ- قَالَا نَا الْمُعْتَمِرُ
قَالَ سَمِعْتُ دَاوُدَ الطُّفَاوِيَّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو مُسْلِمٍ الْبَجَلِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ سَمِعْتُ نَبِيَّ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ وَقَالَ سُلَيْمَانُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ فِي دُبُرِ صَلَاتِهِ "اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ أَنَا شَهِيدٌ أَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ أَنَا شَهِيدٌ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ أَنَا شَهِيدٌ أَنَّ الْعِبَادَ كُلَّهُمْ إِخْوَةٌ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ اجْعَلْنِي مُخْلِصًا لَكَ وَأَهْلِي فِي كُلِّ سَاعَةٍ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ اسْمَعْ وَاسْتَجِبِ اللَّهُ أَكْبَرُ الأَكْبَرُ اللَّهُمَّ نُورَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ". قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ "رَبَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ". "اللَّهُ أَكْبَرُ الأَكْبَرُ حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ اللَّهُ أَكْبَرُ الأَكْبَرُ".
(ش)(رجال الحديث)(المعتمر) بن سليمان و (داود) بن راشد أبو بحر الكرماني البصري روى عن مسلم بن مسلم وأبي مسلم البجلي. وعنه المعتمر وجرير بن عبد الحميد وعمرو بن مرزوق وعبد الله بن يزيد قال ابن معين ليس بشيء وقال العقيلي حديثه باطل لا أصل له
و(الطفاوي) بضم الطاء المهملة نسبة إلى طفاوة حة من قيس عيلان. روى له أبو داود والنسائي في عمل اليوم والليلة،
و(أبو مسلم البجلي) لم يعرف اسمه روى عن زيد بن أرقم وابن عمر. وعنه داود الطفاوي، قال في التقريب مقبول من الرابعة وذكره ابن حبان في الثقات، روى له أبو داود والنسائي في عمل اليوم والليلة
(معنى الحديث)
(قوله أنا شهيد الخ) أي معترف بأنك أنت الله المربي لكل شيء حال كونك منفردًا بذلك لا شريك لك
(قوله أن العباد كلهم إخوة) لأنهم كلهم من آدم وحواء قال تعالى {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} الآية
(قوله وأهلي الخ) عطف على ياء المتكلم في اجعلنى أي اجعلني وأهلي مخلصين لك دائمًا في أمور الدنيا والآخرة بحيث لا توجد ساعة إلا أن نكون في طاعه مقرونة بالإخلاص
(قوله اسمع واستجب) يعني سماع إجابة وقبول
(قوله اللهم نور السموات والأرض) أي منورهما بالشمس والقمر والكواكب
(قوله قال سليمان بن داود الخ) أي قال سليمان بن داود في روايته رب السموات والأرض بدل قوله نور السموات والأرض
(قوله حسبي الله الخ) أي كافيني الله فيما احتاج إليه ونعم الوكيل أي المفوض إليه الأمر
(والحديث) أخرجه أيضًا النسائي والدارقطني. وهو ضعيف لأنه من طريق داود الطفاوي وفيه مقال
(ص) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ نَا أَبِي نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَمِّهِ الْمَاجِشُونَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- إِذَا سَلَّمَ مِنَ الصَّلَاةِ قَالَ "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أَسْرَفْتُ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إِلَاّ أَنْتَ".
(ش)(أبو عبد الله) معاذ بن معاذ بن حسان العنبري. تقدم بالثاني صفحه 116 و (الماجشون) يعقوب بن أبي سلمة تقدم بالخامس صفحه 168
(قوله ما قدمت وما أخرت الخ) أي ما وقع مني من الخطأ في الماضي وما يقع في المستقبل وما أخفيت من الخطايا وما أظهرته وما جاوزت فيه الحد وما أنت أعلم به مني مما وقع من الذنوب التي لا أعلمها
(قوله أنت المقدم والمؤخر) فتقدم من تشاء من خلقك فيتصف بصفات الكمال ويتحقق بحقائق العبودية بتوفيقك. وتؤخر من تشاء من عبادك عن الخير
(والحديث) يدل على مشروعية الدعاء بعد السلام من الصلاة بهذا الدعاء، ووقع نظيره في رواية لمسلم وابن حبان. وفي رواية لمسلم عن علي أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان يقول هذا الدعاء بين التشهد والسلام. ويجمع بأنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان يقوله تارة قبل السلام وتارة بعده
(والحديث) أخرجه أيضًا مسلم والترمذي ضمن حديث طويل وكذا البخاري من حديث أبي موسى الأشعري وأخرجه أيضًا ابن حبان
(ص) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ طُلَيْقِ بْنِ قَيْسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- يَدْعُو "رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ وَاهْدِنِي وَيَسِّرْ هُدَايَ إِلَيَّ وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي لَكَ شَاكِرًا لَكَ ذَاكِرًا لَكَ رَاهِبًا لَكَ
مِطْوَاعًا إِلَيْكَ مُخْبِتًا أَوْ مُنِيبًا رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي وَاغْسِلْ حَوْبَتِي وَأَجِبْ دَعْوَتِي وَثَبِّتْ حُجَّتِي وَاهْدِ قَلْبِي وَسَدِّدْ لِسَانِي وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي".
(ش)(رجال الحديث)(سفيان) الثوري و (عبد الله بن الحارث) الزبيدي النجراني الكوفي روى عن ابن مسعود وجندب بن عبد الله وطليق بن قيس. وعنه حميد بن عطاء وعمرو بن مرة وضرار بن مرة والمغيره بن عبد الله وثقه النسائي وابن معين. روى له مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه والبخاري في الأدب
و(طليق) بالتصغير كما يؤخذ من التقريب (بن قيس) الحنفي الكوفي. روى عن أبي ذر وأبي الدرداء وابن عباس وعنه أخوه عبد الرحمن وعبد الله بن الحارث، وثقه النسائي وأبو زرعة وذكره ابن حبان في الثقات روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه
(معنى الحديث)
(قوله رب أعني الخ) أي على طاعتك وعلى أعدائي ولا تعن علي أحدًا منهم
(قوله وامكر لي ولا تمكر علي) المراد ألحق عذابك بأعدائي لا بي. والمكر في الأصل الخداع وإظهار خلاف ما في الباطن وهو محال على الله تعالى، والمراد لازمه من العذاب والانتقام وقيل هو استدراج العبد بالطاعة فيتوهم أنها مقبوله وهي مردودة بما وقع فيها من الرياء والسمعة
(قوله واهدني ويسر هداي إليّ) أي دلني على طرق الخير وسهل سلوكها إلي
(قوله وانصرني على من بغى علي) أي تعدى علي، وذكره بعد قوله وانصرني ولا تنصر علي من ذكر الخاص بعد العام لمزيد الاعتناء بالانتصار على أهل العدوان
(قوله اللهم اجعلني لك شاكرًا الخ) أي اجعلني معترفًا لك بنعمائك علي خائفًا عذابك خاصة كثير الطاعة خاشعًا متضرعًا إليك دون غيرك فمخبتًا من الإخبات وهو الخشوع وقيل من الخبت وهو الاطمئنان قال تعالى "واخبتوا إلى ربهم" أي اطمأنوا إلى ذكره وسكنت نفوسهم لأمره، وقوله أو منيبًا هكذا في نسخ أبي داود بالشك من الإنابة وهي الرجوع إلى طاعه الله تعالى وفي رواية ابن ماجه والترمذي "رب اجعلني لك شاكرًا لك ذاكرًا لك رهابًا لك مطيعًا إليك مخبتًا إليك أواهًا منيبًا" أي كثير التأوة والبكاء ومنه قوله تعالى لأواه حليم. فلعله كان هكذا في رواية المصنف فسقطت الألف والهاء من النساخ هذا وتقديم الجار والمجرور فيما ذكر على عامله للاهتمام وقصد التخصيص
(قوله واغسل حوبتي الخ) أي أزل خطيئتي وإيماني فالحوبة الإثم وثبت حجتي أي قولي وإيماني في الدنيا وعند جواب الملكين
(قوله وسدد لساني) أي أنطقه بصواب القول
(قوله واسلل سخيمة قلبي) أي أخرج الحقد والحسد من قلبي، فالسخيمة بفتح المهملة وكسر المعجمة الحقد والحسد، وسلها إخراجها وتنقية القلب منها من سل السيف إذا أخرجه من الغمد
(والحديث) أخرجه أيضًا النسائي وابن ماجه والترمذي وقال حسن صحيح وابن حبان والحاكم وصححاه
(ص) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ نَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ قَالَ سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ قَالَ "وَيَسِّرِ الْهُدَى إِلَيَّ". وَلَمْ يَقُلْ "هُدَايَ".
(ش)(يحيى) بن سعيد القطان
(قوله بإسناده ومعناه) أي بإسناد عمرو بن مرة للحديث السابق ومعناه
(قوله قال ويسر الهدى إلي) أي قال يحيى ما ذكر بدل قول محمَّد بن كثير في الرواية السابقه ويسر هداي
(ص) قَالَ أَبُو دَاوُدَ سَمِعَ سُفْيَانُ مِنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالُوا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ حَدِيثًا.
(ش) أي سمع سفيان الثوري من عمرو بن مرة ثمانية عشر حديثًا منها الحديث السابق والغرض من هذا بيان أن الحديث متصل. وأن العنعنة في الطريق الأول لا تضر
(ص) حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ نَا شُعْبَةُ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا سَلَّمَ قَالَ "اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ".
(ش)(الرجال)(عبد الله بن الحارث) الأنصاري أبو الوليد البصري نسيب ابن سيرين روى عن النبي مرسلًا وعن أبي هريرة وابن عباس وزيد بن أرقم وابن عمر وأنس وغيرهم. وعنه ابنه يوسف وعاصم الأحول وعبد الحميد صاحب الزيادي وأبو أيوب السختياني وجماعة. وثقه أبو زرعة والنسائي وذكره ابن حبان في الثقات وقال أبو حاتم يكتب حديثه. روى له الجماعة. وقد تقدم بالسادس صفحه 207 لكن لم يترجم
(المعنى)
(قوله اللهم أنت السلام) أي السالم مما يلحق الخلق من العيب والفناء والنقص وقيل المسلم على الأنبياء في الدنيا وعلى المؤمنين في الجنة
(قوله ومنك السلام) أي السلامة من الآفات الدنيوية والأخروية وكان صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يقول ذلك عقب السلام وهو مستقبل القبلة قبل أن يتحول كما يشير إليه حديث مسلم والترمذي عن عائشه كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم إذا سلم لم يقعد إلا مقدار ما يقول اللهم أنت السلام الخ
(قوله تباركت يا ذا الجلال والإكرام) أي تكاثر خيرك وتزايد برك يا صاحب العظمة والإحسان
(والحديث) أخرجه أيضًا النسائي بلفظ المصنف، وأخرجه أحمد ومسلم والترمذي وابن ماجه بنحوه
(ص) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَنَا عِيسَى عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ أَبِي عَمَّارٍ عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ "اللَّهُمَّ". فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ عَائِشَةَ رضي الله عنها.
(ش)(رجال الحديث)(عيسى) بن يونس و (الأوزاعي) عبد الرحمن بن عمرو و (أبو عمار) شداد بن عبد الله القرشي الدمشقي، روى عن شداد بن أوس وواثلة وعمرو بن عبثة وأبي أسماء الرحبي وغيرهم. وعنه الأوزعي وعكرمة بن عمار وعوف الأعرابي وجماعة وثقه العجلي وأبو حاتم والدارقطني ويعقوب بن سفيان وقال ابن معين والنسائي ليس به بأس وذكره ابن حبان في الثقات. روى له مسلم والأربعة. و (أبو أسماء) الرحبي بفتح الحاء الدمشقي عمرو بن مرثد أو ابن أسماء وقيل اسمه عبد الله. روى عن ثوبان وأبي ذر شداد بن أوس ومعاوية وأبي هريرة وغيرهم. وعنه أبو قلابة وشداد بن عمار ومكحول الشامي وربيعة بن يزيد وجماعة قال العجلي تابعي ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات. روى له مسلم والأربعة والبخاري في الأدب
(معنى الحديث)
(قوله إذا أراد أن ينصرف من صلاته) هو هكذا في رواية الترمذي والمراد أنه إذا أراد الدعاء بعد الانصراف مع موضع صلاته لما في رواية مسلم والنسائي وابن ماجه: كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر الله ثلاثًا، وهو الموافق لقول عائشه في الحديث السابق إذا سلم قال اللهم أنت السلام الخ
(قوله استغفر الله ثلاث مرات) ظاهرة الإطلاق فيصدق على أي صيغة من صيغ الاستغفار وسئل الأوزاعي عن ذلك فقال: يقول استغفر الله فقد قال مسلم ثنا داود ابن رشيد قال ثنا الوليد عن الأوزاعي عن أبي عمار اسمه شداد بن عبد الله عن أبي أسماء عن ثوبان قال: كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثًا وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، قال الوليد فقلت للأوزاعي كيف الاستغفار قال: يقول استغفر الله استغفر الله
(وفي الحديث) دلالة على مشروعية الاستغفار ثلاث مرات بعد الصلاة والثناء على الله بهذا الذكر: اللهم أنت السلام الخ عقب السلام وقبل الانصراف من موضع الصلاة. وحكمه الاستغفار عقب الصلاة الإشارة إلى أنه